بنات‭ ‬لالش

الجمعة 2016/07/01
لوحة: أسامة جحجاح

اكتظّ‭ ‬معبد‭ ‬لالش‭ ‬بجمهورٍ‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬تزاحم‭ ‬لتحية‭ ‬أسيراته‭ ‬الناجيات‭ ‬من‭ ‬سنجار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬توقعه‭ ‬منظمو‭ ‬الحفل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والناشطين‭ ‬المدنيين‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬المعبد‭ ‬من‭ ‬الخلمتكارية‭ ‬المتطوعين،‭ ‬حتى‭ ‬إنّ‭ ‬بابا‭ ‬شيخ‭ ‬ختو‭ ‬وبابا‭ ‬چاويش‭ ‬بير‭ ‬شرّو‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكونا‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬مستقبلي‭ ‬الأسيرات‭ ‬اللواتي‭ ‬تخلصن‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬صعبة‭ ‬يتداولها‭ ‬بفخر‭ ‬سكان‭ ‬المخيمات‭ ‬المهجّرين‭ ‬من‭ ‬سنجار،‭ ‬وبالقدر‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬الأسيرات‭ ‬منتظمات‭ ‬بصفين‭ ‬كخطين‭ ‬حافيات‭ ‬الأقدام‭ ‬كالآخرين‭ ‬والأخريات؛‭ ‬مجللاتٍ‭ ‬بالبياض‭ ‬والخجل‭ ‬والفرح‭ ‬ورهبة‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬فارقنه‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬بعد‭ ‬خروجهنّ‭ ‬من‭ ‬الكهف‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ضريح‭ ‬الشيخ‭ ‬عدي‭ ‬بن‭ ‬مسافر‭ ‬وأداء‭ ‬مراسيم‭ ‬الزيارة‭ ‬بخشوع‭ ‬وبكاء‭ ‬صامت،‭ ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬زحمة‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬المحتشدين‭ ‬الذين‭ ‬قدِموا‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬شيخان‭ ‬وإيسيان‭ ‬وباعذرا‭ ‬ومركز‭ ‬محافظة‭ ‬دهوك‭ ‬وأطرافها‭ ‬من‭ ‬شاريا‭ ‬وخانك‭ ‬وغيرها‭ ‬ملأوا‭ ‬الساحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬بالفرح‭ ‬وطقطقات‭ ‬الموبايلات‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬متسارعة‭ ‬لتوثيق‭ ‬الحدث‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الناجيات،‭ ‬فأحدثوا‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬والتزاحم‭ ‬والفرح‭ ‬توطّنت‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬تشرق‭ ‬دامعةً‭ ‬مع‭ ‬شمس‭ ‬الربيع‭ ‬العمودية‭ ‬وفي‭ ‬صلاة‭ ‬واحدة‭ ‬ترتّلها‭ ‬القلوب‭ ‬في‭ ‬نبض‭ ‬مشترك‭ ‬يمكن‭ ‬استشعاره‭ ‬بسهولة‭.‬

قال‭ ‬شاعر‭ ‬سنجاري‭ ‬شاب‭ ‬منفعل‭ ‬بالحدث‭ ‬وهو‭ ‬يدير‭ ‬وجهه‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬المختلط‭ :‬

• هؤلاء‭ ‬بنات‭ ‬سنجار‭ ‬وبنات‭ ‬لالش‭ ‬أخواتنا‭ ‬العائدات‭ ‬من‭ ‬الأسر‭.. ‬إنهنّ‭ ‬أميرات‭ ‬الحياة‭ ‬اللواتي‭ ‬عانينَ‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬وقذارة‭ ‬داعش‭ ‬لكن‭ ‬بقيت‭ ‬روح‭ ‬لالش‭ ‬في‭ ‬أعماقهنّ‭ ‬وبقيت‭ ‬الأيزيدية‭ ‬نوراً‭ ‬يشعّ‭ ‬في‭ ‬قلوبهنّ‭ ..‬

همهم‭ ‬الكثيرون‭ ‬مستحسنين‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬الفوري،‭ ‬لكنّ‭ ‬رجلاً‭ ‬خمسينياً‭ ‬تميزه‭ ‬شوارب‭ ‬متدلية‭ ‬بدا‭ ‬أكثر‭ ‬حماساً‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬يوجّه‭ ‬خطابه‭ ‬إلى‭ ‬حشد‭ ‬غير‭ ‬هذا‭ :‬

• نعم‭ ‬إنهنّ‭ ‬أميرات‭ ‬سنجار‭ ‬وأميرات‭ ‬لالش‭ ‬وأميرات‭ ‬الأيزيدية‭ ‬كلها‭. ‬لقد‭ ‬أثبتنَ‭ ‬أنهنّ‭ ‬بنات‭ ‬الشمس‭ ‬وبنات‭ ‬الشرف‭ ‬الأيزيدياتي‭ ‬الرفيع‭ ‬حينما‭ ‬هربن‭ ‬فرادى‭ ‬ومجموعات‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬وحوش‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬ورفضن‭ ‬السبي‭ ‬والعار‭ ‬والذل‭ ‬ليعدنَ‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬أكثر‭ ‬شرفاً‭ ‬وعفةً‭ ..‬

قاطعته‭ ‬امرأة‭ ‬بزغردة‭ ‬قصيرة‭ ‬وبادلتها‭ ‬أخرى‭ ‬بزغردة‭ ‬طويلة‭ ‬كأنها‭ ‬نغم‭ ‬سريع‭ ‬بعثت‭ ‬النشوة‭ ‬والحماسة‭ ‬في‭ ‬الحاضرين‭ ‬وطغت‭ ‬على‭ ‬الصخب‭ ‬البشري‭ ‬المتناوب‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬والحماسة،‭ ‬فيما‭ ‬بقيت‭ ‬وجوه‭ ‬البنات‭ ‬مستكينة‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬الفرح‭ ‬العامر‭ ‬من‭ ‬حولهنّ‭ ‬بهدوء‭ ‬بارز‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الحرج‭ ‬في‭ ‬نسق‭ ‬الانتظار‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬الفرح‭ ‬الجماعي‭ ‬والاستقبال‭ ‬الذي‭ ‬أغرقهن‭ ‬بالزهور‭ ‬والعطور‭ ‬في‭ ‬احتفاء‭ ‬مقدس‭ ‬أشعرهنّ‭ ‬بهيبة‭ ‬المكان،‭ ‬كما‭ ‬أشعرهن‭ ‬أنّ‭ ‬أرواحهنّ‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬بيضاء‭ ‬نقية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الدنس‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬حملْنه‭ ‬في‭ ‬شهور‭ ‬الأسر‭ ‬العصيبة‭ .‬

الفتيات‭ ‬الحافيات‭ ‬مثل‭ ‬الجموع‭ ‬والمكسوّات‭ ‬بالبياض‭ ‬يشعرن‭ ‬بالسلام‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬باحة‭ ‬المعبد‭ ‬وهنّ‭ ‬يستقبلن‭ ‬الورود‭ ‬الملونة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬شباب‭ ‬ونساء‭ ‬ورجال‭ ‬وصبيان‭ ‬وأطفال‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬جليل‭ ‬حتى‭ ‬امتلأت‭ ‬أيديهنّ‭ ‬بباقات‭ ‬ملونة‭ ‬من‭ ‬أزهار‭ ‬الربيع‭ ‬وامتلأت‭ ‬أنفاسهنّ‭ ‬بالعطور،‭ ‬مأخوذات‭ ‬بالجموع‭ ‬المتزاحمة‭ ‬التي‭ ‬تحلّقت‭ ‬حولهنّ‭ ‬وبدت‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬كأنما‭ ‬خارجة‭ ‬من‭ ‬خطيئتها‭ ‬كدرّةٍ‭ ‬بيضاء‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الدموع‭ ‬المتقطعة‭ ‬التي‭ ‬تترقرق‭ ‬في‭ ‬عيونهنّ‭ ‬الصغيرة‭.‬

كانت‭ ‬الشمس‭ ‬عمودية‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬المعبد‭ ‬وبدت‭ ‬الجبال‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬تحيطه‭ ‬مثل‭ ‬مخروط‭ ‬‮ ‬أخضر‭ ‬مقلوب‭ ‬ينفتح‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭ ‬فيكشف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشجار‭ ‬المتكاتفة‭ ‬الصاعدة‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬البيضاء‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬الأمل‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬العصافير‭ ‬والطيور‭ ‬وغيوم‭ ‬نيسان‭ ‬العابرة‭ .‬

أمهات‭ ‬يتطاولن‭ ‬بين‭ ‬الجموع‭ ‬ويتمتمنَ‭ ‬بدموع‭ ‬غزيرة‭ ‬وعيون‭ ‬كَليلة‭ ‬لآباء‭ ‬يشعرون‭ ‬بمشاعر‭ ‬متناقضة‭ ‬منقبضي‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الأميرات‭ ‬اللواتي‭ ‬يتساوين‭ ‬في‭ ‬البياض‭ ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬تحولن‭ ‬إلى‭ ‬حديقة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬باقات‭ ‬الورود‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬المتجمهرون‭ ‬في‭ ‬أيديهن‭ ‬أو‭ ‬تشكّها‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬مقدمات‭ ‬رؤوسهن‭ ‬التي‭ ‬تغطيها‭ ‬شالات‭ ‬بيض‭ ‬منحسرة‭ ‬قليلاً‭ ‬فبَدونَ‭ ‬مثل‭ ‬شجيرات‭ ‬بيضاء‭ ‬مزهرة‭ ‬بورود‭ ‬الربيع‭ .‬

عاد‭ ‬الشاعر‭ ‬السنجاري‭ ‬الشاب‭ ‬وألقى‭ ‬قصيدة‭ ‬باللغة‭ ‬الكردية‭ ‬متحمساً‭ ‬حتى‭ ‬تصبب‭ ‬العرق‭ ‬من‭ ‬وجهه‭ ‬واحتقنت‭ ‬عيناه‭ ‬بالحماسة‭ ‬وهو‭ ‬يخاطب‭ ‬بنات‭ ‬لالش‭ ‬اللواتي‭ ‬كنّ‭ ‬مخطوفات‭ ‬عند‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬سنجار‭ :‬

مهما‭ ‬كان‭ ‬الرصاص‭ ‬كثيفاً

لكنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يحرق‭ ‬تين‭ ‬سنجار

ومهما‭ ‬كانت‭ ‬الغيوم‭ ‬داكنة

فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬شمسٍ‭ ‬تخرج‭ ‬أخيراً

ولا‭ ‬بد‭ ‬للأوراق‭ ‬أن‭ ‬تعاود‭ ‬اخضرارها

والغصون‭ ‬تعاود‭ ‬رشاقتها

‮…‬

مهما‭ ‬كان‭ ‬سواد‭ ‬البارود‭ ‬خانقاً

لكن‭ ‬سنجار‭ ‬لا‭ ‬تختنق

فسماؤها‭ ‬زرقاء‭ ‬وعميقة

وتاريخها‭ ‬متجذر‭ ‬فيكنّ‭ ‬يا‭ ‬قديسات‭ ‬المكان

‮…‬

كل‭ ‬الطيور‭ ‬تعود‭ ‬لأشجارها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر

وستنجلي‭ ‬رائحة‭ ‬البارود

وتنهض‭ ‬البيوت‭ ‬من‭ ‬ركامها

وينتبه‭ ‬الحطام‭ ‬إلى‭ ‬أضلاعه‭ ‬المتكسرة

فيقف‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬يحكي‭ ‬عن‭ ‬موسوعة‭ ‬الألم‭ ‬السنجارية

لكنه‭ ‬يقف‭ ‬أخيراً‭ ‬ويدعونا‭ ‬أن‭ ‬نعود

لنصلي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬صلاة‭ ‬الغائبين‭ ‬والغائبات

ابتداءً‭ ‬من‭ ‬حضن‭ ‬لالش

ثم‭ ‬نمضي‭ ‬إلى‭ ‬سنجار‭ ‬معكنّ

أيتها‭ ‬الأخوات‭ ‬الجميلات‭ ‬المعمدات‭ ‬بالعين‭ ‬البيضاء‭ ‬مرة‭ ‬ثانية

فهذه‭ ‬مياه‭ ‬الطفولة‭ ‬تتدفق‭ ‬في‭ ‬عروقكنّ

وتخلقكنّ‭ ‬من‭ ‬العدم

فما‭ ‬مضى‭ ‬قد‭ ‬مضى

وتاريخ‭ ‬الأشجار‭ ‬يبقى‭ ‬أخضرَ

وها‭ ‬إنكنّ‭ ‬تولدنَ‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬لالش

تحت‭ ‬أنفاس‭ ‬طاووس‭ ‬ملك‭ ‬والجبال‭ ‬المقدسة

تولدنَ‭ ‬كطفلات‭ ‬البساتين

رقيقات‭ ‬وجميلات‭ ‬ومعطرات

إنه‭ ‬عطر‭ ‬خودا‭ ‬العظيم

ورقة‭ ‬الملاك‭ ‬العظيم

وجمال‭ ‬سنجار‭ ‬العظيم‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬رمت‭ ‬عليه‭ ‬وروداً‭ ‬صغيرة‭ ‬وهو‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬انفعاله‭ ‬بإعادة‭ ‬القصيدة‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬محتفياً‭ ‬بطريقته‭ ‬الفردية‭ ‬بين‭ ‬الدموع‭ ‬المنفلتة‭ ‬أو‭ ‬المكبوتة‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬الأمهات‭ ‬والنساء‭ ‬الأخريات‭ ‬والرجال‭ ‬المأخوذين‭ ‬بجلال‭ ‬الموقف‭ ‬ونشيج‭ ‬الفتيات‭ ‬المتخافت‭ ‬وفرح‭ ‬المكان‭ ‬المشتعل‭ ‬بالرقص‭ ‬وأزهار‭ ‬نيسان‭ ‬الملونة‭.‬

سارت‭ ‬الجمهرة‭ ‬المختلطة‭ ‬كزفّة‭ ‬عرس‭ ‬بقوس‭ ‬واسع‭ ‬إلى‭ ‬العين‭ ‬البيضاء‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬المعبد‭ ‬في‭ ‬مسافة‭ ‬قصيرة‭ ‬لكنها‭ ‬طالت‭ ‬تحت‭ ‬مظلات‭ ‬من‭ ‬الورود‭ ‬المتساقطة‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬البنات‭ ‬السعيدات‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬المعبد‭ ‬وعين‭ ‬اليقين‭ ‬التي‭ ‬غسلت‭ ‬وجوههن‭ ‬بيد‭ ‬امرأة‭ ‬التعميد‭ ‬القديمة‭ ‬وهي‭ ‬تبارك‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬الميمونة‭ ‬والخلاص‭ ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬سنجار‭ ‬المحتلة،‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬بركات‭ ‬بابا‭ ‬شيخ‭ ‬ختو‭ ‬الأبوية‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بهنّ‭ ‬مع‭ ‬الورود‭ ‬المتطايرة‭ ‬على‭ ‬رؤوسهنّ‭ ‬والذي‭ ‬يقود‭ ‬الأميرات‭ ‬الصغيرات‭ ‬إلى‭ ‬عين‭ ‬النقاء‭ ‬بثوبه‭ ‬الأبيض‭ ‬الفضفاض‭ ‬المزنّر‭ ‬بخاصرته‭ ‬بطوق‭ ‬أبيض‭ ‬متين‭ ‬كأنه‭ ‬ملاك‭ ‬هابط‭ ‬من‭ ‬السماء والذي‭ ‬لم‭ ‬يتوانَ‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الأب‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬حفلة‭ ‬التعميد‭ ‬لبنات‭ ‬لالش‭ ‬العائدات‭ ‬من‭ ‬الأسر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬فيهنّ‭ ‬شعوراً‭ ‬غامراً‭ ‬بالفرح‭ ‬وعادت‭ ‬إليهنّ‭ ‬على‭ ‬نحوٍ‭ ‬ما‭ ‬أسطورة‭ ‬الشيوخ‭ ‬العجائبيين‭ ‬الذين‭ ‬يولدون‭ ‬من‭ ‬العدم‭ ‬بقدرة‭ ‬الرب‭ ‬فيمتلكون‭ ‬سحر‭ ‬الملائكة‭ ‬في‭ ‬بقائهم‭ ‬الأزلي‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تدنسه‭ ‬وحوش‭ ‬الغابات‭ ‬والبراري،‭ ‬ليكونوا‭ ‬شيوخ‭ ‬السلام‭ ‬بأرواحهم‭ ‬النقية‭ ‬العارية‭ ‬من‭ ‬لوثة‭ ‬الأزمان‭ ‬كلها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬ستأتي‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬لها‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ .‬

‭(‬فصل‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬بنات‭ ‬لالش‮»‬‭)‬

إشارات

•‭ ‬الخلمتكارية‭ ‬‭(‬خلمت‭ ‬كاري‭)‬‭ ‬تسمية‭ ‬تُطلق‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬متطوعين‭ ‬أيزيديين‭ ‬للقيام‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬كالاهتمام‭ ‬بمعبد‭ ‬لالش‭ ‬من‭ ‬تنظيف‭ ‬وجني‭ ‬الزيتون‭ ‬وعصره‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الزيت‭ ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬فتائل‭ ‬قناديل‭ ‬لالش‭.‬

•‭ ‬بابا‭ ‬شيخ‭: ‬المرشد‭ ‬الديني‭ ‬وهو‭ ‬منصب‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الروحاني‭ ‬الأيزيدي‭ ‬ويأتي‭ ‬بعد‭ ‬الأمير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬شيخ‭ ‬فخر‭ ‬الدين‭ ‬الشمساني،‭ ‬وحالياً‭ ‬يشغل‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬شيخ‭ ‬ختو‭.‬

•‭ ‬بابا‭ ‬چاويش‭: ‬هو‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الروحاني‭ ‬من‭ ‬طبقة‭ ‬البير‭ ‬ويكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الحامي‭ ‬أو‭ ‬الحارس‭ ‬أو‭ ‬الراعي‭ ‬لمعبد‭ ‬لالش‭ ‬فالبابا‭ ‬چاويش‭ ‬ينذر‭ ‬نفسه‭ ‬لخدمة‭ ‬المعبد‭ ‬ويستغني‭ ‬عن‭ ‬ملذات‭ ‬الحياة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الزواج‭ ‬كالراهب‭ ‬عند‭ ‬المسيحيين،‭ ‬حالياً‭ ‬يشغل‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬بير‭ ‬شرو‭.‬

•‭ ‬يقع‭ ‬معبد‭ ‬لالش‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬جبال‭ ‬هي‭: ‬عرفات‭ ‬–‭ ‬حزرت‭ ‬–‭ ‬مشيت

•‭ ‬العين‭ ‬البيضاء‭: ‬بئر‭ ‬ماء‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬محيط‭ ‬معبد‭ ‬لالش‭ ‬ويتعمد‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬أيزيدي‭ .‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.