المختصر

رهان الشرق والغرب
في كتابه "عودة الجهاديين" يشبه باتريك كوكبرن، المراسل المتخصص في الشرق الأوسط، صعود داعش بصعود الفاشية في ثلاثينات القرن الماضي، ويبين أن هذه الحركة الجهادية التي أضعفها التدخل الأمريكي عام 2001، تغذت من سياسة الغرب، حين عقد تحالفات مع بعض دول المنطقة في الخليج وفي باكستان والحال أنها أول داعم للجهاد، وحينما زود السنيين السوريين بالأسلحة.
الجهاد عبر الإنترنت
"في جلد جهادية" كتاب لأنّا إيريل تروي فيه قصة ميلاني، وهي فتاة فرنسية اعتنقت الإسلام تعرفت من خلال فيسبوك على القائد الفرنسي لإحدى الكتائب الإسلامية، فادعى أنه يحبها وصار يبادلها الدردشة ليل نهار على ذلك الموقع الاجتماعي، ثم عبر سكايبي، ويعرض عليها الزواج، ويحثها على الالتحاق به في سوريا للم الشمل، مصورا لها حياة سعادة ونعيم، حتى اقتنعت وبدأت تهيـّئ نفسها للرحيل.
الضواحي المهملة

مقاطعة سين - سين- دوني، أو ثلاثة وتسعون، أو نوف تروا (ثلاثة - تسعة) كما يختزل الفرنسيون تسميتها، هي أكبر الضواحي الباريسية وأفقرها وأكثرها كثافة سكانية وبطالة وتهميشا، وهي عنوان كتاب للباحث جيل كيبل المتخصص في التيارات الإسلامية. تلك المقاطعة التي يتألف سوادها الأعظم من المهاجرين العرب والأفارقة وأبنائهم، يتناولها كيبل بوصفها شاهدة على التقلبات السكانية والتحولات المهجرية والتفكك الصناعي وتفاقم البطالة وصعوبة الاندماج المجتمعي، رغم بروز أجيال جديدة تبحث لها عن موقع في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا. دراسة ميدانية ترصد المعيش اليومي لسكان تلك الضاحية، من المساجد والمساكن الاجتماعية إلى مؤسسات الجمهورية المتداعية، مثلما ترصد إسلام الأوائل ثم إسلام الإخوان وإسلام الشباب، وبين الغواية السلفية والمشاركة في الانتخابات، بين الحلال والإنترنت، يتبدى الإسلام في فرنسا في أوجه متعددة تندرج ضمن مواطنة لم تكتمل.
ديانة بلا ثقافة
"الجهل المقدس" أو زمن الدين بلا ثقافة، كتاب للباحث أوليفييه روا يبين فيه أن أزمة الديانات التي تتبدى من خلال المد الأصولي ناجمة عن انفصال متنام بين الدين والثقافات. فالدين بقي معزولا، بعد أن أخرج من الثقافات التقليدية التي وُلد فيها، وأقصي عن الثقافات الجديدة التي يفترض أن يندمج فيها. من هذا الفصام نشأت أغلب الظواهر الدينية "المنحرفة" التي نشهدها اليوم، ما أفرز مقاربة جديدة للظاهرة الدينية، مع أسئلة جوهرية تعيد الأحداثُ الجارية طرحها : أي علاقة بين الدين والثقافة، بين الدين والحضارة ؟ ثمّ ما الثقافة، وما الحضارة ؟ هل ينبغي على الثقافة أن تكون معارضة أو موافقة للشأن الديني ؟ ماذا تصبح ديانة من انبتّ عن ثقافته الأصلية ؟ وكيف تحوّل الثقافةُ المعولمةُ الدينيَّ ؟ أمثلة كثيرة مستمدة من الإسلام والمسيحية تحاول تفسير الظرف الديني الغريب لعصرنا.
داعش وتدويل الجهاد

في كتابه الجديد "فخّ داعش" يبين الباحث بيير جان لويزار أن مسارعة البغدادي إلى تبني أحداث باريس الأخيرة دليل آخر على رغبته في تدويل المعركة التي تخوضها جماعته ضد "الكفّار"، وفق استراتيجيا وضعتها الدولة الإسلامية للخروج من قاعدة محلية شرق أوسطية مذهبية وإثنية، والظهور بمظهر منارة الجهاد الشامل في عيون الجهاديين في العالم على اختلاف مشاربهم، بهدف جر الدول الغربية إلى ما تسميه حربا صليبية جديدة ضد الإسلام. وفي رأيه أن داعش تأخذ أحيانا أطروحات هانتنغتن حرفيا، لتصور الأحداث في شكل صدام حضارات. فهو ليس صراعا بين ثقافتين، بين الشرق والغرب، بين العروبة والعالم الأورو أطلسي، بل صراع جبابرة، بين الإسلام والكفر. وباب الإسلام مفتوح لكل وافد، حتى ولو كان أوروبيا أشقر بعيون زرق ومن أصول مسيحية، كما أن الكفر يتسع للجميع، حتى العرب، والمسلمين "غير المستقيمين".
السلفية من المنابع إلى الضواحي الباريسية
"السلفية المعولمة، من الخليج إلى الضواحي" كتاب للباحث الجزائري محمد أدراوي يقدم فيه صاحبه بسطة شاملة عن ظهور التيار الأصولي السلفي في فرنسا، وتفرعاته وتجلياته، مستهديا بالمصطلحات الدينية وعلم الاجتماع وعلاقة أتباعه بالسياسة، عقب دراسة ميدانية دامت عدة سنوات خالط أثناءها محيط عدد منهم، وعاشرهم واطلع على شعائرهم ومناسكهم وأصول خطابهم الديني. وبالرغم من أن ميدان الدراسة الأبرز كان فرنسا، فإن الباحث خصص جزءا هاما من كتابه لارتحال أتباع السلفية إلى "أرض الإسلام" لكي يكونوا ألصق بتعاليم ديانة تشكل قطيعة مع ما عاشوه في فرنسا "الكافرة". كما يركز على تطورات تلك الأيديولوجيا اليوم وتحولاتها ونزوعها إلى آفاق عالمية، عبر حركات عديدة تحاول أن تمارس الإسلام "الحقّ"، الذي لا يمكن بلوغه ولا أداء شعائره على الوجه الأكمل والأمثل في بلد غير إسلامي كما هي الحال في فرنسا.
داعش تحت المجهر

"الدولة الإسلامية : تشريح الخلافة الجديدة" كتاب لأوليفييه هان أستاذ التاريخ بجامعة آكس مرسيليا المتخصص في نشأة الإسلام، وتوماس فليشي دو لا نوفيل خبير القانون الدولي والأستاذ بمعهد سان سير العسكري. يرسم الباحثان صورة قاتمة عن الوضع في العالم الإسلامي منذ عشر سنوات : راديكالية، فوضى سياسية، إرهاب، تقتيل الأقليات. وضع مهّد لظهور الدولة الإسلامية التي بسطت هيمنتها بين سوريا والعراق، وبدأت تغير خريطة الشرق الأوسط وتقلب التوازنات الجيوسياسية حتى في قلب إفريقيا. ويصفها الكاتبان بكيان عنيف يستعصي تحديد هويته ومستقبله عن كل الفرضيات. هذا الكيان لم يأت من فراغ، بل جاء ملبيا لتطلعات الإسلام السني الضاربة في القدم، الداعية إلى إعادة زمن الخلافة، وفق برنامج عملي تعوض فيه الكلشينكوف السيف، وقد استطاع أن يحقق توسعه السريع بفضل رصيد مالي قوي، وامتلاكه الخطط العسكرية ولغة الاتصال الحربي، والقدرة على تجنيد المقاتلين حتى من أوروبا ووسط الهند.
الشباب المغرر به
جديد عالمة الأنتروبولوجيا المتخصصة في الشؤون الدينية دنيا بوزار كتاب بعنوان "كانوا يبحثون عن الجنة فوجدوا الجحيم" يروي مأساة آباء وأمهات ضفروا جهودهم من أجل استعادة أطفالهم الذين غسلت أدمغتهم الجماعات الجهادية المبثوثة في الشبكة الإلكترونية وفي الجمعيات الخيرية والمساجد. فتيان وفتيات من أجناس وديانات وأعمار مختلفة، غرر بهم أصوليون إرهابيون محترفون مثل "أبو أمة" فانجذبوا إلى خطاب منوّم يصور لهم الالتحاق بالجبهة السورية عملا جهاديا سوف يفتح لهم أبواب الجنة، فإذا الواقع الذين يجدونه جحيم مرعب ودمار فظيع، لا يستطيعون بعد اكتشاف ويلاته النكوص على الأعقاب. الكتاب يركّز على معاناة أهاليهم والجهود التي يبذلونها لاسترجاع فلذات أكبادهم، من خلال شهادات يدلون بها إلى الباحثة في "مركز الوقاية من الانحرافات الطائفية المرتبطة بالإسلام" الذي أنشأته لاستقبال العائلات المنكوبة ومساعدتها في البحث عن أبنائها الضالين.
الجهاديون الفرنسيون

"الفرنسيون الجهاديون" للصحافي دفيد تومسون يروي حكايات جند الجهاد الفرنسيين، وهم مراهقون أخذوا الإسلام الجهادي من الإنترنت، بعيدا عن المساجد، وفي غفلة من أوليائهم. حوالي ألف جهادي، ربع منهم فقط يشارك في القتال على الجبهة السورية، بعضهم مات خلال عمليات انتحارية، والبعض الآخر مسخر لأعمال هامشية. منهم من عبر عن خيبته، ومنهم من ازداد تشددا وصار يمني النفس بالعودة إلى التراب الفرنسي للقيام بأعمال إرهابية. الكتاب جملة من الشهادات المستقاة من الجهاديين أنفسهم، لم يغير المؤلف منها غير أسماء أصحابها، حفاظا على أسرار المهنة، ويعترف بأن أولئك الفتية ليسوا كلهم منقطعين عن الدراسة ولا عاطلين عن العمل، بل إن منهم من كان يعيش عيشة الأزواج في بيت هادئ، قبل أن يقرر الالتحاق بالجبهة، تعاطفا مع الشعب السوري المقموع، أو استجابة لنداء دعاة الجهاد عبر الإنترنت.
أمير الصحراء
"بن لادن الصحراوي" عنوان كتاب للصحافي موريتاني لمين ولد محمد سالم عن الجهادي الجزائري مختار بن مختار المقلب بالأعور، الذي كان مقاتلا مغمورا لا تعرفه إلا مخابرات المنطقة، قبل أن يطفو اسمه على السطح إثر مقتل أربعة فرنسيين عام 2007 ما أدى وقتها إلى إلغاء مسابقة باريس داكار في دورة 2008 ثم نقلها إلى جنوب القارة الأمريكية. ومنذ ذلك التاريخ صار أشهر إرهابيّ في شمال وغرب إفريقيا، فهو الذي قام باختطاف فرنسيين في نيامي عام 2011، وهو الذي أرسل كومندوس إلى عين أميناس جنوبي الجزائر عام 2013 واحتجز عشرات من الرهائن، وهو الذي يقف وراء الاعتداء على موقع شركة أريفا بأرليت النيجرية والثكنة الحربية بأغاديش. كيف استطاع ذلك الذي يعتبر بن لادن مثله الأعلى أن يتجذر في الصحراء ؟ وكيف استطاع أن يقود أكبر العمليات الإرهابية ؟
شروط الخروج من الأزمة السورية

في كتاب "الفوضى السورية" يحلل ألكنسدر ديل فال ورندة كسيس الفوضى العارمة التي شملت بلاد الشام، منذ تصاعد الحركات المتشددة. فما يجري في سوريا هو مركز الزلزال الذي يجتاح المنطقة كلها، في شكل حرب ضروس تدور رحاها بين السنة والشيعة، وبين القومية العربية وطوباوية الخلافة ذات المطامح الكونية. يقدم الكاتبان تحليلا تاريخيا ومجتمعيا للفوضى السورية، بعيدا عن الثنائية المانوية، ويقترحان كسبل للخروج من الأزمة، المنهج البراغماتي والحوار السياسي، فهما الوحيدان في رأيهما الكفيلان بالمصالحة وحماية الأقليات والصراع ضدّ "التوتاليتارية الخضراء"، أي الخلافة الإسلامية التي ألغت حدودا رسمتها قوات الاحتلال الفرنسية والبريطانية في الشرق الأوسط من خلال اتفاقية سايكس - بيكو، وخلقت بإلغائها حالة من الفوضى لم ينتبه المجتمع الدولي لخطورتها إلا بعد سنتين أمضاهما في إدانة نظام بشار وحليفيه الروسي والإيراني قبل أن يدرك طبيعة الخطر الداعشي.
ثورة التوارق
"ثورة الرجال الزرق (1857 - 2013)" عنوان كتاب للباحث رافراي ميرياديك المتخصص في الشؤون العسكرية ينطلق فيه من عملية سرفال العسكرية التي قادتها القوات الفرنسية شمالي مالي في مطلع 2013، ضد الإسلاميين، ويبين كيف استعادت قبائل التوارق موقعها المفقود بانحسار الجماعات الإرهابية، وعادت إلى ثورتها القديمة المطالبة بحقها في تقرير المصير والحصول على دولة ذات سيادة، والمعلوم أن هذه القبائل، كما هو الشأن بالنسبة إلى الأكراد، وزعها التقسيم الاستعماري بين دول الجوار، من ليبيا وتشاد إلى النيجر ومالي، هذه الثورة بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وظلت سلمية، قبل أن ترتفع أصوات قادتها في الأعوام الأخيرة وتعلن رفضها الوضع القائم. وبالرغم من أن بعضهم انساق وراء الإرهابيين في المنطقة، واستراح لما تدره عليه عمليات التهريب، فإن التارقي يبقى رقما صعبا في معادلة السلام الذي تحاول فرنسا إيجاده في مالي.