أستحي من السياب
استحي أن أكمل النص الذي أكتبه
منذ خمسة أيام
استحي أن أغير صورة غلافي الشخصي
استحي أن اتصل بحبيبتي وأقول
إن الحياة تجري بشكل جميل بوجودك فقط
استحي أن اقرأ “للجاحظ” بعد الآن
واستحي أن اشكك بفلسفة “طاليس″ أيضا
استحي أن أفكر بالسفر وشكل البلد الذي
يشبع رغبتي بالاستكشاف والمتعة
استحي أن استمع لفيروز واكل وجبتي الصباحية بهدوء كالعادة
استحي أن اشرب الشاي بسكر إضافي
وأنسى ما يخلفه الملح الكثير من مرار
استحي أن أضحك مع أصدقائي بعمق ونتبادل النكات والمواقف المضحكة
استحي أن أتنفس بشكل طبيعي
واستحم بصابون عال الرغوة
استحي أن أسقي الورود في الحديقة
بينما يذبل الإنسان
استحي أن أنظر إلى كل هذا الماء في دجلة
وهو لا يستطيع أن يملأ قنينة ماء واحدة صالحة للشرب
أذرفنا ملحنا كله في عذب فرات
لم يبق دمع نبكيه أمام كل القنابل المسيلة للحقوق
بكينا وبكينا منذ سنين ونحن نبكي
حتى صار دمعة كبيرة عائمة في البصرة.