أسْوَرة أعطنا حبّا
أردت لأقطف الذّهب من النهر
فرأيتُ ضحكة الشمس في الماء
أردت لأقطف ضحكة الشمس من الماء فوصل النهر إلى قلبي
وأخذ أحلامي معه
أما طفولتي فقد هربَت إلى أقاليم بعيدة ورمتني ..
أردتُ لأصرخ في الكون
يا إلهي أعد حلم عمري
الذي هو أحلى.. وراح
ملتُ إلى سرّة الرّوح من شجني ودموع هواي ،
وفئتُ إلى زمني
قلت يا رب
بما أنني رسول وردك بالشعر أعطِني السرّ أجعلُ
قرآنَ شعريَ شوقا
واجعلِ العشقَ عطري إلى الناس
أرفلُ دربَ الخلاص بخمري
قلتُ يا حبّ أعطني الشعر ورداً لأجعلَ الكونَ عصفا وخطفا وأحلى
ونشوانَ رضبٍ
إلى الرّوح وريّ غرام
واجعلَنّي مباركاً
ونجيّا
ومشى الرسول إلى فيء محرابه
كلّما دخلَ يصلي
لم تكنْ شجرةُ الرّيحان
تحملُ بالجانِرْكِ والمشمشِ الليلي والأكِيدونيا عن يمينٍ وشجراتُ الحوْرِ الثلاثَ يَهدُبْن بالأوراق عن شمال
ولا القمر الباهي أميرا
كان الليلُ يضيءُ بنور كلّ ذلكَ ويرفلُ في الأرضِ كأنّها خلْقٌ جديد
والزّمان كأنْ منْ بلوغِ الصبايا
كلّما راح يُصلّي أرانَ بزهرِ الحنان
توضّأ بالمحبّةِ ماءً وفلّا
ومشى تقيّاً
ورتّل أيَ الحبور
كانَ حبيبُه معَه يتجلّى بقمر البدر يَراهُ ولا يَراهُ ويحيطُه بمَلاءِ الحاسّة
وهو يتلألأُ على بحيرةِ الكونِ
بألفٍ منَ اللونِ وندفِ الغيوم
معَ الطّيرِ إمّا تؤوب إلى وكناتها بالأمان
كانَ يَهدُب بالروح.. لا كما تعرف الملائكةُ ولا كما يعرفُ البَشر
وكانتِ الموسيقى ندّا
والأغاني جوقات نور
والعطر يفوح برهامِ مطرٍ نديٍّ وبان
أنتَ لي قالَ
أنتَ لي يا حبّ
يا رحبُ
لا أريدُ لأملكَ الشمسَ
لا أريدُ لأنعمَ فوقَ مجرّةِ عرشِ السماء
ولا مُلكَ هذي البسيطةَ أرجو
تاجاً لشعبي العظيم
يتوّجُني بأغصانِ زيتون
وقلبَ المغني
أعطنا الحبّ يا رحبُ
وأنا بكلّيَ خَلقاً أغنّي
وكانَ الصباح يحبو ويطلعُ بالياسمين
في الشّرفاتِ بهيّا.