سبعون بيضة ودجاجة واحدة
كان الأميركي أرمسترونغ قد سبقنا إلى القمر قبل الشعر. عام 1969 كان أحد أعداد مجلة ألف باء الأسبوعية يضم أولى قصائدي وكان غلافه يحمل صورة لرائد الفضاء الأميركي وهو يطأ بقدميه أرض القمر. يومها لم يكن من اليسير أن يكون المرء شاعرا في بلد كالعراق بالرغم من كثرة الشعراء. غير أن هناك فراغا قد حدث في مجال كنّا نصبو إلى اقتحامه. من نحن؟ طلاب مدارس طويلو الشعر يمكن تمييزهم بقمصانهم المزهرة وسراويلهم الشارلستون وعزوفهم عن الكلام إلا في ما يتعلق بشؤون الشعر.
حين حدث ذلك الفراغ وقف الحظ معنا في بلد تميز أبناؤه بسوء الطابع. ما حدث يمكن تلخيصه بانتقال شعراء العقد الستيني من البعثيين من المقاهي إلى مقاعد السلطة التي لم تكن يومها تقيم في برج عاجي. غير أن البعثيين لم يكونوا إلا أقلية وسط أكثرية من المثقفين الذين غلبت عليهم النزعات العدمية والوجودية والعبثية وكان أولئك الهامشيون والغاضبون والمعارضون العبثيون هم الفرسان الحقيقيون للثقافة في العقد الستيني. كان فاضل العزاوي ويوسف الصايغ استثنائيين حين ذهبا للعمل في مجلة ألف باء الأسبوعية أما بقية الرهط المتمرد فقد ظلت مقيمة في مقهى المعقدين (إبراهيم) الذي يقع في الزقاق الأول من شارع السعدون مقابل مطعم نزار على بعد خطوات من مكتبة النهضة وسط المدينة (ساحة التحرير).
لم تكن الأحاديث في تلك المقهى تخلو من ذكر لرائدي الفكر الوجودي في المرحلة التي لم أعشها واقعيا (منعم وقتيبة). وكان حسين علي عجة نجما ثقافيا بالرغم من أنه لم ينشر إلا قليلا من قصائده النثرية وكان صغير السن يومها. لم تكن سمعته مثقفا طليعيا تناسب سنّه. هناك من يشير إلى المنضدة التي كانت تجمع سركون بولص بزهدي الداوودي ومؤيد الراوي وعبدالرحمن طهمازي الذي كنا نراه فيما حرمنا من رؤية رفاقه الثلاثة بسبب سفرهم إلى خارج العراق.
كان هناك أيضا وليد جمعة وصلاح فائق وعزيز السيد جاسم قبل أن يلمع نجمه باعتباره كاتبا سياسيا اختاره السيد النائب صدام حسين صديقا له. بعد سنوات قابلت منعم حسن في لقاء سريع من غير أن تتاح لي رؤية قتيبة. كان الاثنان بالنسبة إلى جيل الستينات من رواد مقهى المعقدين رمزين للمثقف الثوري الحداثوي من غير أن يُعرف عنهما ميل إلى الكتابة. الغريب أن الكتب الثلاثة التي أرّخت لتلك المرحلة قد خلت من ذكر لهما. الكتب الثلاثة هي «انفرادات الشعر العراقي الجديد» لعبدالقادر الجنابي و»الروح الحية» لفاضل العزاوي و»الموجة الصاخبة» لسامي مهدي.
كانت هناك أساطير كثيرة في ذلك العصر الذي لم يخل من المبالغة كما هي عصور العراقيين.
يوم تعرفت على قدوري (العظيم) كان فشل حركة الكفاح المسلح التي قادها في الأهوار جنوب العراق زعيم القيادة المركزية للحزب الشيوعي عزيز الحاج قد ضرب رواد ذلك المقهى بعصفه المدمر. كان ذلك الحدث سببا في تفرق شملهم الذي قاد الكثيرين منهم إلى بيروت للالتحاق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كان إبراهيم زاير الرسام والشاعر أحدهم وقد انتحر بعد سنوات في بيروت.
كان قدوري حريصا على أن ينتمي إلى سلالة البروليتاريا الشعرية الرثة التي مثلها كزار حنتوش في جيلنا خير تمثيل. كان الرجل أميّا ويعمل خبازا حين اعتقل في سجن «نقرة السلمان» الصحراوي وكما أخبرني بأن الشاعر مظفر النواب هو الذي علمه القراءة والكتابة وقد يكون أيضا ملهمه في كتابة الشعر الحديث. عمل قدوري في مجلة «وعي العمال» التي كان عزيز السيد جاسم يشرف على تحريرها.
كشف لي قدوري (عبدالقادر العزاوي) الوجه الآخر للستينات الشعرية. كان شعره بسيطا ومتواضعا مثله، يخلو من الادعاءات التي كان الشعر الستيني يضجّ بها، بسبب وقوع غالبية شعرائه تحت تأثير شعر جيل الـ»بيت» وبالأخص غينسبرغ في قصيدته «عواء». لم يقرأ أحد يومها رواية «على الطريق» لجاك كيرواك أو «الغداء العاري» لوليام بوروز لأنهما لم تترجما إلى العربية حينها.
ولأنني لم أعجب في بداياتي قارئا للشعر إلا بعدد من قصائد سركون بولص الموزونة التي سبق وأن نشرها في مجلة شعر اللبنانية فإنني لم أكن أميل إلى تلك الروح التجريبية التي غمرت الشعر العراقي بقدر كبير من التهريج المرح الذي لم يكن ينتمي إلى الروح العراقية. كان هناك حسين مردان (1927-1972) الذي أعجبت به ناثرا في كتابه «الأزهار تورق داخل العاصفة» الذي صدر بعد موته وضم مقالاته التي سبق له وأن نشرها في مجلة ألف باء. ولو لم يصدر حسب الشيخ جعفر ديوانه «الطائر الخشبي» لما كان كتابه الشعري الأول «نخلة الله» ليجعل منه بالنسبة إليّ شاعرا كبيرا.
وحده سامي مهدي في «رماد الفجيعة» كان آسرا وكنت أخشى الوقوع تحت تأثيره. كان حسب الشيخ جعفر قبل «الطائر الخشبي» سيابيا وكان حميد سعيد في «لغة الأبراج الطينية» بياتيا (نسبة إلى عبدالوهاب البياتي) أما سامي مهدي فقد انفتح على القصيدة العربية الحديثة بقدر لافت من التروّي والحصافة والتمكن. لم يكن من اليسير إلحاقه بأدونيس مثلا.
وحين أصدر فاضل العزاوي «الشجرة الشرقية» منتصف السبعينات حقق شيئا من الإنجاز في خلق مسافة بينه وبين «عواء» غينسبرغ غير أنه سرعان ما عاد إلى سيرته الأولى في كتبه الشعرية التالية. حقيقة أنني أحمل الكثير من الاحترام والتقدير لتجربة العزاوي كونه رجل كتابة. إنه واحد من أعظم الكادحين المجتهدين في هذا المجال الغامض. العزاوي فنان كبير لذلك يمكن اعتبار مغالاته في النظر إلى نفسه نوعا من الفن.
كان هناك شاعران عربيان مهمان يقيمان في بغداد هما الفلسطيني خالد علي مصطفى والسوري خليل الخوري. التحق بهما في الثمانينات شاعر مصري مهم هو أحمد عفيفي مطر وشاعر فلسطيني هو خيري منصور. الأربعة لم يتركوا أثرا في الشعر العراقي بالرغم من تفردهم الأسلوبي. كان لكل واحد منهم شخصيته الفنية اللافتة.
وسط ضجيج الستينات الشعري وقد كان عدد الشعراء لا يُحصى كالعادة شغفت بكتاب شعري صغير صدر عن دار العودة بعنوان «لا شيء يحدث لا أحد يجيء» لعلي جعفر العلاق. كنت يومها قد قرأت مسرحية صموئيل بيكيت «في انتظار غودو» مرات عديدة فجذبني العنوان المستعار من إحدى جمل تلك المسرحية، غير أن قراءة ذلك الكتاب فتحت أمامي أبواب خيال مختلف. كان العلاق عراقيا عميقا بعاطفته الحزينة التي تصل إلى البكاء غير أن صفاء لغته كان كفيلا بتنقية تلك العاطفة بحيث لا يصل منها إلا اللمعان والبريق اللذان يحلّقان بالمرء وهو يقرأ في سماوات سعيدة.
لقد أسعدني علي جعفر العلاق بلغته. أليس الشعر لغة؟ كان لقائي بالعلاق حدثا استثنائيا نتج عنه انفتاحي على كتاب أرشيبالد مكليش «الشعر والتجربة».
بداية السبعينات عاد من الجزائر الشاعر سعدي يوسف إلى العراق وقرر الإقامة الدائمة فيه. لم يكن يوسف قد قُرئ بشكل واسع قبل عودته. استهل الشاعر عودته بقراءة قصيدته «نهايات الشمال الأفريقي» في إحدى أمسيات مهرجان المربد. أتذكر أن الشاعر ذا الصوت الخفيض عجز عن قراءة قصيدته بسبب بكائه تأثرا بعودته إلى الوطن بعد غربة ليقوم محمود درويش بقراءتها بدلا منه. حين أصدر سعدي كتابه الشعري «الأخضر بن يوسف ومشاغله» تغير اتجاه بوصلة عدد كبير من شعراء جيلي. كان تأثير ذلك الكتاب عاصفا ومدمرا. «ما الذي قد فعلت بنفسك» وهي الجملة الأولى من القصيدة الأولى في الكتاب صارت كلمة السر بالنسبة إلى الكثيرين.
كانت المرثية جاهزة لجيل ستحرق نار الحرب ريش أجنحته. الآن حين يلتفت المرء إلى العقد الشعري الستيني لا بد أن يشعر بالأسى لأن مجلة طليعية مثل «شعر 69» قد أغلقت بعد أن صدرت منها أربعة أعداد فقط. البيان الشعري الذي كتبه فاضل العزاوي ووقّعه إضافة إلى العزاوي خالد علي مصطفى وسامي مهدي وفوزي كريم كان بمثابة الخاتمة المرتبكة لبحث مضن عن الشعر خارج حدود الشعرية العراقية.
لم تتحقق أحلام العزاوي في الخلخلة. فبيانه بكل استعاراته السوريالية لم يترك الأثر الذي توقعه.
كان البيض نبوءة
البيان الشعري الذي كتبه فاضل العزاوي ووقّعه إضافة إلى العزاوي خالد علي مصطفى وسامي مهدي وفوزي كريم كان بمثابة الخاتمة المرتبكة لبحث مضن عن الشعر خارج حدود الشعرية العراقية. لم تتحقق أحلام العزاوي في الخلخلة. فبيانه بكل استعاراته السوريالية لم يترك الأثر الذي توقعه
عام 1974 كان حاسما في تاريخ الشعر العراقي. قبله بقليل كان البعثيون والشيوعيون قد تقاسموا غنائمهم من الشعراء الجدد، أبناء جيلي الشعري الذي اعتبر وليد مرحلة الصراع الهادئ والغاص بالريبة بين الحزبين. حزب السلطة والحزب الملحق به تبعا لميثاق الجبهة الوطنية وكانت «الجبهة الوطنية» عنوانا لذلك اللقاء الذي لم يتم بنوايا صادقة من الطرفين. حينها نشرت مجلة ألف باء الأسبوعية وهي مجلة رسمية ملفا عن الشعر السبعيني ضم قصائد لشعراء بعثيين شباب منهم خزعل الماجدي وعبدالمطلب محمود ومرشد الزبيدي وغزاي درع الطائي وفي المقابل قامت جريدة «طريق الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي بنشر ملف عن الشعر السبعيني ضم قصائد لشعراء شيوعيين شباب منهم خليل الأسدي وهاشم شفيق وشاكر لعيبي وعواد ناصر.
لم أكن حاضرا في الملفين بالرغم من أنني كنت قد نشرت قصائدي في جريتي «الثورة» البعثية و»طريق الشعب» الشيوعية في أوقت سابقة. كان المعيار الحزبي أقوى ولأنني لم أكن حزبيا لم يكن لي نصيب في الحفلتين. وحده حميد المطبعي وهو ناشر وصاحب مجلة «الكلمة» استطاع بذكاء أن يقفز على ذلك المعيار حين خصّص عددا من مجلته في أيلول عام 1974 لشعراء ما بعد الستينات. لقد كان الرجل أمينا في رعايته للظاهرة الشعرية فلم يستثن أحدا.
اكتشفت يومها أنني لم أكن الوحيد الذي حُرم من نعمة اهتمام الحزبين. في ذلك العدد نشر عبدالحسين صنكور بيانه عن القصيدة اليومية الذي وقّعه إضافة إلى صنكور نفسه خزعل الماجدي وغزاي درع الطائي. كان صنكور يخطط لقيام جماعة أدبية تقف بموازاة جماعة البيان الشعري غير أن مسعاه باء بالفشل. أما الشعراء الذين نشرت قصائدهم في ذلك العدد من مجلة الكلمة فقد كان عددهم يفوق العشرين شاعرا.
في ذلك العدد ظهر مزاج شعري جديد هو غير ذلك المزاج الشعري الذي ساد في الستينات. كان هناك أمل هو نفسه الذي كان يحيط الحياة العراقية المباشرة بهالاته البراقة. كنا جميعا أبناء التعليم الجامعي المجاني وكنا نستعد للانخراط في وظائفنا الثقافية المتاحة للجميع وكانت هناك وفرة في البضائع فاجأت العراقيين، الفقراء منهم على وجه التحديد وكنا فقراء. في تلك المرحلة كان الشاعر لا يزال يحتل مكانة استثنائية اجتماعيا فكانت العائلة تفخر بابنها شاعرا.
«كنّا بلهاء يومها» أقول لنفسي اليوم كلما التفتّ إلى الماضي.
خدعنا البعثيون وهم الحكام الذين كانوا يأنفون من مدّ أيديهم إلى الآخرين الذين لم يشاركوا في انقلاب «ثورة» تموز عام 1986 التي صعدت بهم إلى السلطة، غير أن الشيوعيين هم أيضا مارسوا الخديعة حين صاروا يتحدثون عن كاسترو العراق الذي هو صدام حسين كما لو أنهم ضموه إلى صفوفهم. كانت هناك شماتة من قبلهم في النظر إلى هزيمة عزيز الحاج المنشق عن الحزب الذي هُزم في الأهوار. كل ذلك الخداع أعمانا عن رؤية ما كان يجري من حولنا.
لقد اختفى عدد من رفاق تجربتنا الشعرية من غير أن ندري. تسرّبوا مثل الماء. لم نستيقظ من غفلتنا إلا حين اختفى شاعر هو الأكثر رقة بيننا وهو صاحب الشاهر الذي لم ينشر سوى كتاب شعري واحد هو «أيها الوطن الشاعري». كان متفائلا ومحبا للحياة وعذبا ورقيقا غير أنه كان أول الغائبين في حرب بدأت عام 1981 ولم تنته إلا عام 1988. كنا جميعا في سن الجندية لذلك أخذتنا الحرب من ثياب الشعر. لم يفلت منها إلا الشيوعيون الذين غادروا العراق عام 1979، قبل أن تقع الكارثة.
عام 1984 وقع حدث استثنائي يكاد يكون مفصليا في تاريخ الدعاية للجيل السبعيني الذي لم يخرج يومها من خيمة مجلة «الكلمة» بالرغم من أن عددا من شعراء ذلك الجيل كان قد أصدر كتابه الشعري الأول. كان كاظم جهاد هو أول مَن تمكّن من نشر كتاب شعري هو «يجيئون أبصرهم» من شعراء جيلي. غير أن عام 1984 كان قد شهد ولادة جديدة لجيل السبعينات الشعري وذلك من خلال حوار أجرته مجلة «الوطن العربي» التي كانت تصدر في باريس مع أربعة من الشعراء السبعينيين.
يومها عرّفني الشاعر اللبناني شربل داغر على جوزيف كيروز وهو صحافي لبناني كان واحدا من ضيوف مهرجان المريد الشعري.عرض عليّ كيروز مهمة ترشيح عدد من الشعراء الشباب لإجراء حوار من أجل تسليط الضوء على الظاهرة الشعرية الجديدة في العراق. لم تكن هناك مؤامرة مبيّتة كما خُيّل للكثيرين في ما بعد.
كان هناك في بهو الفندق ثلاثة من رفاق الشعر هم زاهر الجيزاني وخزعل الماجدي وسلام كاظم فعرضت الأمر عليهم وذهبنا نحن الأربعة للقاء كيروز في غرفته بفندق المنصور ميليا. ولو كان خليل الأسدي ورعد عبدالقادر وكمال سبتي موجودين لدعوتهم للحضور. حين نشرت مجلة الوطن العربي الحوار اعتبرته الأوساط الثقافية نوعا من الكفر في الشعرية العراقية.
كنا غاضبين وسذّجا في الوقت نفسه. قلنا كلاما أراحنا وعبّر عن خيلائنا الساذج غير أنه لم يكن كلاما عميقا ولا مسؤولا. غير أن ذلك الكلام وجد مَن يعتبره المصيدة التي وقعنا فيها.
لقد كتبت عشرات المقالات في هجاء الشعراء الأربعة.
ما لم نتوقّعه أن تكون آراؤنا صادمة إلى ذلك الحد الذي دفع بالبعض إلى التحريض على تقديمنا إلى القضاء بتهمة الإساءة إلى إرث الأمّة.
ما حدث بعد ذلك أني التقيت بالصدفة الشاعر سامي مهدي وكان يومها رئيسا لتحرير مجلة ألف باء فعرض عليّ بكرم أن تقوم المجلة بنشر ردنا على المقالات التي هجتنا. يومها جلست مع زاهر الجيزاني في بيتي وكتبنا مقالا طويلا بعنوان «خمسون بيضة فاسدة في سلة الشعر السبعيني» في إشارة إلى عدد المقالات التي هجتنا. بعد ذلك البيان انقطعت صلتي الشخصية بشعراء جيلي وكان السبب شعوري بأن العراقيين لا يمكن أن يجتمعوا على شيء. ذلك الحكم لا يتعلق بالقطيعية أو التآمر اللذين قد يجمعان البشر في سياق مغلق ينعدم فيه هواء الحرية.
وإذا ما كان مصطلح «الشعراء الأربعة» قد انتشر بين الأوساط الأدبية فإن انقطاعي عن الجلوس في مقاهي وحانات الشعراء قد دفع البعض إلى التفكير في من يكون الشاعر الرابع. وكانت تلك واحدة من سذاجات عصرنا.
كان الهواء مسموما في سبعينات القرن العشرين. وهو ما لم نكن نشعر به في العراق المغلق مثل قفص دجاج. لم نكن نتوقع أن عصر الشاعر الدجاجة قد بدأ يوم كتبنا بياننا «خمسون بيضة فاسدة في سلة السبعينات». اليوم أستعيد تلك اللحظة مبتسما بألم. هل كان ذلك البيان نبوءة؟