الشاعر‭ ‬الحقيقي

الخميس 2015/10/01
تخطيط لـ حسين جمعان

الشاعر في وقت الحروب والخراب والانهيارات الأخلاقية، ليس بالضرورة أن يكتب، لأنه وقتها يعاني من المدهش في محاولة إيجاد تفسير ومبرر لهذا العبث وهذا الجنون، وقد يمر الشاعر بصفة خاصة والمبدع بصفة عامة بأزمة نفسية بسبب حساسيته ودهشته مما يحدث‭.‬ وهذه الازمة ليست بالضرورة أن تنتج نصاً شعرياً، لأن الشاعر الحقيقي ليس شاعر مناسبات يكتب متى أراد الكتابة‭.‬ الشاعر ما هو إلا وسيلة للقصيدة متى ما أحبت التجلي والظهور، وقد يكون هذا التجلي متزامنا مع غرق الإنسانية في العبث والحروب والضياع، أو ألاّ يظهر ذلك النص إلا حين يهدأ البركان وتسكن مياه البحر، حين يبدأ الشاعر في محاولة استعادة إرادته المسلوبة، محبته للحياة واحترامها، يقوم بتقييم ما حدث على ضوء الأديان والأخلاق وسلطة الضمير‭.‬

معظم ما نتج من مسرح العبث أو المسرح الطليعي كان بعد أن تجاوز العالم محنته في الحرب العالمية الثانية، بدأ كُتّاب المسرح بالتعبير عن العبث بكل قيمة جميلة في حياة الإنسان، وبحياة الإنسان نفسها حين يصبح الموت مجانيا ولا مبرر له، مسرحية ” في انتظار جودو” نموذجا‭.‬

الشاعر في وقت الحروب مثله مثل أيّ إنسان ينتظر السلام والاستقرار والهدوء، ليستطيع التفكير في كل ما مرّ به، وقد ينتج نصا أو لا ينتج؟

الكتابة ليست واجباً ولزاما على الشاعر، لأنّ لا حيلة له إلا انتظار القصيدة التي لا يعرف موعدها مثل السلام تماما‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.