العرب‭ ‬وثقافتهم‭ ‬في‭ ‬مرايا‭ ‬إيطالية

الأحد 2017/01/01
بعض الكتب التي صدرت هذا العام في إيطاليا وقد غلب عليها الاهتمام بقضايا الإسلام السياسي والعنف

مع ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬من‭ ‬النتاج‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مطلقا‭ ‬مع‭ ‬كمية‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬أدبيا،‭ ‬فكريا،‭ ‬ثقافيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬الشاسع‭. ‬هناك‭ ‬اشتغال‭ ‬شخصي‭ ‬ومحدود‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المترجمين‭ ‬الإيطاليين‭ ‬عن‭ ‬العربية،‭ ‬أو‭ ‬المترجمين‭ ‬العرب‭ ‬الأقل‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬زملائهم‭ ‬الإيطاليين،‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬ما‭ ‬استطاعوا‭ ‬من‭ ‬النتاج‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭. ‬ويقتصر‭ ‬معظم‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الرواية،‭ ‬القصة‭ ‬والشعر،‭ ‬والقليل‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬النتاج‭ ‬الفكري،‭ ‬الفلسفي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ربما‭ ‬لأن‭ ‬الغرب‭ ‬لا‭ ‬حاجة‭ ‬له‭ ‬بذلك‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬تفتقد‭ ‬عملية‭ ‬نشر‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬للدعم‭ ‬المؤسساتي‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭.‬

وحاولنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تُرجم‭ ‬بين‭ ‬العامين‭ ‬2015‭ ‬و2016‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬الإيطالية‭ ‬من‭ ‬النتاج‭ ‬العربي،‭ ‬سواء‭ ‬ترجم‭ ‬عن‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬أغلب‭ ‬ما‭ ‬أشرنا‭ ‬إليه،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬لغات‭ ‬أخرى‭ ‬اتخذها‭ ‬الكتّاب‭ ‬العرب‭ ‬أداة‭ ‬لنتاجهم‭ ‬الثقافي‭. ‬ومن‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬نجد‭: ‬رواية‭ ‬“تمر‭ ‬الأصابع”‭ ‬للكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬محسن‭ ‬الرملي،‭ ‬“هند‭ ‬والعسكر”‭ ‬للكاتبة‭ ‬السعودية‭ ‬بدرية‭ ‬البشر،‭ ‬“كمن‭ ‬يشهد‭ ‬موته”‭ ‬للكاتب‭ ‬السوري‭ ‬محمد‭ ‬ديبو،‭ ‬رواية‭ ‬“فرانكشتاين‭ ‬في‭ ‬بغداد”‭ ‬للكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬أحمد‭ ‬السعداوي،‭ ‬رواية‭ ‬“ذات”‭ ‬للكاتب‭ ‬المصري‭ ‬إبراهيم‭ ‬صنع‭ ‬الله،‭ ‬كتاب‭ ‬أدونيس‭ ‬“العنف‭ ‬والإسلام“،‭ ‬و”مدينة‭ ‬اللذة”‭ ‬للكاتب‭ ‬المصري‭ ‬عزت‭ ‬القمحاوي‭. ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كتب‭ ‬أخرى‭ ‬تُرجمت‭ ‬عن‭ ‬لغات‭ ‬أخرى،‭ ‬كالإنكليزية‭ ‬والفرنسية‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬الكتب‭ ‬التالية‭: ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬“قصائدي‭ ‬الأجمل“،‭ ‬مجموعة‭ ‬مختارات‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬قباني،‭ ‬“خاتم‭ ‬”‭ ‬رواية‭ ‬الكاتبة‭ ‬السعودية‭ ‬رجاء‭ ‬عالم،‭ ‬“استخدام‭ ‬الحياة”‭ ‬رواية‭ ‬الكاتب‭ ‬المصري‭ ‬أحمد‭ ‬ناجي،‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬جدلا‭ ‬واسعا‭ ‬وبسببها‭ ‬أودع‭ ‬السجن،‭ ‬“التعليمات‭ ‬بالداخل”‭ ‬مجموعة‭ ‬أشرف‭ ‬فياض‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬له‭ ‬بالسجن‭ ‬أيضا،‭ ‬“ترمي‭ ‬بشرر”‭ ‬رواية‭ ‬الكاتب‭ ‬السعودي‭ ‬عبده‭ ‬خال،‭ ‬“نجوم‭ ‬سيدي‭ ‬مومن”‭ ‬رواية‭ ‬للكاتب‭ ‬المغربي‭ ‬ماحي‭ ‬بينبين،‭ ‬رواية‭ ‬الكاتبة‭ ‬المغربية‭ ‬ليلى‭ ‬سليماني‭ ‬“في‭ ‬حديقة‭ ‬الغول”‭ ‬التي‭ ‬حازت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬غونكور،‭ ‬رواية‭ ‬“جوابا”‭ ‬للكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬سليم‭ ‬حداد،‭ ‬رواية‭ ‬“كلب‭ ‬بلدي‭ ‬مدرب”‭ ‬للكاتب‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬علاء‭ ‬الدين،‭ ‬والمجموعة‭ ‬الشعرية‭ ‬“حمامة‭ ‬مطلقة‭ ‬الجناحين”‭ ‬للكاتب‭ ‬السوري‭ ‬فرج‭ ‬بيرقدار‭.‬

وقد‭ ‬شاركت‭ ‬معظم‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬كتاب‭ ‬تورينو،‭ ‬وهو‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭. ‬وخصصت‭ ‬خلال‭ ‬المعرض‭ ‬قراءات‭ ‬شعرية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬والراحل‭ ‬نزار‭ ‬قباني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قراءات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الكاتبين‭ ‬أحمد‭ ‬ناجي‭ ‬وأشرف‭ ‬فياض،‭ ‬تضامنا‭ ‬مع‭ ‬قضيتيهما‭. ‬ولم‭ ‬تغب‭ ‬أيضا‭ ‬سوريا‭ ‬عن‭ ‬المشهد،‭ ‬فقد‭ ‬دار‭ ‬الحديث‭ ‬عمّا‭ ‬يجري‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬شادي‭ ‬حمادي،‭ ‬صاحب‭ ‬كتاب‭ ‬“المنفى‭ ‬السوري‭-‬2016”‭ ‬أحد‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬

صورة‭ ‬سوريا

احتلت‭ ‬سوريا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬موقعا‭ ‬بارزا‭ ‬بعدد‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ونذكر‭ ‬منها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬كتاب‭ ‬الناشط‭ ‬السوري‭ ‬شادي‭ ‬حمادي‭ ‬سابق‭ ‬الذكر،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬له‭ ‬مسبقا،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“السعادة‭ ‬العربية‭-‬2013”‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬الراحل‭ ‬داريو‭ ‬فو‭ ‬إنه‭ ‬“فرصة‭ ‬نادرة‭ ‬لتُطلعنا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الصغير”‭. ‬وصدر‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬كتاب‭ ‬“يوميات‭ ‬سورية‭-‬2012”‭ ‬للكاتب‭ ‬الأميركي‭ ‬جوناثان‭ ‬ليتل،‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬فيه‭ ‬بدايات‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬حمص‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2012‭. ‬وصدر‭ ‬أيضا‭ ‬“سوريا‭: ‬من‭ ‬العهد‭ ‬العثماني‭ ‬حتى‭ ‬حكم‭ ‬الأسد،‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭-‬2013‭.‬”‭ ‬للباحث‭ ‬الإيطالي‭ ‬لورينزو‭ ‬ترومبيتا،‭ ‬الذي‭ ‬أقام‭ ‬لفترة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬للدراسة‭.

ويتناول‭ ‬الكتاب‭ ‬التاريخ‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬حكم‭ ‬عائلة‭ ‬الأسد،‭ ‬ثم‭ ‬يعمد‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬الثورة‭ ‬السورية،‭ ‬أسبابها‭ ‬ودوافعها‭. ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬برأي‭ ‬الباحث،‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬ستكون‭ ‬عليه‭ ‬سوريا‭ ‬المستقبل‭. ‬بينما‭ ‬صدر‭ ‬كتاب‭ ‬للكاتبين‭ ‬الإيطاليين‭ ‬دومينيكو‭ ‬كويريكو‭ ‬وبيير‭ ‬دا‭ ‬براتا،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“بلد‭ ‬الشر،‭ ‬152‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬سوريا‭-‬2015“‭. ‬يتناول‭ ‬فيه‭ ‬الكاتبان‭ ‬قصتهما،‭ ‬وقد‭ ‬دخلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬برفقة‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الحر،‭ ‬لتوثيق‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.

وما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬حسبانهما‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يظنونهم‭ ‬أصدقاء‭ ‬كانوا‭ ‬سيسلمونهما‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬جهادية،‭ ‬تحتجزهم‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬الأماكن‭ ‬وتذيقهم‭ ‬العذاب‭ ‬والأهوال،‭ ‬لمدة‭ ‬152‭ ‬يوما‭. ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬أيضاً‭ ‬كتاب‭ ‬لمراسلة‭ ‬الشبكة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الإيطالية‭ ‬“راي‭ ‬24‮»‬‭ ‬لاورا‭ ‬تانغرليني‭ ‬بعنوان‭ ‬“سوريا‭ ‬المنفية،‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والأردن‭-‬2013“‭. ‬وكانت‭ ‬تانغرليني‭ ‬قد‭ ‬التقت‭ ‬بالسوريين‭ ‬اللاجئين،‭ ‬ووثقت‭ ‬شهاداتهم‭ ‬وقصصهم‭ ‬عمّا‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وعمّا‭ ‬يواجهون‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬مأساوية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنفى‭.

وصدر‭ ‬أيضا‭ ‬“تاريخ‭ ‬سوريا‭ ‬المعاصر‭-‬2013”‭ ‬للكاتبة‭ ‬الإيطالية‭ ‬ميريلا‭ ‬غاليتي،‭ ‬باحثة‭ ‬وأستاذة‭ ‬جامعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلدان‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية،‭ ‬جامعة‭ ‬نابولي‭. ‬ويبحث‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬سوريا‭ ‬وصراعاتها‭ ‬الطويلة‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬المحيطة‭ ‬حتى‭ ‬الاستقلال،‭ ‬متناولا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬القضايا‭ ‬الكردية،‭ ‬اللبنانية‭ ‬والفلسطينية،‭ ‬لفهم‭ ‬دور‭ ‬سوريا‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ويلقي‭ ‬الكتاب‭ ‬الضوء‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬وإشكالاتها،‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬وعلاقاته‭ ‬السياسية،‭ ‬المشكلة‭ ‬مع‭ ‬تركيا‭ ‬ومواقف‭ ‬الغرب‭ ‬ممّا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

وحضر‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬تورينو‭ ‬لتوقيع‭ ‬كتبهم‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬بينهم‭ ‬ليلى‭ ‬سليماني،‭ ‬أدونيس،‭ ‬طاهر‭ ‬بن‭ ‬جلون‭ ‬وياسمينة‭ ‬خضراء‭. ‬وحين‭ ‬سألوا‭ ‬ياسمينة‭ ‬خضراء‭ ‬‭(‬محمد‭ ‬مولسهول‭)‬‭ ‬عن‭ ‬أعماله‭ ‬التي‭ ‬تناول‭ ‬بها‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أجاب‭ ‬الكاتب‭ ‬“كفى‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب،‭ ‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬تكلّمت‭ ‬عن‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولكني‭ ‬لست‭ ‬مهووسا‭ ‬به‭. ‬قمت‭ ‬بذلك‭ ‬بدافع‭ ‬الواجب‭ ‬المدني‭ ‬لأنني‭ ‬عسكري‭ ‬قارع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬طويلا،‭ ‬ولكنني‭ ‬تحدثت‭ ‬في‭ ‬كتبي‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬الرحلات،‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬وعن‭ ‬المشردين”‭.

تسويق‭ ‬الإرهاب

والحقيقة‭ ‬فقد‭ ‬صدر‭ ‬كمّ‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬في‭ ‬ثناياها‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التطرف‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بالذات‭ ‬بعد‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬لذلك‭ ‬أخذ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬السيء‭ ‬للحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬العربية‭ ‬حيزا‭ ‬كبيرا،‭ ‬مقابل‭ ‬الفراغ‭ ‬والفقر‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬انتشار‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭. ‬وتصب‭ ‬معظم‭ ‬الأبحاث‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬نشأته‭ ‬وعناصره‭ ‬وسياساته‭. ‬ومعظم‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬هي‭ ‬لكتّاب‭ ‬غربيين،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬نتطرق‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬للباحثين‭ ‬الإيطاليين،‭ ‬وتوازي‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬عدد‭ ‬الكتب‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬التي‭ ‬ترجمت‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬الإيطالية‭. ‬وهذا‭ ‬برأيي‭ ‬يشكل‭ ‬أزمة‭ ‬ثقافية‭ ‬حقيقة‭ ‬استمرت‭ ‬طويلا‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬قائمة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الكتب،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬من‭ ‬زاويته‭ ‬الخاصة‭ ‬تماما،‭ ‬ولا‭ ‬يتعرف‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أقلامه‭.‬

ونذكر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬“داعش،‭ ‬الإرهابيون‭ ‬الأوفر‭ ‬حظا‭ ‬في‭ ‬العالم”‭ ‬للكاتب‭ ‬الإيطالي‭ ‬أليساندرو‭ ‬أورسيني‭. ‬ويقوم‭ ‬الكاتب‭ ‬بدراسة‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬والجغرافية‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬نشأة‭ ‬داعش،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬تماما‭ ‬يعتبرهم‭ ‬الكاتب‭ ‬الأوفر‭ ‬حظا‭. ‬ثم‭ ‬يتناول‭ ‬دراسة‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬داعش،‭ ‬واعتناقها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬وفي‭ ‬الغرب‭ ‬أيضا‭. ‬ويقوم‭ ‬كذلك‭ ‬بتحليل‭ ‬ودراسة‭ ‬لكل‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬نفّذت‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬حتى‭ ‬اعتداءات‭ ‬باريس‭. ‬ويساعد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الشخصية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية‭.

وصدر‭ ‬أيضا‭ ‬كتاب‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬ميشال‭ ‬أونفري‭ ‬“أفكار‭ ‬حول‭ ‬الإسلام‭-‬2016“‭. ‬أصدر‭ ‬أونفري‭ ‬هذا‭ ‬المقال،‭ ‬وتُرجم‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الإيطالية،‭ ‬بعد‭ ‬اعتداءات‭ ‬شارلي‭ ‬إيبدو،‭ ‬وينتقد‭ ‬فيه‭ ‬الثقافة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬الحضارة‭ ‬المسيحية‭ ‬حضارة‭ ‬منهكة‭ ‬تماما،‭ ‬وأن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فقدوا‭ ‬إيمانهم‭ ‬بحضارتهم‭. ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حسب‭ ‬رأيه،‭ ‬في‭ ‬أوجها‭ ‬وشبابها،‭ ‬لديها‭ ‬رجالات‭ ‬يدافعون‭ ‬عنها‭ ‬ويفدونها‭ ‬بأرواحهم‭. ‬ثم‭ ‬ينتقد‭ ‬أيضا‭ ‬السياسات‭ ‬الأوروبية،‭ ‬يمينية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬يسارية،‭ ‬تجاه‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.

بل‭ ‬ويشير‭ ‬الفيلسوف‭ ‬بإصبع‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬السياسات،‭ ‬كونها‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬لخلق‭ ‬“داعش”‭ ‬وتغذيته،‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بتدمير‭ ‬بلدان‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬بحجة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬بحجة‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬الداخلي،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬نشوء‭ ‬هذه‭ ‬النزعة‭ ‬القتالية‭ ‬لدى‭ ‬المسلم‭. ‬ويقول‭ ‬الفيلسوف‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬علاقاتها‭ ‬السياسية‭ ‬والتجارية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬يعتبرها‭ ‬ممولة‭ ‬للإرهاب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تقوم‭ ‬بقصف‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬بسيطة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭.

ويعلل‭ ‬أونفري‭ ‬ذلك‭ ‬قائلا‭ ‬بأن‭ ‬الصراع‭ ‬الحقيقي‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالحها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ولا‭ ‬شأن‭ ‬له‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬بالأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬ضجة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الأوروبي‭. ‬ونذكر‭ ‬أيضا‭ ‬كتاب‭ ‬“تسويق‭ ‬الإرهاب‭-‬2016“،‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدارسين‭. ‬ويتناول‭ ‬الكتاب‭ ‬عملية‭ ‬تسويق‭ ‬الإرهاب‭. ‬ويثبت‭ ‬الدارسون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬مورس‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬ولسنين‭ ‬طويلة‭.

أما‭ ‬الآن‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يمارس‭ ‬علنا،‭ ‬وينشر‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وقد‭ ‬ساعدت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬رسالة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتفشّي‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬بالفيديوهات‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بنشرها‭. ‬وتعمل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬إلى‭ ‬مسرح‭ ‬يعرض‭ ‬عليه‭ ‬الإرهابي‭ ‬ممارساته‭ ‬اليومية‭ ‬وبطولاته،‭ ‬فيشعر‭ ‬بنفسه‭ ‬بطل‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭. ‬ويبحث‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬لكسب‭ ‬مشجعيه‭ ‬وتجنيد‭ ‬الشباب،‭ ‬وأيضا‭ ‬لإثبات‭ ‬وجوده‭ ‬وانتشاره‭ ‬وفرض‭ ‬سطوته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.

وصدر‭ ‬أيضا‭ ‬كتاب‭ ‬آلدو‭ ‬جانّولي‭ ‬“الحرب‭ ‬ضد‭ ‬داعش،‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬اقترفناها،‭ ‬لماذا‭ ‬نكاد‭ ‬نخسر‭ ‬الحرب،‭ ‬ماذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬لنربحها‭-‬2016‮»‬،‭ ‬وجانّولي‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬الخبراء‭ ‬الإيطاليين‭ ‬بالشؤون‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والجيوستراتيجية‭. ‬قام‭ ‬ببحثه‭ ‬هذا‭ ‬حول‭ ‬داعش،‭ ‬وهو‭ ‬برأيه‭ ‬“الوحش”‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬الجميع‭ ‬قتاله،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يحاول‭ ‬بعضهم‭ ‬أن‭ ‬يستخدمه‭ ‬لمصالحه‭ ‬الخاصة،‭ ‬فيقوم‭ ‬بتمويله‭.

ويقدم‭ ‬جانّولي‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مشابهة‭ ‬لتلك‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬ميشال‭ ‬أونفري،‭ ‬إذ‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف،‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تحارب‭ ‬الإرهاب‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تعمل‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬تقويته،‭ ‬بل‭ ‬وخلفت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬حاربت‭ ‬فيه‭ ‬مسرحا‭ ‬يجول‭ ‬به‭ ‬الإرهابيون‭. ‬فجاءت‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬خُلق‭ ‬هذا‭ ‬الوحش‭ ‬اليوم،‭ ‬والذي‭ ‬أزاح‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬خلاياه‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هجماته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الغرب‭. ‬ولا‭ ‬يفوتنا‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬صوفي‭ ‬كاسيكي‭ ‬وكتابها‭ ‬“هاربةٌ‭ ‬من‭ ‬داعش‭-‬2016“‭. ‬ولا‭ ‬يروي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬رواية‭ ‬من‭ ‬نسج‭ ‬الخيال،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لفتاة‭ ‬فرنسية‭ ‬عاشت‭ ‬جحيم‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الرقة‭ ‬السورية‭.

كاسيكي‭ ‬شابة‭ ‬فرنسية‭ ‬متزوجة‭ ‬ولديها‭ ‬طفل‭ ‬عمره‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬استقبال‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬باريس‭. ‬يقرر‭ ‬ثلاثة‭ ‬شباب‭ ‬مسلمين‭ ‬مهاجرين‭ ‬فجأة‭ ‬أن‭ ‬يلتحقوا‭ ‬بتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬تتصل‭ ‬بهم‭ ‬صوفيا‭ ‬وتحاول‭ ‬إقناعهم‭ ‬بالرجوع،‭ ‬ولكن‭ ‬يحصل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتوقعه‭ ‬أحد‭: ‬يقنع‭ ‬الشباب‭ ‬صوفيا‭ ‬على‭ ‬اللحاق‭ ‬بهم‭. ‬صوفيا‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬عائلية‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬ومشاكل‭ ‬جانبية‭ ‬أخرى،‭ ‬تجد‭ ‬ضالّتها‭ ‬في‭ ‬الوعود‭ ‬والحياة‭ ‬التي‭ ‬يزيّنها‭ ‬لها‭ ‬الشباب‭. ‬فجأة‭ ‬ترحل‭ ‬صوفيا‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالتنظيم،‭ ‬حاملة‭ ‬معها‭ ‬طفلها‭ ‬الصغير‭.

تكتشف‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬الجحيم‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬السوريون‭ ‬جراء‭ ‬تصرفات‭ ‬قوات‭ ‬داعش‭ ‬الوحشية،‭ ‬وقسوتهم‭ ‬بالذات‭ ‬مع‭ ‬النساء‭. ‬تُصدم‭ ‬صوفيا‭ ‬بالحقيقة‭ ‬المرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتّ‭ ‬بصلة‭ ‬لما‭ ‬وصفه‭ ‬لها‭ ‬الشباب،‭ ‬فتتجلى‭ ‬لها‭ ‬الجنة‭ ‬الموعودة‭ ‬جحيما‭ ‬حارقا‭. ‬فتحاول‭ ‬الفتاة‭ ‬جهدها‭ ‬للهرب‭ ‬من‭ ‬الجحيم،‭ ‬بالذات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هددوها‭ ‬بفصلها‭ ‬عن‭ ‬ابنها،‭ ‬وبعد‭ ‬مغامرات‭ ‬وأهوال،‭ ‬تتمكن‭ ‬الشابة‭ ‬من‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬لتروي‭ ‬حكايتها‭.‬

طبعا‭ ‬لقد‭ ‬سبقت‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬كتب‭ ‬أخرى‭ ‬تتناول‭ ‬ذات‭ ‬الموضوع،‭ ‬صدرت‭ ‬بين‭ ‬العامين‭ ‬2014‭ ‬و2915،‭ ‬منها‭ ‬“ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬جهادية”‭ ‬للكاتبة‭ ‬الإيطالية‭ ‬أنّا‭ ‬إرلّه،‭ ‬و”داعش،‭ ‬دولة‭ ‬الرعب”‭ ‬للكاتبة‭ ‬الإيطالية‭ ‬لوريتا‭ ‬نابوليوني،‭ ‬و”داعش‭ ‬خلف‭ ‬مشهد‭ ‬الرعب‭-‬2015”‭ ‬للكاتبة‭ ‬المغربية‭ ‬سعاد‭ ‬السباعي،‭ ‬و”جندية‭ ‬الخلافة”‭ ‬للكاتبين‭ ‬الإيطاليين‭ ‬سيمونه‭ ‬دي‭ ‬ميو‭ ‬وجوسيبه‭ ‬يانيني‭. ‬ويروي‭ ‬الأخير‭ ‬قصة‭ ‬الفتاة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تدير‭ ‬شبكات‭ ‬الإنترنت‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتنظيم،‭ ‬فعرفت‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬التنظيم‭ ‬الداخلي‭ ‬لداعش،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬دقيقة‭ ‬عن‭ ‬سياساته‭ ‬وكيفية‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬محاور‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬التطرق‭ ‬لها‭ ‬والحديث‭ ‬عنها،‭ ‬فهناك‭ ‬كتب‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬السياسية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ولكن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬أوسع‭ ‬لإجراء‭ ‬البحث،‭ ‬لذلك‭ ‬نضطر‭ ‬إلى‭ ‬إرجائه‭ ‬إلى‭ ‬مناسبة‭ ‬أخرى،‭ ‬علها‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬ودافعا‭ ‬لمقالة‭ ‬أخرى‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.