المختصر
التقاليد الإسلامية في اللجوء
“التقاليد الإسلامية في اللجوء- في أزمتي العراق وسوريا” هو الكتاب الصادر بالإنكليزية في سلسلة “الدين والهجرات العالمية”، من تأليف طاهر زمان ويناقش العلاقة بين الدين والهجرة من زوايا نظر مختلفة وأطراف مختلفة من العالم. يبحث الكتاب في كيفية تغير الممارسات الدينية وكيف أن الناس يقبلون المهاجرين ومجتمعاتهم.
كما يبحث في الردود العلنية عبر نقاشات حساسة دينيا بين المهاجرين وغير المهاجرين. أدوار النوع الاجتماعي هي الأخرى تتغير إضافة الى دراسة العلاقة بين الشرق والغرب. كما يوجه الكتاب الاهتمام الى تاريخ الهجرة وكيف أنها أثرت على تطور الأديان. حيث لم تدرس العلاقة بين الهجرة والدين بشكل كاف عبر عيون المهاجرين أنفسهم، لذا فإن هذا الكتاب سيساعد على فهم علاقات السلطة من منظور إنساني. طاهر زمان، أستاذ ومدرس في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، يبين نقاط التشابه بين الأزمتين في العراق وسوريا ليظهر دور الفاعلين المرتكزين على الدين خلال فترات النزوح.
“ليمبو بيروت” والعنف الطائفي
يستهل شومان روايته “ليمبو بيروت”، التي ترجمتها أنّا زياكا ستانتون، بالقول “إلى كل أولائك الذين التقت ابتساماتهم ابتساماتي في الصداقة، ومع ذلك بقوا غرباء عني فيما عدا ذلك. إلى الوجوه التي مررت بها صدفة أكثر من مرة في شوارع بيروت وبقيت معي بالرغم من أني في الحقيقة لم أعرف أصحابها. إلى أولئك الذين يحملون قصصا معهم ولا يخبرون بها أحدا”.
هذه الرواية تحكي عن فنان مثليّ، وروائي مناضل، وامرأة حامل، وطالب هندسة معوق، وعضو سابق في ميليشيا، وطالب طب داخلي. يتناوبون في سرد المواجهات العنيفة في الشوارع بين مقاتلي حزب الله ومقاتلي حركة المستقبل في مايو 2008. الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990) بالنسبة الى أغلب الشباب هي ذكرى بعيدة، لكن مايو 2008 يظهر العنف الطائفي. بيد أن المواجهات تندلع من الحياة الرتيبة المتكررة للشخصيات التي تنظر الى العالم بطريقة جديدة. الرواية مصحوبة برسومات تبين آثار العنف على الذهن. الشخصيات غريبة عن بعضها البعض لكن حياتها تتصل بطرق غريبة.
الشرق الأوسط تحت المجهر
“ملاحظات ميدانية: إجراء دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة” لزكاري لوكمان كتاب يعيد صنع أصول ومسار دراسات المناطق في الولايات المتحدة، مع التركيز على دراسات الشرق الأوسط من عشرينات الى ثمانينات القرن العشرين. فقد شرعت الميادين الأكاديمية في التركيز على أجزاء محددة من العالم لأنّه حدث تغيير في العلوم الإنسانية والاجتماعية في سنوات ما بين الحربين وخلال الحرب العالمية الثانية من حيث الأماكن والممارسات.
لم تكن مجرّد نتيجة للحرب الباردة أو استخداما لحالة الأمن القومي الأميركي. لوكمان، أستاذ التاريخ والدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة نيويورك، يستخدم بحثا أرشيفيا ممتدا ليفسر مدى أهمية مؤسسات كارنجي وروكفلر وفورد في تمويل دراسات المناطق في فترة ما بعد الحرب على أمل تطوير العلوم الاجتماعية وإفادة الوكالات الحكومية والشعب الأميركي. لقد قام مجلس البحوث في العلوم الاجتماعية وغيره بتوجيه التطور الفكري والمؤسساتي لدراسات الشرق الأوسط. يبين هذا الكتاب كيف أن دراسة المناطق بنيت من خلال الاختلاف في الرأي والقلق والمآزق والنتائج غير المقصودة وغير المنتظرة.
شمال أفريقيا والسراب الكرنفالي
“إيزابيل أبرهردت وشمال أفريقيا: سراب كرنفالي” هو كتاب من تأليف ليندة شويتن مدرسة الأدب في جامعة بومرداس في الجزائر تقول عن التوجه الكرنفالي هو “الدافع إلى المزج بين ما يترك عادة منفصلا عن طريق الحدود والتراتبيات المصطنعة”. فأبرهردت هي امرأة جابت الشرق في شمال أفريقيا في زيّ رجالي وتكلمت العربية والفرنسية وادعت أنها تؤمن بالإسلام بينما تحاول جاهدة معرفة تعاليمه.
لكن هذا الكتاب يظهر بأن تحولها في المغرب العربي هو تحول شكلي فقط فهي تعيد إنتاج الصور النمطية الاستشراقية القديمة. يصور نصّها السكان الأصليين على أنهم أناس جاؤوا من جيل قديم أو مخلوقات بأذهان مظلمة وغير متحضرين. ومثلما قال إدوارد سعيد، الاستشراق هو تمظهر نصي للاستعمارية، لقد كان استشراق أبرهردت بمثابة وسيط بين الجنرال الفرنسي هوبرت أيوتي والقبائل الأصلية. يشكك هذا الكتاب في صورة المتمرد التي أعطاها الناس لها وسعيها لتمكين الناس في الشرق.
تحديات الصحافة الاستقصائية
“الصحافة الاستقصائية في العالم العربي: القضايا والتحديات” من تأليف صبا بباوي. وهذا الكتاب هو جزء من سلسلة “التواصل من أجل التغيير الاجتماعي” وهو عبارة عن بحث أكاديمي متعدد الاختصاصات يعتمد على عدة نظريات متنوعة آتية من تقاليد متنوعة. التواصل والمعلومات والإعلام في التغيير الاجتماعي هي جذور لصناعة عالمية تدعمها الحكومات ووكالات المساعدة على التطوير والمؤسسات والجمعيات الخيرية. هذا هو أول كتاب ينظر إلى حالة الصحافة الاستقصائية ودورها في العالم العربي أثناء وبعد “الربيع العربي”.
ويبين هذا الكتاب الدور المحتمل الذي يؤديه الإعلام في تزويد المجتمع بالمعلومة وتمكينه وتحطيم الممنوعات. كما يبين الكتاب كيف يمكن للصحافة الاستقصائية أن تطور وتحسن الأنظمة السياسية والاجتماعية في البلدان العربية. عملت بابوي في إذاعة الأردن الناطقة بالإنكليزية وقناة “سي إن إن” و”ورلد نيوز إفانتس» (الولايات المتحدة) وتلفزيون دبي. لديها مناصب أكاديمية في جامعة سوينبورن في أستراليا، وجامعة زايد في الإمارات العربية المتحدة. هي الآن محاضرة في الصحافة في جامعة التكنولوجيا في سيدني، بأستراليا.
عبور المملكة وحقائق الرحلة
كتاب “عبور المملكة: صور من المملكة العربية السعودية” هو من تأليف لورينغ م. دانفورث. فعندما يفكر الكثير من الناس في المملكة العربية السعودية يرون الصحارى والإبل والنفط والشيوخ الأثرياء في جلابيب بيضاء، ونساء مقموعات يرتدين أحجبة سوداء وإرهابيين. لكن في سنة 2012 عندما قام الأستاذ في الأنثروبولوجيا بكلية بيتس في لويستن، ولاية ماين الأميركية برحلة عبر المملكة رأى عالما أكثر تفاصيلا وأكثر إثارة للتفكير مما كان يتخيل.
يصف بالتفصيل ما يراه من زاوية نظر شخصية انطلاقا من المقر الرئيس لشركة أرامكو السعودية، الشركة الوطنية للنفط على ضفة الخليج العربي، وصولا إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر حيث يتضمن جزء كبير من سكانها مهاجرين من العالم الإسلامي. يعرض صورا حية لامرأة شابة سجنت من أجل الاحتجاج على منع النساء من سياقة السيارات، وشيخ صوفي يقيم الوصل بين المسلمين والمسيحيين لمساعدة بعضهم البعض لمعرفة الله، وفنان يتلو القرآن يستعمل معدات وسلاسل حديدية للاحتفال بتنوع الحجيج إلى مكة.
بيروت ما بين الحرب والسلم
رواية “32” للبنانية سحر مندور تأتي بعد “سأرسم نجمة على جبين فيينا” و”حب بيروتي”. والرواية تتحدث عن حياة خمس شابات لبنانيات تقاطعهن القنابل باستمرار. يشعرن بأن بيروت في مكان وسط حيث لا يشعرن بأنهن في حرب لكنهن لا يشعرن بوجود السلم كذلك. إنها قصة عن كيفية تأثير الحرب الأهلية في حياتهن وفي بلدهن. هن دائما يصارعن من أجل الحفاظ على أصواتهن وعلاقاتهن في مجتمع هش.
تعرض سحر مندور الحياة اليومية في بيروت عبر الحديث في السياسة والدردشة في المقاهي والحانات والشوارع. نشاهد عبثية المدينة وظلمها ونحن نتتبع صراع الشابات من أجل الحفاظ على هويتهن. سحر مندور هي مؤلفة لبنانية مصرية وهي كاتبة عمود ثقافي ورئيسة تحرير “فلسطين”، الملحق الشهري الذي ينشر مع جريدة السفير اليسارية اللبنانية.
رواية عن مصير الأجيال
يبدأ الفلسطيني إبراهيم نصرالله روايته “زمن الخيول البيضاء” بقول مأثور “خلق الله الأحصنة من الريح، والناس من تراب”. هذه الرواية التي تأهلت للجائزة العالمية للرواية العربية هي قصة ثلاثة أجيال لعائلة مناضلة من قرية الهادية الفلسطينية قبل سنة 1948. تمتد الرواية على من فترة انهيار الحكم العثماني والوصاية البريطانية في فلسطين. نتتبع محمود، الزعيم الأول لقرية هادية، وابنه خالد، وناجي حفيد خالد.
مصير كل شخصية يقرره مستعمر بعد الآخر. تتقاسم فرس خالد البيضاء، واسمها حمامة، ونسلها نضالات العائلة، و يبقى على عاتق خالد إنقاذ قريته من انتشار الرعب. يقول طام حسين عن صحيفة نيو ستايتسمان “صوت نصرالله الفصيح بشكل مكثف يمنح الجمهور الغربي نظرة إلى حياة المهمشين بدون جلجلة الأرقام”.
التعليم في المغرب ما بين الحلم والسياسة
يعطي كتاب كاريس بوطياري، المحاضر في الأنثروبولوجيا الاجتماعية للشرق الأوسط في كلية كينغ في لندن، “التعليم في المغرب: السياسة اللغوية والحلم التعليمي المتخلى عنه” نظرة فريدة للتعليم في العالم العربي. فصانعو السياسات يعتقدون أن سبب الأزمة في التعليم المغربي يعود إلى الخصائص الديموغرافية والتمويل.
في حين أن تلاميذ المدارس الثانوية يعتقدون بأن السبب يعود إلى سياسة تعريب مسيسة بشكل كبير لم تطبق بالطريقة المناسبة. لقد حصل تعارض بين التشجيع على استعمال اللغة العربية وطلبات سوق العمل الليبرالي الجديد بما أن الفرنسية مازالت لغة التقدم. يبين بوطياري كيف أن المدرسين والطلبة يحاولون التحايل على النظام الذي تؤدي طلباته إلى فك الارتباط وفي بعض الأحيان إلى الاحتجاجات في الشارع.
ثقافات الشرق الأوسط والغرب الأميركي
“الغربيات الآسرة: الشرق الأوسط في الغرب الأميركي” من تأليف سوزان كولين، التي تكتشف التأثيرات العابرة للحدود، وذلك بعد تحليل فترات مهمة في تاريخ اللقاءات المتعددة الثقافات بين الشرق الأوسط والغرب الأميركي. تبين كولين كيف أن الوستيرن تظهر راعي البقر على أنه بطل آسر يتشبث بالتقاليد الأميركية المرتبطة بالحرية والوعد وليس فقط لأميركا بل للعالم أيضا. يستعمل هذا الكتاب أمثلة لروايات ويسيرن لتحليل القوة العالمية الأميركية بعد الحادي عشر من سبتمبر.
الويسترن ليس أميركيا فحسب، بل هو نتيجة للقاءات مع الشرق الأوسط وتأثيرات منه. كولين أستاذة اللغة الأنكليزية في جامعة ولاية مونتانا. وهي رئيسة تحرير مجلة “الثقافات ما بعد الويسترن: الأدب والنظرية والفضاء”، وهي أيضا مؤلفة كتاب “ولاية الطبيعة: تصور ألسكا على أنها الحد الأخير”.
الصراع السوري وانتقال الخبر
“إرساليات من سوريا: الصباح عندما أتوا إلينا” كتاب من تأليف جنين دي جوفاني التي سافرت إلى سوريا في مايو 2012 ونسجت علاقة طويلة مع البلاد وهي تنقل أخبار أحد أفظع الصراعات في التاريخ الحديث. وهي تنقل قصصا متنوعة عن أطفال وعائلات عادية، ومتمردين ألقي بهم في السجن، إلى قصص عن أثرياء يقيمون حفلات قرب المسابح متجاهلين الصراع. أصبحت الكاتبة منغمسة عاطفيا في كل لحظة من رحلتها.
هذا الكتاب يعرض صمود الإنسان أمام أصعب الأوقات. تعلق صحيفة ديلي تلغراف قائلة “هي إحدى أرقى مراسلينا في الخارج في جيلنا”، وتقول نيوزويك “القليل جدا من الكتّاب باستطاعتهم مجاراتها في استحضار المعاناة الفردية في زمن الحرب”، وتقول صحيفة إيفنينغ ستاندرد “دي جوفاني صحفية حروب لها شجاعة لا يضاهيها غير تعاطفها تجاه الأشخاص الذين تحكي عنهم”.
لقد نقلت جوفاني أخبار الحروب على مدى أكثر من عقدين. ألّفت سبعة كتب وهي محررة قسم الشرق الأوسط في مجلة نيوزويك، وتساهم بمقالات دورية في صحيفة نيويورك تايمز. وهي أيضا محللة سياسات خارجية منتظمة في قنوات تلفزيونية بريطانية وأميركية وفرنسية، وحازت على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة مراسل خارجي السنة لتلفزيون غرنادا. وهي عضو في مجلس العلاقات الخارجية ومحللة السياسات الخارجية في مركز جينيف للدراسات الأمنية.
فلسطين الذاكرة وحلم العودة
“وضع خارطة لعودتي: مذكرة فلسطينية” من تأليف سلمان أبو ستة يعرض قيه صاحبه للحياة والحلم بالعودة إلى الوطن. كان أبو ستة في العاشرة من عمره عندما حصلت النكبة. أجبر على مغادرة بيته بالقرب من بير شبعة، وكانت الصدمة جراء فقدان موطنه والرغبة الملحة في العودة هو ما يتقاسمه مع الكثير من الفلسطينيين من جيله.
لقد حددت النكبة حياته من تلك اللحظة فصاعدا. عشية النكبة يعرض عائلته وبيته المختفيين. يصور حياته في المنفى من هروب عائلته إلى غزة، وحياة المراهقة وهو طالب في مصر تحت حكم عبدالناصر، وسنوات تطوره في لندن ستينات القرن العشرين، وحياته بمثابة رب عائلة وأكاديمي في كندا، وصولا إلى عدة توقفات في الكويت. وبالانتقال من عهد حرب السويس لسنة 1956 إلى حرب الخليج سنة 1991، يروي أبو ستة قصته وقصة فلسطين بأسلوب فكاهي ودافئ.
لكونه مهندسا بحكم مهنته، أكثر ما يعرف به أبو ستة هو عمله في رسم خريطة فلسطين وعمله على حق العودة للفلسطينيين. كتب أبو ستة كتبا ستة وأكثر من 300 مقال ودراسة عن فلسطين بما في ذلك أطلس فلسطين بين 1917 و1966. هو مؤسس جمعية أرض فلسطين ورئيسها. قال عنه إدوارد سعيد هو “مهندس وعالم مذهل”.