الرواية المربكة
ما من أحد يستطيع الادعاء بامتلاك الحقيقة بشكل مطلق ولا أحد يستطيع الادعاء بصحة منظومته الفكرية بشكل نهائي، فكيف الحال في أسلوب فهم أعمال أدبية وفنية تلجأ في طبيعتها للرمز والتأويل والإيهام والغموض، من هنا كان لتلاقح الآراء والأفكار وتفاعلها أهمية كبيرة في السجال الفكري لما له من دور هام في تقريب وجهات النظر من بعضها البعض، وكشف وجلاء الغموض عن بعضها الآخر، وتثبيت ما تمّ الاتفاق على أبعاده ومراميه لما فيه من ضرورة تكريس الحوار البنّاء الفاعل، ومن هنا جاءت محاولتي في مناقشة بعض الأفكار التي تناولها ممدوح الفراج النابي في مقالته المعنونة “جنّة الغرب التي صارت جحيمًا” المنشورة بمجلة الجديد بتاريخ 1/ 9/ 2021 التي يبين فيها مجمل آرائه في رواية “الوقائع المربكة لسيدة النيكروفيليا” للكاتب العراقي حازم كمال الدين والتي أتفق معه فيها بالإشادة في توظيف الكاتب لمهارات البناء المسرحي وتطعيم نصه لفنون بصرية وسمعية وكتابية كتقنيات ما بعد حداثية فالفن الروائي كما قال إدوار الخراط “فن ماض يستطيع استيعاب سائر الفنون الأخرى في جنباته”. ولأنه سبق لي أن كتبت عن هذا العمل فقد استغربت تباين رؤانا وتقييمنا لها.
يقول النابي “من سلبيات الرواية أنها وقفت عند محطات لشخصيات انحرفت في بلاد اللجوء، وركزت عليها دون أن تقدم النماذج الإيجابية التي استطاعت أن تجعل من اللجوء مجرد محطة عبور لتحقق الكثير من أحلامها، والأمثلة تعج بها المواقع الإخبارية عن لاجئين نبغوا وقدموا ابتكارات، ومنهم من اندمج وصار مواطنًا، بل لعبوا أدورًا مهمة في مجتمعاتهم البديلة وتبوؤوا مناصب قيادية سياسية وغير سياسية”.
هنا أتساءل، ترى ما هو المطلوب من رواية أن تطرحه؟ أن يكون اللجوء حلًا موفقاً ومثالياً لمشاكل الأوطان وأبنائها الهاربين بحثاً عن فرص لمّ أوطان أخرى؟ هل نزيّن الأمر وندعو الجميع إلى الهجرة واللجوء نظرًا لنماذجه الايجابية! هل يعقل أن نطلب من رواية أن يكون لها مثل هذا الطرح ناهيك عن أنه ليس من المطلوب من عمل فني تجسيد كل الحالات والنماذج الموجودة في الواقع. الروائي يجتزئ شريحة ويسلط عليها الضوء بما يتأتى للغته وبلاغته من تشكيل ونسج ملامح للشخصية ورصد التغير والنمو لديها عبر صراعها مع ذاتها ومع ماضيها ومع الواقع الجديد وتأثيراته عليها؟
فمن الضروري عند تناول أيّ عمل فهم التركيبة الاجتماعية للشخوص تلك التي أشار إليها علي الوردي في كتابه “شخصية الفرد العراقي” حول الطبيعة المزدوجة للشخصية العراقية التي تجمع قيما متناقضة هي قيم الحضارة وقيم البداوة، ولا يعني نطق الشخصية بأفكار أو ألفاظ أن الكاتب يتبناها وكذلك الموقف والأحداث وإلا لتحول كل السلوك والألفاظ الشائنة والأفكار الغريبة التي ترسم ملامح الشخصية إلى نقد للروائي ذاته، بدلاً من نقد العمل الفني، وهذا غير معقول.
نجد صورة للتركية الاجتماعية والنفسية وتحولاتها لدى “الرئيس” زوج بطلة الرواية داليا رشدي، فهو المثقف والمناضل اليساري والرومانسي الذي كان، كيف يمكن لهذه الصفات أن تحميه من الانحراف الفكري من ناحية، مقابل عدم انسجام حسه الشرقي المنتظر من انغماس زوجته في العهر، ولكن الناقد يعيب عليه استثماره الشنيع لها في هذا الجانب، وفق ما يفترض كاتب المقالة، إذ على العكس تمامًا، فهذه الشخصية المركبّة وصلت إلى درجة كبيرة من العدمية ومن جبروت المال والسلطة، وهي تعي أبعاد الأمور، وصار لها من القدرة والذكاء ما يساعدها على التقاط الجانب الآخر من المهزلة وإدراكه، وهو الذي سُدّتْ بوجهه كل الآفاق. فالعالم الآخر لا يقرّ إلا بسلطة المال وهذه حقيقة، ولا يعترف بثقافته ولا علمه ولا بنضاله، كل ما يهم هو أن يندرج في برامجهم العملية وإعلامهم الذي يقدّم حكوماتهم بوجهها البريء من دم الضحايا “براءة الذئب من دم يوسف” وإظهار كمّ المساعدات التي يحرصون على توفيرها وإذلال اللاجئ بها، والحكاية تطول.
ملامح الرئيس هنا تجسيد حيّ للشخصية غير المنتهية فهي في تحول دائم تغيب ذاتها في الجنس والكحول كي لا تتذكر ما كانت عليه، تلك التي تظهر في انبثاقات إحساس وتختفي، فحس الملكية للشخصية الذكورية هو الذي يستيقظ وهو الذي يجعله يهيج ويثأر ممن تمردت على حصون سلطته. حازم كمال الدين يهمه هنا، بحسب قراءتي، أن يرسم شخصية تصطرع أعماقها في تناقض ذاتها. يتوضح ذلك عند مثول الماضي في أعماق الرئيس عند لحظة الموت الحرجة حيث يستيقظ الضمير، ولو مؤقتاً، الأمر الذي يدفعه إلى إنقاذ زوجته في آخر لحظة رغم حجم الويلات التي أذاقها إياها انتقاما لرجولة لم يبق منها أثر.
وهو هنا لا يتناقض مع ذاته بل إن حس الانتقام العالي جعله يلفّق لزوجته تهمة الانتماء لمنظمات القاعدة ويستثمرها بالبغاء لاحقًا بعد أن طلّقها، فالحالات اليقظة من موروث الماضي التي تظهر في صورة ثائر لرجولته ما هي إلا تعبير ذكوري عن الحق في السيطرة على جسد زوجته، وهو يتصرف باعتباره مالكاً لجسدها يستثمره كما يشاء ومن غير المسموح لها هي أن تفعل بجسدها ما تريد.
لقد ثار الزوج على ما يملكه، ولأجل التشبث بما يملك، لا للدفاع عن منظومته الأخلاقية وحرمة بيته، وشتان ما بين الاثنين. ومن الغريب في ظروف كهذه الحديث هنا عن نخوة عربية لأن السيد النابي ذاته يعود ويتحدث عن تشوهات الرجل الشرقي في مكان آخر، ومن العبث تقديم صورة مغايرة لهذا الواقع فقط لتجميل صورتنا وإعطاء فكرة غير واقعية عنّا، بالإضافة إلى كون فكرة البطل الايجابي التي سادت مع مدرسة الواقعية الاشتراكية قد عفا عليها الزمن وأصبحت حاليًا تقارن بفن الكيتش. فتحولات الرواية الحديثة لم تعد تقدم بطلًا نموذجيًا، ولم تعد تقدم رؤى أحادية، والنقد السردي المتجدد لم يعد يستلب الرواية فيحيلها إلى جنائزية البطولة المطلقة أو النسبية، تأكيداً على أن كل ما في الرواية في مجال الشخصيات هو مهم بصفته عضوًا أو جزءًا في بنية سردية متكاملة وفق رأي الدكتور حسين المناصرة.
أيضًا شخصية داليا رشدي تقوم على بنية مركبة يبرز فيها العمق الاجتماعي مع السياسي مع النفسي الذي فاقم من تشظيها في ذوات عدة، فالمرأة التي كانت عاشقة ومناضلة وفنانة عندما وجدت نفسها على الحياد في حياة زوجها وفي وجودها الجديد حاولت رد الإهانة بمثلها، وهي التي تفكر خارج عقلية المنظومة الذكورية في أن تخون عقد الزواج كما يفعل الآخر، ولكنها راحت بعيدًا في اللعبة وأدركت فنونًا غريبة وجديدة للمتعة لا عهد لها بها جعلتها تبتغي المزيد في جو من الفراغ والتثبيط لمواهبها وعقلها. فتلك الظروف التي تقود إلى امتهان الدعارة هي حالة متطرفة للحرية الفردية والوقوف على اختلاف السلوك الأنثوي عندما يتاح لها كل شيء بمعزل عن الأعراف المجتمعية والقوانين القامعة بالإضافة إلى حكاية استفزازها بنقص مؤهلاتها في إتقان أفانين الجنس كما سواها، الأمر الذي فجر الفضول عندها لمعرفة ما لا تعرفه وحيازته كذلك والانخراط بجو بعيد عن وعيها ونمط تفكيرها وهذه كلها تمظهرات لتشتت الشخصية وضياعها، فهي لن تعي حدود حريتها ومسؤوليتها بقدرة قادر.
الغريب أن كاتب المقال ميال إلى أن يكون للشخصية وجه واحد يرضى عنه، نقرأ هنا “وربما كان هذه الإيمان بهذا النتيجة المأساوية، ما دفع الروائي لأن يتبّنى رؤية سوداوية قاتمة لمآل اللاجئين دون النظر إلى أيّ إيجابية حتى ولو كانت فردية، وإزاء هذا – فمع الأسف – لم يقدم ولو مجرد بصيص أمل أو نقطة ضوء، للخروج من هذا المأزق المستفحل، بل أسقط جميع شخصياته في هوة سحيقة من المخازي والانهيار الخلقي، وكأنه يشعر بأنه لا جدوى من التعلُّق بأهداب آمال خادعة أو كاذبة، ومن ثم كانت الصورة السوداوية التي رأينا عليها نظرته للجوء، ومصائر الشخصيات القاتمة، في إشارة إلى يأسه المطلق من أيّ خروج من هذا المأزق!”. ما أراه بإزاء مضمون هذا المقتطف من ملاحظات الناقد، أن ما يعتبره مثلبة في العمل هو الصفة الإيجابية في ما رسمه الروائي وجسده من تشظي ذات البطلة ومعه تشظي السرد الذي سرعان ما ينجدل في حبكة روائية بارعة تتيح للقارئ في النهاية أن يعود ويركبها في مخيلته في شكل أدبي ما بعد حداثي للسرد الذي، ويا للمفارقة، يشيد به الناقد في نهاية مقاله.
أما بالنسبة إلى مسألة الشخصيات التي نجحت وأبدعت في بلد اللجوء فلا يمكن النظر إلى الأمور في الأدب بمثل هذا التبسيط، فضلاً عن أننا لا نستطيع إطلاق صفة النجاح تمامًا عليها مادامت لكل حالة خصوصيتها، ولو نظرنا إلى ظاهرة اللجوء فهي بتعسائها وسعدائها تقع تحت وطأة استغلال من نوع مركب، ولا بد من النظر إليها في سياق ظاهرة استنزاف العقول وتجييرها خدمة لبلد آخر، وهي بالضرورة حكايات نجاح يخفي في طياته تنازلا ما؛ ما دام عمليا يمثل صوراً لكفاءات يجري توظيفها في برنامج لن يسمح له بتحويل عائداته إلى بلد اللاجئ أو أن يكون حرًّا في الاستفادة من منجزه، وكثيرًا ما نسمع عن نجاحات وانتصارات لاكتشافات طبية على أيدي باحثين وعلماء كانوا قد وصلوا كلاجئين، تتحول أخبارهم إلى فقاعات لا تلبث أن تنطفئ وتختفى آثارها لصالح حيتان المافيا الدولية.
محاور الرواية تتشعب وتتنوع وهي لا تتحدث عن فكرة اللجوء لوحدها ليُطلب إلى الكاتب تضمينها بالإيجاب والسلب، هي تستعرض تاريخين مهمين قبل اللجوء وبعده حكاية البطلين في موطنهما والضغوط الاجتماعية والسياسية والخوف من الاعتقال والتعذيب الأمر الذي حدا بهما إلى الهروب، والشق الثاني ظروف حياتهما في بلد اللجوء وتحول شخصيتيهما. فالقمع الذي يتعرض له المرء والكبت الاجتماعي لا ينتج فردًا سويًا ومتماسكًا مهما كانت مبادئه وأفكاره نبيلة، فهو نتاج البيئة التي نشأ فيها وتقلب في أمراضها الاجتماعية، هو الخراب الذي يحيط بالشخصيات وينتقل إلى أعماقها، ولن تكون سيرة حياة الشخصية منسجمة مع رغبات القراء كحكاية للتسلية وقت الفراغ، ناهيك عن فكرة تصوير الفساد الذي يلف العالم، فبالمال تستطيع أن تلغي تاريخ الفرد وتلفّق تهمًا مع ثبوتياتها وبياناتها واعترافاتها وهذا ما اتضح عندما لُفِّقت للبطلة تهمٌ بانتمائها للقاعدة ومشاركتها في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
لا يشي عمل الروائي كمال الدين بانتمائه المزدوج لعالمين عن انتماء هوياتي مادام مفهوم الآخر في وعي مركب يبدو مختلفاً بشكل كبير مع الصراعات العرقية والطائفية والاقتتال الدامي الذي يجتاح المكان وحالات المحو التي تعج بها منطقتنا، وعمله يبدو طرحه بعيدًا كل البعد عن التفكير بالثنائيات وما يمكن أن يفصح عن هذه الثنائيات، فواقع وجود أي مجموعة بشرية شرقاً أو غرباً لا يتيح لنا الجزم بأنها صافية العرق أو فيها إجماع على اعتقاد واحد، وهذه الصورة التي يعترض الناقد على عدم الدفاع عنها كان للغرب الدور الأكبر في تثبيتها لخلق عدوّ وهمي يقدم له مبررات للتدخل في المنطقة، وقالتها هيلاري كلينتون بالفم الملآن “نحن صنعنا داعش وستستمر طالما تخدمنا”.
وأظن أنّ ما يطرحه الكاتب هو تمرد وجودي للإنسان بشكل مطلق، أيما إنسان، في وجه قامعيه ومستغليه، وعلى الأدب أن يكون سمحًا يعلي من شأن الإنسان أينما وجد وكيفما كان.
عودة إلى فكرة تقديم صورة سلبية للغرب، أظن أن من فضائل الأدب أنه يتيح للكاتب تجسيد قناعاته بحرية ويتيح له ألاّ يقدم فروض الطاعة لأحد، صحيح أنه كفرد قد يكون ممتناً للمأوى وما يتيحه له المنفى والمغترب، ولكن هذا لا ينزع عن الكاتب اعتباره الصوت غير المرئي للحقيقة، وبعيدًا عن نظرية المؤامرة، فالعالم الغربي على اختلاف بلدانه وتباين القوى المؤثرة فيه له اليد الطولى في مشاكلنا وحروبنا وفي تسيّد الطغم الحاكمة على صدور الأوطان، ولولا دعم القوى الكبرى للحكام الفاسدين والظالمين وغض النظر عن أفعالهم الشنيعة لما استمروا، وذلك يظهر وله أسباب تجليات كثيرة، منها وجود مصلحة مستمرة في البؤر المتوترة التي تتيح لمصانع السلاح العمل وتكديس الثروات، وما من كبير مصلحة لهؤلاء في السلم العالمي كما يدّعون.
يتحدث الناقد أيضًا عن دور النصوص التفاعلية في سد ثغرات النص “تحاورت مع نصوص متعدِّدة كما قدّمت نصًّا تفاعليًّا بالإحالة إلى روابط تفاعلية، ومواقع إلكترونية تقدم معلومات تسعى إلى سدّ ثغرات النص، كما استفاد النص من تفاعلات الواقع الافتراضي”. الروابط التفاعلية مرتبطة بنموذج الرواية الرقمية التي تشق طريقها بثبات ضمن منظومة السرد كتقنيات ما بعد حداثية تفتح أفقًا واسعًا للسرد لاستيعاب أشكال جديدة تتوزع بين رسوم بصرية؛ وفلاشات سينمائية؛ وأيقونات إيضاحية؛ لذلك أرى من الغبن وصفها بأنها عملت على سد ثغرات النص القول الذي يضمر مآخذ كثيرة، بل على العكس كان في ذلك إغناء وإثراء للعمل وتطوير في مهارات تضمين النص لعناصر فنية جديدة، لما في ذلك من تجديد وابتكار وإضافة في هذا الفن.
يتحدث الناقد عن العنف في الخطاب السردي على مستوى الفعل واللغة للتماهي مع الآليات الجديدة للواقع التي استثمرتها الدراما العربية في الترويج لأعمال الفتوات والبلطجة، مكرسة البطل الخارج عن القانون في تشابهها مع الرواية موضوع البحث “وهذا الخطاب العنيف وجد له أصداءً واسعة في سوق الدراما العربية التي كرست لأساليب البلطجة كفعل قوة وهيمنة يستحوذ على ذهنية المراهقين. وبالمثل في السينما صار البطل الخارج عن القانون هو النموذج الذي يدر دخلا للمنتجين ويجعل شباك التذاكر مفتوحًا لأسابيع، بالإضافة إلى الجرائم البشعة التي انتشرت في مجتمعنا، وغرابة آليات الانتقام التي يستخدمها الأفراد ضد من يختلفون معهم. وهو ما يدق ناقوس الخطر لحلول قيم بعيدة عن قيمنا، ومع الأسف ليست مستوردة من الخارج بل تفنَّنا في صناعتها وجعلناها محلية الصُّنْع، فانحدرت السلوكيات وساد الخطاب العنيف الدامي بين الأفراد لا فرق بين أفراد ينتمون لنفس العائلة أو يرتبطون بالجيرة والصداقة وغيرهما”. هنا ثمة غمز مبطن معترض يحمّل العمل الفني جريرة المآل العنفي للمجتمع ناسيًا أن للمفاجأة والأكشن دورًا مهمًا في جذب القارئ وتشويقه ناهيك عن تجسيد واقع متفجر لا ينفع التعبير عنه بكلام لا ينتمي له. ولعل عمق الإحساس بخطورة الحالة هو ما يحرض المجتمع على معالجة النكوص والبحث عن حلول للمشكلات. ولعل معالجة القضايا الشائكة والمشكلات العويصة هو واجب المجتمع وليس واجب الأدب، والعمل المستفز والمتوتر هو الذي يقلق ويحرض على السؤال والتفكير لدى قارئ العمل الذي هو الهدف الأساسي والبعيد لكل كاتب.