5 قصص

الاثنين 2015/06/01
لوحة: فرح علي

شكرا للرصاصة

شكراً للرصاصة أنهت الموضوع على عجل. شكراً لإعفائي من التعذر في كل مرة أصل الموعد متأخراً. شكراً لأنني لن أفكر بعد اليوم بدفع فاتورة الكهرباء وفاتورة الماء والهواء. شكراً لأنني لن أسمع خطابات القائد الخالد كل مساء. لأنني لن أبحث دون طائل عن قبر لدفن أحبابي. لأنني لن أجيب عن الأسئلة. لأنني لن أشعر أنني مندس وخائن. لأنك لن تشتم أمي ولن تسألني مثل ناكر ونكير عن ربي. هذا الوطن بمن فيه ومن فيه لك. لن تراك عيوني بعد اليوم. لن يجف ريقي وتغص روحي وترتعد أطرافي ويأكلني الخوف. الموتى لا يخافون. الموتى لا يحزنون ولا يغضبون.. ولا تسيل دماؤهم. الموتى يراقبون بصمت ويشكرون كرم التراب. ما فاتني هو قهوة الصبح. و(الرز بحليب) الذي أحبه. اختصرت أعبائي وحنقي وغضبي ورجائي لأنك قتلتني.

شكراً للرصاصة أنهت الموضوع على عجل

شكراً لك أيها السافل، لأنك قتلتني.

ذلك البياض

مناديل وداعهن. بيضاء كانت أشرعة المراكب ذابت في زئبق البحر. وبيضاء كانت عيون من ودعت غادرها اللون، غادرتها الصور. وبعد الرحيل، بيضاء كانت. طردت قطيع غيومها الريحُ ، مسحت عن فضاءاتها الزرقة.

وبيضاء كانت. استنكرت حقول القمح رحيلك البكر.. حرقت سنابلها. وبيضاء كانت. تبدّلت الفصول، فما عاد الصيف صيفا ولا الربيع ربيعا.. تمزّق اللون. وبيضاء كانت.

حين تلاشى بياض الأشرعة الحزينة في المدى، بكت الورود عليك، فسال لون المساحيق على أغصانها.

وبيضاء كانت. زهو الفراشات الناعسات بدّله غيابك الأبدي.. فتساقطت ألوانها على حجر الرصيف. وبيضاء كانت. غيابك المرّ، بدل لون الشوارع، وأشجارها، وبيضاء كانت. حليّ النسوة العاشقات.. ما عاد أصفر ولا أخضر ولا قرمزّي حالم.. على صدورهن الثرّة ذابت الألوان. وبيضاء، بيضاء كانت.

على ثغور الصبية جفّت الضحكات وبيضاء كانت. أدركت صور العاشقين عار اللون عليها بعد إذ غادرت. طردته. كنسته، وبيضاء كانت في انتظار أن تعود محمّلا بالحلم، ناثراً على الأشياء سحر اللون – كرنفال – اللون في مساحيق الفراشات والورود والنسوة. حليّهن وأشجار الرصيف في انتظار أن تعود ثانية، الأشكال أتعبها البياض المرّ. اشتقاتك واشتاقت الألوان من أن لا تكون مثلما. بيضاء كانت.

غرباء يعزفون الموسيقى

لم يكن يدري أن الوقت سيعبث فيه وأن الشوارع الغريبة سوف تتقاذفه منذ أن غادر. طعم الصباحات، المطر الخجول المنتظر. والذي لا يأتي. مآذن الجوامع التي لم تعد قادرة على منازعة الأبنية المحيطة في الارتفاع . هاهي آثرت الوقوف في فضاءات مكشوفة. قبيل فيضانات الإسمنت. أصوات أجراس الكنائس القابعة بحميمية دافئة بين البيوت. المستنقعات الصغيرة، قايا الضفادع. أصوات الباعة والمشردين، غادرها. ابتلعته مدن بلا ألوان، غريبة الطرقات، لا صديقة ولا عدائية، هي شارة استفهام لم يجد لها تفسير أو سبب. لعبت بك الأيام يا عاشور.

مرغتني بعهرها، لم تقبلني، لم ترفضني، لم تتجهم ولم تبتسم. منحتني رقما جديداً فرشت قدامي أزقتها وقالت أمضي أيها الغريب. حاولت غير مرة أن أرفع الغطاء عن وجه المدينة.. نجحت بالوصول لأطرافها رفعت عنها غطاء المصانع والغابات ولم أر غير ناس منتشرين بصمت بين البيوت. خبز التنور رائحة البندورة الطازجة، سندويشات الزيت والزعتر.. دبس البندورة.. وبقايا جبنة بيضاء مزقت بإهمال في أحسن الأحوال.

بائع الحمص المسلوق على طريق المدرسة وهو ينادي بطريقته الغريبة والمعتادة (أومووت حال أموت حال ياأموووت) ونحن نفهم أنه يقصد حمص حار حمص حار يا حموووص.

جدار الفضيحة على طريق المدرسة حيث كتب أحد الحاقدين بخط عريض ـ يزيد عاشق . طلاب المدرسة بأسمائهم وأسمالهم، موريس ابن الجيران، بسام الذي غادر إلى ألمانيا وأصبح مبشّرا، بيت القصاب القادمين من حلب وحكاياتهم عن بطولات خالهم الذي يستطيع رفع شاحنة بيد واحدة وتعليقات جوزيف ابن حنا خالو (دي جوري دي) .

خالة فهيمة طيبة القلب ولأنها دائما تمشي مسرعة وبقايا فستانها يكنس تراب الرصيف فهو يثير بعض الغبار وراءها، من يومها أطلق عليها أولاد الحارة اسم (عجاجة) بيت ابو ميناس الذين جاء بهم عمو كريكور ميناس هربا من مجزرة الأرمن، أم جوني تلك السيدة الأنيقة الفاتنة وهمس زوزو ابن الجيران عنها، هي تستقبل رجالا غرباء بعد أن يغادر زوجها الموظف بالبلدية. صوفي علّو وهو يدفع عربته العتيقة المتخمة بالفواكه والخضار (باجان أسود…يلا يا يا بندورة يا خيار ياقتي يالا يا عجوور. ..)

ـ جاواني صوفي.

ـ ساغ بي، رافعا رأسه صوب سماء الحسكة الصافية /الحمد لله، يتمتم وتنسال عن جبينه حبتي عرق مثل لؤلؤتين، تنساب على وجنتيه اللتين غيرت الأيام سحنتها فصار لونهما الجديد مزيجا ما بين البني العتيق والأصفر الخائف والأحمر الغاضب والأسود الحكيم.

لا القهوة ذات الملمس الناعم والمثير، ولا اللفافات البيضاء ولا الضغط على الجرح أجدى نفعاً، يزداد النزف من الجرح ، تتحول الهمهمات إلى أصوات وصراخ فيا بعد.

ـ وراك ابني جرحو كبير وي، اش متخلفين انتن، وراك لازم يروح عل المستشفى.

فشلت كل الطرق في محاولة وقف النزيف المشاكس والمعاند، تشكلت في البدء بقعة دم سرعان ما تحولت إلى بركة صغيرة رجراجة براقة متهالكة على رصيف الحكومة، شقت على الطريق ممرا آمنا ضيقا لها ومضت بثقة وتثاقل إلى مكان تعرفه.

ـ يوالو شنو هذا الدم شوف شوف شلون يمشي. اي مو يكولون أن الدم يتخثر؟

_وراكشلون يتخثر، حمار انتا شي حمار؟! موتشم ريحتو كلا عرق! الزلمي شرب عرق حتى ما قال بس.

ـ عمو أبوجان هوي كان يشرب براندي مو عرق..، هذا براندي محلي طعمتو متل المازوت.

ـ أي ابني ليش ايش تفرق الخرا أخو البول .

بدء الخدر يزحف هادئا من قدميه متجها نحو الرأس، كان واثقا هادئا وهو يجتاز البطن حينها أعلنت المصارين والمعدة بعض الاعتراض بإصدار أصوات متململة من هذا الموت تابع الخدر البغيض طريقه نحو الصدر، ثقيلا كان، مؤلما وضاغطا. ازداد التنفس سرعة أول الأمر ثم بدء يتقطع بعض الشيء،غاب الألم حين وصل الخدر حد الرأس وصار الضغط هادئا وثقيلا ومحببا وبطيئا، الألوان بدأت تتلاشى شيئا فشيئا، تحولت الأصوات إلى همهمات كأنما هي قادمة من بئر سحيق، ساد الصمت. الصمت السيد، الجليل الساحر العظيم المُسيطر المطبق.

- والله.. الله سترك يازلمة كان رحت فيها. أصبحت حديث أهل البلد يا رجل، الدم الذي نزف منك كان كثيرا جدا، شيئا لا يصدق، وقد مضى فوق الشوارع ومر على البيوت ولعقت منه الكلاب القذرة والقطط الضالة وأصابع الأطفال عبثت به، يلعن أبو هيك عيشة.

هذا ما قاله الرجال ذوو الثياب النظيفة وهم يقفزون فوق دمائك، وأردفوا بتذمر ـ وسخ ووحل ورائحة جيفة ألا يكفي.. هل ينقصنا دم على الطرقات أيضا.

قالوا حينها إن الدم مضى بطيئاً متثاقلا حتى اجتاز المساكن عابراً محل سمارة لبيع الفلافل في شارع القامشلي ثم تابع مسيره إلى ما قبيل جسر النشوة حيث انعطف يمينا ليمضي باتجاه أراضي بيت حبو، وانتهى به المطاف إلى نهر الخابور. يا رجل كأنما صار للخابور من دمك رافد جديد.

ـ يا سيدي كان يوما عظيما في الحسكة وسوف تتحدث عنه الناس لسنوات وسنوات، تصور أن أبونا المطران في قدّاس الأحد قال للمصلين إن العذراء قد باركت هذا الرجل ولأن العذراء هي رحمة وبركة لكل الناس ولكل الديانات فأنا أطلب منكم أن تتبرعوا له بدمكم لأن زمرة ده (أو سلبي) وهي غير متوفرة في مشفى الحكومة، حتى أني سمعت أن الشيخ ياسين قد حّث المصلين ـ بعد صلاة الجمعة في الجامع الكبير- على التبرع بالدم وأذكر يومها الفوضى على بوابة المشفى، ولكي يرضي الأطباء كل المتبرعين قالوا سنأخذ من كل مُتبرع كمية قليلة من الدماء. يعني وباختصار أن ما يجري في جسدك هو دماء كل أهل الحسكة، يا رجل تصور دماء أهل الحسكة كلها في جسدك.

( كاملا ستان). (تينستا)، سمع صوت المرافق في قطار أنفاق أستوكهولم وهو يعلن باللغة السويدية أن المحطة القادمة هي المدينة القديمة تمتم دون مشاعر الآن سأذهب لأشتري سندويشة كباب وبعدها سوف أتسكع في المدينة العتيقة علني أحظى ببعض الغرباء الذين يعزفون الموسيقى.

لو اكتفيت بالقبل

ليتني اكتفيت بجدائل لعبتي وببعض المساحيق.

لا تعبثي بأغراضي أيتها الفاجرة – صوت أمي- كعادته مدويّاً ومصحوباً بشتائم ما أنزل بها الله من سلطان. الفاجرة. لطالما استوقفني هذا التعبير المُهين. ألست أنت من أحسن تربيتي؟ أم تُراني ما تعلمت منك غير الفجور؟!

-فقط شهيق وزفير، شهيق وزفير، قدر ما تستطيعين. نعم املئي رئتيك بالهواء وانفخيه بهدوء أها. نعم بهدوء هذا يُعجّل الولادة بهدوء. نعم، نعم يُعجل بالولادة، ليتني امتلكت القوة الكافية، لغرست أنيابي برقبتك أيتها الـ.. سافلة.. أو وعلى رأي أمي.. أيتها الفاجرة .

- هذا التعرق القبيح اللعين، أفهم أن يكون على جبيني وتحت إبطي، ولكن حين يمتد إلى بطني وظهري وفخذي فذاك يضيف قذارة إضافية على المشهد البائس. أما كان عليك أن تكتفي بالقبل يا ابن الحرام. مما تشكو القبل؟! ضروري أن تستمرئ بفعلتك القذرة. وأنا من يذوق طعم الموت الآن. أنا من حملت قذارتك تسعة أشهر، والمصيبة أنني أحببتها، أحببتها منذ اليوم الأول في بطني.

-الطلق عسير بعض الشيء، ربما كان مُجدياً أكثر لو زرقناك بإبرة تُنشط الطلق وتُسّرع الولادة؟.. لااااااااا، أُريد أن أتحسس كل آلام الولادة، لا مُسّرع ولا مُنشط ولا بطيخ.

- طيب طيب يُقال إن الفتاة البكرية تتعرض لآلام مُضاعفة، هناك دواء إن تناولته سيُنهي الآلام كلها، وتلدين طفلك بـ…..

-لاااااااا ألا تفهم هل أنت غبي؟ قلت أُريد أن أشعر بكل آلام الولادة. أربعون عاما وأنا حُبلى وها هي أيام الولادة على وشك.

أنا المُلقبة بحسن صبي ألعب الكرة مع أولاد الحارة وأمتطي الدراجة الهوائية وأرشق سيارات الحكومة بالحجارة.. حتى أني كسرت بعض المرايا الجانبية للسيارات. يا لها من مُتعة، أذكر أني هربت مرة من اجتماع لاتحاد شبيبة الثورة قفزت عن جدار المدرسة وقد كُسرت ساقي حينها تألمت. أذكر جيداً كم تألمت، لكنني لم أصرخ ولم أبك، اكتفيت حينها ببعض الشتائم والسِباب. لا أصدق أن هذه الولادة تأتي بعد أربع سنوات. لا بد أن الحمل قد امتد لأكثر من أربعين سنة.

- هل آتيك ببعض الدعم، أقصد إسطوانة أُكسجين تُساعدك في التنفس وعلى الاسترخاء؟

- لا لا لا، يا غبي قلت له أريد أن أتعذب هكذا أنا باختصار حمارة وأحب أن أشعر بكل دقيقة من ألم هذه الولادة. ها.. هل ستسأل ثانية يا حيوان؟!

أنا حُبلى وسألد في أي وقت. كل وقت، وفي أي مكان، وفي كل مكان.

ليل الحسكة

تخفت الأصوات عادة عند الحادية عشرة ليلاً إلا من بعض السيارات القبيحة الصفراء وبعض المارين على عجل. تتناثر المطاعم الصغيرة على الشوارع والتي عادة ما تبيع الصندويشات السريعة. حركة ما تلبث أن تختفي عند منتصف الليل فقط الأصوات العالية الصادرة من بعض الحانات تلوث صمت المدينة وغالباً ما تكون ضحكات عدوانية.

عادة ما كنت في أحد تلك الأماكن التي يكثر فيها العرق وتزدحم فيها الأصوات ودخان السجائر. يختلط سماء الحانة بشتيمة مخنوقة هنا أو مصطلحات مُسبقة الصنع هناك بروليتارية أيديولوجية إسلام، مخابرات، نظام! وغيرها كثير.

عادة ما أودع أصدقائي عند الثانية صباحاً وأختار أن أمشي وحيدا في طرقات الحسكة. أنظر إلى الأبواب الموصدة وأعرف من هم خلف الأبواب، المحال. أعرف أصحابها وأعرف من هو الطيب ومن هو النصّاب. أعرف كل حفرة في الطريق حتى أني قد منحت بعض تلك الحفر أسماء وصارت علاقتي بها مؤنسنة ولم تعد مجرد أشياء.

كان مشواري وحدي جزءا مهما وأساسيا من السكرة، إحساس امتلكته فقط وحدي .

أتجول في المدينة النائمة فيمنحني هذا التجوال إحساسا فريدا بأن المدينة كلها ملكي. أنا سيدها أمضي وحيدا في شوارعها، أتوقف أنّى شئت، وقد أتّبول على أيّ جدار (مرة تبولت على قفل أحد أبواب المحال لأنني كنت أعلم أن صاحبه عميل) لم يكن لنشوتي حدود إلا بعض سيارات البيجو البيضاء الطويلة وكنت أعرف أنها سيارات الأمن. غالباً ما تتوقف ليمتد رأس قبيح من إحدى نوافذها ويسألني بصوت لا يخلو من ريبة:

-شو، قرد لوين ولاا؟

أحياناً أضطر للوقوف والشرح، إبراز هويتي، وأحياناً أكون أوفر حظاً فأكتفي بإجابات مقتضبة وأتابع سيري. لم أكن أتذّمر من تلك السيارات ولا من الأسئلة السخيفة، لقد تعودت عليها.

الخابور كان محطتي الأخيرة. أجلس قرب الناعورة، أسمع أنينها وهي تحمل بين صفائحها ماء النهر لترميه متكاسلة على مجرى ضيق يقوم بلملمة الماء واقتياده إلى ساقية تنتهي إلى الحقول المجاورة، ثم لا شيء غير صمت الخابور الملغوم. انكسار بعض أضواء المدينة القريبة على سطح الماء يجعلها تبدو كأنما هي تعلن عن افتتاح احتفال صغير، كرنفال اللون على سطح الماء. أنا والخابور والمدينة النائمة خلفي. إنها حسكتي وهذا خابوري، يعرفني، وهو مستلق كحيوان مفترس يعرف صاحبه ويكتفي كلما التقاني بتحريك أشجار الزل على ضفتيه.

الحسكة كانت لأهلها في النهار، وفي الليل لي.

سمعت أن الناعورة قد ماتت وأن الخابور بات هزيلا أول الأمر ثم لم يحتمل فراق الناعورة، وهو الآخر مات.

أغمض عيني على هذه الأيام، وأحاول أن أقودني إلى شوارع الحسكة مثل زمان. لكنني أضيع فلا أعرف من أين تبتدئ الشوارع ولا أين تنتهي. نسيت أسماء الحفر، لم أعد أشعر بفحولة الخابور، والناعورة بالكاد أتذكر كيف هو شكل قبرها المتروك دون شاهدة هناك. الموت بدأ يعرف طريقه إلى ذاكرتي، كثيرة هي الخلايا التي ماتت في جسدي. وفي انتظار أن يموت ما تبقى منّي، سأحلم قدر ما أستطيع بليل الحسكة وبالناعورة والخابور.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.