"الجديد" نافذة حرية ظهرت في توقيت عصيب لتنعش الثقافة العربية

نقاد ومبدعون مصريون يحتفلون بدخول "الجديد" سنتها السادسة
الأربعاء 2020/04/29
"الجديد" فتحت بعض أكثر الملفات إشكالية في الثقافة العربية وأثارت الأسئلة الفكرية والأدبية الأجرأ

كل سنة و”الجديد” بخير. عبارة آثرة رددها بمحبة روائيون ونقاد وشعراء وكتاب ونقاد وقراء من أجيال مختلفة. جمهور عظيم أبهرته مسيرة نجاح رائدة عمرها خمسة أعوام، مثلت فيها مجلة “الجديد” الشهرية نافذة حرية ومنصة ابداع وشلال معرفة.

أكد مبدعون مصريون أن الكلمة هي الرد الأبلغ على القبح المتمدد، بها تستضيء الأمم ويتمدد التحضر وينمو الإبداع. وفي ظل عالم يموج بتحولات استثنائية، وواقع يستعر بصراعات محزنة، ووطن عربي تزلزله أحداث غريبة ومؤامرات عنيفة، أطلت هذه المجلة كمنبر ثقافة جديد بالقول والفعل. جديد بأطروحاته وأفكاره ولغته، يرتكز على وعي ثقافي وإلمام كامل بقضايا الواقع، ويتطور مستظلا بمساندة المبدعين وتشجيعهم.

كرر أدباء وكتاب يمثلون أجيالا متنوعة مقولة كافكا العظيمة “نحن نكتب لننأى بأنفسنا عن معسكر القتلة”. ورأوا في “الجديد” نأيا حقيقيا عن زمن الخوف والخصام الأبدي مع طغيان المادة، والرفض القاطع لرؤى الانغلاق والتعصب. وقالوا إنهم يعتبرونها سلّما نحو الحرية والرُقي. وأضافوا أنهم يهنئونها بخمس سنوات، ويشكرون كل مَن ساهم في تألقها، إداريا وتحريريا، على ما بثته المجلة من عطر، وما قدمته من جمال، ويسألونها المزيد من الإبداع والعمق والتطور والسحر الثقافي والحرية.

 

نبيل عبدالفتاح:

الجديد أكدت حيوية الثقافي في مواجهة السياسي

قال نبيل عبدالفتاح المفكر والباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن صدور “الجديد” شكّل طلة مختلفة وبصيرة محكمة على الواقع العربي في واحدة من أسوأ مراحل تطوره، منذ ما بعد الاستقلال عن الكولونيالية. وهي مرحلة انكسرت خلالها الدول الهشة والفاشلة وتفككت عرى الموحدات الوطنية في كل دولة على حدة. ومن ثم تشظى التاريخ الوطني لصالح الأديان والمذهبيات والمناطقيات والعرقيات، ما أدى إلى نشوب الحروب الأهلية على نحو كشف عن خواء عمليات التمدين والتحديث المستعار من المركزية الأوروغربية. وظهرت “الجديد” للتأكيد على العروبة في ظل تراجع الفكرة العربية الجامعة وصراعها مع النزاعات القطرية والفكرة الإسلامية المجازية الجامعة. حاولت التأكيد على الفكرة العربية في ظل تدخل بعض دول الجوار الجغرافي وتمددها في قلب النزاعات العربية على نحو يشير إلى رعونة وعدم مسؤولية نخبها، ودورهم الخطير في القمع والعصف بالحيوية السياسية العربية.

وتابع: حاولت “الجديد” التأكيد على حيوية الثقافي في مواجهة السياسي وسط موت السياسة وخمول الثقافة العربية وتحوّلهما إلى حالة استعراضية أقرب إلى أن تكون جزءا من المساحيق التي تطلي بها الدولة الفاشلة وجهها، وإهمال الثقافة سواء كان ضمن عرب اليسر أو عرب العسر، جاء في سياقات إقليمية أدت إلى حصار مراكز الإنتاج التاريخي للثقافة الحديثة، ما جعله رهينة حد الممنوعات والمحرمات في دول اليسر وحد القمع الداخلي وقيوده في دول العسر. والأخطر أن طلة “الجديد” جاءت مع موت منابر الفكر على اختلاف مدارسه السياسية والفلسفية والاجتماعية، ونكوص القارئ العربي الشاب عن مطالعة الصحف والمجلات التي لا تزال تصدر في كل بلد عربي ورحيله إلى المجال الافتراضي. وفي الوقت ذاته كان هناك رحيل للشباب نحو الرواية بحثا عن رؤى وأخيلة مغايرة للواقع الموضوعي أو ما وراءه من سلبيات وشخوص وبنى متخيلة، ما يشكل نمطا للهروب بعيدا عن الإنتاج الفكري الفلسفي والسوسيولوجي الذي تراجع في ظل القيود السياسية والأمنية المفروضة عليها.

من هنا جاءت “الجديد” كمسعى لإضاءة ما لعتمة الثقافة السائدة، وسعت لتقديم أصوات وأفكار وأسماء جديدة لقضايا وإشكاليات راهنة يطرحها الواقع العربي المعقد، ومن ثم نثمن هذا الجهد الجاد ونتمنى لها الاستمرار والتراكم.

 

إبراهيم عيسى:

 منصات التنوير قبضة تحدٍّ في مواجهة الارهاب

يرى الكاتب والإعلامي والروائي إبراهيم عيسى أن كل إصدار تنويري وثقافي في العالم العربي هو بيت حرية يفتح أبوابه لطيور الإبداع والفكر لتحلق فيه وتغرد بجمال وعذوبة، وكلما تعددت وتنوعت منصات التنوير، فذلك يعضد القدرة على مواجهة القبح ويمثل قبضة تحدّ في مواجهة الإرهاب، لأن مهمة الكاتب تغيير العالم نحو الأفضل، وهدف الكتابة إصلاح الأمم والشعوب، ولا تمكن صناعة نهضة دون تنوير وحرية.

وأكد أن “الجديد” بما ركزت عليه من كسر للتابوهات الأزلية وتحرير للفكر والعقل واستدعاء للجمال الإبداعي، وبما تضمنته من ملفات عميقة وشاملة، وأبواب جذابة وشيقة ومقالات تحليلية ونقدية، وقضايا ثقافية شائكة تمثل منصة تنوير قوية في مواجهة فكر الانغلاق والتشدد الذي يسود العالم العربي ويتسع يوما بعد الآخر.

استحضر عيسى ملفا من الملفات التي وقف عندها طويلا وهو ملف “الرواية والتاريخ” باعتباره عاشقا لكل منهما، ورأى أن الرواية وسيلة ناجعة وعظيمة التأثير لإعادة كتابة التاريخ بشكل غير رسمي، بما يقطع الطريق على عبدة التراث البشري الموروث من السيطرة على أدمغة الناس، وهو ما حاول الملف طرحه برؤية عميقة وتحليل أخّاذ، مشيرا إلى أن مثل هذه الملفات تمثل مصابيح إنارة على طريق الإبداع، وتؤكد أن مهمة أيّ إصدار ثقافي إنارة الطريق للكتّاب والمبدعين ومساعدة المثقفين العرب على تحرير عقولهم ودفعهم للتفكير والتحليل والإبداع بحرية ودون قيود.

وكان لا بد من تهنئة “الجديد” بمرور خمس سنوات على إصدارها متمنيا لها المزيد من التألق والحرية، وكل سنة وكل مَن يكتب بخير وسلام وسعادة.

 

شاكر عبدالحميد:

وجبة ثقافية دسمة تغطي الإبداع في مختلف أنحاء العالم العربي

أوضح الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، أنه أحد المتابعين للمجلة منذ صدورها ويعتبرها واحدة من أهم وأقوى الإصدارات الثقافية في العالم العربي، لأنها تقدم وجبة دسمة للمثقفين باختلاف فئاتهم وتعبر تعبيرا موضوعيا وجيدا عن الثقافة واتجاهاتها في كافة أنحاء العالم العربي. وتتسم موضوعاتها بالقدرة التحليلية العميقة والطرح المتوازن الشامل الذي يفتح نوافذ معرفية واسعة على مشاهد الإبداع في العالم العربي. وتضم كوكبة من الأسماء الرائدة في عالم الثقافة العربي، كما تقوم باستكتاب قيم إبداعية رائدة، ما يجعلها متفردة في ملفاتها الشاملة، ومحاوراتها القوية المكتوبة بلغة جمالية ورصينة ورائعة، فضلا عن الأبواب الثابتة التي تمثل إطلالات جميلة على الكتب الحديثة في العالم.

في تصوره، أن المجلة قادرة على لعب دور كبير في التأثير الثقافي والاجتماعي في العالم العربي، بشرط تسويقها بشكل أقوى وأوسع في كافة العواصم العربية، مقترحا تنظيم سلاسل من الأمسيات الثقافية والندوات في القاهرة وغيرها، من خلال المجلة لمناقشة قضايا ثقافية عامة. وضرورة أن يكون هناك احتكاك مباشر للمجلة بالمثقفين، وألا يقتصر على مجرد إصدار مجلة وتوزيعها في الدول العربية المختلفة، لأن هناك انصرافا أو عزوفا من جانب شباب المثقفين عن الإصدارات الورقية.

هنأ عبدالحميد مجلة “الجديد” بالسنة الخامسة لصدورها وهنأ القائمين عليها بالنجاح المتحقق، متمنيا المزيد من التنوع والتقدم والتأثير.

 

إبراهيم عبدالمجيد:

منصة ابداع ساحرة تتسق مع عنوانها

أكد الروائي المصري الكبير إبراهيم عبدالمجيد، والحاصل على عدة جوائز أدبية أن “الجديد” تمثل منصة إبداع ساحرة، نجحت في وقت قصير في تعزيز ريادتها وتأكيد أصالتها في الساحة الثقافية العربية. فهي واحدة من أفضل الإصدارات الثقافية في العالم العربي، ويترأس تحريرها مبدع ومثقف عربي كبير يمتلك حسا إبداعيا مدهشا، ويعي جيدا قيمة الثقافة وأهمية الإبداع ودورهما في تنوير الأمم وترسيخ الحريات.

وأضاف أن المجلة لديها كتيبة من الصحافيين والكتاب والنقاد المتميزين الذين يعملون بدأب وهمة ويتمتعون بمصداقية وموضوعية وفهم جيد لترجمة هموم الثقافة العربية ومتابعة أهم قضاياها. وجاء اسم المجلة متسقا إلى حد كبير مع ما تضمنته من عروض ومناقشات وقراءات وتحليلات بدت جديدة في أسلوبها وطرحت كل ما هو جديد في الأدب العالمي، وتأثيراته في العالم العربي. ويمكن القول إن المضمون العام للأعداد التي تشرّف بقراءتها والاطلاع عليها جاءت معبرة عن تطلعات جمهور المثقفين من مختلف الأجيال.

وشدد على ضرورة استفادة الإصدارات المتخصصة في الثقافة في كافة الدول العربية من تجربة “الجديد” بما تمثله من إضافة للحركة الإبداعية. وهنأ عبدالمجيد المجلة بإتمامها خمس سنوات في خدمة القارئ وتطوير ذائقته وفتح نوافذ المعرفة أمامه، منتظرا منها تفاعلا أكبر وانفتاحا أوسع على كافة مناحي الإبداع بما يساعد على دعم حركة الثقافة ويصب في صالح مسيرة الإبداع، ويعمل على المزيد استكشاف المواهب الحقيقية، وإنارة الطريق للباحثين عن إجابات لتساؤلات فكرية وثقافية حائرة، ونشر روح الحوار البناء وتقبل الآخر والاختلاف في الرأي والانتصار للحريات.

 

سلوى بكر:

مجلة تلبّي شغف جمهور الثقافة العربية وتنتصر للمرأة

قالت الأديبة المصرية سلوى بكر، والحاصلة على جائزة دويتش فيلة في الآداب، إن المجلة كانت ومازالت من أكثر المجلات الثقافية المتميزة في المحتوى والإخراج، وتتضمن أبوابا جذابة ومتميزة ومتنوعة تُلبّي شغف جمهور الثقافة العربية بمختلف فئاته العمرية. وكان من المهم تبنيها لكثير من الأصوات الجميلة ونشرها نصوصا إبداعية رائعة في الشعر والقصة والنقد، مع طرح قضايا هامة أثارت المياه الراكدة في عالم الثقافة، كما ناقشت على مدى أكثر من خمسين عددا تساؤلات بالغة الحيوية تهم جمهور المثقفين بشكل عام، فضلا عن فتحها الباب للجمهور العام ومساعدته في التعرف على الإبداعات الحديثة واتجاهات الأدب العربي المختلفة.

لفتت الأديبة المصرية المنتمية إلى جيل السبعينات إلى أن أيّ مبدع مهتم بالكتابة لا بد أن يكون على وعي كاف بأمور الثقافة وهموم الإبداع على المستوى العربي في وقت يشكل تحولات وصراعات غير معتادة، وهو ما تسعى المجلة إلى تحقيقه. كذلك فإن انتصار المجلة للمرأة العربية ودعم حركة الإبداع النسوي وتشجيع كافة التجارب في السرد والشعر والنقد وفتح نوافذ الإبداع أمام الكثير من الأصوات الجادة والمبهرة، جعلها على تماس دائم وحقيقي مع القارئ والمثقف العربيين.

وأشارت إلى أن أبرز ما يميز المجلة إطلالاتها على الكتب الجديدة الصادرة في العالم، وتبنيها لقضايا هامة ومؤثرة في مسيرة أيّ مثقف، وكل ذلك في إطار شكلي مبهر وجذاب يعبر عن ذائقة فنية عالية المستوى، وقدرة فائقة على التجويد والإبهار.

 

ناصر عراق:

مطبوعة تتكئ على فكر مستنير وتبويب متفرد

يقول الروائي المصري ناصر عراق، صحاب روايات “الأزبكية” و”دار العشاق” و”نساء القاهرة دبي” و”العاطل” التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية، ليس عندي ذرة شك واحدة في أن ضميرنا الثقافي العفيّ يُحتّم علينا أن نتقدم بالتهنئة الحارة إلى مجلة “الجديد” بمناسبة مرور خمسة أعوام على صدورها.

وتساءل لماذا؟ وأجيب قائلا “لأن صدور مجلة ثقافية باللغة العربية أمر مبهج لا ريب في ذلك، فما بالنا إذا اتكأت على فكر مستنير وتبويب متفرد وطباعة جيدة، والتي أسهمت فور صدورها في تعزيز النغمة الثقافية الجادة في واقعنا العربي المتهالك سياسيًا وثقافيًا، لقد امتلكت المجلة نبرتها الثقافية المتفردة”. ويمكن القول بكثير من اليقين إن القائمين عليها استطاعوا أن يستلهموا أفضل ما أنجزه السابقون في صناعة المجلات الثقافية، ثم عجنوه وخبزوه على نار رؤيتهم المبتكرة، فخرجت لنا المجلة طازجة شهية تثير السؤال، بقدر ما تمتع القارئ.

وفي تقديره أن المجلة امتازت، ومازالت، بقدرة لافتة على طرح أسئلة غير تقليدية، وفي الوقت نفسه نجحت أن تعمل بجدية على استقطاب العديد من الكُتّاب الذين يتمتعون بسمعة ناصعة في مجالات الفكر والأدب والفن، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على المجلة ومحتواها ومضمونها وشكلها العام، قائلا “من حسن الطالع أنني شاركت غير مرة في الكتابة لهذه المطبوعة الفريدة، وسعدت كثيرًا، لأن المجلة المتفردة بلا ريب تمنح كاتبها قرّاءً مميزين، وهو ما يشعر الكاتب بجدوى كتاباته وأهميتها، فالقارئ الحصيف يبحث دائما عن الكاتب النبيه، وكلاهما يفتشان عن حياة أكثر عدلا وجمالا وإنصافا وهي مهمة ثقيلة بحق تعمل ‘الجديد’ بدأب على التصدي لإنجازها، لذا تستحق التقدير وكل عام والمجلة الباذخة أكثر تألقا وإشراقا.”

 

أحمد مراد:

إصدار ثقافي يحتفظ به لجمال تصميمه وعمق محتواه

عبر السيناريست والروائي المصري أحمد مراد عن سعادته بمطالعة مجلة “الجديد” التي تحتفل بمرور خمسة أعوام، فهي شديدة الروعة والجمال وإضافة كبيرة للساحة الثقافية، وتتضمن كمية معلومات مهمة وحيوية ومناقشات خصبة ورائعة، ما وضعها على رأس المطبوعات الثقافية العربية، وجعلها جديرة بأن يُحتفظ بها لدى كل مثقف وكأنها كتاب جميل مبهر ينير المكتبة، ضاربا المثال بالعدد الذي خصصته المجلة عن الشاعر السوري الراحل نزار قباني، وتضمن حكايات وتفاصيل مهمة وثرية في حياته.

وأوضح مراد أن جودة الطباعة وجاذبية التصميم والإخراج وقوة المحتوى وتنوعه وشموله على مناقشات ثرية وتحليل عميق يبرهن أن القائمين علي المجلة وكتيبة تحريرها على درجة وعي ثقافي كبير، ولديهم رؤى عظيمة للمساهمة في تشكيل الوعي وخدمة الإبداع. وعلى مدى سنوات طويلة لم ير إصدارا ثقافيا بهذا العمق والجرأة في طرح الموضوعات ومناقشة القضايا المختلفة فأبواب مثل حوار وسينما وكتب، ومقالات التحليل والإطلال على المشهد الثقافي، والملفات الجامعة تمثل إضافة عظيمة لكل مثقف عربي من المحيط إلى الخليج.

وقال إن حجم المجلة كبير إلى حد ما، وهو من أنصار ضغط الحجم ليسهل الاحتفاظ بها وحملها في السفر، خاصة في إطار سيادة نظام الديجتال لايف الحاكم للحياة الحديثة، مع تصوره أن الناس تفضل حمل المطبوعات ذات الأحجام الوسطى والصغرى، وينتظر أن تركز المجلة بشكل أكبر على اكتشاف مواهب إبداعية جديدة.

 

أحمد القرملاوي:

توازن بين اهتمامات المثقفين الكبار وطموحات الشباب

أكد أحمد القرملاوي، الروائي المصري والحائز على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب 2018 عن روايته “أمطار صيفية”، أن مجلة “الجديد” بما تتضمنه من محتوى جذاب ومتنوع تمنح القارئ العربي إطلالة ثقافية مميزة للغاية، وتوازن بين اهتمامات المثقفين الكبار وطموحات الأجيال الشابة. ومثل هذا التنوع في استعراض وقراءة الواقع الإبداعي، من رواية وقصة وشعر ونقد وسينما وفن تشكيلي، يساهم دون شك في تطوير الذائقة الإبداعية لدى جمهور المتلقين. وقد نجحت على مدى خمس سنوات منذ إصدارها الأول في دعم الحركة الثقافية العربية وتطويرها.

وبعد التهنئة الواجبة، قال “نطمع منها في المزيد من تسليط الضوء على الأصوات الجديدة المبدعة، وتفسح لها المجال بشكل أوسع للتعبير عن مختلف قضايا الثقافة العربية”.

 

الشاعر محمد رياض:

ملفات مدهشة وأفكار مستحدثة تمثل نموذجا يحتذى

قال الشاعر المصري محمد رياض، إن مجلة “الجديد” تتميز على كافة المطبوعات الثقافية الموجودة على الساحة العربية بطروحاتها وأفكارها الجديدة، التي لم يفكر أحد من قبل في طرحها على جمهور الثقافة. تلك الأفكار تبدو خلابة ومستحدثة وغير تقليدية وتتضح بشكل أكبر في الملفات المدهشة التي تشملها. وأبرز مثال على ذلك عندما احتفلت ذات مرة باليوم العالمي للبريد، ففي مثل هذا الحدث قامت صحف وإصدارات عديدة بعمل ملفات عن ساعي البريد اعتمدت فيها على مواد أرشيفية، أو كتابات عن فيلم البوسطجي للكاتب الرائد يحيي حقي، أو سرد تاريخي لتطور البريد، غير أن “الجديد” استحدثت فكرة غرائبية تمثلت في استكتاب عدد من الكتاب العرب ليكتبوا رسائل إلى ساعي البريد الذي يقوم بتوصيل الرسائل. كذلك فإن أيّ شاعر لا ينسى العدد التذكاري الصادر عن الشاعر نزار قباني، وما تضمنه من شهادات وقراءات أشبه بسيرة متكاملة للمبدع الراحل.

وأشار إلى مشاركته كشاعر عربي في ملف شامل خصصته المجلة عن الشعر قبل سنوات طارحة دور الشعراء في زمن التحولات والصراعات السياسية، وكان من المبهج أن يجد مشاركته منشورة بحرية تستوجب التقدير والاحترام. وفي تصوره، فإن المجلة تمثل نافذة ثقافية رصينة، ويقودها فريق عمل مثقف وواع ولديه بصمات في الحركة الثقافية العربية، وتعد نموذجا يحتذى في الصحافة الثقافية المتخصصة، ومنبرا من منابر الحرية والجمال والتنوير. كل سنة والجديد بخير وحرية وتألق، وجميع من يكتبون فيها ويقرأونها بخير ورضا وسعادة.

 

إيهاب الملاح:

موضوعات “الجديد” شديدة التميز والتنوع والابهار

قال الكاتب والناقد المصري إيهاب الملاح، إن “الجديد” من المجلات الرصينة التي كانت الساحة الثقافية في أمسّ الحاجة إليها. ومعنى رصينة هنا أنها تلبي الطلب على موضوعات ثقافية بمعالجات متنوعة ورؤية واضحة لكتّاب لهم ثقلهم وقيمتهم الإبداعية من كافة أنحاء العالم العربي. ومعظم ما طرحته المجلة خلال السنوات الماضية من ملفات وموضوعات خاصة كان شديد التميز لأنها عندما تحدد مثلا موضوعا خاصا بالاتجاهات الحديثة في الرواية العربية أو التاريخ أو خاصا بثيمات معينة في الأدب والكتابة، كانت تستكتب طائفة من الكتاب يمثلون جميع الأطياف ما يمثل تنوعا ملموسا.

ويرى أنها تمثل نموذجا رائعا لما ينبغي أن تكون عليه المجلات الأدبية، وبادرة تفاؤل وسط إحباطات عديدة تموّج بها الساحة الثقافية العربية، كنتاج للاضطرابات السياسية الغريبة. لكن ربما للظروف التي تعاني منها الساحة العربية من اضطرابات وقلاقل خلال الفترة الأخيرة، جعل توزيع المجلة ووصولها إلى شرائح أكبر من القراء في حاجة لمزيد من الجهد والدعم. وبما أنني أعتقد أنها تفوقت في أعداد كثيرة على كبرى المجلات الثقافية، فإنه يجب استغلال ذلك التفوق في الوصول إلى شرائح متنوعة، لذا فمن الضروري الاهتمام بالتسويق الإلكتروني وتنشيطه بما يجعلها مجلة كل مثقف عربي. وخالص تهنئتي لأسرة تحريرها بمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاقها، متمنيا لها كل تقدم وتطور وتألق وازدهار.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.