كيف‭ ‬تنشأ‭ ‬ثقافة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الشبيبة‭ ‬المهاجرة

الثلاثاء 2016/11/01
لوحة: بسام الإمام

ما‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬شبيبة‭ ‬عربية،‭ ‬وافدة‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬مولودة‭ ‬فيها،‭ ‬إلى‭ ‬العنف؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬للتفكك‭ ‬الأسري‭ ‬الناجم‭ ‬بدوره‭ ‬عن‭ ‬ظروف‭ ‬اجتماعية‭ ‬صعبة‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الجاليات‭ ‬العربية‭ ‬المهاجرة؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬نشوء‭ ‬تلك‭ ‬الشبيبة‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬مهمشة‭ ‬أشبه‭ ‬بالغيتو،‭ ‬يتشرب‭ ‬أفرادها‭ ‬ثقافة‭ ‬تمرد‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬تجلياتها،‭ ‬تبدأ‭ ‬بالانحراف‭ ‬وتؤول‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬ليتلقوا‭ ‬مبادئ‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬أصولها؟‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬وليد‭ ‬تربية‭ ‬دينية،‭ ‬أسرية‭ ‬أو‭ ‬جمعياتية،‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬ترسي‭ ‬قيما‭ ‬غير‭ ‬قيم‭ ‬بلد‭ ‬الإقامة،‭ ‬وتمرر‭ ‬عبر‭ ‬التعليم‭ ‬خطابا‭ ‬يحض‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬الإخوة‭ ‬في‭ ‬الدين؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ببساطة‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سوى‭ ‬محض‭ ‬مغامرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الذات؟

منذ ‭ ‬اندلاع‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬فرنسا،‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬تولوز‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬نيس،‭ ‬مرورا‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬عمليتي‭ ‬شارلي‭ ‬هبدو‭ ‬والباتاكلان،‭ ‬والمحللون‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬تخصصاتهم‭ ‬يستعرضون‭ ‬تلك‭ ‬الدوافع‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقطعوا‭ ‬بجواب،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬جائزة‭.‬

ساد‭ ‬الظن‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬محطة‭ ‬أنفاق‭ ‬سان‭ ‬ميشيل‭ ‬بباريس‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفجير‭ ‬القطار‭ ‬السريع‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬ليون‭ ‬وباريس‭ ‬في‭ ‬أواسط‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬العنف‭ ‬مردها‭ ‬رغبة‭ ‬جبهة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬معاقبة‭ ‬فرنسا‭ ‬على‭ ‬تواطُئِها‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬ثم‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬مرتكب‭ ‬العمليتين،‭ ‬خالد‭ ‬قلقال‭ ‬الجزائري‭ ‬الأصل،‭ ‬له‭ ‬دوافع‭ ‬ذاتية‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬ورموزه‭. ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬نقمته‭ ‬تلك‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬لألماني‭ ‬يدعى‭ ‬ديتمار‭ ‬لوخ‭ ‬كان‭ ‬يعد‭ ‬شهادة‭ ‬دكتوراه‭ ‬عن‭ ‬اندماج‭ ‬الشبيبة‭ ‬الفرنسية‭ ‬المغاربية‭.‬

فعن‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬علاقته‭ ‬بالقضاء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ارتكب‭ ‬جنحة‭ ‬أجاب‭ ‬‮«‬بصراحة،‭ ‬بوصفنا‭ ‬عربا،‭ ‬القضاء‭ ‬لا‭ ‬يحبّنا‭. ‬ثمة‭ ‬قضاء‭ ‬بوجهين‭. ‬سأروي‭ ‬لك‭ ‬نادرة‭. ‬كنت‭ ‬جالسا‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬أنتظر‭ ‬المثول‭ ‬أمامها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سراحي‭ ‬الشرطي‭. ‬وكان‭ ‬ثمة‭ ‬متهمان،‭ ‬عربي‭ ‬وفرنسي،‭ ‬قبض‭ ‬عليهما‭ ‬إثر‭ ‬محاولة‭ ‬سطو،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬لهما‭ ‬سوابق‭ ‬عدلية‭. ‬الفرنسي‭ ‬اقتحم‭ ‬البيت‭ ‬وعنّف‭ ‬صاحبته‭ ‬ونهب‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بشهادة‭ ‬جارة‭ ‬شاهدت‭ ‬العملية‭. ‬وأما‭ ‬العربي‭ ‬فقد‭ ‬حاول‭ ‬الدخول‭ ‬فقط‭. ‬حكم‭ ‬القاضي‭ ‬على‭ ‬الفرنسي‭ ‬بالسجن‭ ‬شهرين،‭ ‬وعلى‭ ‬العربي‭ ‬بسنة‭ ‬ونصف‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬عليه‭ ‬ذوو‭ ‬الحل‭ ‬والربط‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأغراب‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬أنهم،‭ ‬وكذا‭ ‬المجتمع،‭ ‬سبب‭ ‬الانحراف،‭ ‬حسبهم‭ ‬أن‭ ‬ينظروا‭ ‬إلى‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬الضواحي‭.‬‮»‬‭ ‬وأردف‭ ‬لاحقا‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يقع‭ ‬الحديث‭ ‬عنّا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬إلا‭ ‬عند‭ ‬نشوب‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭. ‬تريدون‭ ‬العنف؟‭ ‬سيأتيكم‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬المثال‭ ‬وجهان‭ ‬عمّا‭ ‬يعيشه‭ ‬شباب‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬أوّلهما‭ ‬الانحراف‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبتغيه‭ ‬من‭ ‬ماديات‭ ‬جيله‭ ‬ولو‭ ‬بالسرقة،‭ ‬وثانيهما‭ ‬الإحساس‭ ‬بالظلم‭ ‬الذي‭ ‬يولّد‭ ‬الكراهية‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬بلد‭ ‬الإقامة،‭ ‬سواء‭ ‬باختيار‭ ‬تعويض‭ ‬روحي‭ ‬يلطّف‭ ‬به‭ ‬إخفاقه،‭ ‬أو‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬أفرادا‭ ‬ومؤسسات،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬فشل‭ ‬الحكومات‭ ‬الفرنسية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬إدماج‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سجلته‭ ‬هيئة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬شجبت‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬ممارسات‭ ‬الميز‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬تجاه‭ ‬أطفال‭ ‬الأقليات‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وخاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬والذين‭ ‬صاروا‭ ‬يتعرضون‭ ‬لمواقف‭ ‬سلبية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الفرنسي‭ ‬برمته‭.‬

فهل‭ ‬العنف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الإرهاب،‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬النقمة؟

إن‭ ‬خالد‭ ‬قلقال‭ ‬ومحمد‭ ‬مراح‭ ‬ومهدي‭ ‬نموش‭ ‬والأخوين‭ ‬سعيد‭ ‬وشريف‭ ‬كواشي‭ ‬وأحمد‭ ‬كوليبالي‭ ‬يلتقون‭ ‬في‭ ‬كونهم‭ ‬شبانا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬السوابق‭ ‬العدلية‭ ‬جرّاءَ‭ ‬سرقة‭ ‬أو‭ ‬تهريب‭ ‬أو‭ ‬تجارة‭ ‬مخدرات،‭ ‬قضوا‭ ‬فترة‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬وقد‭ ‬تقصر‭ ‬داخل‭ ‬السجن‭. ‬وهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬أسر‭ ‬مفككة،‭ ‬حيث‭ ‬الأب‭ ‬غائب‭ ‬أو‭ ‬مستقيل،‭ ‬عاشوا‭ ‬العنف‭ ‬داخلها،‭ ‬وتنقلوا‭ ‬بين‭ ‬ملاجئ‭ ‬متعددة‭ ‬فقدوا‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬معالم‭ ‬يستدلون‭ ‬بها‭ ‬كي‭ ‬ينشؤوا‭ ‬أسوياء،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬كائنات‭ ‬ذات‭ ‬مشاكل‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفارهم‭. ‬كلهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬الإسلام‭ ‬صدفة،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صديق‭ ‬أو‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬شيخ‭ ‬روحي‭ ‬صادفوه‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬جمال‭ ‬بغّال،‭ ‬ثم‭ ‬أدّوا‭ ‬رحلة‭ ‬استكشاف‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وباكستان،‭ ‬حيث‭ ‬تعلّموا‭ ‬استعمال‭ ‬الأسلحة،‭ ‬واستبطنوا‭ ‬القطيعة‭ ‬الذهنية‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليه‭ ‬وصاروا‭ ‬له‭ ‬أعداء‭.‬

وفي‭ ‬رأي‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬فرهاد‭ ‬خسروخوار‭ ‬أن‭ ‬دافعهم‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬الراديكالي‭ ‬هو‭ ‬تصوّرهم‭ ‬لأنفسهم‭ ‬وللناس،‭ ‬فهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬ألاّ‭ ‬مستقبل‭ ‬لهم،‭ ‬وأن‭ ‬المجتمع‭ ‬ينبذهم،‭ ‬وأنهم‭ ‬منغلقون‭ ‬في‭ ‬الهامشية‭ ‬وفي‭ ‬وضع‭ ‬الضحية‭ ‬العاجزة‭. ‬وما‭ ‬اعتناقهم‭ ‬الإسلام‭ ‬الراديكالي‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬لإضفاء‭ ‬القداسة‭ ‬على‭ ‬حقدهم،‭ ‬والشرعية‭ ‬على‭ ‬عدوانهم‭. ‬ومحركهم‭ ‬هو‭ ‬دائما‭ ‬تثبيت‭ ‬حقدهم‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬داخل‭ ‬إطار‭ ‬عقائدي‭ ‬يمنحهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬الأدوار،‭ ‬ليتحوّلوا‭ ‬من‭ ‬كائنات‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬أبطال،‭ ‬ومن‭ ‬مجهولين‭ ‬إلى‭ ‬نجوم‭ ‬يردد‭ ‬العالم‭ ‬أسماءهم،‭ ‬ومن‭ ‬مدانين‭ ‬قضائيا‭ ‬إلى‭ ‬قضاة‭ ‬يسنّون‭ ‬أحكامهم‭ ‬على‭ ‬مجتمع‭ ‬كافر،‭ ‬ومن‭ ‬أفراد‭ ‬ينوؤون‭ ‬بالإحساس‭ ‬بكراهية‭ ‬الآخرين‭ ‬إلى‭ ‬كائنات‭ ‬عنيفة‭ ‬تبعث‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬النفوس‭.‬

وفي‭ ‬رأيه‭ ‬أن‭ ‬السجن‭ ‬يدعم‭ ‬شعور‭ ‬الحقد‭ ‬تجاه‭ ‬الآخر،‭ ‬ويعمّق‭ ‬المعرفة‭ ‬بالإسلام‭ ‬الراديكالي‭ ‬عبر‭ ‬سجناء‭ ‬آخرين،‭ ‬وبعض‭ ‬من‭ ‬ينصبون‭ ‬أنفسهم‭ ‬أئمة‭ ‬داخله،‭ ‬ينشرون‭ ‬خطابا‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الجهاد‭ ‬ضد‭ ‬الهراطقة‭ ‬وضد‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الدرك‭ ‬الوضيع،‭ ‬أي‭ ‬السجن‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تدريس‭ ‬العربية‭ ‬وتعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬تتمّ‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬قولبة‭ ‬أذهان‭ ‬المتلقّين‭ ‬لتسهيل‭ ‬تمرير‭ ‬خطاب‭ ‬يقطع‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬‮«‬الكافرة‮»‬‭ ‬والشبيبة‭ ‬المسلمة،‭ ‬جريا‭ ‬على‭ ‬سنن‭ ‬الإخوان‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬الديمقراطية‭ ‬دينا‭ ‬وضعيا‭ ‬كافرا،‭ ‬والناخبين‭ ‬مشركين‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬ربوبيته،‭ ‬والنواب‭ ‬أربابا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله

والحق‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬ضواحي‭ ‬المدن‭ ‬الفرنسية‭ ‬يواجه‭ ‬مشاكل‭ ‬عديدة،‭ ‬فهي‭ ‬فضاء‭ ‬إقصاء‭ ‬وتهميش،‭ ‬ونفي‭ ‬وعزلة،‭ ‬خصوصا‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حينما‭ ‬أقرّ‭ ‬الاشتراكيون‭ ‬سياسة‭ ‬جمع‭ ‬الشمل‭ ‬التي‭ ‬سمحت‭ ‬للمهاجرين‭ ‬باستقدام‭ ‬أسرهم‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المهاجرين،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬أميّ‭ ‬جاهل‭ ‬بحقوقه،‭ ‬قد‭ ‬رضي‭ ‬بعيشته‭ ‬دون‭ ‬شكوى،‭ ‬فإن‭ ‬أبناءهم‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬طالب‭ ‬بمواطنة‭ ‬كاملة‭ ‬تسوّي‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬ابن‭ ‬البلد،‭ ‬أما‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث،‭ ‬الذي‭ ‬نشأ‭ ‬وسط‭ ‬الضيق‭ ‬واستفحال‭ ‬الأزمات‭ ‬واستشراء‭ ‬البطالة،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬تمرّده،‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬السود‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬المدن‭ ‬الأميركية‭ ‬وأحيائها‭ ‬الشعبية،‭ ‬تمردا‭ ‬تجلّى‭ ‬في‭ ‬موقفهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬السلطة،‭ ‬أبوية‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬مجتمعية‭ ‬أم‭ ‬مؤسساتية‭.‬

روح‭ ‬التمرّد‭ ‬تلك‭ ‬قادت‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬السجن،‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا،‭ ‬ودفعت‭ ‬ببعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬الارتماء‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الخيرية‭ ‬وارتياد‭ ‬المساجد‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬معالم‭ ‬طريق‭ ‬ما‭ ‬انفكت‭ ‬تتمنع‭ ‬عليهم‭.‬

رغم‭ ‬إقدام‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬التي‭ ‬تروّج‭ ‬خطابا‭ ‬تعتبره‭ ‬راديكاليا،‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬تورّطها‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬الشباب‭ ‬المسلم‭ ‬إلى‭ ‬جبهات‭ ‬القتال،‭ ‬وغاية‭ ‬ما‭ ‬هنالك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأئمة‭ ‬لا‭ ‬يفرّقون‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يُسمح‭ ‬بالخوض‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬كضرب‭ ‬المرأة‭ ‬وعلاقة‭ ‬الرسول‭ ‬بيهود‭ ‬يثرب‭ ‬والغزو‭ ‬ووصف‭ ‬العلمانيين‭ ‬بالإلحاد،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يُحظر‭ ‬تداوله‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬علماني‭ ‬يرى‭ ‬أهلُه‭ ‬في‭ ‬خطب‭ ‬بعض‭ ‬الأئمة‭ ‬مخالفةً‭ ‬واضحة‭ ‬لقيم‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فقد‭ ‬أُبعد‭ ‬إمام‭ ‬جامع‭ ‬فينيسيو‭ ‬بضاحية‭ ‬ليون‭ ‬عن‭ ‬التراب‭ ‬الفرنسي‭ ‬لإجازته‭ ‬تعنيف‭ ‬المرأة،‭ ‬وأقصي‭ ‬إمام‭ ‬جامع‭ ‬عمر‭ ‬بباريس‭ ‬لما‭ ‬عُدّ‭ ‬تحريضا‭ ‬على‭ ‬اليهود‭ ‬ومعاداة‭ ‬للسامية،‭ ‬فيما‭ ‬يخضع‭ ‬إمام‭ ‬جامع‭ ‬السُّنّة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بريست‭ ‬للمراقبة‭ ‬المشددة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عثر‭ ‬مستعملو‭ ‬الشبكة‭ ‬على‭ ‬فيديو‭ ‬في‭ ‬يوتيوب‭ ‬يشرح‭ ‬فيه‭ ‬لتلاميذ‭ ‬صغار‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬من‭ ‬يهوى‭ ‬الموسيقى‭ ‬سوف‭ ‬يمسخه‭ ‬الله‭ ‬خنزيرا‭ ‬ثم‭ ‬تبتلعه‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يشغل‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬هو‭ ‬هيمنة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬عبر‭ ‬فرعه‭ ‬الفرنسي‭ ‬المتمثّل‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الدّيني،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬بالدولة‭ ‬عقود،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬أخرى‭ ‬مستقلّة‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬لعقد‭. ‬والمعلوم‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬أربعة‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭: ‬تعليم‭ ‬خاضع‭ ‬لعقد‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬والحضارة‭ ‬الأصلية‭ ‬الموجه‭ ‬لجاليات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كتونس‭ ‬والجزائر‭ ‬والمغرب،‭ ‬والأوروبية‭ ‬كالبرتغال‭ ‬وصربيا،‭ ‬والإسلامية‭ ‬كتركيا‭ ‬وجزر‭ ‬القمور،‭ ‬حيث‭ ‬تتولّى‭ ‬الدولة‭ ‬المعنية‭ ‬اختيار‭ ‬المدرسين‭ ‬والجهاز‭ ‬البيداغوجي‭ ‬وتوفّر‭ ‬فرنسا‭ ‬الفضاء‭ ‬ومستلزماته،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬تعليم‭ ‬مواز‭ ‬تدور‭ ‬حصصه‭ ‬خارج‭ ‬أوقات‭ ‬الدوام،‭ ‬بعكس‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة،‭ ‬كالمدرسة‭ ‬العراقية‭ ‬والمدرسة‭ ‬الليبية‭ ‬سابقا،‭ ‬والمدارس‭ ‬المسيحية‭ ‬واليهودية،‭ ‬حيث‭ ‬يتابع‭ ‬فيها‭ ‬الطفل‭ ‬دروسه‭ ‬كامل‭ ‬الوقت‭. ‬وتعليم‭ ‬جمعياتي‭ ‬خاضع‭ ‬لعقد‭ ‬بسيط،‭ ‬لا‭ ‬يلزم‭ ‬الطرفين‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬وعدم‭ ‬تقديم‭ ‬تعليم‭ ‬ينافي‭ ‬قيم‭ ‬الجمهورية‭. ‬وتعليم‭ ‬جمعياتي‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لعقد،‭ ‬وليس‭ ‬ملزما‭ ‬باتّباع‭ ‬مناهج‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الفرنسية‭. ‬وتعليم‭ ‬عائلي‭ ‬تتولّى‭ ‬فيه‭ ‬العائلة‭ ‬تعليم‭ ‬أبنائها‭ ‬بنفسها،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬بحسب‭ ‬كثرة‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬العائلات‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬تعليم‭ ‬فردي‭ ‬للأطفال‭ ‬يعرّفهم‭ ‬على‭ ‬أصول‭ ‬دينهم‭.‬

هذا‭ ‬التعليم‭ ‬الجمعياتي،‭ ‬الذي‭ ‬يضمّ‭ ‬نحو‭ ‬أربعين‭ ‬مدرسة‭ ‬يسمّيها‭ ‬الفرنسيون‭ ‬مدارس‭ ‬قرآنية،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬مقرّ‭ ‬جمعية‭ ‬تدير‭ ‬مسجدا‭ ‬وتدّعي‭ ‬أنها‭ ‬مركز‭ ‬ثقافي،‭ ‬ومهمتها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬وتدريس‭ ‬العربية‭ ‬والتربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وإقامة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية‭.‬

يخضع‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بفرنسا‭ ‬‭-‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬التمكين‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬ببناء‭ ‬المساجد‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬بعث‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭-‬‭ ‬خضوعا‭ ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سؤال،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬نوّابًا‭ ‬برلمانيين‭ ‬رفعوا‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬سلط‭ ‬الإشراف‭ ‬أعربوا‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬انشغالهم‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬انقطاع‭ ‬أبناء‭ ‬المسلمين‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الخاصة‭. ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تدريس‭ ‬العربية‭ ‬وتعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬تتمّ‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬قولبة‭ ‬أذهان‭ ‬المتلقّين‭ ‬لتسهيل‭ ‬تمرير‭ ‬خطاب‭ ‬يقطع‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬‮«‬الكافرة‮»‬‭ ‬والشبيبة‭ ‬المسلمة،‭ ‬جريا‭ ‬على‭ ‬سنن‭ ‬الإخوان‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬الديمقراطية‭ ‬دينا‭ ‬وضعيا‭ ‬كافرا،‭ ‬والناخبين‭ ‬مشركين‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬ربوبيته،‭ ‬والنواب‭ ‬أربابا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭.‬

في‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬هجرت‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‮»‬‭ ‬يؤكد‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬لويزي‭ ‬العضو‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬الشمال‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمدينة‭ ‬فيلنوف‭ ‬داسك،‭ ‬التابعة‭ ‬للاتحاد،‭ ‬والعارف‭ ‬بأسراره‭ ‬وأساليب‭ ‬اشتغاله‭ ‬ومصادر‭ ‬تمويله‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬الغالب،‭ ‬ومشاريع‭ ‬قادته‭ ‬الوهمية،‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬ما‭ ‬انفك‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مشروع‭ ‬التمكين،‭ ‬كما‭ ‬تصوّره‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬ثم‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬بدءًا‭ ‬بالتوطين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شراء‭ ‬مبانٍ‭ ‬وأراض‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬لبناء‭ ‬المساجد،‭ ‬بغرض‭ ‬إرساء‭ ‬سردية‭ ‬إسلامية‭ ‬كعنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬السردية‭ ‬القومية‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬أوروبي،‭ ‬وبلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى،‭ ‬أي‭ ‬إقامة‭ ‬خلافة‭ ‬إسلامية‭ ‬تلحق‭ ‬أوروبا‭ ‬بأمة‭ ‬الإسلام‭. ‬ويبيّن‭ ‬لويزي‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬لا‭ ‬يختار‭ ‬الجمعية‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تختاره،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إخوان‭ ‬متمرّسين‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬ينقضّون‭ ‬على‭ ‬فريستهم،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬يضمنوا‭ ‬ولاءها‭ ‬حتى‭ ‬يلقنوها‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬الإخوانية‭ ‬وأركان‭ ‬البيعة‭ ‬العشرة‭ ‬وهي‭ ‬الفهم،‭ ‬والإخلاص،‭ ‬والعمل،‭ ‬والجهاد،‭ ‬والتضحية،‭ ‬والطاعة،‭ ‬والثبات،‭ ‬والتجرد،‭ ‬والأخوة،‭ ‬والثقة‭. ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يُقبل‭ ‬أولئك‭ ‬الإخوان‭ ‬على‭ ‬صغار‭ ‬السنّ‭ ‬ممن‭ ‬يعيشون‭ ‬الفاقة‭ ‬والحرمان‭ ‬في‭ ‬الضواحي‭ ‬الفقيرة،‭ ‬ويكونون‭ ‬عرضة‭ ‬للانحراف‭ ‬والفشل‭ ‬المدرسي،‭ ‬ليقترحوا‭ ‬عليهم‭ ‬دروسا‭ ‬خصوصية‭ ‬مجانية‭ ‬وأنشطة‭ ‬ثقافية‭ ‬وتربية‭ ‬دينية‭ ‬ميسّرة،‭ ‬فيرى‭ ‬فيهم‭ ‬الأولياء‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لانتشال‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬لا‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬أفقها‭ ‬بارقة‭ ‬أمل،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬أبناءهم،‭ ‬بألبستهم‭ ‬الأفغانية‭ ‬ولحاهم‭ ‬الطويلة‭ ‬وعزوفهم‭ ‬عن‭ ‬مصافحة‭ ‬النساء،‭ ‬وحديثهم‭ ‬عن‭ ‬الحلال‭ ‬والحرام،‭ ‬صاروا‭ ‬غرباء‭.‬

يقول‭ ‬جيل‭ ‬كيبل‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬التيارات‭ ‬الإسلامية‭ ‬‮«‬قانونيا،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مدارس‭ ‬إسلامية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المدارس‭ ‬اليهودية‭ ‬والكاثوليكية،‭ ‬ولكن‭ ‬مشروع‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬جالية‭ ‬تفاوض‭ ‬على‭ ‬انخراطها‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭. ‬والسؤال‭ ‬الحق‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬أيّ‭ ‬حدّ‭ ‬تساهم‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬منطق‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬المجموعة‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.