دعم المواهب

الاثنين 2016/02/01
لوحة: إسماعيل الرفاعي

لا تزال مكانة القصة القصيرة بمنزلة أقل من بعض الفنون الأدبية وذلك لعدم الاهتمام بالفن القصصي، كإصدار مجلات متخصصة به، أو تدريسه في المناهج الدراسية، أو دعم الأصوات الجديدة الموهوبة في القصة‭.‬

حققت القصة القصيرة نقلات مهمّة في أواسط القرن الماضي وصولاً لثمانيناته، لكنها بعد ذلك توقفت عند أسماء كبيرة ولم تتقدم بعدهم، وكأن الفن القصصي دخل في سبات منذ ذلك الوقت‭.‬

أعتقد أن هنالك مبدعين شبابا يكتبون القصة القصيرة بموهبة عالية وإن استمروا مستقبلاً أظن أنهم سيضيفون نقلة جديدة ومهمّة لهذا الفن‭.‬

وأرى أن التجريب مهمّ جدا، ويفرضه تطور الحياة وتغيرها، لا يمكن أن نكتب قصة الآن بعقل إنسان يعيش أواسط القرن الماضي، لهذا لا بد من التجريب، لكن ضمن الحدود والقواعد العامة للفن القصصي، وللأسف بعض الكتاب يأخذون القصة بشكل متطرف وزائد عن اللزوم، إلى اللغة الشعرية مما يفقدها أصالتها وخصائصها كقصة، لتتحول إلى أشبه بخاطرة أدبية أو نثريات ذاتية‭.‬

تطوّر الرواية وانتشارها والاهتمام الكبير بها أدى لتقدمها على أغلب الفنون، لكن لا بد أن نتذكر أن أغلب الروائيين بدؤوا رحلتهم الأدبية من القصة القصيرة، رغم هذا تستطيع القصة القصيرة مواكبة الراهن العربي والإنساني‭.‬

عندما يهجر المبدع القصة القصيرة إلى الرواية ، يكون أشبه بالسمكة التي تترك النهر لتسبح في البحر، للرواية فضاءات أوسع من الحرية التي ينشدها أيّ مبدع‭.‬

أظنّ أنّ مستقبل الفن القصصي قد يكون إيجابياً في حال دعم هذا الفن، من خلال تطوير الدراسات النقدية حوله وتدريسه في المدارس وإنشاء المسابقات والجوائز والمجلات الخاصة بالفن القصصي، ودعم التجارب القصصية الجديدة المتميزة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.