المختصر سبتمبر 2020

الثلاثاء 2020/09/01
إصدارات جديدة

1- مسؤولية الفرد على قدر  سلطته

منذ عام 1979، كان المفكر الألماني هانس يوناس قد حذّر من خطر التطورات التقنية على الكون، وذكّر بأننا مسؤولون عن الطبيعة وعن الكائنات الحية لكوننا قادرين على إيذاء وجودها. ومن ثَمّ عمل على صياغة إيثيقا جديدة تناسب هذا المرحلة وتقوم على المبدأ التالي “تصرّف بكيفية تجعل آثار تصرّفك مناسبة لدوام حياة إنسانية خالصة على الأرض”. ذلك أنه اكتشف أن الأخلاق التقليدية لم تعد صالحة، خصوصا لدى أصحاب القرار، ولذلك يقترح في كتاب “مبدأ المسؤولية” (الذي يحيل على مبدأ التمني لدى إرنست بلوك) إعادة النظر في فكرة المسؤولية، في شتى أوجهها، ويرى في الأهل ورجال الدولة مثلين أساسيين. فهو يناقش مثل التقدم والطوباويات ويرسم فلسفة “التمني المسؤول” القائم على الاحترام.

2-ثورية المسرح الأفروكراييبي

 

إصدارات
إصدارات

قليلة هي الكتب التي تعرّف بنمط من المسرح الأفريقي الكراييبي، دأب منذ مطلع الخمسينات على الاحتفاء بثورة سان دومينغ (هايتي حاليا)، التي انتصر فيها العبيد بقيادة توسّان لوفرتور (1743 – 1803) على جيوش نابليون بونابرت، وأرسى أنصاره أول جمهورية سوداء عام 1804. هذا المسرح الذي عززه إيمي سيزير بمسرحية “تراجيديا الملك كريستوف” اكتسى طابعا ثوريا وفرض نمطا معينا من الكتابة الركحية له ملامحه المميزة وشيفراته وعلاقته بالتاريخ وشخصياته البارزة، وله غايات ثورية واضحة. فسيزير، وإدوار غليسّان، وفانسان بلاكولي، وبرنار دايي، وجان ميتيلّوس، وماريز كوندي، وهينوك ترويّو  لجؤوا، كل على طريقته، إلى المسرح لوضع رهانات النصف الأول من القرن العشرين في مواجهة ثورة سان دومينغ، فابتكروا بذلك مسرحا تاريخيا ثوريا، سياسية وشعبيا في الوقت نفسه. وقد تناول هذا الموضوع بالدرس الباحث الفرنسي أكسيل أرتيرون في كتاب “المسرح الثوري الأفروكارييبي في القرن العشرين”.

3-إيران وعلاقاتها المتوترة مع أجوارها

بعد مرور أربعين سنة على الثورة الإسلامية، لا تزال مسألة اندماج إيران في محيطها الجغرافي وموقعها في المجتمع الدولي قائمة، لاسيما أن إيران أرادت منذ عام 1979 تصدير ثورتها، ثم استعادة مجدها الزائل بفرض هيمنتها على الأراضي العربية، منذ سقوط نظام صدام حسين. فهي في نظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دولة مارقة، ولكن خصومها في الضفة العربية للخليج ينظرون إلى المسألة بطريقة مختلفة. في كتاب جماعي بعنوان “إيران وخصومها” يتناول عدة باحثين، على رأسهم كليمان تيرم الباحث في “المعارف النووية” بمعهد العلوم السياسية بباريس، علاقات إيران الدولية منذ عام 1941، مع التركيز على علاقتها بالولايات المتحدة، وأسباب التوتر الدائم بين طهران وواشنطن.

4-دولة بلا مؤسسات

هل يمكن الاستغناء عن الحكومة والعدالة، والقوانين وكل من يسهر على تطبيقها؟ هل يمكن هجر الاقتصاد والعمل وإلغاء العملة؟ باختصار، هل يمكن رفض الحكم والعيش بلا مؤسسات تنظم المجموعة؟ بعد فشل التجارب الثورية والمحاولات الإصلاحية التي أنهكت الدولة ورأس المال والمجتمعات، تجد مثل هذه الأسئلة ما يبررها، لاسيما أنها باتت تغري شرائح عريضة من الشباب. ذلك ما يناقشه فريديريك لوردون، مدير الدراسات في المركز الفرنسي للبحوث العلمية في كتاب “العيش بلا” مستهديا بخطابات فلسفية تناولت مخيال العيش بلا مؤسسات، لجيل دولوز وجاك رانسيير وألان باديو، ممن قدموا عناصر مناخ فكري يناسب هذا المخيال، حيث ينحصر دور السياسي في الحدث أو ما سوف يأتي، ويستعان عندئذ بمسالك موزاية إيثيقة وإستيتيقية، للتخلص نهائيا من السياسي. فهي في جوهرها عمل مناهض للسياسة يجد اكتماله في فلسفة الخلع لدى الإيطالي جورجو أغامبين. وهو ما يدحضه لوردون لأن المجتمع لا يمكن أن يستغني عن المؤسسات.

5-علم الاجتماع الفرنسي عبر أجيال

يتساءل الأميركي جوهان لويس هيلبورس عما يجمع بين علماء الاجتماع الفرنسيين أمثال إميل دوركايم وريمون آرون وبيير بودريو وبرونو لاتور ولوك بولتانسكي، وهم ينتمون إلى أجيال مختلفة ويمثلون تيارات فكرية متباينة وينتهجون أساليب عمل تتميز عن بعضها بعضا، ويلقي في كتابه “علم الاجتماع الفرنسي – نشأة تقليد وطني” نظرة شاملة على هذا الحقل المعرفي الفرنسي، ويتتبع مساره منذ البدايات في فجر القرن التاسع عشر حتى انتشاره في نهاية القرن العشرين. والمؤلف لا يكتفي بعرض كرونولوجي بل يقدم تأويلات جديدة للكيفية التي حدد فيها بعض المفكرين مثل إميل دوركايم وأتباعه هذا التخصص الذي ساهم في تطوير علوم إنسانية أخرى، مثلما يقدم تمثلات عن أهم ممثليه وأهم النتائج النظرية والمنهجية والتجريبية التي توصلوا إليها.

6- قضايا الحجاب في فرنسا

ما يجمع علماء الاجتماع الفرنسيين
ما يجمع علماء الاجتماع الفرنسيين

هذا تأليف جماعي تحت إشراف الباحث إسماعيل فرحات يسترجع انطلاق ما عرف بـ”قضية الحجاب” تلك الحادثة التي جدّت عام 1989 بمدينة كراي شمالي باريس، وما لبثت أن أثارت زوبعة إعلامية وسياسية وثقافية، عقبتها أحداث مماثلة تسببت في طرد طالبات من معهد فيديرب بمدينة ليل عام 1994، قبل صدور قانون ستازي المتعلق بعلامات التدين الظاهرة في المدارس العمومية، تلاه جدل واسع حول مرافقة الأمهات المحجبات للتلاميذ أثناء الرحلات المدرسية، ثم قضية البوركيني على الشواطئ وفي المسابح البلدية.. وغيرها من الأحداث التي تركز الجدل فيها حول الإسلام والعلمانية، وموقف الدين المحمّدي من المرأة. ما الذي تخفيه “قضية الحجاب” التي وشمت الذاكرة الفرنسية؟ كيف أثارت أحجبة ثلاث تلميذات في بلدة فقيرة بمقاطع الواز كل تلك المواقف والجدل والانقسامات؟ في هذا الكتاب سعى المشاركون إلى دراسة هذه القضية من أوجهها المختلفة، والتي مثلت منعرجا في تاريخ فرنسا الحديث.

7-الهوية من منظور جديد

ليست الهوية مبدأ ليّنا يعني كل شيء، ولا واقعا ماديا تمكن ملاحظته. استنادا إلى جملة من الأعمال المنتجة في حقول معرفية كثيرة كالأنثروبولوجيا والسيكولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع والتحليل النفسي والتاريخ، يبين كتاب “ما ليس هوية” لعالمة الاجتماع الفرنسية نتالي هينيش أن الهوية تجربة هامة ومهيكلة بإحكام مثلما هي مبدأ يمكن استعماله، ولكن ينبغي ألا نحصره في الحقل السياسي أو الهوية الوطنية ذات البعد الواحد. ومن ثم ترى الباحثة أن أفضل وسيلة لفهم الهوية هو تناولها بما ليس فيها، وبذلك يتضح أن مبدأ الهوية يصبح مفهوما ومفيدا، لكونه يبرز شروط التناسق والتناغم مع الذات في مختلف أنظمة الحياة، سواء من الناحية الفردية أو الجماعية.

8-تاريخ تفرّد فرنسي

اللائكية لفظة تحيل على ملامح مميزة للتاريخ الفرنسي ويعتبرها بعضهم غير قابلة للترجمة. ترجع أصولها إلى حروب الدّين حيث بدأت الملكية تنعتق من سلطة الكنيسة. من هنا ينطلق كتاب فيليب رينو “اللائكية: تاريخ تفرّد فرنسي” ليبين أن مرسوم نانت الذي سنّه هنري الرابع عام 1598 نصّ على جواز أن يكون الفرد فرنسيا دون أن يكون كاثوليكيا، وهي الثغرة التي حاول لويس الرابع عشر سدّها بإلغائه عام 1685، غير أن الملكية المطلقة كانت تستمد شرعيتها من عقلانيتها الإدارية وقوتها التثقيفية أكثر من أسسها الدينية، فلما قامت الثورة، لم تعد فرنسا مملكة كاثوليكية، إذ اختارت سبيلا نحو العلمانية، بعيدا عن كل تصور تيولوجي. ورغم ذلك تواصل النزاع بين فرنسا الجمهورية وفرنسا الكاثوليكية خلال القرن التاسع عشر، حتى انتهجب الجمهورية الثالثة علمانية نضالية أدت إلى سن قانون 1905 الذي يفصل الدين عن الدولة.

9-رهان الزعامة العالمية

“الزعامة العالمية محل رهان – المواجهة بين الصين والولايات المتحدة” عنوان كتاب لبيير أنطوان دونّي، رئيس التحرير الأسبق لوكالة فرانس برس، يصور فيه دخول الصين وأميركا مرحلة حرب باردة متعددة الأوجه: اقتصاد، تكنولوجيات حديثة، سباق جيو-استراتيجي، فضاء، دفاع، بيئة وقيم. ونتيجة هذا الصراع التي لم تحسم بعد سوف يكون لها أثر كبير في العشريات القادمة. أما أوروبا فهي تتابع صراع الجبابرة ذاك كمتفرج عاجز غارق في انشقاقاته الداخلية، فلكي تسجل وجودها ينبغي أن تجد أجوبتها الخاصة لرهانات العالم في هذا القرن. والكاتب يرسم بالقرائن والأدلة هذا المشهد المرعب الذي يرتهن إليه جانب كبير مما سوف تكون عليه حياتنا اليومية في المستقبل.

10- السيناريوهات المقبلة للعولمة

إصدارات سبتمبر 2020
إصدارات سبتمبر 2020

بعد الأزمة المالية وتهديدات التغير المناخي، واستفحال الفقر في عدة بلدان، صار الجدل يدور حول أسئلة أكثر راديكالية بخصوص مستقل الرأسمالية، فالليبرالية الاقتصادية والسياسية لا تبدو أنها مؤهلة لحل تلك المشاكل. صحيح أن العولمة الحالية سبقتها عولمات ولكن العولمة الحالية فريدة لكونها ناتجة عن تضافر شموليات أربع تخص الشركات العملاقة والمالية والمنظومة الرقمية والطبيعة، وتتميز أيضا بخلق تنافس عام بين شتى الشركات العملاقة في مجمل البقاع، وتتميز أيضا بأن المستثمرين الرسميين أوجدوا تنافسا بين تلك الشركات عن طريق مالية السوق، وهذا المسعى يعزز بعض مظاهر التفاوت، ويقلل أخرى، فهو يساهم في بروز سريع، ولكنه يحدث تشظيّات. في كتاب “العولمة – بروز وتشظٍّ” يتساءل بيير نويل جيرو عن السيناريوهات المقبلة؟

11-قضية ماجلاّن

يطرح رومان برتران في كتابه “من قام بدورة ماذا؟ قضية ماجلان” مسألة كتابة التاريخ من وجهة نظر شوفينية، من خلال رحلة فرنان دي مجلان وخوان سبستيان إلكانو، التي روى المؤرخون الإسبان بخاصة والأوروبيون بعامة، أنها فتح مبين حققته أوروبا، لتسجل دخولها في الحداثة، ولكن الكاتب يعتقد أنها مجرد مغامرة، وأن الإسبان اكتفوا بملامسة تلك المناطق البعيدة، دون أن يكشفوا جوهرها، ولو قدر لسكان تلك البقاع أن يحظوا بالتساوي في سرد المغامرات، فسوف نكتشف أنهم متقدمون على الأوروبيين، وأن الهنود لهم أسماء، وأن الآسيويين بعامة يحسنون الكتابة. ماذا سيبقى عندئذ من تلك الحكاية التي طالما تغنّى بها الغرب.

12-من أسباب الكراهية

تشخيص أهواء النفس ووصفها والسيطرة عليها هي هوس الأطباء والكتاب والفقهاء ورجال الدين والسفراء والساسة في النصف الأول من القرن السابع عشر (1610 – 1659)، فالخوف من استئناف الحروب الأهلية بعد نصف قرن من النزاعات يفسر مولد علم وأنثروبولوجيا جديدين يخصان أهواء النفس ونزواتها. وقد نشأ في تلك الفترة خطاب خاص للتأمل في العنف وتضميد آثاره. واتضح أن الكراهية هي أصل العنف بين الإخوة في المدينة، ومنذ حكم ماري دو ميديسيس إلى الوزراء الكرادلة مثل ريشيليو ومازاران نشأ علم سياسي للأهواء والانفعالات يرى ضرورة إيجاد فن جديد للحكم، فن أمير عقلاني قادر على توجيه الانفعالات والأهواء الشعبية. في “أسباب الكراهية”، يتوقف يان روديي عند المنطلقات ليبين آثارها الراهنة التي لا تزال تتبدى في وسائل الإعلام ضد الدول الأجنبية حين يدرَجون ضمن أعداء الدولة، ما يدفع الشعوب إلى كراهية الأجانب.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.