زياد الرحباني.. عازف الجاز الستاليني التائه في غابة الحزب الإلهي
ذلك الخال توفي إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة في مكتبه الواقع أعلى مكتبة القدس في منطقة بئر العبد. أقام الحزب احتفالات تأبينية ضخمة له استمرت نهاراً كاملاً، حيث غصت منطقة بئر العبد بالحشود. الغرباء الوحيدون في تلك المناسبة كنا نحن الذين نمت إليه بصلة قرابة. كان حزننا تائهاً وضائعاً في خضم تلك الهالة الاحتفالية الضخمة، وبدت لوعة الفقد محاصرة بضجيج صنوج الكشافة وأزيز الحماسات.
ذلك الشخص الذي كنت أعرفه خالاً لي كان محجوب الحضور في حفل تكريمه الأخير. لم يكن هناك ما يدل عليه. جثته وصلت إلى البيت محروسة بمقاتلي الحزب الذين لا يعرفوني، والذين هالتهم محاولة اختراقي لباب الغرفة كي ألقي عليه نظرة الوداع الأخيرة، فحاولوا منعي بالقوة قبل أن تشير إليهم زوجة خالي أن اتركوه.
كان هذا الرجل المسجى الذي فقد حياته خلال تأدية واجبه الذي عد جهاديا ملكا خاصا للحزب. تم اعتباره شهيداً، وعومل على هذا الأساس، ودفن في مقابر الشهداء في الضاحية.
ماذا يستطيع المرء أن يفعل أمام سطوة الشهداء. الحزب كان قادراً على منح من يشاء هذه الصفة، كما كان قادرا على حجبها عمن يشاء. هكذا بات حشد كبير من الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين ممنوعين من الشهادة. خالي كان شهيد الحزب ولم يكن فقيدنا الغالي أبدا.
اغتيال النضالات وإعدام الشهداء
ما تلا هذه اللحظة أتاح لي فرصة رؤية السيد حسن نصر الله للمرة الأولى بشكل مباشر ومن مسافة قريبة. حضر السيد في ذكرى وفاة خالي، وألقى خطاباً، أستطيع، حين أستعيد بعض تفاصيله، الآن، فهم مسار المحو الذي يمارسه هذا الحزب ضد الجميع. قال السيد: لن أقول لكم ما كان عليه هذا الرجل، ومد يده إلى الخلف. كان يرمي السير والتواريخ والأزمنة والافكار والمصائر، ويحدد لحظة وجود هذا الشخص باللحظة التي أصبح فيها جزءا من هذا المشروع. لم يكن خالي قاطع طريق حين كان شيوعياً، ولا لصاً، بل كان مناضلا. كان يرمي من خلال انضمامه إلى الحزب بأن يستمر كذلك، لكن هذا كان مستحيلا، في نظر الحزب، كما عبر السيد. هو لم يكن مناضلا، بل لم يكن شيئا. والآن، وفي لحظة رحيله، تم تعيينه شهيداً. هو ليس الشهيد، بل شهيد الحزب. النضال الذي سعى إلى المحافظة عليه لم يعد قابلاً للتبلور في إطار مشروع عام، بل صار خاضعا لتأويل الحزب للنضال، وهو تأويل لم يرق، في أي لحظة، إلى مرتبة إجماع، وها هو، الآن، بعد مرور سنين طويلة على رحيل الخال يتحول إلى نوع من المجزرة الخالصة.
الأمين العام لحزب الله الشيوعي
أسوق هذا الكلام في معرض الحديث عن زياد الرحباني، نظرا لتقارب الحالة التي دفعت به إلى أحضان حزب الله.
الرحباني كان خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1996، الذي أطلق عليه اسم عناقيد الغضب، يتصل بصوت الشعب بوتيرة شبه هستيرية، ويردد جملة وحيدة هاذية هي "حزب الله شيوعي". كان الرحباني ينظر إلى لحظة قتال حزب الله ضد إسرائيل بوصفها لحظة شيوعية، بغض النظر عن هوية من يقوم بها. كان يسعى إلى التأكيد على استمرار زمن النضال، ولو تغيرت هوية المناضلين.
لم ينتقل الرحباني من الشيوعية إلى الحزبللهية، بل ظن أنه يستطيع تحويل حزب الله إلى الشيوعية، بمجرد إعلان الانحياز إليه. وقد ظن أنه يصون تاريخه ويحافظ على زمانه الزائل
وقع الرحباني تحت سلطة المشهد الذي كان يخفي مقبرة جماعية، دفن فيها الحزب، عن عمد، كل تاريخ النضالات التي سبقت وجوده، وكل سير المناضلين وأفكارهم. المشهد العسكري كان جميلا وباهرا ومدججا بالغنائية والحماسة، ما دفع بالرحباني إلى الاعتقاد بأنه جزء منه، وأنه ينتمي إليه.
تحولاته السياسية، التي شغلت الجميع، لم تكن سوى نتيجة هذا المسعى اليائس للحفاظ على عالم قام الحزب على أنقاضه. لم ينتقل الرحباني من الشيوعية الى الحزبللهية، بل ظن أنه يستطيع تحويل حزب الله إلى الشيوعية، بمجرد إعلان الانحياز إليه. ظن أنه يصون تاريخه ويحافظ على زمانه الزائل.
شاهد زور
كانت صورته بالقرب من وئام وهاب في أحد احتفالات حزب الله الجماهيرية، والطاقية الصفراء على رأسه، بالنسبة إليه إعلانا عن نشوء "حزب الله الشيوعي" حيث يرتدي كل شيء ثوبا رمزيا جديداً وحياً. لحظة البث المباشر كانت تعلن أن السيد حسن نصر الله هو ستالين الذي يعلن انتصاره على النازية. وتحولت الضاحية إلى ستالينغراد، أما هو الفنان والموسيقي والمسرحي والممثل وكاتب الأغاني فقد تحول إلى منشد هذه اللحظة ومغنيها ومؤرخها.
لم ينتبه الرحباني إلى حقيقة أن هذا الزمان إنما يقوم على نفيه بكل ما يمثله. اكتشف هذا الأمر، مؤخراً، واكتشف أن الحزب استقبله للتدليل على انتصاره عليه، وعلى مسرحه وموسيقاه. لم يستقبل الحزب الإلهي سوى ذلك الشيوعي المهزوم، الذي قام الحزب على جثث رفاقه، وكان يريد منه أن يكون شاهد زور، وأن يغسل، بصورة الفنان الناقد الثوري الساخر، صورة الحزب القاتل.
من كلام الناس إلى كلام الآلهة
كان الرحباني، في مسرحياته التي رصدت حالة تبدد المفاهيم وضياع القيم والمعايير وسقوط المنظومات السياسية والأخلاقية، ناقلاً مرآوياً لكلام الناس وهواجسهم. حرص في العديد من المفاصل على أن يقدم نفسه كناقل وليس كمؤلف. اشتهر أنه كان يحمل جهاز تسجيل، ويدور في الشوارع والطرقات، ويسجل أحاديث الناس في سياق حياتهم اليومية، ثم يقوم ببلورتها في إطار مسرحي. كان يحرص، كذلك، على التقليل من مساحة التمثيل في مسرحياته، فهو لم يكن يعتمد على ممثلين، ويسجل له أنه جلب شخصيات من الشارع، لم يسبق لها الصعود على المسرح، وتركها تمارس ذاتها، كما تتصرف، تماماً، في الواقع. ارتضى الناس أن يكون الرحباني حاملا لكلامهم، لأنه لم يكن يسرقه، بل كان، في نصوص مسرحياته، يعيد نسبته إليهم، ويهبه معنى وسياقات. كان يصونه من التبعثر والتشتت والضياع، ويصبه في قالب متماسك وحي، وبالغ الدلالة والأثر.
لم يكن الرحباني، في هذه المرحلة التي طبعت مسرحياته الأولى، صاحب الكلام ومنتجه، ولكن مرآته. قيمته كانت تكمن في هذا المجال، بالتحديد، ولكن فجأة، ومن دون سابق إنذار، أشاع منظرو الحزب الشيوعي ومثقفو اليسار بنية للتعامل مع لغة الرحباني تعلن أنه لا يمكن التعاطي معها وفهم مراميها، بشكل مباشر، ولكن عبر التأويل، بشكل حصري، وقد اجتهد زياد في تغذية هذا النزوع وتمكينه.
تحولت اللغة التي كانت ملكا للناس إلى لغة تستعلي عليهم ولا تخاطبهم، فقراءة الرحباني صارت محلاً لتأويلات مفتوحة، لا تترك مجالا لتمركز المعنى في مجال واضح يمكن للناس تلقيه والتفاهم معه، بل تم التأسيس لبنية عامة من سوء الفهم بقيت تتنامى وتتوسع حتى صارت الطريقة الوحيدة الممكنة للفهم.
تحولت اللغة الرحبانية الى حالة من سوء الفهم، وبات ينسب إليه دور الرائي والمتنبئ بالحوادث والقادر على استشرافها. تحول الرحباني من ناقل لكلام الناس إلى ناقل لكلام الآلهة.
ابن الخوف الذي أسس لميليشيا التنكيت السطحي
هكذا، يكون الرحباني قد أسس، من حيث يدري أو لا يدري، لنشوء ضرب من الميليشيات الثقافية، التي تتبنى اللغو والثرثرة، بوصفهما عنوانا لمرام لا يستطيع المتلقي بلوغها بشكل مباشر، وتمثل علامة على استعلاء المثقفين على الناس، بدلاً من أن يكونوا انعكاسا لهم. يمكن، تالياً، اعتبار الرحباني الأب الشرعي لشيوع حالة التنكيت السطحية المتآلفة مع النظام القائم، والتي نزعت من التنكيت والسخرية تلك القدرة على تفكيك بنى التسلط ، وتحولت، على العكس من ذلك، إلى واحد من معالمه.
نعثر في الديوان الصغير الذي نشر لزياد، والذي يحمل عنوان "صديقي الله" على جملة باهرة في دلالتها على مسار نفسي يبدو أنه قادر على تقديم صورة واضحة لأسباب التحولات الزيادية. يقول زياد ابن الحادية عشرة "لا يعود شيء يخيف إذا صرناه".
زياد لم يعرف في حياته سوى الخوف، فمنذ طفولته الأولى لم يعش سوى خيالاته. يعلن في إحدى مقابلاته أنه كان يحاول أن يكون رسول سلام بين والديه، ثم هرب من المنزل عندما لم يعد قادراً على الإحتمال، وكان ينام عند أصدقائه. كاد يلتحق بحزب الكتائب، لكن والده تدخل لمنعه من ذلك. "عجبتني البيريه" يقول لتبرير ميله الكتائبي المبكر. الخوف قد طبع مجمل علاقاته الشخصية والعامة، وهو يتبدى بشكل خاص في علاقته بالمرأة التي كانت "شي فاشل" على الدوام. أحد نصوصه الإخبارية تسجل موقفا بارزا متفلسفا من المرأة يقول فيه:
"إن اتّهام المرأة بالغباء المفاجئ ليس معيباً ولا مهيناً، ولا حتى عنصرياً، وخاصةً أنها صفةٌ غير قائمةٍ بحد ذاتها، فهي ليست الوحيدة، لا بل هي (بخلاف ما يتبادر إلى أذهانكم، ولا أعرف مصدره تاريخياً) أسلم الصفات وأكثرها إنسانية لديها ودون منازع (وأعني: المرأة).
إن الغباء عموماً، غير محبّذٍ، أينما حلّ، أدري، لكن الغباء المفاجئ عند المرأة، محمودٌ مشكور. إنه مباركٌ مبروك. فهو فطري ومتوازن بالغريزة، إذ أنه لا يظهر ويتفشى إلاّ في لحظة الرفق بالمجتمع العام، عند حلول الرأفة بالبشرية عليهنَّ (وأعني: النساء)، وهي، عادة ما تكون قبل آخر رمق، ويسمّى بالمحكي اليومي: في اللحظة الأخيرة، وتكون طبعاً دائماً، مناسِبة. تكون ويحلّ من بعدها فوراً: الحمد لله.
أعزّائي، إن عارض الغباء العابر الموقوت (إذا جاز التعبير) يعيد إلى المرأة رونقها الأساسي، وجهها الطفوليّ الأزليّ، عجزها المزعوم، المثير لكل أنواع الإثارة، تتصدّرها الشفقة. إنه، سبحان الله، يعيد إنعاش فُتات الرجولة المتطاير في كل «حدب بلا صوب»، طوال اليوم. إنه غباءٌ رحيم. هكذا شاءه الخالق."
كاتب هذا النص اعترف في إحدى المقابلات أنه وحيد، وأنه عمد إلى المشاركة في أحد مواقع الزواج على الانترنت، وقد قدم للموقع كل بياناته الصحيحة ولكنه لم يضع صورة.
لو كان صاحب هذا المقال كاتباً لكان المقال استجر نقاشا واتهامات، ولكن بما أن زياد هو الكاتب فقد امتنع النص أن يكون مقالا. إنه نوع من رسالة أو نكتة أو نوع كتابي لم يكتشف بعد، وتاليا لا يمكن ضبطه في حالة تلبس واضحة خلال ممارسته للسخافة أو الجدية أو العبقرية أو الهراء.
هذا ما يفسر تحمل جريدة "الاخبار" لكلام قد لا ينسجم مع القالب الأيديولوجي المحكم لحزب الله، وذلك لانه ليس كلاماً يملك بنية، بل نوعا من التنكيت المسحوب العصب، والذي يعلن بوضوح عن هزيمة النقد وتدجين صاحبه.
زياد حاول أن يصير ما يخيفه. حاول أن يصير بشار الأسد وحسن نصر الله، لكنه لم ينجح. طلاب الجامعة الاميركية رفعوا في وجهه كلامه القديم، الذي كان ملكا عاما، مع تعديلات تناسب تحولاته. سقط ثقل الكلام الذي كان مشحونا بالمعنى فوق رأسه كإدانة. "شي فاشي"، و"زياد الرحباني مع الشعب الفقير وقاتله"، و"عايشة الثورة بلاك، وبلا تنظيرك يا ولد". هذا ما قالته اليافطات، وهذا ما صار عليه الرحباني، الذي بقي مقيماً في خوفه، ولم يستطع أن يصير ما يخافه.
الموسيقي المجدد الذي غادر مجده
يرى الباحث الموسيقي فادي العبد الله أن "موسيقى زياد تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول مستوحى من فيلمون وهبي، وملحن على البزق، والثاني مستوحى من مصادر غربية خفيفة، كالبوسا نوفا، والأغاني مشهورة، والفانك، وما إلى ذلك، والثالث هو الموسيقى التصويرية المستوحاة، كذلك، من مصادر موسيقية تصويرية غربية".
العبد الله يعتبر أن زياد الرحباني "كان مجدداً، بالنسبة إلى الركود الذي حل بالرحابنة والموسيقى اللبنانية، عموماً، في السبعينات. وتجديده الأساسي كان التوزيع، لأنه أول من أخرج التوزيع من التقليد الأوركسترالي الغربي، ومن البساطة الشرقية، وأدخل آلات نفخ وايقاع متعددة. لهذا السبب يبدو إصراره، في الفترة الأخيرة، على الأوركسترات الروسية مناقضاً، تماما، لما كان يميزه.
موسيقى الرحباني الأولى هي استخدام ضحك فيلمون ضد كيتشية الرحابنة، والمرحلة الثانية هي استخدام غرب "جازي" ضد الغرب "الكلاسيكي" الرحباني، أما المرحلة الثالثة (وربما تكون الأهم) فهي مرحلة "إلى عاصي"، وفيها أعاد زياد صياغة "الأنماط" الرحبانية، بقدرة فريدة على انتقاء الأغاني، والمقصود بالأنماط، الأغاني التي نسجوا على منوالها كثيراً، من حيث وحدة موسيقاها وتلاؤم مناخها الغنائي ومفرداتها معها. بعد ذلك حاول الرحباني صناعة "كيتشية مضادة لكيتشية الرحابنة، فاصيب بالعي والتأتأة.
موسيقى مسرحياته الأخيرة، مثلاً، هي عي وتأتأة موسيقية في تقطيعها الشذري الحاد والعجز عن انتاج جملة متكاملة. نتاجه الأخير مع فيروز هو "طبيخ بارد رجعو حطوه بالمايكروويف" فنصف الاغاني هي أغان محضرة سابقا ولم تخرج إلى العلن، والنصف الآخر هو نسج على منوال سابق".
يستعيد زياد الرحباني في حفلاته الأخيرة أناشيد كان قد ألفها ولحنها في بداياته، ولم تعرض أمام الجمهور، ماسخاً بذلك كل ما كان قد أسس له من تمايز موسيقي.
لحظة ما بعد الرحباني: بيار الحشاش
لحظة ما بعد زياد الرحباني أفرزت بيار الحشاش، الذي نجح في أن يكون ناطقا بلسان الحال، ونجم لحظة البث المباشر الفايسبوكية، والمعلق الحي على كل ما يجري من حوادث في حين لا زال زياد يستعين بالأناشيد، محاولا، في لحظة الغروب، أن يلوّن كل شيء بسحر الحنين، حتى المقصلة كما يعلن كونديرا.
في حفلته التي تسببت بأزمة دفعته إلى الإعلان عن عزمه مغادرة البلاد، طلب من الجمهور أن يصور كل شيء عبر الهواتف المحمولة. ظن الجمهور أنه يمزح، لكنه أكد أنه لن يبدأ الحفلة قبل أن يباشر الجميع بالتصوير، وطلب منهم أن يعرضوا ما صوروه على صفحاتهم الفايسبوكية. الرحباني حاول أن ينشر انتقاداته لحزب الله، التي تضمنتها الحفلة، على أوسع نظاق، بغية صناعة ثورة ما، قد تجبر الحزب على إعادة تنظيم علاقته به، بوصفه منتج "حزب الله الشيوعي". اكتشف بعد الحفلة أن لا أثر لكل هذا على صفحات التواصل الإجتماعي، فكان أن سأل أصدقاءه الروس، فقالوا له إن حزب الله، وحده، إضافة إليهم هم، من يستطيع أن يمنع ظهور هذه المواد على صفحات التواصل الإجتماعي.
قرر بعد هذه الصدمة الهلعية مغادرة البلد صارخا: "خرا على هالجمهورية".
زياد شتم البلاد وهو على وشك مغادرتها، وهذا سلوك المهزوم. بيار الحشاش غنى "على (عضوي) الجمهور" وشتم الجميع، ولكنه باق. لا أحد يحجب ما يتفوه به، بل على العكس، فإن كل ما ينشره الحشاش يحقق نسبة مشاهدات ومشاركات خرافية.
الحشاش هو صاحب زماننا هذا ومغنيه. إنه ابن السرعة والتسرع والتهور وضياع المعايير، ولكنه نتاج اللحظة بامتياز، في حين لازال الرحباني ينادي ببطء مستنسخا الجنرال عون "يا شعبي".
الحشاش هو الخاتمة المرة لزمن زياد الرحباني. الحشاش هو زياد اللحظة وقد تجردت من كل فنيتها وقلقها الفني، ولم تبق للغاضبين سوى صورة المسخ.