زهور اللبلاب

الاثنين 2015/06/01
لوحة: فيصل لعيبي

تفر الأيام وهى تبحث عنه، بداخلها طفلة تبحث بمقاييسها.. تنهر نفسها دائمًا: لا تصلح معايير الأطفال لخوض الحياة.. تبتعد عمّن يبدو عليه الكبر؛ تريده شابًا فهي لم تعش حياتها بعد.. تستبعد كل من هو متزوج؛ هي لا تريد أن تقضى بقية حياتها في مشاكل، وقد داعبت ضميرها كثيرا فأبى أن يصفح عن تلك النقطة.. لا يهم أن يكون وسيمًا، المهم أن يرضي عينيها، ولا أنيقًا؛ ستجعله هي أنيقًا حين يدخل عالمها.. ضحكت وهي تستبعد من هم يختلفون عنها في المستوى الاجتماعي والثقافي تذكرت الكثير والكثير منهم يتقربون إليها.. ستستبعد أيضًا من لهم انتماءات سياسية أو دينية؛ هي لا تريد أن يأتي الرجال يومًا وينتزعوه منها انتزاعًا، ولكنها خافت أنها بذلك تطلب رجلاً بلا ملامح ولا شخصية، لن يرضيها ذلك بالتأكيد، ربما لا تنجذب لرجل على تلك الكيفية، هي لا تعرف عن نفسها الكثير..؟! تراودها الأحلام أنها من الممكن أن تلتقي بشخص استثنائي، ولكن تظل الفكرة في حيز التمنيات..

تدخل إلى زهورها، تكمل رعايتها، والاعتناء بها، ترى اللبلاب يغزو مملكتها ويفسد على زروعها طاعتها.. دائما ما تتدخل عوامل تفسد فكرة الكمال التي تسعى إليها، دائمًا ما تهاجم عالمها هذه الكائنات المتطفلة، تستكثر عليها أن تنعم بالجمال والدفء.. في خطوة مفاجئة حتى لها هي شخصيًا تحضر المقص بلا تردد، وتقص هذا اللبلاب المتطفل على حياتها، ربما يبدو شكله جميلاً، ولكن هي الوحيدة التي تحس بقسوته على أعصابها، يغزوها يمينًا، ويسارًا.. يشتتها، يجعلها أحيانًا تدور حول محورها، ولا تدور حول الشمس كما هي رغبتها دائمًا.. يجعلها تضل الطريق، وتغرق في كتاب التفاصيل..

الآن.. وبعد أن تخلصت منه يمكنها أن تذهب لتنام، وهي مطمئنة بأنه ما من أحد سيعمل على إفشال خططها، أو سيتدخل بينها وبين زروعها، أو.. أو سيفاجئها من جديد.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.