المختصر

الثلاثاء 2015/12/01

حوار من أجل القرن الجديد

"لنقحم أنفسنا" عنوان كتاب يضم حوارا بين علمين هما الفرنسي إدغار موران، الفيلسوف وعالم الاجتماع الذي يهتم بالتطورات المضطردة للعالم ، والإيطالي ميكل أنجلو بيستوليتّو، أحد رموز الفن المعاصر ومؤسس مدينة الفنون، التي جعلت من غاياتها وضع صيغ لتدخل الفن في شتى مجالات المجتمع المدني. الحوار تم برعاية فيليب كاردينال وهاري ينكوفيتشي، للنظر في ما يمكن أن يكون عليه القرن الحالي، لأن سفينة العالم في رأيهم تمضي إلى ما لا تحمد عقباه، وأن الوقت حان لفتح سبل أخرى. وخلاصته أشبه بمانيفستو يحض جميع الأطراف المعنية بأن يقحموا أنفسهم بشكل عملي جادّ وفعال لرفع رهانات المستقبل. ففي هذه المرحلة الانتقالية التاريخية التي نمر بها، لم يعد الاستنكار وحده يكفي، بل لا بدّ من تصور صيغ تحول هامة على المستوى العالمي، تشترط تغييرات عميقة في طريقة تفكيرنا وتدخلنا.

دعوة لإعادة اكتشاف فن الكون

"فن الكون" كتاب لعالم الفيزياء الفلكية الإنكليزي جون بارّو، الذي يتأمل بعين رجل العلم الأشياء التي تتجاوز عادة نظرة العالم، ويستكشف الطريقة التي كوّنتنا بها قوانين الكون وألهمت ثقافاتنا وميثولوجياتنا، وتصورنا للزمن، وتعبيراتنا الفنية، ويبين كيف أن الفن، في المقابل، يتيح رؤية أخرى لبنى الكون وتناسقه. يرى بارّو أننا سليلو تطور يستند إلى قوانين الطبيعة وقواها، وأننا نحتل موضعا في نسيج الكون، صغير جدا داخله، وعملاق قياسا بالعالم المجهري، ومن عجب أنه موضع منطقي، ومتميز بشكل ملحوظ لأنه يمنحنا قدرة فهم معرفتنا والتعبير عنها. وفي رأيه أن نظرية التطور وبنى المجرات وأطوار القمر وتشجّر النباتات وأصل الكلام ودراسة البقايا المتحجرة تلهم ثقافتنا في كل أبعادها. في موازاة ذلك، تنهل مزهريات الصين القديمة وموسيقى باخ ورسوم بيكاسو ولوحات مانيه من محيطنا الطبيعي وإدراكنا له، فيصبح العالم شاهدا على التقاء بين التخيل العلمي والبحث الفني.

سجناء عرب في كورسيكا

في كتاب "الحياة هناك، عرب في كورسيكا في نهاية القرن التاسع عشر"، ترصد عالمة الاجتماع والأننتروبولوجيا الجزائرية فانّي كولونّا مصائر خمسمائة وثمانية وأربعين جزائريا أغلبهم من البربر، قضوا جانبا من حياتهم في كالفي بجزيرة كورسيكا من 1871 إلى 1903 بوصفهم مساجين حرب. انطلاقا من الأرشيف المحلي، تركز الكاتبة على مصائر ثلاثة مساجين من منطقة القبائل وجبال الأوراس ووادي بني مزاب، وتبحث في نمط تعايش هذه الطائفة المكونة من مجموعات صغيرة، قادمة من الضفة الجنوبية للمتوسط، مع سكان أصليين لا يتجاوز عددهم آنذاك ألفي نسَمة طوال أكثر من ثلاثين عاما، خصوصا وأن أفرادها لم يكونوا معتقلين أو معزولين، بل كانوا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، ويمارسون ما يمارسه أهل الجزيرة بمسؤولية وشجاعة وتهور أحيانا، فمنهم الجاد ومنهم من مال إلى الانحراف والصعلكة. وتتساءل عن موقف الكورسيكيين في هذه الجيرة التي امتدت في الزمان، خصوصا في ظرف شهدت فيه الجزيرة تراجعا اقتصاديا واجتماعيا ملحوظا، وعن علاقة كورسيكا بفرنسا التي تتبدى كسلطة مهيمنة أكثر من سلطة إشراف.

الواقع بين الأمانة العلمية والخيال الفني

"الآداب الإقليمية والإثنولوجيا" كتاب يجمع أعمال ملتقيين نظمهما عامي 2010 و2011 متحف موسيون أرلاتن ودار آكت سود بمدينتي كركاسون وآرل جنوبي فرنسا، وصدر تحت إشراف عالمة الإثنولوجيا سيلفي ساني. وهي نصوص يساهم المشاركون، كل على طريقته، في إثراء الجدل حول العلاقات المعقدة والمتشابكة بين الأنثروبولوجيا والأدب، مع التركيز على الإثنولوجيا ومقدماتها الفلكلورية من جهة، والآداب الإقليمية التي تنهل جميعها من طرافة البيئة المحلية وخصوصياتها من جهة أخرى. من هذه الزاوية يعاد النظر في ما يصل العلوم بالآداب بعضها ببعض، أو يفصلها بعضها عن بعض، وتسلط أضواء جديدة تبرز أن التوافق بينهما ليس من تحصيل الحاصل، نظرا لتباين وسائل الإثنوغرافي والكاتب في نقل عوالم محددة، فالأول يستهدي بالدقة العلمية وصرامة مناهجها، والثاني يعتمد الخيال الفني، فيقدم ويؤخر، ويصغّر أو يضخم الحقائق نفسها الموجودة على أرض الواقع.

مكيافيل في القرن الواحد والعشرين

"مكيافيل لابني" هو أول كتاب لجان باتيست هانكان، أمين عام المعهد العالي للفيزياء والكيمياء الصناعيتين بباريس، يستعيد فيه تقليدا باروكيا يقوم على تقديم الصورة المضادة للأصل. في عشرة فصول، يتوجه أب إلى ابنه بتوصيات هدفها إعداده لمواجهة عنف البشر وإيقاع عصرنا الرهيب، فينقل إليه المعرفة والإيثيقا الضروريتين لتحقيق الذات، مازجا فلسفة الفطرة السليمة بفلسفة المقتضيات الملحّة، ممركزا على "الخصال المضادة" للأمير، حيث ينصحه بألا يتوانى عن الكذب والإغواء وتسخير الآخرين والتصرف ضد إيمانه ومشاعره، وأن يتخلص من الأخلاق الجاهزة والموهمة والمضللة. والكاتب إذ يوجه القارئ نحو حكمة مفارقة، هي حكمة من يريد النجاح بمعانقة الواقع بدل الهروب منه، إنما ينتقد في سخرية مرة راهنا يسيطر فيه الأقوياء، ومرحلة تسوي بين من بين بيده مفاتيح المعرفة وبين من هو خلو منها، ويحلل الوسائل التي لا يتورع أصحاب النفوذ في استعمالها ليزدادوا عظمة وقوة.

العولمة أو الاستعمار الجديد

"الحرية قادتنا هنا" عنوان رواية للسويدي غونّار أرديليوس، يصور فيها الوجه المظلم لبدايات العولمة، والتباسات تتراوح بين تفاؤل غير واع واستياء محرر من الوهم، من خلال شخصيات واقعت في فخ الوجه الجديد للاستعمار. تقع أحداث الرواية في ليبريا مطلع ستينات القرن الماضي، وبطلها هكتور القادم من السويد رفقة زوجته وابنه للعمل في شركة استثمار معدني مديرا للطاقة العاملة. ولكنه سرعان ما يصطدم بالمعاملات السيئة التي يقابل بها مسؤولو الشركة الأهالي والعمال، وتتبدى له النزعة الاستعمارية القديمة القائمة على القهر والاستعباد وهدر الحقوق. فأما زوجته مارغريت فقد ضاقت بقيظ ليبيريا وغبارها وأهلها الذين صارت تنظر إليهم باستعلاء ونفور. وأما الابن مارتن فقد كان يحلم بثورة عالمية، وتضامن بروليتاري دولي، بعد أن أقام علاقة مع جنّان شاب ليبيري في مثل سنه، صار يحثه على الصراع جنب الليبريين المضطهدين، الذين بدؤوا يضربون عن العمل احتجاجا على تجاوزات أعرافهم البيض، ويدعوه إلى مقاومة المستعمرين الجدد.

عيسى في الإسلام

"عيسى حسب محمد" عنوان كتاب لكاتبين وسينمائيين في الوقت نفسه هما جيروم بريور وجيرار مورديا، سبق أن أنتجا سلسلة أفلام عن أصول الديانة المسيحية وتنصير الإمبراطورية الرومانية. في هذا الكتاب ينطلقان من كون قليل من الناس في الغرب يعرفون المقام الجليل لعيسى في القرآن، ومن آيتين من سورة "النساء" عن صلب المسيح لفهم أصول الدعوة المحمدية، وتطورها في بيئة وثنية وتأثرها الواضح بالمرجعيات التوراتية. ويتتبع نشأة الدين الإسلامي في مطلع القرن السابع الميلادي. ويتساءلان لماذا وكيف صار يهودي الجليل، الذي تحول إلى مؤسس للديانة المسيحية، يدعى في شبة الجزيرة العربية بـ "عيسى المسيح" و"ابن مريم" و"رسول الله" أي آخر الأنبياء قبل نبي الإسلام. "عيسى حسب محمد" يرافق ويكمل "عيسى والإسلام" السلسة الجديدة التي أنجزها بريور ومورديا لقناة أرتي الفرنسية الألمانية، وفيها تدخلات لستة وعشرين باحثا من أكبر الباحثين العالميين في الإسلام.

إشكالية الذاكرة

بعد "الأسطورة والدين في اليونان القديمة" و"الكون والآلهة والبشر" صدر لجان بيير فرنان (1914- 2007) المؤرخ المتخصص في اليونان وأساطيرها كتاب "عبور الحدود، بين الأسطورة والسياسة" عنوان كتاب جديد بعنوان "عبور الحدود"، الجزء الثاني لكتابه "بين الأسطورة والسياسة"، وهو عبارة عن مواجهة بين الماضي والحاضر، بين موضوعية العالم المتعفف والتزام المناضل المتحمس، لطرح مشكلات الذاكرة، وخاصة الصعوبات التي تعترض مؤرخ الزمن الراهن عند الحديث عن السنوات السوداء التي تظل متلبسة بالذكريات، ورهاناتها التي لها من قوة الحضور ما لا يسمح بتناول المرحلة المنقضية بما يفترض من بعد مسافة. فبأي شيء نثق، يقول الكاتب. بشهادات الناجين، بالأرشيف... بين الماضي والحاضر، بين الأسطوري والسياسي، بين القريب والبعيد، المألوف وغير العادي، بين الفرد وذكرياته يبقى تخطي الحدود الثيمة الطاغية في هذا الكتاب.

حداثة هجينة

جان كلود غييبو هو كاتب وصحافي وناشر، صدر له هذه الأيام كتاب بعنوان "بداية عالم" يستكشف فيه أوضاع الثقافات الكبرى من إفريقيا إلى الصين ومن الهند إلى أمريكا اللاتينية، وهي في حالة مخاض ونماء وتطور ليبشر - أو ينذر - بظهور حداثة حقيقية كونية، كموعد لا محيد عنه وحدث لا مثيل له في تاريخ الإنسانية. يقول : "نحن في بداية عالم. هذا البروز الذي نعيشه في خوف يعلن عن زوال العالم القديم، ذلك الذي ولدنا فيه. هذا الخوف الذي يستبد بمجتمعاتنا لا بد من تجاوزه، لأن العالم الجديد قد يحمل تهديدا ربما، ولكنه يحمل أيضا وعودا بحياة أفضل. فهو يمثل بزوغ حداثة مغايرة بشكل راديكالي، لا تندمج في الغرب كما كانت الحال منذ أربعة قرون، بل ستكون هجينة.

بونفوا وشكسبير

ضمن سلسلة "مكتبة القرن الحادي والعشرين، صدر للشاعر الفرنسي الكبير إيف بونفوا الذي يدرس الأدب في الكولاج دو فرانس كتاب بعنوان "تردد هاملت وقرار شكسبير" يحاول فيه أن يسلط الضوء على فكر شكسبير وعلى أحد أبطاله الأكثر إشكالية ونعني به هاملت، الذي أدرك إفلاس مجتمع، ويقينياته، وقيمه". ويقدم لنا من خلاله دليلا آخر كي نفهم لماذا لا يزال هذا المؤلف حاضرا بيننا، قريبا منا، شاهدا على فزعنا وتخوفاتنا، حاملا لما تبقى لنا من تمنيات، رغم أنه عاش في عصر آخر ولى وانقضى، وزمن لن يعود. يقول بونفوا : "شكسبير يسيطر على فكرنا لأن هذه الفكر مفزع. في هذه التراجيديا التي تعبر عن خيبة الكينونة، هل صحيح أن مفارقات الدلالة لا تلتقي إلا لكي لا تترك مكانا لأمل في المعنى ؟ لا أظن."

من قصيدة النثر إلى الكتابة الآلية

"الابتكار في الأدب" عنوان كتاب لجان بيير برتران المتخصص في تاريخ الأشكال الأدبية في القرن التاسع عشر ومدرس سوسيولوجيا الأدب في جامعة لييج البلجيكية، يستعرض فيه الجمالية الجديدة التي ظهرت في القرن التاسع عشر في نفس الوقت الذي شهد اختراعات علمية وصناعية، حيث ظهرت نظرية ابتكار أدبي تجاوزت المعايير القديمة للتقليد والتخييل كعنصرين أساسيين في الإنتاج الفني، وكما هي الحال في الحرف والصنائع شرع في ابتكار أطر جديدة ( أجناس، أشكال، تقنيات ) تعلن نسبها لنوع من "تقدم" النشاط الأدبي، فظهرت قصيدة النثر والشعر الحر وتيار الوعي الباطني والقصيدة المجسمة والكتابة الآلية. والكاتب إذ يستعرض كل ذلك يحاول أن يعرف الأسباب التي جعلت تلك المبتكرات علامة مميزة للحركات الأدبية، منذ نهاية الرومانسية إلى مولد السوريالية، وكذلك ما يصلها بعضها ببعض وما يفصلها بعضها عن بعض.

أدونيس والتاريخ العربي المزور

"العنف والإسلام" حوار مطول أجرته حورية عبد الواحد مع أدونيس ونشر مؤخرا ضمن منشورات سوي، يتحدث فيه عما يشهده العالم العربي من دمار، خصوصا بعد ظهور الدولة الإسلامية التي تمارس وحشية تفوق الخيال. عالم يسيس فيه الدين وتقدس فيه السياسة، كما يقول، وتقدمه المحاورة كمفكر ملتزم وشاعر يستعيد في هذا الحوار الثيمات التي تناولها في أشعاره كالدين والتشدد والاغتيالات وفشل الربيع العربي والمرأة والأنوثة والتزام المثقف... مع التأكيد على صلة الحاضر بالماضي فيما يخص التاريخ الدموي للعرب والمسلمين، حيث يقول : "اكتشفت أن كل تاريخنا مزور، ملفق تلفيقا، والذين خلقوا الحضارة العربية وعظمتها استبعدوا، وحوكموا ونبذوا وسجنوا بل صلبوا. ينبغي قراءة هذه الحضارة من جديد والنظر إليها نظرة مغايرة : نظرة جديدة وإنسانية جديدة."

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.