أصدقائي القتلى
ضربة جزاء في الدقيقة 90
أبي الذي يحمل 49 مفتاحاً
يصدأُ الآن كالقُفل على ساقيه الضريرتين.
كان النهار يابساً مُلقى على الرمل، سراً يُخيطُ جُرحاً بجرحٍ ولكن إلى الآن لم يكمل قميص توبته، ينبش عن رميم إذنه المدفونة في أفواه الآخرين.
إذا كان لساني مرآة فأيّ شيء يعكس لساني؟ إذا مات القبر أين أدفنه؟ لماذا دوماً أصافح كفوفاً تجهل حجم كفي؟
الماء مروحة معلقة في سقف الجسد، كلما أشرعت لحم صوتي يطبش الماء فيَّ، ليطفو منتفخ اللثة على أعضائي. كنتُ في القاع لأن الماء لا يجيد السباحة.
مثل عجينة يختمر جلد الغريق
تندفع غابة الطحلب في رئتي قطيع ثيرانٍ مهاجر. لمحتُ رجال الإطفاء يستلون خراطيمهم من دمي كسواطير ويبقرون النار.
كَفَرَسٍ النَّهْرِ يَدْخُلُ الضَّوْءُ إلى غرفة العمليات
دبقُ الدم على الرقبة/الشظية في الصحن
وجه أمّي الساخن على باب المستشفى
- واقفٌ في عيون الأبقار الميتة
- لم ندفع الإيجار لـ7 شهور؟
- الغارقون أمامي ظننتهم يمزحون.
- والسيارة الملغومة كانتBMW ورقمها بابل.
- أعضائي قليلة وهناك ساق ليست لي.
أعمى في ديسكو
الكراهية أن تضغط بفكك الأسفل على فكك الأعلى
أو بفكك الأعلى على فكك الأسفل
في حين أنت تهرس عمرك بين الفكّين.
إذا أنجبتم طفلا
علموه بأن لا أصدقاء ولا أخوة في هذا العالم
وإلا سينهي عمره في حساب الجثث.
ضحك كل أطباء الأسنان الذين أخبرتهم
بأن هناك ابتسامة مُسوسة في وجهي.
أعمار السيارات الملغومة ضيقة لا تتجاوز 3 شوارع
إلاّ أن الأرحام التي أخرجتها عريضة كنصف البلاد.
الأعمى دموعه تخرج من عكازه
عند النوم أحسب أصدقائي القتلى
أجمع جثثهم، أُقسم حزني على الأحلام
وفي كل ليلةٍ أراهم ينشفون مثل الجراح
التي تُغرينا بحكها
وما إن أبدأ حتى تسيل دماؤهم على الفراش.
نسير بتابوتك فوق السيارة
كُنّا نبكي جميعا
إلاّ أمي كانت تمشي على دموعها.
جثث
كانوا يخلطون الجثث، وعندما نخرج إلى الساحة العامة في الصباح، كنا نتيه مثل بصرٍ ضعيف، ونقارب بين الرأس وجثته، وندرك في أعماقنا أننا نمنح الرؤوس لجثثٍ لا تعرفها. الآن يرتّبون الجثث، يوحّدون أزياءها، يضعون الرأس على الظهر. أما نحن فما عدنا نخرج، لأن الجثث المرتّبة وصلت إلى ساحات المنازل. نقيس نبتة الموت على الجثث المتروكة فوق الإسفلت، ببقعة الدهن السائح تحتها، إلاّ أننا لا يمكننا ذلك مع الجثث المتروكة على التراب.
* * *
أبي/أمي يتشاجران منذ 3 ساعات. لا أعتقد أنه سيقتلها، كما يهدد، لأن حديقة البيت صغيرة ولا تكفي لجثة.
* * *
نشروا صورة جثته على الـ”فايسبوك”، أخي الأصغر، وبعدما عجزنا عن العثور عليها، قمنا بطباعة الصورة، تغسيلها، تكفينها، ودفنها في مقبرة العائلة.
* * *
الهاونات تدفع باب السطح، تهبط عبر الدرج، فتأكل ما في الثلاجة، وما في المطبخ، وما في البيت حتى تتخم من الأكل، فيأتي رجال الدفاع المدني، يسحبون جثثنا من بطونها ويرمونها على الجيران.
متقابلَين، نرفع الجثث إلى حوض السيارة؛ أنت تتحدث عن الثقل وقوة الرائحة، وكثيراً عن جمع الأعضاء المتناثرة، وأنا أضع عيني على فوهة العمى وأنظر إليها بعينٍ واحدة، وأتفحص زوجتي النائمة، هل ما زالت تتنفس؟
* * *
أقود السيارة مثل بنايةٍ محروقة تنطفئ وحيدة. حتى النار عندما لا تجد اهتماماً، تموت على عجل.
بيعة
حاول جارنا تصليح منزله، فخرجت الجرذان إلى الشارع.
رَجْم
أفتح عينيَّ كبيضتين مكسورتين على تلٍّ من الأحجار.
ملثمون 1
يتجولون بالمخطوفين ليومين. إنهم يستعدون لفيلم جديد.
ملثمون 2
ماء النهر الذي يرمون فيه الجثث تُصفّيه دائرة الماء صباحاً، لنشربه نحن في المساء. مرةً، شممت رائحة أخي فيه.
في الولايات البعيدة عن الأنهار، يحرقون الجثث لتشمّ أخاك بسهولة.
ملثمون 3
الأفغاني يُلقي بياناً أمام الجميع، في شأن إغلاق قاعتين لكمال الأجسام.
سيطرة
يعترضك الأطفال بأسلحةٍ صناعية، فنضحك كلنا، عندما أسقط ميتاً أمامهم.
نكاح
أقلّمُ اللحم حتى أبلغ الأظفار.
طائفي
قطرات الدم من باب المنزل، إلى الصالة، على الدرج، إلى باب غرفته المغلقة؛ أخي الذي يقاتل في الميليشيا س.
إطفائي
اليوم آلامٌ مبرحة في الظهر والرقبة. البارحة انتشلتُ أربع جثث من انفجار، وثلاث جثث من ركام عمارة مقصوفة.
في المطار
منذ 2 قواطي ويسكي وأنا أحاول الكتابة عن:
أمّ تحاول أن تطفئ ابنها المحروق بذراعيها المقصوصتين،
أب يحاول إعادة رأس ابنه المقطوع إلى عنقه النازف.