تفاصيل

الاثنين 2017/05/01
لوحة: شادي أبوسعدة

اعتدتُ على تحمّل ألمي وشتاءات أيامي القارسة ووجع الفراغ والوحشة، محاولة كبت ذلك الشوق الهامس والأحلام العطشى.

كنت ساذجة حين ظننت أن الشمس تشرق ليلاً.

ذلك حين قال لي:

- سأجعل كل ساعاتك فجراً يضيء كل شيء حولنا.. ويرحل دون عنوان أستدلّ به إليه.

عذابات ليلي ليس لها آخر، وثمة أسئلة لم أجد لها إجابة، فأقتسم كوابيس الخوف كل ليلة مع سريري، وماردٍ ذي أجنحة يُحلّقُ حولي مشحوناً حقداً ورغبةً.

أتأمّل وجهي في المرآة.

ما عُمر ما قد مارسناه من متعة وبهجة..؟

أرى امرأة لا تكاد تشبهني.

أضحكُ دهشة، بعد أن كدتُ أفقد الرغبة في الضحك.

هو بعيدٌ لا يدرك اللهفة وفزع الانتظار.

يموت العمر بداخلي، ويطول صمتي في انتظار حلم قد يأتي بين حين وآخر.

أنتظر مهاتفته كي يسألني عمّا كنت أعمل في غيابه.

وأظل منتظرة صوته ولا يأتي أبداً، فأشغل وقتي في الاعتناء بحديقة المنزل التي اشتركنا في غرس أشجارها.

كل شيء يكبر أمامي، جميع الأوراق تخضرّ وتتشابك بعضها بالآخر، وفصولي يقظة في انتظار المطر.

أعيش الأمل المؤجل وتفاصيل أكثر مرارةً وقلقاً.

ثقتي المفرطة جعلتني أنثى معطوبة صمتاً وترهلاً.

ترى ماذا فعلت به كل تلك السنين وذلك الغياب؟

أتغيّرت ملامحه أم مازال ينضح كل شيء فيه بالفتنة والإغراء؟

محطاتٌ تحلّق أطيافها بذاكرتي يشقها جرس الباب، فأذهب بتكاسل لفتحه.

أرى شبحاً ذا شعرٍ كث وذقن طويلة يحمل كتباً ودفاترَ كثيرة.

يضمني إليه بشدة وينشج.

أنا بحاجة إليكِ أكثر من ذي قبل.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.