أنظرُ من علٍ
أعلم أنك تريد أن تراني بعدما حطمت كل القواعد التي التزمت بها من قبل، وبعدما تخطيت مرحلة البحث عن مثال، وبعدما أطحت بالاكتفاء الذاتي الذي كنت أحيا به، وغصت في مغامرات لا خاسرة ولا رابحة خضتها مع الآخرين. تراني وأنا أحط على الأرض من قمتي العالية. حسنا سوف أبدأ معك من القاع، من أكثر الأشياء تجردا وفراغا، سأبدأ من داخل نفسي.
إنني الآن أمام مشكلة بالفعل، هل أقول إنني كنت جميلة أم غير جميلة؟ وحدك أنت تستطيع الفصل في هذا السؤال، وبالطبع سترفض أن تجيبني عليه، لا عليك، أنا كنت إنسانة وكفى.
حين سألتك يوما عن الحب ترددت في الإجابة وفى النهاية قلت لي: الحب طاقة لا قدرة بي عليها. طاقة تعصف بكل الأشياء كالريح العاتية، قلعة من الركون لروتين الأيام ستتهدم فوق رأسي،، قمة من الشجن لست ببالغها، فأنا قد رتّبت أفكاري ومشاعري فوق الرفوف ولست على استعداد لبعثرتها.
وحيث أنك لم تكن قادرًا على احتواء مشاعري المتيقظة والراغبة في الانطلاق إلى أعلى قمة للحب، لذا فررت منك إلى حب الآخرين، فقمت بتقبيلهم بعنف حتى أنسى فراغ شفاهي من قبلاتك، قمت بتحطيم قلوبهم كي أُفرغ حنقي منك، قمت بهدم قلاع شيدوها في خيالهم تجاهي كي تنقلب أشياؤهم من فوق رفوفها.
أنا الآن أنظر إليكم من علٍ، نظراتي الثاقبة تكشفكم جميعا ولست على استعداد للهبوط، المجد لمن قرر الفرار، المجد لمن قرر أن يطيح بالحب بقلب جامد لا يتأثر، أنا الآن فارغة من الروح والقلب، وأحلّق بكامل انطلاقي فوق أعلى قمم الخواء.
كاتبة من مصر