الطريق إلى الكائن الثالث

تأملات في الحياة والموت والصراع الإنساني
الخميس 2020/10/01
لوحة مأمون الحمصي

أحيانا أشعر بلحظاتِ سعادةٍ فريدة، سعادةٌ مَرَضِية لكنها مدعاة للنسيان. أنا لست سعيداً كفاية هذه الأيام ومع ذلك فإن الشيء الوحيد الذي لن يتغير فيّ هو أني سأظل أنظر لهذا العالم الإنساني بريبةٍ ونديّةٍ حتى آخر لحظةٍ في حياتي. ليس لأن لا مكان لي فيه، ولا لأني أعتبره ناقصاً ولا يعبّر عن أحلامي، بل لأني أعتبره متكاملاً ومنظماً بطريقةٍ غير واعيةٍ وبنظرةٍ همجيةٍ وخائفة. إنها رؤيةٌ كئيبةٌ ولامنتمية لكني أومن بها وأشعر بعمقها.

لا يمكنك الوصول إلى ذاتك وأنت تتقبل كل ما يقوم به الناس، يجب أن تشعر بالغربة والدهشة من حولك.

 لطالما ادّعى أمثالي بأنهم يكتشفون أعماق العالم بسبب انغلاقهم على ذواتهم ولكن لنفس السبب سيظل ثمة شيءٌ بداخلنا غريبٌ عنّا ذلك الشيء ستحتضنه مشاعر الغربة لدينا من دون أن يؤدي ذلك إلى الانفصام الكامل مع حقيقة الواقع المتنوعة المُبهمة وسنختلف مع ذلك الشيء مثلما نختلف في قدرتنا على التواصل مع الأشخاص والاقتراب منهم.

 ذلك الشيء، ذلك الكائن الوهمي الساكن بقوةٍ وكفاءةٍ في الأعماق سيظل حبيبنا الأبدي وعدونا المثالي وصراعنا معه لن يصنع منّا أناساً جدداً، وإنما ستكون لدينا نماذج عديدة من الذات نفسها المتفرعة، وصحبتنا مع الغريب لن تمنعنا من أن نشعر بالحسد نحو أشياء العالم المرحة التي لا نرتاح إليها، فثمة حالة ابتزاز بيننا وبين ذاتنا العميقة، وليس ثمة استقرار وصفاء دائمين، إذ سيكون هناك دوما منتصر ومهزوم في حال احتاج الأمر لوضعيةٍ حاسمةٍ.

 هذا الوهم الفنّي العميق الذي نتعاطى معه بشكلٍ جدّي وبذاتيةٍ مفعمةٍ بالخصوصية هو صوتٌ وانعكاسٌ جليّ للسبب الجيني الذي يدفع الحياة نحو الاستمرار والصراع على الدوام.

 بعقلي هذا لا أستطيع أن ألمح كائناً آخر غير الإنسان كي أتعاطى معه لنسبح سوية في هذا الهمّ الكوكبي الذاتي والضخم. سنظل نغوص في هذا اليمّ الساحر حتى نلمس كائناً جديداً يخرج من رحم تجربتنا ويظهر على خلفية أمر عاصفٍ وجلل.

هذا الإغراء الذي تحدثتُ عنه والذي لا ينتهي سيكون له نتيجة بينما نتصارع مع ذواتنا. وذلك الإغراء هو ما يكمن خلف المعركة التي دارت في الأعماق وستسفر في النهاية عن حالة زوالٍ مخضرمة وخبيرة.

بالفعل إن الموت هو من أكثر الأشياء أهمية في صراعنا مع الحياة وهو الذي يصل بتفكيرنا إلى أقصى صداماته.

 في الحقيقة نحن نحب الموت مثل حبنا للحياة. على ما يبدو أن الحياة شكلٌ من أشكال الموت، شكلٌ مادي متحرك لكننا كبشر لا نستطيع أن نتشوف إليه أو نطلبه دفعة واحدة فنحن نحتاج لسنوات نعيشها كي نفهمه. ولن نقبل بطبيعة الحال أيّ مساومة على ضرورة تلك السنوات وأهميتها العظيمة لنا.

 نحن نحتاج حياةً، حياةٌ تبقينا على قيد الحياة كي نصبح قريبين من الزوال بطريقةٍ سلسةٍ، كي نحصل على السكون الذي نجنح إليه غريزيّاً وذلك السكون هو الخالي من العبء والضغط والإرهاق. ربما يكون ما سبق من طرحٍ مجرد هراء وهذيان عندما تنهض في اليوم التالي لتتفاعل مع أشخاصٍ ستنسى الكثيرين منهم بعد سنوات.

الذاكرة البشرية تعترف بواقع توجّه الحركة الجسدية، وبفاعلية تلك الحركة ونتائجها، ولا تأبه بالهواجس الجوانية، خصوصاً عندما تكون بعيدة عن الاهتمامات اليومية لتلك الذاكرة.

في النهاية يجب أن يكون لحالة فناء الجسد معنى، وهذا المعنى هو أن ذلك الجسد كان موجوداً في يوم ما على هذه الأرض بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ وهذا بالذات ما يكتنف عمق الكائن البشري.

إن ما قيل في موضوعنا ليس تشاؤماً، أو فكراً متعالياً أو ابتعاداً عن الحياة بشكلها العملي ذلك لكونه يؤكد ضرورة وجود الحياة بأرقى أشكالها حتى نصل كبشرٍ لأفضل صيرورة. إذ أن حالة الانتقال السالفة تحتاج لمشاعر راحة واستقرارٍ جسديٍ ونفسي. إنها تحتاج لكائنٍ في قمة نضجه النفسي، ولهذا سيظل الإنسان يسعى ليكون الأسمى في ظل أفضل حالة عيش ممكنةٍ، فيتفاعل مع الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية، وهو مستعدٌ لأن يضحّي بالكثير من أجل هذا الهدف، لأنه يعرف تماما ما يريد.

وبينما نحتّج بالساحات مطالبين بحقوقنا المدنية من النخبة السياسية تبدأ ذواتنا تبتغي شيئاً أعمق غوراً وأطول أمداً وأكثر سلاماً.

***

من زاوية أخرى هناك فئة من الشعراء والمفكّرين الموهوبين الرمزيين يعتقدون أن مستقبل البشرية محكومٌ في شكله النهائي بالمغفرة والسلام. إلا أن تراكم التجربة الإنسانية، حسب وجهة نظرهم، يحتاج إلى سنوات كي ما تبلغ ذلك المآل.

في اعتقادي أن استقرار أولئك النخبويين وتصالحهم مع ذواتهم يدفعهم دائما لتصور أن الدنيا ستصبح مثاليةً يوما ًمن الأيام وبالتالي فإنهم يشعرون بالارتياح جراء تلك القناعة الراقية المسالمة.

من هذه الناحية، أنا لست متصالحاً مع نفسي، إذا كان ذلك يُسمّى سلاماً نفسيّاً. وهذا ليس غريباً بالنسبة إلى مكتئب مثلي. بالنسبة إليّ أفضل الخوض في تعقيدات نفسي والتفكير في تداعيات خجلي المُربك على أن أقتنع أن ثمة سلاما بشريا سيتحقق بعد آلاف السنوات، ذلك لأني أرى أن مانشيت السلام الأبدي المستقبلي الذي سيقوده الفكر القادم والخارق للعادة إنما هو نظرةٌ قلقةٌ بشكل اعتيادي لأنها تتوقع حدوث تجربة سلامٍ بعد مخاضٍ إنساني طويلٍ في الوقت الذي تموت فيه الشعوب المؤقتة جوعاً وحَرباً وتَلوثّا.

 بإزاء وضع كهذا لا يمكنني المراهنة على الاحتمال العبقري القادم للبشرية، فيما أرى الكوارث العصرية تحتدم هنا وهناك.

لماذا على عقل المرء أن يهتدي بأن المستقبل البشري سيكون على ما يرام بينما هو في الواقع كثير الشوائب والمحن والمآسي؟ لماذا كل هذه الثقة بسموّ عقليتنا وبقدرتها على إيجاد خلاصها بينما تضمر أنفسنا تعقيداً لا مثيل له! لا يحق للنخبة البشرية عندما تفشل في إيجاد حلولٍ لعصرها ومآسيه، أن تهتف بأن ثمة سلاما قادما في طريقه للإنسان مع أن حركة الحياة تلمّح على الدوام إلى أن ثمة جمالا ورخاء في طريقهما إلينا.

 هذا يذكّر، بطريقةٍ ما، بوضعية شاعرٍ أو مفكرٍ يشعر بألمٍ صادقٍ نحو المقهورين المسحوقين، بينما لا يتقبّل ضمنيّا سلوكياتهم أو أيّ بادرةٍ عفويةٍ مباشرة تصدر عنهم. في هذه الحال هو لا يتعاطف فعلياً مع حاجة أولئك الاشخاص لحياة أفضل وأوقات سعيدة، وإنما يتماهى جذرياً مع ألمٍ وشفقة نقيتين مزروعتين أصلاً في داخله، فيربت عليهما بحنانٍ، وبالتالي يتوقع السلام الأبدي لهما بعد أن يشعر بالإنهاك من تعقيدات تلك المشاعر المهيمنة؟

أفكارنا تحمل، أحياناً، رغبات عميقةً بالخير ورفض الظلم، لكنها لا تنطوي على سلامٍ حقيقي وملموس.

 وفي أوقات كثيرة تتحايل أفكارنا على لحظاتٍ مرهقة نضطر لأن نعيشها عنوةً، ولكي نعيشها عنوة علينا أن نفكر بتفاصيلها ومن خلال تلك التفاصيل تزدهر دعوتنا للنٌبل والانسجام في مواجهة الفراغ والشعور المٌنهك بالعدم.

والعدم هنا ليس الإحساس البارد باللاجدوى واللاشيء، وإن كان ينطوي على ذلك. العدم في أبهى حالاته هو أن يتمرد الإنسان على كل شيء يزاحم مخيلته، أو يعرقل سلاسة لغته الجسدية وانسيابها.

إن لدى العقل البشري مفاجآت عظيمةٌ قادمة وقدرة جبّارة على تغيير الأحداث، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن قَدر العقل البشري هو السلام الصافي السرمدي. إن هدف العقل وخلوده هو في بحثه عن السلام وخلاص الوعي، وليس في حتمية الوصول إلى ذلك.

***

 يا لهول تعلّق الإنسان بالإنسان، أشعر بالفزع حول حقيقة احتياجنا لبعضنا كبشر.

أفكر بشعور الامتلاء والأمان الذي يحدث عندما نعانق أشخاصا نحبهم

هذه التفاصيل بالفعل تجعلنا نصمد ونعيش أكثر، وتجعلنا نفكر ونؤمن بأن تلك المشاعر السحرية العطوفة يجب ألا تزول وهي تستحق أن نكافح طويلا لأجلها.

إني أتيقن، يوماً بعد يوم بأن الكتابة والأدب هما فِعل كاذب ويتبعان على الدوام ظِل هواجسهما ولا يَنطقان بجوهر الحقيقة بل يلمسانها من بعيد، والذي يجعل كونهما مُلهمين ومٌشوّقين أنهما يتوقعان دائماً الطريق الأقرب والأكثر حلمية لتلك الحقيقة.

***

سيصمد الإنسان الذي أحبه بشكل خاص، سيصمد مثل بالون صغير تصدمه السيارات في شارع سفر طويل، ولا ينفجر، تصدمه السيارات فيرتفع للأعلى قليلا ثم ينزل ببطء كي تصدمه سيارة مسرعة أخرى، فيما يبدو كمن يحبذ هذه اللعبة. تصدمه السيارات والشاحنات الكبيرة الواحدة تلو الأخرى، يتعرض لصدمات كثيرة من دون أن يثبت تحت دولاب أحدى تلك الآلات، كي تدوسه. هو صراع بين الخفّة واللاوزن وبين الآلات المعقدة الثقيلة الذكية. وإذ أحاول أن أصل إلى البالون كي أمسك به. وما أن اقترب منه حتى يختفي. أبحث عنه من حولي ولا أجده، بعد كل هذا الصراع والصمود في وجه الآلات المسرعة ربما يكون قد هزمه شيء صغير وتافه، أو أنه تنحى جراء ما تلقاه من غازات السيارات السامة، لينفجر من تلقاء نفسه وحيداً في غابة قريبة وبعزيمة غير كاملة ومترددة.

يجب أن أتقبل فكرة الموت بعد أن أتيقن من حقيقة أني صمدت أمام كل الأشياء الصعبة التي خذلتني وكانت عائقاً حقيقيا أمامي، والصمود ليس أن أستمر على قيد الحياة حتى أغدو عجوزا، وإنما أن أدرك وأحس بأن حياتي لم تكن رخيصة، لم تكن هباء وأن استمرارها بشكلها الرديء سيحطم كل ما حلمت به. هذا ليس حديثاً في الموت وإنما حديث في الحياة بشكلها المتعدد الاحتمالات.

من الرائع أن تكون صاحب القرار في مستقبلك، إذ سيكون من العبث واللاعدل أن يتقدم شاب ليساعدك على شيء ما لأنك عجوز وحسب.

الحياة معركة وصراع بالنسبة إلينا نحن البشر، معركة نصفها وَهم ونصفها حقيقة. وهذه المعركة تميزها في لحظات وذكريات فوتوغرافية تسمح لك بأن تفكر بخصوصية وكَفاءة وأمل.

ذات مرة نصح أحد صنّاع السينما المشاهير الأفراد بعدم الغوص في قلقهم من خلال البحث عن وسائل الترفيه، والذهاب إلى السينما والتفتيش عن أشياء تجعل الحياة تسير بطريقة أسهل دون تعقيدات. هذا حل جيد!

– في حقيقة الأمر لا تستهويني أفكار المجتمع التقدمية، لكن صرخات الفرد المدوية تسحرني.

 ثم أعلم لاحقاً أن هرمون “التستوستيرون” في جسم الإنسان يضمن القوة والنشاط ويتحكم بالضخ الجنسي من خلال زيادة نسبة الهرمون أو نقصانه وبالتالي يؤثر على المزاج العام لدينا وبعلاقتنا النفسية مع مشاعر الوصول لسن اليأس. نحن لا نصنع شيئا نحن عبيد لهذا الهرمون.

***

اليوم رأيت صورة لكوكب الأرض التقطت من بعد ستة مليار كيلومتر بواسطة مركبة الفضاء “فوياجر” وقد بدت الأرض نقطة صغيرة لا تكاد تُرى في رحاب الكون الواسع اللامتناهي.

ثم فكّرت كأيّ شخص آخر بالدور الذي يلعبه الإنسان في هذه المنظومة الكوكبية؟ ما الذي يريده الإنسان بشكل فعلي وواضح وملموس من وجوده في هذا الكون، لماذا لا يعيش كل فرد من الـ7.5 مليار إنسان بأفضل طريقة ممكنة للعيش طالما في المحصلة ستغادر المادة الحيّة بشكلها الحالي النقطة الكوكبية والتي لن تتمدد بدورها لتصبح نقطة ونصف النقطة.

لماذا هناك معذبون ومنتحرون وأناس يُحرقون بأبشع الطرق على يد أناس آخرين؟ يدور في ذهن المرء منّا عشرات الأسئلة الكلاسيكية القديمة مع غياب الجدوى المحسوسة من تفاعلات الجنس البشري الجينية والكيميائية.

 أٌدرك أننا كائنات حديثة وأن جمال إحساسنا بأننا نمثّل بداية درامية في الحياة على هذا الكوكب هو الصانع الأكبر لشعورنا بالأهمية وهذا ليس شيئاً تافها، إن وعيّنا يبحث دائماً عن السبل التي يمكنه معها نيل احترامه الخاص وسط خليط كائناتي آسر، وهذا لوحده كفيل بخلق رغبة المجازفة.

ليس كل شيء في الكوكب قابل للإقناع – ثمة شيء هو هكذا وحسب – ثمة شيء هُلامي وعبثي في بزرة الأرض مثلما ثمة أشياء واضحة ومنظّمة وكيميائية. وُجد الكوكب ليكون كذلك إذ أن أحداث الحياة ستعجز عن تفسير كل كبيرة وصغيرة فيه وستبقى التداعيات الذهنية المسماة علماً وفنًّا. وقدرات بشرية ستظل تحاول وتحاول عبر إنجازاتها وإلى الأبد لتقديم التفسير العلمي للسؤال السرمدي الخاص بكواكب وكائنات أخرى.

إن عمالقة الإنجاز البشري سيسعدهم أن يظلوا يُسّخرون أنفسهم لمعرفة ماذا يحصل في الكواكب الأخرى.

في طبيعة الكوكب ثمة شيء عاجز يحاول الاقتراب من الشيء الخارق للعادة في تكوينه. الشيء الخارق المخيف ذلك الذي هو نفسه نراه يفقد السيطرة ليتحول إلى زلازل وبراكين وكوارث جوية. ونحن الكائنات أبناء هذا الكوكب لن نهترئ من كثرة تفكيرنا بضآلتنا وصِغر حجمنا أمام هذا التناقض المروّع لجوهر الكوكب الأرضي، بل سيفعمنا الشموخ والشعور بالتناغم والوعي مع عالم الفضاء لأننا نحن من يكتشف الأسرار الكونية.

في المحصلة عندما نحبط ونشعر باللاجدوى لرؤيتنا موقع الكوكب في خريطة الكون إنما هو تصوير لخيبتنا ولشعورنا بالاستياء من تشكّكنا المستمر، وعدم قدرتنا على التحكم كليّاً بأشياء كثيرة تخص هذه الأرض ولذلك لن يأفل الاجتهاد النوعي للإنسان بينما يعبر الزّمن بطبيعته الفيزيائية على حساب بقاء الشرط البشري وإخصاب نوعه.

 إن الزمن يسير ولا يهترئ بعكس المادة التي يحتويها، مع كل العجز المنسجم رفقة خيبة الكائنات والألق الأبدي. ومع هذا الشعور المٌعذّب بمرور الزمن ولد كوكب الأرض ليكون نقطة في كَون ليس أكثر.

ولد الكوكب ليكون مادّة محكومة بالخَلق والوعي والأعصاب. ولد ليكون حظا ًطيباً وصدفة جميلة لا تعوض صدفة قابلة للازدهار وكذلك قابلة للانهيار.

أما الموسيقى البشرية فهي الصرخة الوحيدة في وجه القدر. الموسيقى خاصتنا موسيقى الكائنات الحية، الكائنات الكلاسيكية، هي الشيء الذي يشعرنا يقيناً بأننا نملكها بشكل كامل إلى أن ننتهي ونزول.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.