أربع قصائد

السبت 2019/06/01
لوحة حسين جمعان

قبل العودة

جسدي الذي حملتُ

ليبلُغَ

بلَغَ، وانفطر

جسدُك الذي حملتُ،

صَمتُ العبور من ريحٍ إلى ريحٍ

والعبورُ من فوقِ الحافةِ

ونجاتِها.

أصعدُ لتوقظَني في جبلٍ

وتنادي:

“هذا قميصي،

وتلك يدُ الروح!”

والجسدُ، نجمةٌ آيلة للغياب،

كاللّقاء.

أهذا منتصفُ الطريقِ،

وغايةُ وهمِ السالكينَ الواقفينَ على عتبةِ العام؟

أتلك يدي التي رميتُها نحوهم،

ولم

أشأْ

أن

تعود

إلا لأرفعَ اسمَك من بين الأسماء

وأهبطَ به،

فأنظُركَ من هنا

لتكونَ لي أخاً

كالله،

قبل صعودِه من سريرِنا

وكالسلّمِ،

بعد أن صار صمتاً

لتكون لك قصةُ الطريق

ويكونَ لي

طريقٌ آخر؟

*

بيَدٍ أتيتَ بالنّهارِ،

وبالأُخرى، جئتني بمرآةٌ مكسورةٌ.

شعاع

يدُه المشدودة بحَبلِ الرّيح، فكرةٌ خاطئةٌ عن القلق

وظلالُه النابتةُ بجسدِ المرأةِ، حياةٌ ثانيةٌ

اليوم

وهو يترك نهارَه ممدّداً في الشّمسِ والنبات

شعاعٌ هزيلٌ في يدِ الأبديةِ الداكنة

شعاعٌ هزيلٌ وحارق.

في المنتهى

1

في المنتهى

وقفت الأسماءُ في شمسٍ

وكان اسمُكَ بينَها ذلك الألفَ

وتلك الآيةَ التي جلستْ على درجٍ

وكشفتْ للظلِّ زوالَهُ

وللزَّوالِ قمرَه الكبير.

2

وضعَ الثوبَ على أرضٍ

كما الألمُ يوضَعُ في الرؤيا

وقال الجرحُ للمرآة:

ألهذا نظرتُ مليّاً

من نافذةٍ

ورميتُ صرختي في جَبلِك

ووجدتُني في نارٍ

كالثّوب؟

3

في المنتهى

تقف الأصواتُ في الظلّ

وخطوتُكَ، شمسُها السائرة..

يناديكَ كلُّ صوتٍ

ويهلَك

لعلّكَ تقول: لا!

لعلّكَ تقول: نعم، لم أقفْ

إلا

على

ذلك الدرج!

موقف قبل الوصول

أمسُنا الذي سارَ واحترقتْ خرقتُه

وقف في عامٍ

وقال: أهذا صيفٌ تسرب في الرّيح

أم شتاءٌ يسلك طريقَ الشمس؟

ونظرَ إلى عينينِ مفتوحتينِ ولم يقُل.

يومُنا

يبوحُ ويَصمتُ

يَصمتُ ويصرخ

يهزّ يدَه فتسقط الكلماتُ

وحين ندنو لنقرأَ

يقفُ

ويقول: “الجهلُ، حجابُ الرؤيةِ،

العلمُ حجابُ الرؤية”) (١)

وينظر.

غدُنا

يرى.

١. لمحمد بن عبدالجبار النفّري

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.