أربعاءُ‭ ‬الحواس

الأربعاء 2015/04/01
رسمة لصدرالدين أمين

هُرُوبٌ

تَذْهَبُ

وَعَمَّا‭ ‬قَلِيلٍ‭ ‬يَسْحَبُ‭ ‬النَّهَارُ‭ ‬يَدَهُ‭ ‬مِنْ‭ ‬يَدِي

وَيَتْبَعُكَ

فِي‭ ‬ظُلْمَةِ‭ ‬الشَّارِعِ‭ ‬الكَبِيرَةِ

جَسَدِي‭ ‬تِمْثَالٌ‭ ‬بُنِّيٌّ

لاَ‭ ‬يَرَى

وَلاَ‭ ‬يُرَى‭.‬

 

هذا اليوم

 

اليَوْمَ

أَفتحُ‭ ‬رَاحَتِي

فَيَمْتَصُّ‭ ‬الصيف‭ ‬نَبَاتَاِت‭ ‬شَهْوَةٍ‭ ‬نَابِضَة

يَوْمٌ‭ ‬نَاِدرٌ

كَعِرْقٍ‭ ‬أَحْمَرَ‭ ‬فِي‭ ‬جَسَدِ‭ ‬السَّنَة

يُمْكِنُكَ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُعِيرَ‭ ‬فَرَحِي‭ ‬للعَالَمِ‭ ‬كُلِّهِ

أنَا‭ ‬لَكَ‭ ‬اليَوْمَ

للعَالَمِ

أَعْطِنِي‭ ‬قَنَادِيلَ‭ ‬يَدَيْكَ

أَعَلِّقُهَا‭ ‬فِي‭ ‬الغُرَفِ‭ ‬الجَرِيحَةِ‭ ‬التِي‭ ‬تُفَكِرُ‭ ‬في‭ ‬الانهِدَام

أَصَاِبعُكَ‭ ‬تَكْفِي‭ ‬لِتَنْدَى‭ ‬الصَّحَارَى‭ ‬المُنْتَفِخَةُ‭ ‬تَحْتَ‭ ‬جِلْدِي

خُذُوا‭ ‬بَعْضَ‭ ‬القَطَرَات

خُذُوا‭ ‬مِنِّي‭ ‬نَظَرَاتٍ‭ ‬تَضَعُ‭ ‬قُلُوبَكُمْ‭ ‬فِي‭ ‬إِطَارَاتِ‭ ‬شَبَابِيكَ‭ ‬خَشَبِيَّةٍ‭ ‬خَضْرَاءَ

قَلْبِي‭ ‬لِلأَخْضَرِ‭ ‬اليَوْمَ

لِلأَشْجَارِ

وَالشَّوَارِعِ

وَالحَافِلاَتِ‭ ‬التِي‭ ‬تَحْمِلُ‭ ‬حُزْنَنَا

وَتُسَلِّمُهُ‭ ‬لِيَدِ‭ ‬النِّسْيَان‭.‬

جُسُورُ‭ ‬يَقِينِي‭ ‬بِكَ‭ ‬اليَوْمَ

تَمْتَدُّ

تَمْتَدُّ

لِيَعْبُرَ‭ ‬العُشَّاقُ

وَالغُرَبَاءُ

نَافِضِينَ‭ ‬عَنْ‭ ‬أَخْيِلَتِهِمْ‭ ‬رِمَالَ‭ ‬أَمْسٍ‭ ‬قَاحِلٍ‭.‬

 

بصوت خافت

 

حِينَ‭ ‬تُغَاِدرُ‭ ‬السَّكِينَةُ‭ ‬رُوحِي

جَنَاحُهَا‭ ‬سَوْفَ‭ ‬يُغَطِّي

شَجَنًا‭ ‬قَدِيماً،

شَمْسًا‭ ‬تَدْعُوكَ‭ ‬لِلضَّجَر‭ ‬مِنِّي،

وَنَوَايَاكَ‭ ‬التِي‭ ‬تَخْتَزِنُهَا‭ ‬لِسَنَوَاتٍ‭ ‬قَادِمَةٍ

بَعْدَ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَكُونَ‭ ‬البُعْدُ

مَزَّقَ‭ ‬حَنَاجِرَ‭ ‬أَيَّامِنَا‭.‬

وَحِينَ‭ ‬تَلْمَسُ‭ ‬أَيَّ‭ ‬زِرٍّ‭ ‬فِي‭ ‬حَيَاتِكَ

لاَ‭ ‬تَجِد‭ ‬إِلاَّ‭ ‬الصَّمْت

عِنْدَ‭ ‬ذَلِكَ

رُبّمَا‭ ‬أَتَحَدَّثُ‭ ‬بِصَوْتٍ‭ ‬خَافِتٍ‭ ‬عَنْ‭ ‬أَحْلاَمٍ‭ ‬تَرَكْتَهَا‭ ‬غَيْرَ‭ ‬مُكْتَمِلَةٍ

وَأُذَكِّرُكَ‭ ‬بِقُرَى‭ ‬حَمْرَاءَ‭ ‬شَهِدَتْ‭ ‬أَوَّلَ‭ ‬اللَّمَسَات

وَالخَطَايَا‭ ‬البِكْر

عِنْدَ‭ ‬ذَلِك‭.‬

لَوْ‭ ‬بَقِيَتْ‭ ‬عَيْنَاكَ‭ ‬تَقْذِفَانِ‭ ‬نَحْوِي‭ ‬تِلْكَ‭ ‬السِّيَاط

سَأَنْسَحِبُ‭ ‬ثَانِيَةً‭ ‬مِنْ‭ ‬بَقَايَا‭ ‬ضَجَرِك

وَأَرْمِي‭ ‬بِنَا‭ ‬فِي‭ ‬مَنَازِلِ‭ ‬الخَرَاب‭.‬

 

هَذَيَانٌ

حِينَ‭ ‬يَخْرُجُ‭ ‬الجَمِيعُ‭ ‬مِنْ‭ ‬بُيُوتِهِمْ

لِيُعَبِّرُوا‭ ‬عَنْ‭ ‬فَرَحٍ‭ ‬مُبَاغِت

أَعْرِفُ‭ ‬أَنَّكَ‭ ‬فِي‭ ‬البَيْتِ‭ ‬البَعِيد

تُوَاصِلُ‭ ‬الوُقُوف

وَالسَّجَائِر

النَّهَارُ‭ ‬بَعْدَ‭ ‬قَلِيلٍ‭ ‬سَيَخْتَنِقُ‭ ‬بِحِبَالِ‭ ‬صَمْتِك

وَيَهْوِي

صَرْخَتُهُ‭ ‬تَضِجُّ‭ ‬فِي‭ ‬رَأْسِي

وَهْوَ‭ ‬يَسْقُطُ

فَوْقَ

سَرِيرِي

جَسَدُه‭ ‬المُغْمَى‭ ‬عَلَيْه

وَحُضْنِي

يَمُرُّ‭ ‬فِيهِمَا‭ ‬هَوَاءٌ‭ ‬حَارِقٌ‭ ‬يأتي‭ ‬مِنْ‭ ‬جِهَتِك

هَلْ‭ ‬تَسْمَعُ‭ ‬هَذَيَانَ‭ ‬المَسَاء؟

 

تَحْتَ العَالَم

 

قَبْلَ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَمُوتَ

النَّبْتَةُ‭ ‬الأَخِيرَةُ‭ ‬فِي‭ ‬العَالَم

سَوْفَ‭ ‬تَشْرَئِبُّ‭ ‬مِنْ‭ ‬بَيَاضِ‭ ‬عُنُقِك

يَدِي‭ ‬المُشْتَاقَةُ‭ ‬تُمْسِكُهَا

يَدِي‭ ‬تَلْمَعُ

وَتَأْخُذُهَا‭ ‬إِلَى‭ ‬عَتْمَةِ‭ ‬التُّرَاب

فِي‭ ‬بَيْتِي‭ ‬الصَّغِير‭ ‬تَحْتَ‭ ‬العَالَم

سَوْفَ‭ ‬تَفُوحُ‭ ‬رَائِحَةُ‭ ‬جِلْدِك

حَلِيبِي‭ ‬أَخْضَرُ

سُرَّتِي‭ ‬نَافِذَةٌ‭ ‬سَعِيدَة

وَنَهْدَايَ‭ ‬قِنْدِيلاَنِ‭ ‬لِلأَرْوَاحِ‭ ‬التِي‭ ‬تَضِلُّ‭ ‬الطَّرِيق

وَبَعْدَ‭ ‬سَنَوَات‭..‬

حِينَ‭ ‬تَسْكُنُ‭ ‬فِي‭ ‬بَيْتٍ‭ ‬قَرِيب

سَوْفَ‭ ‬تُطْبِقُ‭ ‬جَفْنَيْكَ‭ ‬الصَّغِيرَيْن

وَلَنْتَعْلَمَ‭ ‬شَيْئًا‭ ‬عَن‭ ‬ذَلِكَ‭ ‬كُلِّه‭.‬

 

اِرْتِطَام

 

لِقَاءٌ‭ ‬قَصِيرٌ‭ ‬لاَ‭ ‬يَكْفِي

لِأُفْرِدَ‭ ‬ضَوْئِي‭ ‬عَلَى‭ ‬حُزْنِك

وَوَدَاعٌ‭ ‬مِثْلَ‭ ‬هَذَا‭ ‬بَيْنَ‭ ‬سَيَّارَاتٍ‭ ‬مُسْرِعَة

وَأُنَاسٍ‭ ‬غَاضِبِين

يَرْتَطِمُ

وَلاَ‭ ‬يُحْدِثُ‭ ‬إِلاَّ‭ ‬الصَّدَى‭ ‬الخَفِيف‭.‬

كَانَ‭ ‬يُمْكِنُ‭ ‬أَنْتَنْهَضَ‭ ‬مِنْ‭ ‬الكُرْسِيِّ‭ ‬الأَسْوَد

وَتَفْتَحُ‭ ‬أَوْرَاقًا‭ ‬مُنْكَمِشَةً‭ ‬فِيَّ

لِأَتَنَفَّسَ‭ ‬بِهُدُوء

وَأَرَى‭ ‬مَلاَمِحَ‭ ‬نَهَارِكَ‭ ‬تَتَّضِح

وَتَرْعَى‭ ‬هَوَسِي‭ ‬بِعِنَاقٍ‭ ‬طَوِيل

لَكِنّكَ‭ ‬بَقِيتَ‭ ‬تُوَاصِلُ‭ ‬كِتَابَةَ‭ ‬نَصٍّ‭ ‬عَن‭ ‬السِّينِمَا

ثُمَّ‭ ‬لَعَنْتَهَا

وَحِينَ‭ ‬غَادَرْتُ

كَانَ‭ ‬يَصِلُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الغُرْفَة

صَوْتُ‭ ‬أَعْضَاِئكَ‭ ‬الهَشَّة

تَسْقُطُ

فِي‭ ‬الهَاوِيَة

وَوَحْدِي‭ ‬كُنْتُ‭ ‬أَسْمَع‭.‬

 

وَدَاعٌ

نَسِيتُ‭ ‬فِي‭ ‬بَيْتِك

نَبَاتَاتِ‭ ‬اللَّيْلِ‭ ‬الدَّاكِنَةِ‭ ‬التِي‭ ‬لَنْ‭ ‬تَحْرُسَها

تَمَاثِيلُ‭ ‬أَصْوَاتٍ‭ ‬مُبْتَهِجَةٍ‭ ‬سَوْفَ‭ ‬تَنْكَسِر

كِتَابًا‭ ‬مُوَقَّعًا‭ ‬وَمُرْهِقًا‭ ‬خَلْفَ‭ ‬لَوْحَةٍ‭ ‬صَفْرَاء

رُبَّمَا‭ ‬مِظَلَّة

رُبَّمَا‭ ‬قَطَرَات‭ ‬قَلِقَة‭ ‬قُبَيْلَ‭ ‬الصُّبْحِ

رُبَّمَا‭ ‬شَمْسَ‭ ‬قُبْلة،

لَنْ‭ ‬يُنْقِذَهَا‭ ‬مِنْ‭ ‬خَلْفِ‭ ‬الجِبَاِل‭ ‬أيٌّ‭ ‬مِنْ‭ ‬عُشَّاقِي‭ ‬المُقْبِلِين

سَتَمُوتُ‭ ‬قُبْلَتِي‭ ‬فِي‭ ‬وِحْدَتِهَا

وَأَنَا‭ ‬أَخْرُجُ‭ ‬بَعْدَ‭ ‬صَوْتِكَ‭ ‬العَالِي

الذِي‭ ‬كَانَ‭ ‬يَنْتَظِرُ‭ ‬خُرُوجِي

عِنْدَ‭ ‬الأَدْرَاج‭.‬

 

هَذَا هُوَ اِسْمِي

 

خَفِيفَةً‭ ‬تَنْهَضُ‭ ‬عُزْلَتِي

وَتَفْسَحُ‭ ‬المَكَانَ‭ ‬لَك

اِقْتَرِبْ

اِخْلَعِ‭ ‬الغَلاَلاَت‭ ‬عَنْ‭ ‬جَسَدِ‭ ‬العَاطِفَة

اُسْكُبْ‭ ‬عَيْنَيْكَ‭ ‬فِي‭ ‬بِئْرِي

وَبِفَمِ‭ ‬عَارٍ‭ ‬تَحَدَّث

أَيُّهَا‭ ‬المُتَأَخِّرُ‭!‬

النَّبْضُ‭ ‬الأُنْثَوِي‭ ‬فِي‭ ‬صَدْرِ‭ ‬الأَرْض

أَحْسَنُ‭ ‬القِصَص

مَنْ‭ ‬يُفَسِّرُ‭ ‬أَحْلاَمِي‭ ‬التِي‭ ‬رَكَضْتُ‭ ‬فِيهَا‭ ‬بَيْنَ‭ ‬السَّنَاِبل

عُرْيُكَ؟

قَدَمَايَ‭ ‬بَيْنَ‭ ‬الكَائِنَات

وَرُوحِي‭ ‬لَمْ‭ ‬تُغَادِرْ‭ ‬بُرْجَ‭ ‬الرُّؤْيَا

يَدِي‭ ‬الوَحِيدَةُ‭ ‬تَلُوذُ‭ ‬بِفَيْرُوزِ‭ ‬القِرْمِيدِ‭ ‬فَوْقَ‭ ‬الرُّفُوف

بِظِلاَلِ‭ ‬آهَاتٍ

بِمَغَارَاتٍ‭ ‬هَجَرَهَا‭ ‬الرُّسُل‭ ‬الصِّغَار

يَدي‭ ‬سَتَخْرُجُ

وَتُفْرِدُ‭ ‬آيَاتِهَا‭ ‬فَوْقَ‭ ‬هِضَاِبك‭.‬

وَحِينَ‭ ‬تُغْوِينَا‭ ‬فِتْنَةُ‭ ‬البُعْد

مَنْ‭ ‬غَيْرُكَ‭ ‬سَيَقُومُ‭ ‬اللَّيْلَ‭ ‬إِلاَّ‭ ‬قَلِيلا

صَوْتُكَ‭ ‬عَتْمَةُ‭ ‬اِسْمِي

تَنْفَطِرُ

يَلْهَثُ‭ ‬وَيَلْمَعُ

أَيَّتُهَا‭ ‬الأَعَالِي‭ ‬العَمْيَاء،

أَنْصِتِي

هَذَا‭ ‬هُوَ‭ ‬اِسْمِي

اِسْمِي‭ ‬فَمُهُ

اِسْمِي‭ ‬صَمْتُ‭ ‬فَمِه‭.‬

 

مَنْطِقُ الطَّيْر

 

القِطْعَةُ‭ ‬الأَخِيرَةُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الرَّحِيل،

أَنْتَ

الطُّرُقُ‭ ‬شَظَايَا‭ ‬مُهْمَلَةٌ

الجُسُورُ‭ ‬أَقْوَاسٌ‭ ‬يَائِسَةٌ

السَّرَابُ‭ ‬شَاحِبٌ

وَأَنَا‭ ‬نِصْفِي‭ ‬حِصَانٌ‭ ‬مُسَرَّج

وَنِصْفِي‭ ‬صُخُورٌ‭ ‬صَامِتَةٌ

بِشَفَتَيْنِ‭ ‬مَرْسُومَتيْن

بِجَفْنَيْنِ‭ ‬مُطْبَقَيْن

أُلْقِي‭ ‬فَاكِهَةَ‭ ‬أُنُوثَتِي‭ ‬فِي‭ ‬مَا‭ ‬يَحْدُثُ‭ ‬بَعْدَك

تَحْتَ‭ ‬سُقُوفِ‭ ‬السُكْر

دُخَانُ‭ ‬الآخَرِين

وَالنَّجْوَى‭ ‬التِي‭ ‬تَنْتَشِلُنِي‭ ‬مِنَ‭ ‬الذَّاكِرَة

وَتَحْمِلُنِي‭ ‬نَحْو‭ ‬العَالَم‭ ‬السُّفْلِي

هُنَاكَ

ظِلاَلُكَ‭ ‬صَيْفُ‭ ‬النِّسْيَان

عُشِّي‭ ‬الصَّغِيرُ‭ ‬يَحْتَرِق

وَالرَّحِيل،

مِرْآةٌ‭ ‬تَتَوَحَّدُ‭ ‬فِيهَا‭ ‬أَرْوَاحُنَا

أنا‭ ‬ثَلاَثُون‭ ‬طيراً

ثَلاَثُون‭ ‬درباً

ثَلاَثُون‭ ‬قِمَّةً‭.‬

كُنْ‭ ‬وَاحِدًا

وانظُرْ‭.‬

كُلُّ‭ ‬نجْمَةٍ

فِي‭ ‬الحُضْن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬أَنَالُه

نَهْدَايَ‭ ‬يَحْتَسِيَانِ‭ ‬حَلِيبَ‭ ‬اللَّحَظَات

عِظَامِي‭ ‬طُيُورُ‭ ‬العَتمَة

والتُّرْبةُ‭ ‬الصَّامِتةُ‭ ‬تَحْت‭ ‬جِلْدِي

تَتَطَايرُ‭ ‬فِي‭ ‬الهَوَاء

وتَتَنفَّسُ

كُلُّ‭ ‬حُفْرَةٍ‭ ‬صَغِيرةٍ‭ ‬شَفَةٌ‭ ‬لاسْمِك

 

هَلْ‭ ‬تَسْمَعْ؟

وَتحْتَ‭ ‬الغَلاَلاَتِ

ثَمّةَ‭ ‬مَلاَكٌ‭ ‬مُشَرَّدٌ

يُهَيِّئُ‭ ‬المِرْآةَ‭ ‬لِعُرْيِكَ

الخُطُوطُ

الدَّوَائِرُ

زَوَايَا‭ ‬الظِلِّ‭ ‬والضَّوْءِ

تَنْغَمِسُ‭ ‬فِي‭ ‬لَوْحِ‭ ‬اللَّيْلِ

كُلُّ‭ ‬نَجْمَةٍ‭ ‬أُذُنٌ‭ ‬لاَمِعَةٌ

أَهْمِسُ

أَهْمِسُ‭.‬

 

أَرْبِعَاءُ الحَوَاس

 

يَدْلُفُ‭ ‬الصُّبْحُ‭ ‬إِلَى‭ ‬الأرْبِعَاء

لاَ‭ ‬تَعْرِف‭..‬

لاَ‭ ‬تَعْرِف‭..‬

وَمِنَ‭ ‬الأَيَّامِ‭ ‬الذَّاهِبَةِ‭ ‬التِّي‭ ‬لاَ‭ ‬تُرِيدُ‭ ‬لَهَا‭ ‬الحَيَاةُ

تَخْرُجُ‭ ‬المِيَاهُ‭ ‬والرِّيَاحُ

وَتُجَالِسُ‭ ‬كَتِفَيَّ

والحَوَاسُ‭ ‬تَرْعَى‭ ‬الطَّبِيعَةَ‭ ‬فِي‭ ‬غِيَابِك

الرَّصِيفُ،

حَرِيرُ‭ ‬الصَّبَاحِ‭ ‬تَحْتَ‭ ‬قَدَمَيّ

الأَشْجَارُ‭ ‬فِي‭ ‬الأَزِقَّةِ‭ ‬النَّائِمَة،

‮ ‬سَلاَلِمُ‭ ‬النِّسْيَانِ

وَحَلِيبُ‭ ‬اللَّيْلِ،

يَقْطُرُ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَبْقَارٍ‭ ‬مُمْتَلِئَةٍ‭ ‬تُحِبُّنِي

مُغْرَمُونَ‭ ‬بِقُلُوبٍ‭ ‬صَغِيرَةٍ

وَبَيْتٌ‭ ‬بِلاَ‭ ‬أَسِرَّةٍ

أَرْقُصُ‭ ‬وَحْدِي‭ ‬وَسَطَ‭ ‬هُدُوئِهِ

هَكَذَا،

هَلْ‭ ‬أُهَيِّئُ‭ ‬العَالَمَ‭ ‬لِمَجِيئِكَ

أَمْ‭ ‬يَبْقَى‭ ‬قَلْبِي‭ ‬جَرَّةً‭ ‬زَرْقَاءَ‭ ‬فَوْقَ‭ ‬الرَفِّ

لَنْ‭ ‬تَلْمَسَهَا‭ ‬أَصَابِعُكَ

وَلَنْ‭ ‬تَنْكِسَرَ؟

 

وَاحِدٌ اثْنَان

 

المَكَانُ‭ ‬الفَارِغُ‭ ‬الذِي‭ ‬يَتْبَعُنِي

يَكْبُرُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَسَاء

وَيُزِيحُ‭ ‬المُرَافِقِينَ

وَالأَشْجَارَ

وَالتَّمَاثِيلَ‭ ‬التِي‭ ‬تَرْمِي‭ ‬المَاضِي‭ ‬فِي‭ ‬وُجُوهِ‭ ‬العَابِرِينَ

المَكَانُ‭ ‬یَسِیرُ

‮…‬

جِسْمِي‭ ‬وَاحِدٌ‭..‬

وَكَأَنِّي‭ ‬اثْنَان‭.‬

 

لاَ يَدَ تَسْتَيْقِظُ فِي الذِّكْرَى

 

لاَ‭ ‬يَدَ‭ ‬مِثْلَ‭ ‬يَدِك

لَكِنَّنِي‭ ‬أَتْرُكُهَا‭ ‬عَابِقَةً‭ ‬وَعَذْرَاءَ

كَوَجَعٍ‭ ‬غَيْرِ‭ ‬مُبَالٍ‭ ‬بِأَيْدِي‭ ‬الآخَرِين

أَهَبُهَا‭ ‬لِفَتَيَاتٍ‭ ‬هَرِمْنَ‭ ‬فِي‭ ‬مُنْتَصَفِ‭ ‬العُمُر

وَأَسْكُنُ‭ ‬بِلاَدًا‭ ‬بَعِيدَة

يَدَايَ‭ ‬ثُقْبَانِ‭ ‬كَبِيرَانِ‭ ‬فِي‭ ‬الكُرَةِ‭ ‬الأَرْضِيَّة

يَنْقُلاَنِ‭ ‬العُشَّاقَ‭ ‬الحَزَانَى‭ ‬إِلَى‭ ‬وَهْمِ‭ ‬الشَّهَوَات

وَيَنْتَظِرَانِكَ‭ ‬كَيْ‭ ‬تَدْخُل

يَدَايَ‭ ‬لَكَ‭ ‬حِينَ‭ ‬تَشِيخ

وَتَسْقُطَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَغْصَانِكَ‭ ‬الثِّمَارُ‭ ‬وَالعَاشِقَاتُ‭ ‬وَالنَّغَمَاتُ‭ ‬وَالخُمُورُ

وَفِي‭ ‬الأَيَّامِ‭ ‬الأَخِيرَةِ‭ ‬مِنْ‭ ‬عُمرِ‭ ‬العَالَم

الشَّجَرَةُ‭ ‬الوَحِيدَةُ‭ ‬التِي‭ ‬يَخْرُجُ‭ ‬مِنْ‭ ‬رِئَتَيْهَا‭ ‬هَوَاءُ‭ ‬الضَّلاَلَةِ‭ ‬الطَّاهِر

أَنْتَ

وَأَنَا‭ ‬فِي‭ ‬البَعِيدِ

أَتَنَفَّسُ

وَأُمْسِكُ‭ ‬اليَدَيْن‭.‬

 

الغُرَبَاءُ

 

بِقَبْضَةٍ‭ ‬طَفَحَتْ‭ ‬بِهَمْسِ‭ ‬الغُرَبَاء

أَهْبِطُ‭ ‬بَيْنَ‭ ‬جُدْرَانِ‭ ‬أَطْبَقَتْ‭ ‬عَلَى‭ ‬آثَارِك

قَلْبِي‭ ‬ظِلُّ‭ ‬مَدِينَةٍ

أَتْرُكُهَا

وَأَلْتَحِقُ‭ ‬بِهِمْ‭ ‬مُسْرِعَة‭..‬

الغُرَبَاءُ‭ ‬الذِينَ‭ ‬لاَ‭ ‬يَعْرِفُونَك

يَجْلِسُونَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أَرِيكَتِكَ‭ ‬وَاحِدًا‭ ‬تِلْوَ‭ ‬الآخَر

يَخْدِشُونَ‭ ‬الرَّوَائِحَ‭ ‬القَدِيمَةَ‭ ‬بِقُمْصَانِهِم

يَلْعَقُونَ‭ ‬عَسَلَ‭ ‬النَّهَارِ‭ ‬وَيَبْتَسِمُون

وَفِي‭ ‬اللَّيْلِ‭ ‬حِينَ‭ ‬يَحْتَسُونَ‭ ‬خَمْرَكَ‭ ‬المُتَبَقِّي

لاَ‭ ‬يَسْكَرُونَ

لاَ‭ ‬يُطِيلُونَ‭ ‬الحَدِيث

وَلاَ‭ ‬يَنَامُونَ‭ ‬مُبْكِرًا

إِنَّهُمْ‭ ‬ظِلاَلٌ‭ ‬فَقَطْ‭.‬

 

تِلْكَ النَّظْرَةُ

 

عَاقِبَةٌ‭ ‬حَارِقَة

نَظْرَتُكَ

حِينَ‭ ‬تَهْبِطُ‭ ‬مِنَ‭ ‬السَّلاَلِمِ

وَتَقِفُ‭ ‬لِي‭ ‬فِي‭ ‬الزُّقَاقِ

تَصْقِلُ‭ ‬الأَوْهَامَ‭ ‬وَالنَّدضم

سِدْرَةُ‭ ‬المُنْتَهَى

تَذْبُلُ‭ ‬فِي‭ ‬ظِلِّك‭.‬

 

بَابٌ مُوارَب

 

هُنَا‭ ‬خُلُودُ‭ ‬الخُمْرِ

خُلُودُ‭ ‬الذِينَ‭ ‬يُغْرُونَنِي‭ ‬بِالقَمَرِ‭ ‬الصَّغِيرِ‭ ‬فِي‭ ‬ضَحَكَاتِهِم

خُلُودُ‭ ‬الفَوْضَى‭..‬

شُمُوعُ‭ ‬المَسَاءَات‭..‬

نَجْمَةُ‭ ‬الفِتْنَةِ‭ ‬القَرِيبَةِ‭ ‬مِنْ‭ ‬صُورَتِي

وَالنَّبَاتَات‭ ‬الحَافِظَة‭ ‬الأَسْرَار

خُلُودُ‭ ‬غَفْلَتِك

حِينَ‭ ‬تَقْرَأُ‭ ‬الحُرُوف‭ ‬المُوهِمَةَ‭ ‬بِالذُّبُول

تَرْحَلُ

وَلاَ‭ ‬تَدْخُلُ‭ ‬البَابَ‭ ‬المُوَارِب‭.‬

 

أَيُّهَا الشَّاعِرُ

 

الآبَاءُ‭ ‬يَحْمِلُونَ‭ ‬الأَطْفَالَ‭ ‬بِمَلاَبِسَ‭ ‬رَثَّة

وَبِظُهُورٍ‭ ‬مُنْحَنِيَةٍ‭.. ‬يَسْتَلُّونَ‭ ‬الزَّوْجَاتِ‭ ‬مِنْ‭ ‬غِوَايَةِ‭ ‬الصَّيْفِ‭ ‬وَلَيَالِيهِ

وَيَرْحَلُون

العُشَّاقُ‭ ‬يَرْمُونَ‭ ‬كَلِمَاتِهِمْ‭ ‬وَالشُّكُوكَ‭ ‬الجَّمِيلَةَ‭ ‬خَلْفَ‭ ‬الأُفُقِ‭ ‬الشَّاحِب

وَيَسْعَوْنَ‭ ‬خَلْفَهَا

المَجَانِينُ‭ ‬يَنْسَوْنَ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَا‭ ‬يَرَوْنَ‭ ‬وَيُتَابِعُونَ‭ ‬سَيْرِهِمْ‭ ‬فِي‭ ‬الشَّوَارِع

وَإِثْرَ‭ ‬الصَّوْتِ‭ ‬المُخِيفِ

النَّائِمُونَ

يَتَخَلَّوْنَ‭ ‬عَنْ‭ ‬بَقَايَا‭ ‬أَحْلاَمِهِم

وَيَهْرَعُونَ‭ ‬نَحْوَ‭ ‬مُدُنٍ‭ ‬الشَّمْسُ‭ ‬فيها‭ ‬أَقَلّ

وَالدَّمُ‭ ‬وَالنَّدَمُ‭ ‬وَالدَّمْعُ

أَقَلّ

يُغَادِرُونَ

وَاحِدًا

تِلْوَ

الآخَرِ

وَحْدَهُنَّ‭ ‬العَاشِقَاتُ

يَتْرُكْنَ‭ ‬الشَّبَابِيكَ‭ ‬مُشْرَعَةً‭ ‬فِي‭ ‬بُيُوتِهِنَّ

وَيَذْهَبْنَ‭ ‬إِلَى‭ ‬بَغْدَادَ‭.‬

هُنَاكَ،‭ ‬وَهْيَ‭ ‬تَبْدَأُ‭ ‬يَوْمَهَا

قَادِرَةٌ‭ ‬يَدِي‭ ‬أَنْ‭ ‬تَلْمَسَ‭ ‬فَمَكَ‭ ‬الصَّارِخَ‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الكَوْنُ

كَيْ‭ ‬تَهْدَأَ‭ ‬قَلِيلاً

وَتَسْتَظِلَّ‭ ‬بِكَلِمَاتِ‭ ‬الشُّعَرَاءِ‭ ‬الذِينَ‭ ‬يُصْبِحُونَ‭ ‬أَجْمَلَ‭ ‬حِينَ‭ ‬يَثْمَلُونَ

يَدِي‭ ‬التِي‭ ‬تَصِلُ‭ ‬مَغْرُورَةً‭ ‬وَحَائِرَةً

فِي‭ ‬بَغْدَادَ‭ -‬أَكْثَر‭ ‬مِنْ‭ ‬أَيِّ‭ ‬مَكَانٍ‭ ‬آخَرَ‭-‬

تَعْرِفُ‭ ‬كَيْفَ‭ ‬تُشَذِّبُ‭ ‬عُزْلَتَهَا

كَيْفَ‭ ‬تَحْضُنُ

كَيْفَ‭ ‬تَصْحُو‭ ‬لاَمِعَةً‭ ‬فَوْقَ‭ ‬السَّرِيرِ

وَكَيْفَ‭ ‬تَنْفُضُ‭ ‬الأَوْرَاقَ‭ ‬الصَّفْرَاءَ‭ ‬عَنْ‭ ‬رُوحِكَ

وَأَنْتَ‭ ‬تَنْتَظِرُ‭ ‬أُولَى‭ ‬أَمْطَارِ‭ ‬الخَرِيفِ

أَيُّهَا‭ ‬الشَّاعِر‭.‬

 

دَمِي الأَخْضَرُ

 

الآنَ

وَالكَائِنَاتُ‭ ‬الخَائِفَةُ‭ ‬تَتَجَرَّأ

وَتُتَمْتِمُ‭ ‬كَلِمَاتِ‭ ‬الصَّبَاحِ‭ ‬فَوْقَ‭ ‬رَأْسِكَ

دَمِي‭ ‬يُفْرِغُ‭ ‬ذَاكِرَتَهُ‭ ‬المُضْطِرَبَةَ‭ ‬الحَمْرَاءَ

يَخْرُجُ‭ ‬إِلَى‭ ‬الشَّارِعِ

وَيَبْدَأُ‭ ‬بِالتِقَاطِ‭ ‬مَا‭ ‬تَرَكَهُ‭ ‬الخَرِيفُ

دَمِي‭ ‬الأَخْضَرُ

سَوْفَ‭ ‬يُنْقِذُ‭ ‬الفَرَاغَ‭ ‬الأَبْيَضَ

فِيكَ

فِي‭ ‬المَرّةِ‭ ‬المُقْبِلَةِ

حِينَ‭ ‬نَلْتَقِي‭.‬

 

فَرْقُ المَسَافَةِ

 

رَائِحَتُكَ

الغَيْمَةُ‭ ‬التِي‭ ‬كَانَتْ‭ ‬تَهْرُبُ‭ ‬كُلَّ‭ ‬مَسَاءٍ

مِنْ‭ ‬صُدُورِ‭ ‬النِّسَاءِ‭ ‬المُشْرِفَاتِ‭ ‬عَلَى‭ ‬المَوْتِ

‮ ‬إِلَى‭ ‬عُنُقِي

لِتُعَشِّشَ‭ ‬رُوحِي‭ ‬الصَّغِيرَةَ‭ ‬فِيهَا

ذَهَبْتُ

وَبَقِيَتْ‭ ‬رُوحِي‭ ‬الصّغِيرَةُ

تَجْهَلُ‭ ‬الفَرْق‭ ‬بَيْنَ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَذْهَبُ

وَمَنْ‭ ‬تَذْهَبُ‭ ‬رَائِحَتُه‭.‬

 

رَجُلٌ آخَرُ

 

حِينَ‭ ‬تَخْرُجُ‭ ‬مِنَ‭ ‬القَمِيصِ‭ ‬الأَبْيَضِ

الغَرِيبِ

الذِي‭ ‬لاَ‭ ‬يَعْرِفُنِي

القَمِيصُ‭ ‬الحَزِينُ‭ ‬الذِي‭ ‬لاَ‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَعْرِفَنِي،

وَتَخْرُجُ‭ ‬مِنَ‭ ‬الكَنَبَةِ‭ ‬التِي‭ ‬تُكَوِّرُ‭ ‬نَفْسَهَا‭ ‬مِثْلَ‭ ‬عَجُوزٍ‭ ‬مَنْسِيَّةٍ‭ ‬فِي‭ ‬رُكْنِ‭ ‬الغُرْفَةِ

وَتَقِفُ

لِتُنْبِتَ‭ ‬العُرُوقَ‭ ‬الطَّرِيَّةَ‭ ‬عَلَى‭ ‬جَبِينِكَ

أَتَذَكَّرُ‭ ‬حِينَهَا‭ ‬أَنْ‭ ‬أَشُمَّ‭ ‬صَدْرَ‭ ‬الرَّبِيعِ

الرَّبِيعُ،

الرّجُلُ‭ ‬الوَحِيدُ‭ ‬الذِي‭ ‬أُعَانِقُهُ‭ ‬دُونَ‭ ‬أَنْ‭ ‬أُتِيحَ‭ ‬لَكَ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَشُكّ‭.‬

 

حَافَّةُ الوَقْتِ

 

أُفْرِغُ‭ ‬الحَقَائِبَ

وَالمِزْهَرِيَّاتِ

الرُّفُوفَ

وَالأَرَائِكَ

أُفْرِغُ‭ ‬بَيْتِي‭ ‬الذِي‭ ‬هُوَ‭ ‬جَسَدِي

وَطُرُقِي‭ ‬الصَّغِيرَةَ‭ ‬التِي‭ ‬أَمُرُّ‭ ‬بِهَا‭ ‬كُلَّ‭ ‬يَوْمٍ

أُفْرِغُ‭ ‬حَيَاتِي

لِتَجْلِسَ‭ ‬فِيهَا‭ ‬كَلِمَاتُكَ

قَبْلَ‭ ‬الحُزْنِ

قَبْلَ‭ ‬الرَّحِيلِ‭ ‬الخَادِعِ

قَبْلَ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُطَوِّحَ‭ ‬بِهَا‭ ‬غَاضِبًا

لِأُرَاهَا‭ ‬مِثْلَ‭ ‬أَغْصَانٍ‭ ‬يَابِسَةٍ‭ ‬عَمْيَاءَ

هَائِمَةٍ

فِي‭ ‬الفَرَاغِ‭ ‬الكَبِيرِ‭.‬

 

عَامٌ آخَرَ

 

عَامِي‭ ‬التَّاسِعُ‭ ‬وَالعِشْرُونَ

دَرْبِي‭ ‬فِي‭ ‬رَحِيلِكَ

يَعْتَرِضُهُ‭ ‬الدُّخَانُ

كُؤُوسُ‭ ‬لَيْلِكَ

عَطَشُكَ‭ ‬لِقَطَرَاتٍ‭ ‬نَادِمَةٍ

وَدِيكٌ‭ ‬يَصِيحُ‭ ‬لَيلَ‭ ‬نَهَارَ

يَصِيحُ

يَصِيحُ

وَيرْعُشُ‭ ‬دَمُكَ‭/‬دَمِي‮…‬

فِي‭ ‬الأُفُقِ‭ ‬الأَحْمَرِ

هُنَاكَ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَرْقُصْنَ‭ ‬لِي‭ ‬بِتَنَانِيرَ‭ ‬بَيْضَاءَ

وَفِي‭ ‬الهُيَامِ

يَرْسُمْنَ‭ ‬لِي‭ ‬دَوَائِرَ‭ ‬النِّسْيَانِ

الأَصْوَاتُ‭ ‬تُوَرِّدُنِي

وَوَاحِدًا‭ ‬وَاحِدًا‭ ‬يَطُوفُ‭ ‬بِي‭ ‬الطَّائِفُونَ

التَّصَاوِيرُ‭ ‬تَخْرُجُ‭ ‬مِنْ‭ ‬رَأْسِي‭ ‬وَتَخْتَفِي‭ ‬فِي‭ ‬ضَبَابِ‭ ‬الدَّوَائِرِ

هُنَا

أَشْعُرُ‭ ‬بِأُمِّي

تَصْرُخُ‭ ‬فِي‭ ‬العَالَمِ

وَتُحَاوِلُ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَلِدَنِي‭ ‬فِي‭ ‬صَحْرَاءَ‭ ‬بَيْضَاءَ.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.