12 جرعة من الكيتامين

السبت 2022/01/01
تخطيط: حسين جمعان

بلاد الضوضاء

مستسلماً لرغبة الأشواك الهائجة أمام عيني
مثلما يستسلم الآخر لرائحة الغاز المتسرّبة
جرّبت التأمّل في وردةٍ تحجبُ الضوضاء وراء تاجها.

البلاد توزّع صديدها على كلّ حجر
الحجر ذاته الذي خاله الشريد وسادة.

البلاد
في هذه الآونة
تفرك جلود الموتى بلهاثها الصدئ.

 

دغلٌ خرساني

أجول في شارعٍ مقفرٍ
أستجدي شبحاً أن يتوّه خطوي
فلا أسمعُ صوتاً حادّاً،

جميع الأشباح لابثون بين شقوق الجدران المتصدّعة
أصرخ داخلها
فلا يرجع إليّ الصدى.

 

أحلام صغيرة

أمس رميت في البحر ثلاثة أحلام
أوّلها أن أجن
ثانيها أن يفتح الأفق ذراعيه للريح
وثالثها
ألا يمحو الماء جثث الغرقى

رميتها
ولم يحدث ارتطامها بالماء صوتاً.

 

غرفة

لأجل غرفةٍ يستمني البعوض فيها
رتّبت خوفاً ليلياً ولم تصبني وحشتها
أغرقت فضاءها بغبار الرفوف
ركّبت في سرّتها لمبةً محروقةً
ولم تصبني وحشتها.

الغرفة مضجرةٌ
لعدم معانقتها هدير السيارات
كلما وضعت أصيص الشاي على شبّاكها اختنقت
كلّما كتبتُ على جدرانها كلمةً
ألفت تغنّي باهتياج.

الغناء في عتمة الغرفة لا يزعج سعالي المتكرّر
الغناء كان رطباً
يؤنس ضجر الغرفة.

 

باب دار المنفي

تخطيط: حسين جمعان
تخطيط: حسين جمعان

الباب المكفهرّ كبائعٍ متجوّل
هامدٌ كحجرٍ معشوشبٍ
يغمز المارّة
يسألهم عن بائسٍ أغلقه
ونسي إضاءة شمعته لدى مغادرته.

 

جارة الرضى

عادةً ما تخرجُ جارتي إلى شرفتها بالبوكسر
عيناي تراها
ولا تشردان عن مشهد الظلمة في الحي.
….
سمعتها يوماً تقول لصديقتها
“عادةً ما يكون الحيّ مظلماً
عيناي تراه
ولا تشردان مشهد عن خروج جاري إلى شرفته بالبوكسر”.

 

Freedom

القيحُ غير مدرك لاتّساع سجونه
جسده السريع
الذائب
لا يسأل عن اتّساع الثقوب.

 

Fausses Scènes

وكنت حينما ألوّح لطائرةٍ تجعر فوق رأسي
أحاولُ مداعبة الهواء لئلا يخلد إلى النوم
أسجّل هدير محرّكاتها
لئلا تفسد عليّ مواقيت أحلامي.

 

توقيت الهرب

سأجرّب وضع علبة سجائري على حافّة الدرابزين
سأتركها مفتوحة
علّ عمري فوق هذه الشرفة يقصر.

 

أمنيات مارق

لو أنّ الحديقة تهدهد أغصانها أيّام الصيف
كما في أيّام الشتاء
لو أنّ العابرين يضحكون لرؤية سروالي الضيّق
لو أنّ مصابيح البيوت تمدّ إليّ أعناقها
وتزعج صمتي الفاتر
لو أنّني انتشقت كلّ ما تلفظه طحالب الحجارة مرّةً واحدة
ثمّ رميتُ ما برأسي وراء الدرابزين
ونسيت أنّني داخل عالمٍ ضيّق.

 

فكرة انتحار لا إرادي

يمرّ قبالتي عجوزٌ لا أعرفه
يعطيني بضع حبّات من الجوز الأخضر
أبقى جالساً
أراقب دهشة الجبل من بلوزتي الحمراء
أمسّد مقعدي الإسمنتي المتجوّي
أمنّي نفسي بريح
تعضّ وجهي المثقل بالمآسي الذائبة

“ما عجبوك الجوزات” يقول لي العجوز
أتخيّل أنّني جوزة داخل كيسه الخيش
يعطيني لعابرٍ لا يعرفه
يكسرني
ويأكلُ مآسيّ الذائبة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.