حبة باندول
القصة ليست شائعة كالرواية، ولا تنال الاحتفاء الذي تناله الرواية رغم أن تحليل الظروف الموضوعية يقودنا إلى استنتاج غير واقعي وهو افتراض تقدّم القصة على الرواية باعتبارها أكثر تناسبا مع الوقت الضيق وتفضيل المتلقي للفكرة المضغوطة سريعة الهضم.
***
هناك تقنيات متعددة لكتابة القصة القصيرة، الآن وربما تكون هناك عودة إلى استغلال القصة في الفيلم القصير مما أنتج طرقا إبداعية جديدة في عرض الفكرة. منها القصة القصيرة جدا والتي تم انتهاكها وتفتيتها تماما بمعول التجريب. واليوم هنالك اعتماد كبير على اللغة يسبب إهمال غير مبرر للمحتوى كفكرة وحدث.
***
القصة أشبه بزيارة الصيدلاني لأخذ حبة بانادول مسكّنة. بينما الرواية تشبه مراجعة مستشفى متعدد التخصصات بحيث تبحث عن حلّ لكل مشاكلك في مكان واحد، ولا شك أن الكاتب يرتاح أكثر في كتابة الرواية، حيث من خلالها يمكنه وببساطة أن يجد مكانا لكل ما يريد قوله (ويفش خلقه). وأظن أن فن القصة القصيرة سيعيش برافد السينما، بالإضافة إلى أن بعض المناطق لم تُطرق بعد في القصة القصيرة. يمكن مثلا دمج التاريخ أو قصص الرحلات أو حتى المعلومات الطبية والعلمية في القصص القصيرة.. والأمر يحتاج إلى مهارة أسلوبية من القاص فقط.
