حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬اللعبَة

الجمعة 2016/07/01
تخطيط: حسين جمعان

I

غير‭ ‬بعيد

‮ ‬

غير‭ ‬بعيد‭ ‬من‭ ‬السرير‭ ‬المكسو‭ ‬بالوجع‭ ‬الفاخر

أزوّر‭ ‬الحنين‭ ‬الذي‭ ‬يتأرجح

في‭ ‬الغرفة،

حنين‮ ‬يختطف‭ ‬اللذة،

‭(‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرفّ‭ ‬له‭ ‬جفن‭)‬

حنين‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬انتظاره‭ ‬أحد،

يميل‭ ‬إلى‭ ‬الرياء‭ ‬حين‭ ‬يعبر‭ ‬منطقة‭ ‬الوجع،

حنين‮ ‬‭ ‬مثل‭ ‬مرتزق‭ ‬مأجور،

يعمل‭ ‬بأجر‭ ‬شهري‭.‬

في‭ ‬الساعة‭ ‬التي‭ ‬عثرتُ‭ ‬عليه

مسجّىً‭ ‬كان‮ ‬‭(‬لقد‭ ‬أكّدوا‭ ‬موته‭)‬

وروحه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬طاهرة

فيما‭ ‬قافيته‭ ‬صعدتْ

كرايةٍ‭ ‬محترقة‭.‬

II

رائحة‭ ‬دائرية

‮ ‬

بكثير‭ ‬من‭ ‬جمر‭ ‬الباطل

يغلي‭ ‬في‭ ‬رأسك‭ ‬إناء‭ ‬المجاز،‭ ‬ويسدّ‭ ‬الجرح

الأعمى‭ ‬الواقف‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الطريق‭ ‬برباطة‭ ‬جأش‭.‬

ها‭ ‬هي‭ ‬الأوقات‭ ‬تدوّن‭ ‬فراديس‭ ‬الموت

فيما‭ ‬إيقاعها‭ ‬يرسم‭ ‬رائحة‭ ‬دائرية‭.‬

يا‭ ‬لسريرك‭ ‬المفتون‭ ‬بالنكبة

بالخشوع‭ ‬الذي‭ ‬يترعرع‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الندم‭.‬

قلْ‭ ‬لهم‭: ‬أن‭ ‬يغمضوا‭ ‬أبصارهم‭ ‬حتى

تنتهي‭ ‬اللعبة،‭ ‬ويهدأ‭ ‬صرير‭ ‬الأبواب

لتكنْ‭ ‬خزائنك‭ ‬ثريّة‭ ‬بالكناية،‭ ‬والسأم‭ ‬اللقيط

لا‭ ‬تقاسمهم‭ ‬الخبز‭ ‬المضرّج‭ ‬بالعزّة‭ ‬الآثمة

الخبز‭ ‬المتواطئ‭ ‬مع‭ ‬البرد‭ ‬اللئيم

العامر‭ ‬بالمنّ‭ ‬والقسوة

الخبز‭ ‬الذي‭ ‬يتلصص‭ ‬على‭ ‬حياتك‭ ‬آخر‭ ‬النهار‭.‬

أتذكّر‭ ‬أنّ‭ ‬امرأة‭ ‬أخفتْك‭ ‬في‭ ‬جلباب‭ ‬الغيم،

في‭ ‬سرّها‭ ‬المكنون

خلف‭ ‬عتمات‭ ‬الضواحي

امرأة،‭ ‬كنت‭ ‬ذهابها‭ ‬وإيابها

وترها‭ ‬المشدود‭ ‬بين‭ ‬القصيدة‭ ‬والشغف‭ ‬المبكّر

هي‭ ‬نخلتك‭ ‬الناحلة‭ ‬التي‭ ‬تبيع

التعاويذ‭ ‬والسجائر‭ ‬الرديئة

تفاحتك‭ ‬المزخرفة‭ ‬بالغبن

سماؤك‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬التاريخ

هواجسك‭ ‬الحبلى‭ ‬بالمعاني،‭ ‬والعبث‭.‬

في‭ ‬طرف‭ ‬إزارك‭ ‬المشجّر،‭ ‬كانت

تتعاظم‭ ‬كالمتاهة،‭ ‬وتجلب‭ ‬النار‭ ‬التي

لم‭ ‬يعد‭ ‬لك‭ ‬بها‭ ‬حاجة‭.‬

III

يمسك‭ ‬جيّدا‭ ‬بالغيم

أضاف‭ ‬صفة

‭(‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬حسنة‭)‬

إلى‭ ‬يقينه‭ ‬المرتبك،

يقينه‭ ‬المغمور‭ ‬بالفحم،

والصدف‭ ‬غير‭ ‬المحتشمة

يقينه‭ ‬المشنوق‭ ‬على‭ ‬رصيف‭ ‬الغفلة،

المرضوض‭ ‬بحجر‭ ‬الأخطاء

لم‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬نهاية

تجفّف‭ ‬فواصل‭ ‬الرياح

أو‭ ‬تمسح‭ ‬الرمل‭ ‬عن‭ ‬فمه‭.‬

هو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يصدّق‭ ‬أحداً

يمسك‭ ‬جيّداً‭ ‬بالغيم

غيم‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬تتحمّل‭ ‬مراهنته

ولفرط‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬نهايته‭ ‬متوقعة

لم‭ ‬يطلْ‭ ‬مكوثه‭ ‬عالياً‭.‬

VI

جسد‭ ‬واحد‭ ‬ورماد‭ ‬كثير

أريد‭ ‬أن‭ ‬أستردّكِ‭..‬

لا‭ ‬أسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬طقس‭ ‬شعري،‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصبر،

طقس‭ ‬ينوي‭ ‬الحضور‭ ‬نيابة‭ ‬عنك‭. ‬ليس‭ ‬باستطاعتي‭ ‬ارتجال

كلمات‭ ‬تتخذ‭ ‬شكل‭ ‬حمائم‭ ‬بلاستيكية‭ ‬يمكن‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬سعرها‭.‬

ببساطة،‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أرتجف‭ ‬من‭ ‬مداهمة‭ ‬ملامح‭ ‬تشبهني،‭ ‬وأنا‭ ‬أوقد

بخور‭ ‬المودّة‭.‬

سأنتظرك‭ ‬بمفردي

قبالة‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬ترفّق‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬الشتاء،‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬تعاطف

بشكل‭ ‬شخصي،‭ ‬مع‭ ‬شهيقك‭ ‬المتقطّع‭.‬

لم‭ ‬أزل‭ ‬واقفا

جسد‭ ‬واحد‭ ‬ورماد‭ ‬كثير

أنا‭ ‬المصاب‭ ‬بداء‭ ‬الخيبة

المتهالك‭ ‬في‭ ‬فيالق‭ ‬الصبابة‭ ‬والانكسار،‭ ‬ألهجُ‭ ‬باسمك

آناء‭ ‬الشبق،‭ ‬وأطراف‭ ‬الحنين

مُدان‭ ‬بالتصالح‭ ‬مع‭ ‬الهزائم‭ ‬العظمى،‭ ‬هزائم‭ ‬أقرأ‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬تيسّر

من‭ ‬معجم‭ ‬الحريق،‭ ‬أعزف‭ ‬لها‭ ‬نشيد‭ ‬النسيان‭ ‬بثياب‭ ‬السهرة‭.‬

قايضتها‭ ‬بسعر‭ ‬زهيد،‭ ‬بما‭ ‬تبقّى‭ ‬من‭ ‬السنوات‭ ‬الكسيحة‭ ‬في‭ ‬عمري،

بغاية‭ ‬تكتب‭ ‬نهايتها‭ ‬بمداد‭ ‬فاسق‭.‬

باختصار؛‭ ‬هذا‭ ‬أنا،

أقاصيك‭ ‬النائية‭ ‬وهي‭ ‬تتستّر‭ ‬على‭ ‬الخيانات،

ظلالك‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعبرها‭ ‬القيلولة،‭ ‬أقدَسُ‭ ‬ما‭ ‬فيك‭ ‬من‭ ‬محرّمات،

سحاباتك‭ ‬التي‭ ‬تمتص‭ ‬اللوعة‭ ‬من‭ ‬دمي،‭ ‬سحابات‭ ‬تمطر‭ ‬بعض

الرذاذ‭ ‬الأليم،‭ ‬تمطر‭ ‬إجلالا‭ ‬للقسوة،‭ ‬للهفة‭ ‬منسيّة‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬الروح‭.‬

كل‭ ‬يوم،‭ ‬أرفو‭ ‬نواياي‭ ‬الممزّقة‭ ‬بسببك،‭ ‬وأعيد‭ ‬تعليقها

على‭ ‬مشجب‭ ‬اللوعة‭.‬

V

ما‭ ‬تساقط‭ ‬في‭ ‬الأعالي

يتذكّر‭ ‬العزاء‭ ‬جيّداً،

ما‭ ‬تساقط‭ ‬من‭ ‬روحه‭ ‬الخفيّة‭ ‬في‭ ‬الأعالي،

النوافذ‭ ‬الأكثر‭ ‬ظلاًّ،

أولئك‭ ‬الرفاق،‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يطالهم‭ ‬الشك‭ ‬أبدا،

الواجهات‭ ‬الزجاجية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬العمياء،

شعاع‭ ‬العاشقين‭ ‬إذْ‭ ‬يتسرّب‭ ‬خلسة‭ ‬إليه،

قلبه‭ ‬الذي‭ ‬تربّى‭ ‬على‭ ‬الظمأ،‭ ‬ولم‭ ‬يعبأ‭ ‬بتوسلاته

ما‭ ‬اعتُبر‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الموتى‭.‬

فلتكنْ‭ ‬الجذع‭ ‬الذي‭ ‬يترقّب‭ ‬قسوة‭ ‬الحطّاب

ويتهيّأ‭ ‬دائماً‭ ‬لاستقباله‭.‬

IV

جمال‭ ‬مأجور

الأناشيد‭ ‬النائمة‭ ‬على‭ ‬تلال‭ ‬العزلة

لها‭ ‬هلع‭ ‬يليق‭ ‬بنا،

لها‭ ‬جلبة‭ ‬شهيّة،

وحساسية‭ ‬غير‭ ‬شرعية

‭-‬حساسية‭ ‬طالما‭ ‬أثارت‭ ‬هاجس‭ ‬الأقليّات‭ -‬

الأناشيد‭ ‬الماجنة‭ ‬تبلل‭ ‬أطرافها‭ ‬بشبق‭ ‬سخيّ

شبق‭ ‬يغتصب‭ ‬وصاياها‭ ‬المتطفّلة

شبق‭ ‬ماكث‭ ‬في‭ ‬أنوثتها

شبق‭ ‬يبارك‭ ‬مسالكها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صعدتْ

إلى‭ ‬جهة‭ ‬زرقاء

أو‭ ‬انتبذتْ‭ ‬أفقا‭ ‬قديما

أفقا‭ ‬على‭ ‬نافذته‭ ‬تطل‭ ‬الرذيلة

والقلق‭ ‬المعلّب

قلق‭ ‬يتأبط‭ ‬بهجتها‭ (‬رغم‭ ‬مراوغتها‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تنتهي‭ ‬بالتوتر‭)‬

الأناشيد‭ ‬التي‭ ‬اصطحبتك‭ ‬إلى‭ ‬جحيم‭ ‬مذهّب

أناشيد‭ ‬ذات‭ ‬جمال‭ ‬مأجور

أناشيد‭ ‬تغرّر‭ ‬بك،

وتقودك‭ ‬إلى‭ ‬نزال‭ ‬خاسر

في‭ ‬برّية‭ ‬التأويل‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.