المسرح‭ ‬مقاومة‭ ‬ضد‭ ‬الانغلاق‭ ‬الفكري

الجمعة 2016/07/01
لوحة: راشد حسو

حسب ،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نوعه‭ ‬وجمهوره،‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬فعل‭ ‬مقاومة‭. ‬مقاومة‭ ‬ضد‭ ‬الانغلاق‭ ‬الفكري،‭ ‬ضد‭ ‬الوحدة‭ ‬التي‭ ‬تضخم‭ ‬الذات،‭ ‬ضد‭ ‬الواقعية‭ ‬المجحفة،‭ ‬ضد‭ ‬الخرافة‭ ‬المقدسة‭. ‬الفن‭ ‬مسرحي‭ ‬كان‭ ‬وﻻ‭ ‬يزال،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬يطرحها،‭ ‬مناضلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكانه‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬الفضاء‭ ‬العام،‭ ‬كمشارك‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬الروحي‭ ‬والفكري‭ ‬للمجتمعات‭.‬المسرح‭ ‬لا‭ ‬يقدم‭ ‬الحلول،‭ ‬ﻻ‭ ‬يقرر،‭ ‬وﻻ‭ ‬يأمل،‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬يستفز‭ ‬الجميع،‭ ‬المسرحيين‭ ‬والجمهور‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء،‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬الكافية‭ ‬على‭ ‬زعزعة‭ ‬القناعات،‭ ‬وإحداث‭ ‬بلبلة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭. ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬وآنية‭ ‬للدغمائية،‭ ‬هو‭ ‬ﻻ‭ ‬يناقش‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبادئ‭ ‬بل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحريكها،‭ ‬يحرض‭ ‬الملكة‭ ‬النقدية‭ ‬على‭ ‬العمل،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬احتفالي‭ ‬جماعي‭. ‬الركح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬بلاتوه‭ ‬سياسي،‭ ‬أين‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نسخر‭ ‬بجدية‭ ‬من‭ ‬مشاكلنا‭ ‬المصيرية‭. ‬على‭ ‬الركح‭ ‬نعيد‭ ‬اختراع‭ ‬الشخصيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المألوفة‭ ‬لدينا،‭ ‬نحوّل‭ ‬تركيز‭ ‬الجمهور‭ ‬إلى‭ ‬الهوامش‭ ‬بهدف‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬ذواتنا‭ ‬وواقعنا‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬القبح‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬فيهما‭.‬

المسرح‭ ‬هو‭ ‬المصالحة،‭ ‬قبول‭ ‬الأنا‭ ‬والآخر‭ ‬أوﻻ،‭ ‬ثم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المشترك‭ ‬دوما‭.‬ الفن‭ ‬المسرحي‭ ‬متميز‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الفنون‭ ‬لأنه‭ ‬آني،‭ ‬ﻻ‭ ‬يرنو‭ ‬إلى‭ ‬الخلود‭. ‬لأنه‭ ‬فان،‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭ ‬مباشرة،‭ ‬ومفتوحة‭ ‬للتفاعل‭ ‬الروحي‭ ‬والفكري‭.‬ في‭ ‬ظرفية‭ ‬زمانية‭ ‬مكانية‭ ‬ﻻ‭ ‬تتكرر‭ ‬أبدا،‭ ‬يكون‭ ‬العرض‭ ‬كتجربة‭ ‬شخصية‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.