ابتسامة أمي

الخميس 2016/09/01

كثيرة هي الأحداث والتجارب التي مرّت في حياتنا في أكثر الأحيان لا نعي تأثيرها في وقتها، هذا التأثير الذي سوف ينعكس لاحقا على تفكيرنا وشخصيتنا أو حياتنا بشكل عام.

منها ما هو مأساوي ومنها ما هو مفرح يبعث في نفوسنا الثقة يعطينا دفعة إلى الأمام تساعدنا في معرفه ما نريد من هذه الحياة.

لن أتحدث عمّا هو مأساوي الآن…

ما حدث لي قصة لطيفة تعطيني القوة دائما. فمن بيئة وأسرة متواضعة بسيطة أحاطتني بكثير من الاهتمام والحبّ عززت في داخلي حبّي للرسم والخطوط والألوان.

كانت أمي، وأنا طفل صغير يرسم خطوطه الأولى، تجمع هذه الرسوم المبعثرة ترتّبها وعند قيامها بزيارتها المتبادلة مع الجيران، كانت تخرجها وتريها لهن وقد ارتسمت ابتسامة رائعة على ثغرها.
لقد حوّلت تلك الرسومات إلى معرض متنقل. دفعني هذا لأرسم المزيد لأرى ابتسامتها وإعجابها بما أنجز.

كان تشجيعا لطيفا غير مباشر من أنثى أعطاها الله كل الحب والحكمة.

دفعني هذا للمشاركة في مسابقات المدرسة والمدينة في مجال الفنون إلى أن حصلت على المرتبة الأولى في الرسم على مستوى القطر وبعدها كنوع من التكريم أوفدت إلى ألمانيا لمده شهر وكنت لا أتجاوز الثانية عشرة من عمري.

فمن طفل يلعب بالألوان ويشاكس إخوته وأطفال الحارة وجدت نفسي في برلين ممثلا بلدي سوريا في مهرجان ومعسكر للشباب من حول العالم بمشاركة أكثر من 125 دولة.

كل هذا أضاف الكثير إلى شخصيتي في تحفيز الذات والنظر إلى الأمام والأمل بواقع أفضل وإن الأشياء البسيطة ممكن أن توصلك إلى نهايات رائعة.
ابتسامة أمي رسمت طريقي…
كم جميل أن أرسم لأرى ابتسامة أمي ففي كل معرض ومع كل لوحة أرسمها إلى الآن أجدها خلفي مبتسمة تخبر جيرانها بما فعل مهند.
مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.