فواتير الموتى

الثلاثاء 2015/12/01
تخطيط: حسين جمعان

يقولُ أخي الذي عادَ توّاً من الحربْ

إن حياتنا المتمكيجةُ بالدمْ

أكثرُ زفرةً من السمكِ.

***

أزيزٌ، عبر أجسادٍ تحت القصف

أنهارُ قنابل تنثالُ على دكةِ الافتراسِ

عودتنا عيوننا أن تتكئ على جدران خائفة.

***

أقصقصُ اليافطات ذاتَ المخلبِ المتمردة،

أحملُ وشمَ الأرواحِ التي تحلقُ بزوايا السياراتِ

البشرُ إطاراتٌ ملغومة، عبواتٌ ناسفةٌ تقدحُها المقابر

بالأمسِ، التوابيت صالاتٌ تردمُ فجواتنا.

***

يهطلُ وعلُ الأصوات نتذوّقه بأبداننا.

***

يتكور العصفُ مخلخلاً ناظريَّ

دبوسٌ، دوي المجزرةِ

ينغزُ تكاليف الشظيةِ.

***

حاول قدر الإمكان مزاوجة البكتريا مع بعض الحيوانات التي تعتاش علينا ستتأكد حتماً أن البوم من نفس النسل الذي تتدحرج منه الأديان.

***

تفترشُ الجثث ساحات المدينة

فتغمرنا بقليلٍ من التواصل وكثير من العطور،

بالقربِ من الطبّ العدلي، أمست أرقام فواتير الموتى تتزاحم، إذ أن الانتحاريَّ الذي فجرَ ذاته على جمعٍ من الأطفالِ والنساء، ظل يجولُ ببعض الأفئدة المعلقة التي ترفض الانصياع لأوامر الموت.

أيها الناس، لا فرق بين الميتاتِ فجدي الذي مات بلغم هو ذاته الذي مات بحزام، أبي يتعكز على نهر من الدماء ومن حسن حظة أنه مات ولم تصبه شظية.

***

تتمطى أرساغ الأذرع بشارين منتصبة، بأقفاصٍ صدئةٍ، بطفحٍ جلديٍ، بخميرةِ أفيونٍ ترشُ أنصفها المبيضةِ.

ما انفك الأطفال يُنشفون رفات القتلى المدبوغةِ بعويل الرصاص.

***

ريثما نترك الأبدان تصدأ.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.