الشاعر والكلمات

إسار اللغة وجموح الحواس وتطرف الشعراء
الأربعاء 2021/12/01
تخطيط: جاسم محمد الفضل

I

يولد الشَّاعِر انتحارياً، ويولد منتحراً. إنه كشاف غوامض، وغوّاص في وجود يظل مجهولاً وعصياً على الكشف. وهو في غوصه يندفع في مغامرة تأخذ شطر الخطر، وتهدد باللاعودة، ولا يتحقق الشَّاعِر إلا في تلك الاندفاعات الشُّعُورِيَّة المتطرفة المعبرة عن نفسها في حالات مُتَبَدِّلة ومتغيرة، سرعان ما تترجمها إلى شعرٍ، مخيلةٌ رهيفة وعلاقة مع الْكَلِمَات لا تقرّ على نظام، ولا تأمن نظاماً.

لذلك يبدو لي، باستمرار، وبشيء من الإدراك الحسّيّ أن الشَّاعِر إرهابي، لما في علاقته باللُّغَة والأشياء من تطرف وتمرد على رغم ما في مسلكه من علامات لطف، وعلى رغم ما يسبغه حضوره في العالم، وعلى الأشياء من لطائف ونباهات.

إرهابي، بمعنى أن كلماته، صياغاتها، صور مخيلته، دلالاتها، إيقاعاته، عنف الطاقة التي فيها، عناصر الإدهاش، مصادرها في اللُّغَة، منطقه، سمات التوتر الشعوري الكامنة في الْكَلِمَات، حركة الجمال في ظلال لغته، اللحظات المجسّدة كأسرار، كل هذا، وغيره أيضاً، في أوقات وحالات من حياة الشِّعْر وحياة الشُّعُورِ، يملك أن يُرهبَ.

كم مرة قيل لِشَاعِرٍ كلماتك ترهبني؟

II

يُوْلَدُ الشَّاعِر مراراً. في كل قَصِيْدَة لهُ مَوْلِدٌ. وفي كل مولد له روح جديد يهدده الموت. والقصيدة التي لا تختلف عن غيرها من قَصَائِد الشَّاعِر تنذر بموت روح من أرواحه. في دورته الشُّعُورِيَّة (نظير دورة الدم) وفي الجينات التي تولّد صفاته المائزة يسري طابعه الخاص. لذلك لا تعني الكتابة شيئاً مهماً لِشَاعِرٍ، ما لم تصدر بقوة وطغيان حقيقيين عن تلك المنطقة الأَعْمَق فيه، حيث يسكن كائنه الأحب، شخصه الأول: الطِّفْلُ النَّائِمُ، المستيقظ، اللاعب، الدهش، الغاضب، المتفرج، الساهي، المتردد، الخائف، النافر، المستعد، الفوضوي، الأنيق، المشاكس... ولكن، دائماً، العاشق، النزق، المتطرف.

لا تَتَحَقَّقُ الكتابة في أبهى حالاتها قبل الوصول إلى هذا الطِّفل المتواري فينا. وما يتم هذا لكائنات يعوزها نزوع جامح (متطرف) علامته انحياز مطلق ونهائي نحو الحُبّ، واستلهام للجمال هو في حقيقته شوق إلى الْحُرِّيَّة. عند هذه التخوم يولد الخطر، وتتخلّق المفارقة المأساوية من صدمة المعاكس والمخالف.

III

يُوْلَدُ الشَّاعِر وفي روحه تسري محبتان: محبة الحُبّ كجوهر لا يموت، ومحبة المحبوب كشخص ميت. من ألم الشَّاعِر يَتَخَلَّقُ الشِّعْر، ومن علاقات الفاني بالخالد تنسجُ الموهبةُ فلَكَها في الشَّاعِر. من فداحة وإشراق، ومن يأسٍ هو كلُّ ما يملكه مؤمنٌ شكّاك، يتخلَّقُ الشِّعْر. وما الجمال في شعر شاعر إلا لُبُوساً، أو نظيراً لتطرُّف الحركةِ في الشُّعُورِ، وعلامتُه ما يهز ويخض ويسحر. هنا، أيضاً، على هذا الصراط، يلتقي الخصمان الكبيران: الحياة والموت. من هذا العلو تهب روح الشَّاعِر، وتتنزّل كلماته.

ولا يتناقض هذا، بالمعنى الجوهري والعميق للكلمة، مع صورة الشَّاعِر شخصاً مقيماً أو مسافراً في الأرض، ورهينة نُظُمٍ ودول وقوانين وأعراف تصوغ وتثبت أوضاعاً ومجريات مجتمعية آسرة، فكلامنا ليس تصويراً لكائن نَبَوِيٍّ، بل تصوير للشَّاعِر رائياً ومقتحم وجودات وراء وجود مظهري تتكرر ملامحه، فهو - الشَّاعِرُ - بداهة، كاسرُ قشرةٍ ومخترقُ البابٍ، شخص حي، يسلك كغيره في الشبكة المرئية، لكنه يتصل بحركة الأَعْمَق والأكثر جوهرية في الْكَيْنُونَة، حيث يكون في وسعه الإنصات الى الأشياء الهاربة، بدءاً منها في تجلياتها البسيطة ووقائعياتها الملحوظة (في اليومي وظلاله) وصولاً إلى ما تتيحه اختراقات الحواس من وصول إلى مصادر النِّعْمَة حيث يدركُ المُدْرَكَ من المعرفة بالحس، وتنكشف الحياة السرِّية للأشياء. حيث النور لا يزال بصيصاً في كنف ظلمة الْوُجُود، وحيث يخفق الماء الأول للمخيلة.

هل يبدو هذا التصور رومنطيقياً؟ ربما، إنما في مثل هذا الميل يتبدَّى اللَّاذع مما لا طعم له، والفاتر مما يتوهج. بَرْقُ اللُّغَة دليلٌ إلى نَفْسٍ تُبْرِقُ. وفُتُوْرُهَا عَلامَةُ نَفْسٍ رَخْوَةٍ خاَمِدَةٍ. ومن ثم في ضوء كهذا نتبين الشَّاعِر من لص الْكَلِمَات.

IV

لوحة: جاسم محمد الفضل
لوحة: جاسم محمد الفضل

الشُّعَراء الحقيقيون هم، عندي، أولئك الذين كتبوا شعرهم وهجست أرواحهم بالموت، وكادت أجسادهم تميل وتذهب بخفة وسعادة، ولم يفصحوا، في أي وقت عن رغبتهم في الانتحار، لكنهم عاشوا صراع الفكرة، بدمويتها القصوى، مع كل كلمة كتبوا. هؤلاء المتطرفون هم الشُّعَراء.

مع كل قَصِيْدَة، للشَّاعِر هناك تجربة انتحار، ومشروع خلاص من الموت. فالموت له جاذبية استثنائية لاسيما عندما يَرى فيه الشَّاعِر وجها آخر لحياة تختزلها قَصِيدَة تتوق إلى السيطرة على الزَّمَن وإذابته في نسيجها: (ماضياً) كذكرى، (حاضراً) كذكرى، (مقبلاً) كتوقع منذور لأن يَتَحَوَّل إلى ذكرى. هنا، في انشغال الشَّاعِر بالهارب، ربما، يكمن الكشف عما هو عبثي في وجود الكائنِ وخالدٌ في الْفَنّ، بينما هو يقف على الزَّمَن كحدوث متصل يرفعه الإنسان إلى مرتبة القدر.

V

في حركة الْكَلِمَات يَتَحَوَّل الزَّمَن بكليته إلى حجر. ليكن أَلْمَاسَاً، لكنه حجرٌ يطوِّحُ به الشَّاعِر نحو الأقصى من الْوُجُود، ونلمحه في الشِّعْر كشهاب يندفع، ونسميه، من ثم، انخطاف الْقَصِيْدة نحو جاذبية قوية. لَكِنَّ الحجر ما يني يرتد عائداً إلى المدار كفلك مُضِيءٍ مُغْرٍ.

هنا مشابهة ليس في أصلها اختلاف جذري مع حالة الصَّخرة التي يحملها "سيزيف" من الهاوية ويرتقي بها الجبلَ إلى القمة، حيث ما أن يضعها حتى تفلت وتعود فتستقر في القاع، وليعاود إلى ما لا نهاية النزول إلى الهاوية، والصُّعود، مِنْ جَديدٍ، إلى القمة.

طغيان الجاذبية وعناد الأشياء يصنعان قدر الإنسان المعاكس لحريته، وانفتاح الْحُرِّيَّة على الموت.

VI

ثمة بُعْدٌ قَصِيٌّ في نفس الشَّاعِر. أصوات تُهَوِّمُ وتناديه، كمثل أصوات حوريات البحر عند "هومير" اللواتي نادين "أوديسيوس" ولم يكن في وسعه الفكاك من سحر أصواتهن. وإن كان "أوديسيوس" أدرك إمكان المضي في المغامرة مع إمكان السيطرة على نفس ترغبُ فِي أن تطيع إغراء الجمالِ وأنْ تستجيب لسحره، فطلب من رفاقه شد وثاقه إلى صاري السفينة عندما راحوا يقتربون من منطقة تلك الأصوات الساحرة، فإن الشَّاعِرَ هو ذاك المغامر الذي يبقي جسده حراً طوع حواسه، وحواسه حرة لتنجذب نحو تلك الجهة الغامضة فيه بكل ما يسكنها ويتحرك فيها من أصواتٍ ونداءات، إذْ لا تَحَقُّقَ لشعره من دون الوصول إليها، ولا وصول إليها من دون الاستعداد للفناء فيها.

بل إن شعر الشَّاعِر نفسه هو ضوء ذلك الانغمار في غموض تلك الأصوات، وما تمثله من تعدد في شخصية الشَّاعِر إذ يستجيب لإغرائها الَّذي مِنْهُ يُقَدُّ ما يسميه النُّقَّاد (سِرُّ الشِّعْر) وجماله الغريب. هذه الاستجابة تحمل المتعة مقرونة بالألم والفرح بشقاء الشُّعُورِ، ومن على هذا المعبر المفتوح على المفاجآت يُشْرِفُ الشَّاعِر على الانتحار، وتتجاذبه في تلك الوجهة قُوَّتَا الحياة والموت على نحو ممزِّق. ولا فرق جوهرياً بين حالتي "أوديسيوس" و"الشَّاعر"، لأن أصوات جِنِّيَّاتِ الأول هي الأصوات التي سمعها "هومير" في ذروة تحققه في بطل ملحمته.

فهل يكون، إِذن، في مشابهة أخرى، مثل الشَّاعِر في علاقته بنفسه كمثل الشَّخْص المُنْتَظَر في الحكاية العجيبة، المنذور لفتح غرفة ظَلَّتْ مغلقة لأزمان، فما تنكشف أسرارها إلا مع وصول ذلك الشَّخْص الاستثنائي القدرة؟ وكما أن في الحكايات العجيبة مثال من يدخل غرفة فلا يخرج منها أبداً، كذلك هي حالة الشَّاعِر وكينونته إزاء ذلك الحدس المخيف من أن يحمل العبور بعيداً وعميقاً في النَّفْس مصيراً مأساوياً. إن مغامرة الاكتشاف عبر النَّفْس قد تقود عالِماً في الفيزياء إلى السيطرة على الذَّات ومحيطها معاً، لكنها، بِالنِّسْبَةِ إلى الشَّاعِر، تحمل مخاطر الوقوف على نهاية العالم. مخاطر الانتحار.

إن الشِّعْر للشَّاعِر تجربة قاتلة لمجرد كونه انفتاحاً هائلاً على العالم، واستعداداً للفناء فيه، على اعتبار أن ما من تجربة ذات لهب قدسي ما لم يكن خوضها حدثاً غير مسبوق، بكل ما يعنيه ذلك من صدامات وارتطامات للشُّعُور وهو يرهفُ ويشفّ حتى ليكاد يذيب صاحبه ويسكبه في كل مرئية من مرئيات الْوُجُود، فلا تعودُ "التَّجْرِبَة" مُسْتَحِقَّةً اسم "المغامرة" إنْ ظل شاعرها دون هذه الحالة. وإنْ مَكثَ مُتَمسِّكاً بضرب ساطع من ضروب التطرف.

VII

من هنا أيضاً، من تحول المرئي عن عاديته إلى غموض ينادينا لنكشف سره يَتَلَغَّزُ الجمال، ومن هبوب الفراغِ مغادراً شيئيته ليعبر الحواس ويتحقق كخلاء حيٍّ ينذرنا بولادة ما، يُوْلد الشِّعْرُ مُفَاجِئاً ومُدْهِشَاً، ومخيفاً في طاقته، وغموضِ خروجه من عماء الحواسّ إلى نور الْكَلِمَات.

وما الكلمة بعد ذلك غير نِعْمَةٍ تُهَدِّئُ الروع كونها تضبط ذلك الانفلات المخيف للرُّوح، ذلك السَّرحان، ذلك التيه والهيام حدَّ التَّلاشي في الأشياء، ومن ثم التَّحَوُّل فيها، ليس على نحو ما يحدث للدراويش والمتصوفة في انجذابهم نحو المحبوب الذي هو الحق، فما تقر عين الحبيب حتى يقر في محبوبه وقد أفناه الوجد، وإنما على نحو يبعث في الكائنِ مع كل تجربة روحاً جديداً. فالكلمات في شعر هي نظام من العلاقات يمسك الشَّاعِر عن خوض أبعد، فيستعيده إلى الحياة وهو يكاد يفلت، فلا يَتْرُكُ له أن يتبدَّد. إنَّ الْكَلِمَات الشِّعْرِيَّة نظام له القدرة على إعادة التشكل في حيز من الاستقلال عن الشَّاعِر، يتضاءل ويعظم. وللشاعر مكابداته، وصراعه مع هذه القدرة، لكنهما، في حدود غير متعينة، نظام وتشكيل يصونان حياة الشَّاعِر، يبقيانه في تخوم من الانفصال يمكن للأرض أن تستعيده منها.

هنا، من تعقُّد العلاقة بين الشَّاعِر ومخيلته، والشَّاعِر وقاموس لُغَتَه، والشَّاعِر وثقافته، بِيْنَهُ وبين مُخَيِّلَتِهِ وتَجْرِبَتِهِ الْإِنْسَانِيَّة، كَمَا بِينَ مُخَيَّلَةِ كُلِّ ذاتٍ إنْسَانيِّةٍ وتَجْرِبَتِهَا؛ أيْ في هذه الشَّبَكة المركَّبة، إنَّمَا تَكْمُنُ الهِبَةُ في صورة قَصِيدَة . ومن ثم الْقَصِيدة حقلُ دلالات التحققِ والإخفاق معاً، وما الرجوع بها من غوص في الأعماق غير علامة على الخلاص من الموت، والعودة من تلك المغامرة بهدية.

الْقَصِيدة، إذن هي الهِبَةُ الشقيَّةُ. فأن يبقى الشَّاعِر بعد ولادة الْقَصِيدة، ألاّ يموت بولادتها، ألاّ يموت بموتها، أن يقبض الثمن، ألاّ يدفعه أبداً، أن، وأن، وأن، ذلكم هو المأزق الْوُجُودِيّ الأفدح للشَّاعِر، ودليل، بلا علامات، إلى محن لا تنقطع.

لوحة: جاسم محمد الفضل
لوحة: جاسم محمد الفضل

VIII

عند آفاق كهذه نعثر في شعر الشَّاعِر على بذرة الانتحار، حيث تختفي الْكَلِمَات وتولد الصور، وحيث يتلاشى النحو ويولد الصَّوْت، ويُرى، ولكن من جهات لامرئية، يصعب تحديدها. ننسى الشِّعْر في سطوع الشُّعُورِ كطغيان نهائي لجاذبية الرُّوْح وجمالات تفتحها على العالم. صور تخلب وتصدم، وأصوات تُغبط وتُقلق. ومن ثم سوف يَبرُقُ فينا ما يَبرق ويُوسوس في هذا الذي نسميه الشِّعْر، ثم لا نعثر له على قواعد نشد إليها جسده الزئبقي النافر على سطوح متوترة، ولا على تقاليد تسبق الْقَصِيدة التي ولدت لتكون أثر اً فريداً، جماله في يتمه المفرد.

إن كل شعر يذكّرنا بنظير أو يحيلنا على مرجع له، إنما يعتوره خلل فادح فيه مقتله.

الْقَصِيدة إذن، هي الهِبَةُ التي رَجَعَ الشَّاعِرُ بها، وبواسطتها، من انتصار على الموت. والغريب أن الشَّاعِر سرعان ما يُعرض عن هذه الهبة/المكافأة، ويبدو كما لو كان يتنكّر للنِّعمة ومانحها، اذ يَتَحَوَّل انتباهه عنها، ويتهيأ لحدث آخر. لذلك ربما يشعر بعض الشُّعَراء مرهفي الحس والذكاء بمشاعر مركّبة ومتناقضة إِزَاءَ قصائدهم، مشاعر تدخل فيها عاطفتا الحُبّ والكره، وكذلك الخوف، وربما أحاسيس هي غبطات غامضة هاربة. ولا غرابة في الأمر. أَوَ لَمْ يُشَبِّهُ شُعَراء، ومعهم نقادٌ، لحظة ولادة الْقَصِيدة بذروة النشوة، يكسر برقُها الصُّلبَ؟ أَوَ تكون الْقَصِيدة حقاً أثراً مما هو خاطف في لقاء جسدين عاشقين؟

والسُّؤَال الآن: من كان الطرف الثَّاني في لحظة الشَّاعِر عند ذروة الخلق؟ أهي امرأة؟ ذات أخرى؟ أم هي اللُّغَة؛ كائِنُهَا السِّريُّ؟

يُعرض بعض الشُّعَراء عن نشر شعره الجديد، فيهمله، ربما خوفاً من أن يكون في هذا التشكل للشِّعْرِ (في نظام هو الْقَصِيدة) قتل لأشواق الذَّات الشاعرة المتطرفة في طلب تحرر أبعد غوراً وأنقى، وأكثر اتصالاً بِالْوُجُودِ، أو فِي بحْثٍ عن كمال فني مّا نِسْبَةً إلى مثال لا تتضح معالمه، وهو مثال لم تظهر صورته في صورة الْقَصِيْدة.

لَكِنْ هل إن مثل هذا الطلب المستحيل شيء آخر غير طلب الموت!

هذه الكلمة فصل من كتاب في الشعر سيصدر تحت عنوان "الهبة الشقية".

لندن في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2021

 

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.