أدب‭ ‬لن‭ ‬يموت

الاثنين 2016/02/01

عادت للقصة القصيرة مكانتها في السنين الأخيرة بعدما كادت الرواية تلتهم كل الأجناس الأدبية خاصة وهي تتجدد مع القصة القصيرة جدا التي وجدت رواجا كبيرا في المنتديات الأدبية التي تنشط على الإنترنت‭.‬

طبعا التجديد حصل من خلال القصص التجريبية خاصة ومن خلال انفتاح القصة القصيرة شأنها شأن الرواية على الأجناس الإبداعية الأخرى‭.‬

وأرى أن التجريب فتح للقصة القصيرة أبوابا أخرى للتطور والانتشار والتجدّد‭.‬ فليس واقع تشيكوف وموباسان والدوعاجي ومحمود تيمور هو واقعنا ولا زمانهم هو زماننا ومن لا يتطور يموت مع الزمن‭.‬

 

***

 

القصة القصيرة بنت واقعها ومجتمعها تطوّر لغتها لتواكب عصرها والذوق العام السائد في المجتمعات التي تنكتب فيها القصة القصيرة‭.‬ وكما كان الشكل الواقعي سائدا حتى ستينات القرن الماضي فإن تقارب الأجناس وتجاورها خلق الآن أشكالا إبداعية هجينة قربت القصة من الشعر وجعلت القصائد الشعرية تحمل في داخلها نواة لقصة قصيرة‭.‬

في وقت من الأوقات خفت أن تتحول الرواية إلى غول يأكل كل الإبداعات السردية ولكن القصة القصيرة عرفت كيف تتمرد على هذا الغول‭.‬ وخلقت من داخلها نصا جديدا هو القصة القصيرة جدا التي انتشرت كالنار في الهشيم في زمن الإنترنت حتى كاد كل مشتغل على النت كاتب قصة قصيرة جدا فيها الغث والسمين بالطبع ولكن الزمن كفيل بالغربلة‭.‬

للقصة القصية القصيرة إمكانيات فنية لا تمتلكها الرواية توفر لها التعبير عن مشاغل الإنسان المعاصر لعل أهمها قصر الحجم مما يجعل القارئ يقبل عليها أكثر من الرواية التي تتطلب جهدا وصبرا على القراءة في زمن ما عاد يوفر كثيرا من الوقت لاستثماره في قراءة الأدب‭.‬

 

***

 

لن تموت القصة القصيرة على الأقل في الأمد القصير، وهي كجنس أدبي قادرة على الحياة سواء بشكلها العادي الذي عرفت به منذ القرن التاسع عشر أو في شكلها المستحدث منذ خمسينات القرن العشرين أي القصيرة جدا‭.‬ فمازال حتى الآن كبار كتاب العالم يكتبون هذا الجنس الإبداعي ويتفننون في صياغة نصوص تشد القارئ وتجعله يستمتع بأحداث وشخصيات القصة القصيرة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.