إقليدس‭ ‬مغرمٌ‭ ‬بقميصه‭ ‬الشفّاف

الأحد 2016/05/01
لوحة: فيصل لعيبي

‏I

مدَّ‭ ‬خطوطاً‭ ‬في‭ ‬الهواء

أسقطَ‭ ‬سلالم‭ ‬السكينة‭ ‬على‭ ‬الأرض

قالت‭ ‬عنه‭ ‬امرأةٌ‭ ‬بالمدينة

هذا‭ ‬ولدٌ‭ ‬خطفته‭ ‬جنياتُ‭ ‬النيل‭ ‬وسقته‭ ‬بغايا‭ ‬المعبد‭ ‬خمرتهنَّ‭ ‬المعتّقة

ترفّقوا‭ ‬به‭ ‬إن‭ ‬قابلكم‭ ‬يلوّح‭ ‬بيده‭ ‬في‭ ‬الهواء

أو‭ ‬نائماً‭ ‬على‭ ‬عتبات‭ ‬بحرِ‭ ‬الاسكندرية

لا‭ ‬تشوّشوا‭ ‬عليه‭ ‬أغنياته

وفوق‭ ‬هذا‭ ‬وذاك

لا‭ ‬تلتقطوا‭ ‬ما‭ ‬يتساقط‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬سكرانة‭ ‬تحت‭ ‬قدميه

الأعدادُقلوبٌ‭ ‬تحلم‭ ‬بالماء

الكون‭ ‬في‭ ‬خزانته‭ ‬ألواحٌ‭ ‬داكنةٌ،‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬ركنٍ‭ ‬منها‭ ‬درجةُ‭ ‬وعددٌ

قيلَ‭ ‬استراح‭ ‬فيثاغورس‭ ‬في‭ ‬سريره‭ ‬مسروراً‭ ‬مرتدياً‭ ‬قميصه‭ ‬الشفّاف‭!‬

النيل‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ينتظرُ‭ ‬الولد‭ ‬الساهم‭ ‬الهيمان‭.‬

‏II

ما‭ ‬لا‭ ‬يغطّيه‭ ‬ثوبٌ‭ ‬كاملٌ‭ ‬عارٍ

‮ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُشيرُإليه‭ ‬عدد‭ ‬ٌكاملٌ‭ ‬أصمّ

أمثلة‭:‬

تفاحتان

ثلاثة‭ ‬رجال

خمس‭ ‬دجاجات

ست‭ ‬فراشات‭ ‬ذهبية

سبعة‭ ‬شجرات‭ ‬توت

ثمانية‭ ‬ألوية‭ ‬غازية

وعشر‭ ‬قصائد‭ ‬مختومة‭ ‬بشفاه‭ ‬الإله‭.‬

‏III

حفاظاً‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬الكون

وعلى‭ ‬توازن‭ ‬الطائر‭ ‬الطنّان

الذي‭ ‬أفشى‭ ‬السرّ

أيدي‭ ‬حرّاس‭ ‬الأعداد‭ ‬الصمّاء‭ ‬رمتْ‭ ‬الولدَ‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬الجرفِ

هناك‭ ‬سيبقى‭ ‬هناك‭ ‬وما‭ ‬هنا‭ ‬سيبقى‭ ‬هنا‭!‬

‏IV

الاستقامة‭ ‬مسافة‭ ‬وبعد

الاستقامة‭ ‬تبدأ‭ ‬بنقطة‭ ‬خارج‭ ‬الاستقامة

المستقيم‭ ‬لا‭ ‬يعرّف

الحقيقة‭ ‬منحنية

الواقع‭ ‬مقوّس‭ ‬والفلسفة‭ ‬تلهث‭ ‬عطشانة‭ ‬للفودكا

مَنْ‭ ‬يجد‭ ‬الباب‭ ‬يجد‭ ‬البيت

لكنّك‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬الباب‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬البيت

‏V

لأكثر‭ ‬من‭ ‬ألفي‭ ‬عامٍ‭ ‬الجميع‭ ‬رأوهم‭ ‬أزواجاً‭ ‬أزواجاً

‏VI

الغابة‭ ‬قالت‭ ‬مرّ‭ ‬بي‭ ‬فردٌ‭ ‬كاملٌ‭ ‬أو‭ ‬لعلّه‭ ‬لم‭ ‬يمرّ

‏VII

في‭ ‬الفراغ‭ ‬تخونك‭ ‬الأعداد‭ ‬الغفيرة

‏VIII

التكرار‭ ‬طريقٌ‭ ‬مسدودٌ

التكرار‭ ‬كدنان‭ ‬النبيذ‭ ‬ساكنٌ‭ ‬يتعتّق

النقطة‭ ‬فارغة

الخطُّ‭ ‬طولٌ‭ ‬فارغ

الحدُّ‭ ‬جانبٌ‭ ‬لشيء

الحدُّ‭ ‬لا‭ ‬يُعرّى

الشكلُ‭ ‬بيت‭ ‬الحدود

دائرةُ‭ ‬الطائر‭ ‬شجرةٌ‭ ‬وبُعدٌ

‏IX

السنّ‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬القنفذ

السنّ‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬الأسد

السنُّ‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الضبع‭ ‬الميّتِ

السنُّ‭ ‬في‭ ‬مقلاة‭ ‬الطاهية‭ ‬الماهرة

فرضيّة

إلى‭ ‬الكأس‭ ‬أخذتْ‭ ‬النارُ‭ ‬الحاميةُ‭ ‬الرملَ

إلى‭ ‬العنب‭ ‬أخذتْ‭ ‬الشمسُ‭ ‬والأملاحُ‭ ‬الإلتفاتةَ‭ ‬الخجلى

إلى‭ ‬السُكْرِ‭ ‬أخذتْ‭ ‬البهجةُ‭ ‬الشاعرَ‭ ‬والمغنيةُ‭ ‬الراقصَ

فرضيّة

وبيننا‭ ‬هواءٌ‭ ‬وشجٌر‭ ‬وحُروبٌ

وبيننا‭ ‬جبالٌ‭ ‬وأنهارٌ‭ ‬وسُحبٌ

وبيننا‭ ‬قلاعٌ‭ ‬وأعلامٌ‭ ‬ومقابرٌ

وبيننا‭ ‬أسرّةٌ‭ ‬تصطكُّ‭ ‬أرجلُها‭ ‬وأسواقٌ‭ ‬وأغاني

وبيننا‭ ‬كلامٌ‭ ‬فصيحٌ‭ ‬وكلامٌ‭ ‬معجمٌ‭ ‬ونومٌ‭ ‬ويقظةٌ

فرضيّة

الوقوفُ‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬التلّ‭ ‬معرفة‭ ‬بالغيوم

الوقوفُ‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬النهر‭ ‬معرفة‭ ‬بالصمت

الوقوفُ‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬البحر‭ ‬مكانٌ‭ ‬خاصٌ‭ ‬للصدّيقين

فرضيّة

يدور‭ ‬الكلامُ‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬كثور‭ ‬الطاحونة

يتساقط‭ ‬الشعير‭ ‬في‭ ‬الكيس

كتساقط‭ ‬صوت‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬أذن‭ ‬الثور

فرضيّة

قرص‭ ‬الشمس

أبيضَ‭ ‬مرتعشاً‭ ‬ساخناً

يراه‭ ‬العرّاف‭ ‬من‭ ‬نافذته‭ ‬الضيقة

فرضيّة

النقصانُ‭ ‬ككيس‭ ‬رملٍ‭ ‬مثقوب

تخدعك‭ ‬قلّته‭ ‬وتخدعك‭ ‬كثرته

لك‭ ‬أن‭ ‬تتمسّكَ‭ ‬بخديعتكَ

أو‭ ‬بنقصانٍ‭ ‬لا‭ ‬تعلمَ‭ ‬قّلته

كم‭ ‬من‭ ‬نقصان‭ ‬حولك‭ ‬ولا‭ ‬تراه

فرضيّة

إن‭ ‬كوّرتَ‭ ‬يديكَ‭ ‬حصلتَ‭ ‬على

ثقبين

كُرتين

مطرقتين

جَملين

أو‭ ‬تابوتاً‭ ‬لكلامٍ‭ ‬ميّت

فرضيّة

يمينُكَ‭ ‬يأخذُ‭ ‬من‭ ‬شمالكَ

شمالُكَ‭ ‬يأخذُ‭ ‬من‭ ‬يمينكَ

أبداً‭ ‬يختِلُ‭ ‬الحقلُ

صاحبَ‭ ‬المكْس

ومُحصِّل‭ ‬الضرائب

فرضيّة

صاحب‭ ‬التوت‭ ‬يُقسّم‭ ‬يومَه

في‭ ‬النهار‭ ‬توتٌ‭ ‬أبيض‭ ‬وفي‭ ‬الليل‭ ‬توتٌ‭ ‬أسود

لا‭ ‬يحلم‭ ‬إلا‭ ‬بخمرة‭ ‬التوت‭ ‬عاريةً‭ ‬مفتوحة‭ ‬الفخذين

فرضيّة

القفز‭ ‬من‭ ‬المنحدر‭ ‬الضيّق

يخلو‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬السكينة

من‭ ‬دهاء‭ ‬الثعلب

‭*‬

إقليدس‭ ‬يوناني‭ ‬ولد‭ ‬عام‭ ‬300‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬وعاش‭ ‬في‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬مصر‭.‬‮ ‬‭ ‬عالم‭ ‬رياضيات‭ ‬كبير،‭ ‬يعتبر‭ ‬أبو‭ ‬الهندسة‭ ‬والأعداد‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.