قصائد مختارة

الأربعاء 2015/07/01

من هنا إلى هناك

كل شيء يحتاج إلى التهيُّؤ،

أُفرغت السلال،

وسيف الغراب موضوعة

في كأس من الزجاج.

وقبل أن تبدأ،

وقبل أن تجعل نفسك تتحرك

من هنا إلى هناك،

تنشغل بالأشياء الصغيرة،

فم قطّة ينفغر ويبكي،

وموكب نمل رفيع

على العتبة.

ثمة شيء في الشاكلة التي خلقنا عليها

يريد الانضباط. يريد ثلاث وسائد

مصفوفة على طول رأس السرير،

يريد أروقة مسقوفة وظلالًا مرفوعة.

وقبل أن نبدأ . وقبل أن نمضي

في تلك الغرف السريّة التي

لم يسبق لأحد آخر

أن نظّفها منذ سنين،

حيث الذكريات ترتاح مكوّمة،

بلا خزائن،

ولا تحتاج سوى أن تلمَس بخفّة

كي تُشرق.

الكلمات حين نحتاجها

قبل هذه اللحظة المبكرة،

لحظة أخرى، ريّانة بالمطر،

رائحة شكلها الكامل.

وفي كل يوم، يرفع الدّيك

الذي لم نره أبدًا

أول التحايا

والعتمة التي تحملنا

في جيبها الرخوة طيلة الليل

تُجلسنا.

الآن نمشي،

نوقظ غُرفًا،

ونشعل الأضواء.

وفي النّفَس،

صامتة ولكنها ريّانة

بجميع الكلمات المحتملة،

الرسائل التي لم تُجمَع بعد

أو تُرسَل.

الصباح يلوح،

أكثر ألفة مِن

أفضل الأصدقاء.

غسق
أين الاسم الذي لم يُجبه أحد
ذهب ليعيش وحيدًا
تحت أشجار الصنوبر التي تفصل
البيوت
بلا خَدِين أو سرير
وبلا أب يقصّ عليه الحكايا
كم قاسيًا كان الدرب الذي مشى عليه
كل تلك السنين، وهو لا ينتمي إلى
شيء
من نضالاتنا، ينساق تحت
صفحة التقويم، مرواغًا
كثُمالة، وحين قال أحدهم
“كيف كنتَ”،
كم غريبًا كانَ حين حاول
أن يجيب.
أحبك، أحبك، أحبك
ما زالت على جهاز الرسائل
خفّتك الثالوث
مثنيّة بين لغو الأصدقاء
أدير علامة مقدّسة
على جدار الكهف
ورامشةً في الضياء
أقف.
قبل أن أكون غزيًّا
كنت صبيًّا
وكان واجبي المدرسيّ مفقودًا،
أوراقًا بأرقام عليها،
مرصوفة ومكدّسة،
كنت أبحث عن قصاصتي،
فخورًا بهذا زائد ذاك، ثم مضاعفًا،
ولا أذكر إن كنت قد تركتها
على الطاولة بعد أن أريتها إلى عمّي
أو على الرفّ بعد أن سرّحت شعري
ولكنها ما زالت في مكان ما
كنت سأفتش عنها لتسليمها،
لأجعل معلمّتي سعيدة،
لأجعلها تلفظ اسمي أمام الصف كلّه،
قبل أن يصبح كل شيء مطروحًا
في لحظة ما
حتى عمّي
وحتى معلمتي
وحتى أفضل التلاميذ في الرياضيّات
وأخته الرضيعة
التي لم تستطع الكلام بعد.
سأفعل الآن أيّ شيء
من أجل مسألة أستطيع حلّها

الرجل الذي شُلع صوته من حنجرته

بقايا كل الأيدي الطرية والايماءات

إهاب اللغة

يصهر عِرقه الأنقى

في ضوء غامر

بإصبع مرفوع

رقصة الشفاة

كل جُملة مكتملة

إنه يكلّم ظلَّ

أوراق الأشجار

مَحرمة موتّرة

مقصوصة رايات ناعمة

في أيّ طرف من الحديث

بدأ كل واحد؟

مرتدية إهابين

علامة استفهام المكسيك الباهرة

تقف على رأسها

كجواب.

في ذلك الوقت

كان للنهار شكله

كثوب مُدبّس عند الكتفين.

كان النهار يكنس الماءَ وراء النافذة.

كنّا سنعيش في شجرة.

كنّا سنضع أنفسنا على غصن

قُرب طائر بصوت مستعار.

ارتدى النهر عينًا برّاقة،

وعينًا أخرى طافحة بالرمال.

رمشَ النهر ثمّ رمش.

لا بُدّ أنني قد فكّرت في ذلك.

مالَ رجل مرّة على فتحة البئر

المعتمة ثمّ أسقط اسمه

في الفراغ بين القمّة والقاع،

قائلًا: طُفِ الآن. عُد إليَّ أذكى.

سأجد إلى أين ذهب الجميع.

سأكسر قلمي الرصاص إلى قلمين.

كنّا سنلتقي كي نتعشّى.

عند طرف الغابة، حافّة المدينة.

وقفت ذات مرّة في مدرسة فارغة

وفي كل أطراف الغرفة الكبيرة موقد حطب،

ما زال العَدُّ دائرًا، وقهقهة صغيرة

مدسوسة في شقوق الجدار.

وفي الخارج، تقرأ الغربان نصَّ الأعشاب المُتمهّلَ.

أغلقت عيونها القشديّة كلما أكلتْ.

وداعًا، وداعًا. كان مزارع يبيع ذلك المكان

بألفي دولار. نهر

بصوت خرّار. أغلقتُ عينيّ.

ثم ألقى شخص قصير

معطفه الأحمر وركض.

كمان

كان نائمًا تحت السرير

عشرينَ عامًا.

وعندما كنت أخرجته في كل يوم.

كان الجيران يلتقطون قطع موسيقى

عالقة في الأعشاب.

مسّدت شعر القوس الرّاتنجي.

كل مُعلميّ، ومجانينيّ، ولكنّ أمي

تركتنا وحدنا.

وفي بعض الأحيان

تمزّقت سوناتا نصفين

قطبتها

بطيئًا، على مهل.

أيتها الكتفين الرشيقتين،

أيها الجِيد الأنيق

ما الذي تعرفونه الآن

ولم تعرفونه حينها؟

العيش مع الأخطاء

لن ترتدي جزمات.

ستسير أمامنا

إلى حجراتنا، تقطر.

أعطوها كرسيًّا.

وحيث تجلس،

سيكون القماش مبتلًّا

لأيام.

ينبغي أن نتحدث

عن كل شيء آخر

في حضورها.

صوتك، يا لوتشيا

مِن كرم عامر تتدحرج،

أنهار من مقاطع تعزف على الهواء،

جئت معك إلى الحديقة

حيث الرّاوند يطلق قضيبه الورديّ.

نشدّ ونجمع،

وشال من الشمس على ظهرينا.

ثمّ صار الصمت مختلفًا.

صوتك يسري في الشقوق

بين اللحظة واللحظة،

ويختمها. وفي الوادي

رجل يبني منزلًا.

بين كل لبنة

يفرش طينه الليّن.

سيعيش هنا ناسٌ،

ينامون هنا،

آمنين من المطر.

الحكواتي

أين الباب إلى الحكاية؟

هل ترك مفتوحًا؟

وحين جلسنا قرب أسرّتنا،

هرعت الأيام أمامنا كالماء.

خشب طاف، قرميد،

وبضائع ثقيلة تتلاشى في مجرى الماء،

لا بأس، لا بأس،

فحتى الأشجار خارج شرائطنا المنخلية

قد حنت أوراقها المبرّدة لتنصت.

سبحنا في غاية السهولة

إلى القرية الحجرية،

نساء في فساتين غليظة،

رجال بأنفاس داخنة،

جلسنا حول النار نقذف فيها

أغصاننا نحن،

التفّ العالم من حولنا،

أزّ وفرقع.

ألقينا متاعبنا

في حضن الحكواتي

فصارت متاعب شخص آخر.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.