التاج الأسود

أطفال ووهان يواجهون كوفيد بالقصائد بالشعر يحارب الصغار الوباء
السبت 2020/08/01
قصائد بسيطة لكنها تحمل صوت الأطفال الداخلي

لم يقف تأثير جائحة كورونا عند الكبار، بل امتد تأثيره إلى الصغار أيضًا، وكان الأثر عميقًا حتى بلغ حد الإبداع. فلم تقف البراءة والبساطة عائقًا أمام الإلهام والإبداع، ولم تحد من الخيال الخصب والفكر المبتكر، ولم تكبت الإحساس العال أو أماتت اللغة الرقيقة العذبة.

من رحم الجائحة وُلد جيل جديد من الشعراء الصينيين، فتفتقت الأذهان وتدفقت الأفكار الجديدة، وانبثقت مواهب جديدة وانسابت اللغة في سهولة ويسر وباتت مثل ينابيع رقراقة. ومن كنت أحسبهم صغارًا لا يجيدون سوى اللعب واللهو قد غيّروا لي قناعاتي وجعلوني أعيد النظر. أيقنت أن البشر يبدعون في المحن والأزمات، فتخرج الأنفس أجمل ما لديها. ألهبت المحنة الكبرى مشاعر الصغار والكبار على حدّ سواء وشحذت عزائمهم الروحية وكشفت عن مخزون عاطفي كبير. يبدو أن المحنة بدت شديدة على الصغار أكثر من غيرهم، وإلا ما كنّا تعرّفنا على هذه المواهب. ورغم أعمارهم الصغيرة إلا أنهم شعروا بواجبهم نحو مجتمعهم، وحاولوا التعبير عن مدى إخلاصهم ووفائهم، مقدرين حجم الأزمة التي يمر بها أهلهم وتمر بها بلادهم. حتى لكأن الوباء صار شغلهم الشاغل، وبات الجميع على مستوى متفاعل من المسؤولية،  ما يكشف، أيضاً عن عظمة شعب يجتمع على قلب واحد في أوقات وجودية كبارًا وصغارًا.. رجالًا ونساءً.

تتنوع أفكار القصائد وموضوعاتها وتتباين صورها البلاغية، لكنها تجمع على شيء واحد وهو الحزن المقيم الذي تسلّل من قلوب هؤلاء الصغار وسكن كلماتهم وانساب في جرسها الموسيقي وكأنه لحنٌ جنائزي، ورغم الحزن إلا أن الإرادة والثقة في النصر والتغلب على الوباء ظهرت جلية في القصائد. كم غريب.. إنه شعر الأمل وسط لحظات اليأس، يبث العزيمة عندما تخور القوى، ويعمر كيان الإنسان بالإيمان.. الإيمان بالنصر والتغلب على المحنة الطارئة، بل وأن تعود النفوس أقوى مما كانت. الأبطال الحقيقيون هم من يتصدّون للمحن بمنتهى الشجاعة وقد آمنوا بالفوز.

صغار حملوا أقلامهم وعبّروا عن مشاعرهم بمنتهى الصدق
صغار حملوا أقلامهم وعبّروا عن مشاعرهم بمنتهى الصدق

أحس الصغار بالخطر فحملوا أقلامهم وعبّروا عن مشاعرهم بمنتهى الصدق. ربما تبدو القصائد بسيطة، لكنها تحمل صوتهم الداخلي دون زيف أو مجاملة. وأصدق الكلمات تلك التي يخطها أصحابها دون توجيه من الآخرين أو لغاية من وراءها!

أثارت هذه القصائد حماستي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أحمل القلم وأشرع في ترجمتها. هي بستان من أزهار تفتحت قبل أوانها، ولها عطر سيبقى أثره في النفوس. من قلب المحنة جاءت هذه المنح الصغيرة. طاقات إبداعية جديدة لمجموعة من الصغار أكبرهم يبلغ الخامسة عشر وأصغرهم  يبلغ سبعة أعوام.

القصيدة الأولى التي تحمل عنوان “أمي لا أرغب في هذا الربيع”  التي نظمتها الطفلة “شن يو فيّ” حظيت بإعجاب كبير من قبل مستخدمي الإنترنت، وتمت مشاركتها وجرى تداولها على نطاق واسع.

الجدير بالذكر أن الطفلة “شن يو فيّ” – البالغة من العمر تسعة أعوام – نظمت العديد من القصائد ونشرت في مجلات عديدة مثل “مجلة الشعر”، و”الصغار الصينيون”، و”الكتاب الشباب”، وغيرها من المجلات الأدبية الأخرى. وحصلت على العديد من الجوائز الشعرية من أهمها جائزة دار نشر أدب الشعب للشعراء الصغار في دورتها الثانية. وهي طالبة في الصف الرابع الابتدائي في مدرسة فنمينغ في مدينة تشينغيوان الواقعة في مقاطعة قوانغدونغ. وقد أدرجت مع القصيدة لوحة من إبداعها بعنوان “صديقة الخفافيش”، فهي ترى أن الإنسان يمكنه العيش مع الخفافيش في سلام طالما أنه لا يؤذيها.

ترجمة وتقديم: ميرا أحمد

شعر أطفال ووهانشعر أطفال ووهان

 

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.