الحيطان الأربعة

الخميس 2016/09/01
لوحة: حسام بلان

الشمس الشمس. هذان الولدان سيموتان في الشمس. طيّب. ارفعوهما. تمسّك. تمسّك جيّداً. لا تَحُص كثيراً. هَهْ. لقد حُصت. أنزلوه. لا. لا تنزلوه. لقد تاب. صار ملاكاً. انظروا يديه المكتّفتين. ملاكٌ مفشوخ. يا لله انزل. لقد تُبت؟ طيّب ارفعوه. ألا ترون أننا نُسكّر الطريق؟ وسأراك لو حُصت. ستنزل. طيّب. سترى عندما نصل إلى البيت. هنا أمام الناس تستحلي. وهم يشفعون لك. وفي البيت؟ مَن سيشفع لك في البيت؟

مَنْ؟ والكُلّ مشغول. والوالد معجوق. يصيح بهم من حينٍ إلى آخر: أتركوا هالولد. نسيتم الدنيا وعبدتم الولد؟ أتركوه. وانتبهوا كي لا يقع. خلَصْ. خَلَصْ. أتركونا من هالشغلات وكمّلوا. كمّلوا شُغل. كمّلوا. أكمّلتم؟ ألم يبق شيء؟ طيّب. شوفوا إن بقي شيء. هنا. أو هناك.

وهنا. أو هناك. وإلى أين؟ إلى البيت الجديد. والبيت القديم؟ البيت القديم بَحّ. لقد طار. عادَ لأصحابه. خلّيكم. والله خلّيكم. إذا منشان الأجرة بلا ليرتين يا سيدي. وبلا الأجرة كمان. وكنّا، نحن أولادَه خفنا أن يوافق.

- وكيف بلاها؟ والبيت؟ البيت الذي بنيناه في مخيّم اليرموك؟

- أجّروه. أجّروه. ألم تقل إنه جاءكم مستأجرون له؟

أجّروه. ظلّوا. ظّلّوا هنا. فقد اعتدنا عليكم. أحلى الجيران. أنتم الأحلى. أيْ والله بيت أبو فتحي أحلى الجيران. قالتها أم ياسين. والخانم لمعات. وقالها أبو راتب، وأبو عدنان، وأبو صيّاح.

- الله معكُن. الله معكُن.

قالها اللحّام أبو الراغب مُلَوّحاً لنا بالسيخ. بسيخِ اللحمة يستقبلُ أبو الراغب الهابطين إلى «ساحة عصفور»، أو الراحلين عنها. والساحة تشهد. والكلّ قالوها: سنفتقدكم. ولا شيطنات بعد اليوم. حوصة هنا. وحوصة هناك. والمدارس على الأبواب. هي، أو أن تُصبح أجيراً عند الناس.

وعمّا قليل ستختفي الشمس. وتبقى الأضواء، وحبال الزينة. وحبال الزينة امتلأت بصور عبدالناصر، وشكري القوتلي. أين الصُوَر؟ وأين حبال الزينة؟ لا أراها. هاهي الصُور. وهاهي حبال الزينة. فوق رأسك. أمدد يدك. ولا تقم. إن قمت ستقع. وسآكلُ أنا القتلة. الله يمضّي هذا النهار على خير.

وسيمضي النهار على خير. سيمضي فوق ظهر الطُنبر. والطنبر يرتحل وئيداً، وحثيثاً. يرحلُ صوب الفضاءات الواسعة لبساتين الغوطة. مسيرةٌ شابهت في تهاديها، وفي ما أشاعته داخلنا من خيالاتٍ موهومة، عبوراً مظفّراً يعود بنا إلى ديارنا السليبة.

طُنْبُرٌ واحدٌ. ونقلةٌ واحدةٌ. والأهلُ يعون. وكان علينا نحن أن نكبر لنفهم. وكومة اللحم ستنعجن. وهذه المشاهد وأمثالُها ستعجنها. ومن تذكّرها سنعيش. ونتذكّر. ونُبْحِر. نُبحرُ. نُبحر.

ولادة أم موت؟ وحتى في استعادة ما فات يبقى التخيّل منقوصاً. ولا شيء يعود بدقائقه. ولا يكفي إغماض الذاكرة كي تشتعل. والخطّ الذي رسمته الذاكرة امتدّ. وامتدّ. وصار شارعاً. وما أسهل ما امتلأ الشارع بالعربات، والباعة، والمارّة. وما أسرع ما انبعث الضجيج.

مِن قلب السّكون المرعب ينبعث الضجيج الأكبر. ضجيج الحياة. الصمت الذي يعقبه صياحُ المحتاجين. وصياحُ مَن يملكون الحاجيات. يبيعون. وماذا يبيعون في ضجيج الحياة؟ أثمّة شيءٌ مما أحببناه ذات يوم؟

وذاتَ يوم كنتُ قد أحببتُ عرانيس الذرة. والفول النابت. والمخلّل. وغزلَ البنات. وحلّي سينونك ياولد. وأحببتُ الفرنينات أكثر مِنَ الكُلّ. والبائع الواقف أمام باب المدرسة لم يفهم لماذا صارت خرجيّتي في ذلك العام أقلّ. كلانا، أنا وهو لم نفهم. وأنا والبائع أردنا المزيد.

- قُل لأهلك أن يعطوك أكثر. أفهمت؟ أكثر. أكثر. قُل لهم أكثر. وهم سيعطونك أكثر. سيخلقون لك المصاري مِنْ تحت الأرض.

الأرض تحتها الكثيرُ من المصاري. والبكاء. والبكاء. وأنا لا أعرف. والبائع لا يعرف. وكيف يعرف؟ وكيف أعرف أنهم قد صاروا أفقر. ولسنا منهم. ولا ننتمي إلى وشوشاتهم الليلية. والوشوشات كلامٌ محجوب. إن عصرناه فكيف يصير؟ وما حجم الدموع في ذلك العصير؟ وأقفُ حائراً. حائراً. أيّ الدربين؟ أيّ الدربين؟ في أيّ الدربين يقع البيت. بيتنا الجديد. بيتنا القديم. أيّ بيت. أيّ بيت؟

أيعرف أحدٌ بيت هذا الولد؟ نعم نعرفه. وبيته في الشمس. في الشمس. وكانت شمس ذلك النهار لاهبةً ومُتوعِّدة. وراحت، ولم تكن الساعة قد بلغت العاشرة صباحاً، تُوجِعُ رؤوس الأشجار، وأسْطُحَ المنازل، والنوافذَ العاليةَ. وتُرْبِكُ الستيتيات. فلا تعرفُ أين تستريح. حتى الستيتيات لا تعرف أين تستريح!

وبدأ يُسْمَعُ في «ساحة عصفور» صريرُ إغلاق المحلاّت، وبوّاباتها الخشبية، وعربات الكارّو، والكُدُش، والبغال، والحمير، تُنْزِلُ الخضارَ والفاكهة، وكل ما يملأ الدكاكين لتكونَ جاهزةً لاستقبال عيد الفطر، بعد أن دخل رمضان في عُشْرِهِ الأخير.

وعند حنفيّة الشارع المفتوحة على أشُدّها كان قد تجمّع نحوٌ مِن عشرين ولداً وبنتاً يبتردون، ويرُشّون بعضهم البعض بالماء، بانتظار أن يدخُلَ «أبو الرغب» إلى ملحمته فيلامسوا الخروف الذي فَرَغَ لتوّه من ذبحه، وتعليقه رأساً على عقب.

وكان لحظتها يفرمُ لحمةً خرجَ الكبّة، أوصاه عليها «أبو عدنان» صاحب التنّور الذي يشتغل فيه والدنا. وكان، وهو يفرم، دائب المراقبة لحركة الأولاد. الخوف. الخوف دائماً أولاد الفلسطينيين. شياطين والعياذ بالله. والأولادُ يتدافشون. وتجرّؤوا أخيراً فمدّوا أيديهم المبلّلة يجسّون اللحم الذي كان ما يزال ساخناً كأنما طلع لتوّه من التنّور.

ثم، أخذتهم الحال فراحوا يأرجحون الذبيحة جيئةً وذهاباً، وأقدامهم متوثّبةٌ للفرار. وهم سيهربون في الحال. ولقد قالها «أبو الراغب» ألف مرّة «لو كانوا ولدين أو ثلاثة لما حكيتُ معهم».

وعلى العكس من أبنائهم كان الآباء يتفيّؤون، وحيدين، مكسورين، عند الطرف الشرقيّ لجامع الدقّاق، في حيّ الميدان، من دمشق الشام؛ مدينةِ الرجاء. بذراعيها المفتوحتين لما كانوه لحظتها: أبناءً للمأساة، ولأملٍ بعيد المنال. يخرجون منذ الصباح بحثاً عن فرصة عمل. تاركين للنسوة ترتيب فوضى الليل. وضجيج الأطفال.

- ثمّ، يا أخي إن لم يستحمّ الأولاد تحت الحنفية فأين سيستحمّون إذن؟

وكان المخلّص الذي ينشدونه ساعتها أقلّ كثيراً من أن يكون مسيحاً منتظراً، أو بطلاً من غابر الأزمان، مثل صلاح الدين الأيّوبي، أو الظاهر بيبرس. وأن تكون غريباً مثلما كانوا، فذلك يعني أن تقف الموقف الذي وقفوه. تُصَعّدَ البصر، وتتعقّبَ الامتداد الكثيفَ للبيوت، والعمارات، والدكاكين المصطفّة على جانبي الطريق وصولاً إلى قاسيون. والبصرُ كان سيأخذك إلى واحدٍ من أطول دروب المدينة، وأكثرها بَشَراً وحياةً. إنّه الدربُ السلطانيّ. نافذة دمشق الشام على حوران، وفلسطين، ومصر، والحجاز. دربُ الجيوش الظافرة، والفلول المهزومة، وقوافل الحجّ، والتجارات المرتفعة من المدينة وإليها.

بيوتٌ تنفتحُ عتباتُها على نداءات الباعة، ومفاصلة الشارين، وأخرى تغوص في الحارات المعتمة والباردة. وكان وجودهم في ذلك الحيّ الغريب عنهم، والغريبين عنه، يعني أن الكثير ممّا عاشوه، وممّا اعتادوا عليه، قد ولّى إلى غير رجعة، وبأنهم لا شيء يُذكرُ في هذا العالم الصاخب من حولهم. ألا ما أكثر الناس، وما أكثر احتياجاتهم.

إذ، ما أن تبينَ الوجوهُ حتى تختفي من جديد. أزقّة. أزقّة. ووجوه. ووجوه. ولعبةٌ دوّارةٌ. قرونٌ نخرها السوس. وكلّ ما هنالك يتلوّى. ويتلوّى. ألغاز. ألغاز. ولا حلّ للألغاز إلاّ مِن قلبها العنيد، والملتبس. والأمر ليس سوى لعبةٍ قاسية. وهم عند حافّتها.

وعند الحافّة راح كلُّ ما هنالك يعمر بالأطايب من خضارٍ وفاكهةٍ، وعربات الترامواي ما تنفكّ تقرع الأجراس. تشقّ طريقاً مضنياً وسط البغال، والحمير، والعربات المحمّلة بالبضائع. والكلّ يريد أن يستبق مكاناً لنفسه: باعةُ العرقسوس، والتمر هندي، والمقادم، والروس، والحُمّص، والفول، وكلّهم يتجهزون في هذا الوقت المبكّر من الصباح. ولكلٍّ موقعُه المعروفُ، وإلاّ ففي الانتظار خناقاتٌ، وصياحٌ لا يتوقّف.

وهاهي أرصفة الدرب السلطانيّ قد فاضت. ولا مكان غير الدرب نفسه. تجهيزٌ على أشدّه لمعركة ما بعد العصر. عندما تتزاحم الأكتاف والأيدي. تطلب شيئاً مِن كلّ شيء. لموائد الإفطار. وللسحور. لرمضان. شهر الصيام. وشهر الطعام. ووسطُ الدرب السلطانيّ كان دوماً ودوماً يصخب بالأولاد، وقد وضعوا ما جمّعوه من مسامير، وقطعٍ معدنيّة على السكة لتدهسها العجلاتُ، وتحيلها إلى عجائبَ يُباهى بها:

سيوفٌ وسكاكين. قِطعٌ مفلعصةٌ وقِطعٌ أحلى. والترام يصعد. ويصعد. والطريق طويلٌ. الطريق مِن أوّل الشام إلى آخرها: من بوابة الله إلى ضريح الشيخ محي الدين بن عربي. والعودة كذلك. الطريق ذاتُه. السكة ذاتُها.

آلافٌ مؤلّفة من البشر. فكيف يصل الولد إلى البيت؟ ومِنْ جديد ضاع.

- أيعرف أحدكم أين بيت هذا الولد؟

- نعم. نعرفه. وبيتُه في الشمس.

- في الشمس.

- لا ليس في الشمس. في مخيّم اليرموك.

- وإلى أيّ بيتٍ تريد أن تصل يا ولد؟ وهذا البيت الذي عمّرناه في اليرموك بَحّ. طار. أتى وقتٌ كرهناه فيه. كرهنا ما بنيناه. وكان «أبو عامر» أوّل الكارهين. والبداية كانت من البيت. من جنى العمر.

- أيكره الإنسان بيته؟ نعم. لقد بِتُّ أكره بيتي.

البيت الذي صار يدخل إليه، ويخرج منه مثل فأر لم يعد يريده.


لوحة: محمد عرابي

- إلى أين؟ إلى أين؟

- إلى البيت. أذهبُ إلى البيت.

- أهه. تذهب إلى البيت. لعن الله البيوت. وساعة البيوت.

وسيرحل «أبو عامر» عن البناية قبلنا بأسابيع. وقبل أسابيع من رحيله كان أهله قد هربوا من بيتهم في «بساتين الرازي» والتجأوا إليه. وحان دوره الآن كي يلتجأ إليهم. وجمعةٌ عنده، وجمعة عندهم. تلك هي الحياة. دَيْنٌ وسداد. الابن يكرّر الأب، والأبُ يكرّر الابن. والجميع يكرّرون الجميع.

أتذكّر ذلك كلّه فأسمع الأسئلة من جديد.

- أرأيت؟

- ألم أقل لك؟

أسمعها فأتلفّت إلى الخلف. لا أرى أحداً. بل من المحال أن أرى أحداً. ولأنه كان صوتاً فقد كان في كلّ الجهات. والصوت كان يُعلّمني. أوقفني أمامه مثل تلميذٍ كسول. وقال كلاماً أكبر منّي:

- اسمع يا ولد. صرت رجلاً ولا تعرف؟

- وماذا عليّ أن أعرف؟

- أن تعرف أن المعرفة الأكثر تُعوِّضُ خسارة السنين. ولا شيء يذهب سدىً. الربح خسارةٌ. والخسارة ربح. فقط لو تمعّنت في الأمر جيّداً.

نعم. نعم. فمن دون التفكير كيف كنت سأعرف لحظتها أنّ الصوت لم يكن لي، بل كان للولد الماثل في ملامحي، وتصرّفاتي. ألا يقولون لي: أنت. أنت. لم يتغيّر فيك شيء. وكان باستطاعتي أن أعزل الأنين. أن أنساه بعد أن أَلِفْتُهُ. وأن أترك أذنيّ لصوتٍ أكيد. الصوت الذي كان يكلّمني. وهو الصوت الذي كان عليّ أن أميّزه. أنا مجبرٌ على ذلك. فقد يكون لي. وقد يكون لغيري. والنسبة هي النصف زائد واحد. ولم أكن أقبلُ بتلك النسبة فيما مضى. وأنا الآن أقبل أقلّ منها!

- أرأيت؟

- ألم أقل لك؟

أسئلةٌ كبرى. بل هي الأكبر مِنْ بين الأسئلة. أسئلةٌ لا يطرحها الصغار على الكبار. ولكنني متأكّد من أنه لي. حضوري وأنا أحمل قطعة النقود التي ما في غيرها. وأفتّش في الطرقات عن الطريق الصحيح إلى البيت الصحيح. بيتي الجديد. البيت الذي غيّر جلده مرّاتٍ ومرّات. حتى صار كالبهلوان.

والتغلُّبُ على الحيّز الضيّق ألزمه أن يرتفع شاقوليّاً. فابتدأ بطابقٍ. ثمّ صار اثنين. ثلاثة. أربعة. صار البيت نبتةً اتّكأت على عكاكيز. لاحَقَت ضوء الشمس. في «بيت العُمر». هكذا أسماه الناس. «بيت العمر». والتسمية جاءت منهم. وكانوا يحكمون على الظاهر. وستغزل السهرات، والنوم، والساعات الطويلة على برندته أواصر الألفة بيني وبينه، وبيني وبين الجيران. وستنعقد الصداقة الأعظم مع الإطلالة الأصخب، في شارع اليرموك، الشارع الأعجق في دمشق الشام.

وبأقلّ مِن إغماضة عين. بأقلّ مِن أن ترفع يداً تحمي بها رأساً، أو تُخفي جسداً مرتعشاً، بأقلّ من ذلك كلّه صار ذلك الذي انبنى هباءً منثوراً. انعدم ما كان بعد أن كان وكان. وكنتُ أعرف أنّ المقصود من تلك الأصوات التي أسمعها في رأسي أن أرى الخراب المحيط بنا.

وكان خطّاً ارتسم فوق الورق. رسمته يدٌ صارت غباراً. ومَحَتْهُ اليد التي استحالت إلى مكنسة. ولو ظلّت اليدان ترسمان، فإلى أين كان ذلك سينتهي؟ أين ينتهي الخطّ إنْ مددناه؟ إلى أين ينتهي هذا الذي بدأناه؟

ولكن. ألم نتّفق أنا ونفسي، أن أرسم خطوطاً في المكان، وأن تكون مجرّد خطوط. ولا شيء سوى الخطوط. ولأن تلك الخطوط كانت في المكان، فهي في الزمان أيضاً. الزمان والمكان المتعيّنان كانا دوماً ملْ اللوحة. نعم. طيّب. إذا صدّقنا بانقلاب الخطوط إلى حيطان، وبرندات، وأبواب، وشبابيك. وكلّ ذلك إلى أيام، وشهور، وسنين. إلى ما قبل بعض الأشياء. وإلى ما بعد بعضها الآخر:

وهذا الذي اتّفقتُ أنني مقتنعٌ به سيمضي في لعبة الوهم إلى آخرها. وأن أرسم الوهم يعني أن أصنع المزيد من الأصداء. والأصداء رَسَمَتْ أطفالاً مضوا. وأطفالاً أتوا. صحيح. صحيحٌ تماماً ذلك الذي ارتسم. ولكن أين الحيطان؟ الحيطان الأربعة. أين الحيطان الأربعة؟ فقد كان لنا أربعة حيطان.

- أما تزال حيطاننا الأربعة واقفةً؟

- لأ

- إذن فهي نائمة؟

- لأ

- لا واقفة. ولا نائمة. كيف؟

- كيف؟ كيف؟

أسألُ وقد نسيت أن ما أراه على الطاولة أمامي لم يكن أكثر من خطوط. خطوطٌ رسَمَتْها المسطرة والقلم. فلقد كنتُ احتجتُ إلى برندةٍ أسند عليها مِرفقيّ فرسمت. واتكأت. وبعد أن اتكأت، رسمت الحيطان الأربعة كي أتّكئ من جديد.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.