المختصر

الثلاثاء 2019/01/01
لوحة: ضياء العزاوي

الخلاّن

يحاول الروائي الجزائري أمين الزاوي في روايته الجديدة “الخلان”، الصادرة حديثا عن منشورات “ضفاف” و”الاختلاف”،  كتابة تاريخ الجزائر، لكن من باب آخر، بمعنى تاريخ الجزائر المتعدد والجزائر المتنوعة.

تدور الرواية حول مصائر ثلاثة أشخاص الأول أرفولاي رشدي، الذي ينتمي إلى الأهالي قبل الثورة، ويشير إلى حد ما إلى إبيلي ديمادور، الثاني ليفي زيمرمان، الذي ينحدر من عائلة يهودية في مدينة تلمسان، والثالث أغوستين من أصول جزائرية (عن طريق الأب) قدم من شمال فرنسا. يلتقي هؤلاء الثلاثة أثناء أداء الخدمة العسكرية داخل ثكنة عسكرية بمدينة وهران، إبّان الاحتلال الفرنسي للجزائر وبعد الحرب العالمية الثانية، ثم تتشكل علاقة صداقة بينهم وكل واحد منهم لديه همومه العاطفية وشخصيته، ويقررون الانضمام إلى الثورة، والالتزام بالمشاركة فيها بعد اندلاعها ضد فرنسا، ويغادرون الثكنة. يستشهد ليفي أثناء الثورة ويدفن في الجبل، في حين يعود أوغستين ورشدي أرفولاي إلى الجزائر المستقلة، فيعمل الأول طبيبا، ويعيش الثاني حياة عادية بصفته مجاهدا، لكن الدين يرجع من جديد، ويظهر الاختلاف مرة أخرى.

تِرتِر

كتاب

تشدّ أحداث رواية “ترتر” التاريخية، للروائي العراقي نزار عبدالستار، الصادرة عن دار هاشيت أنطوان، من الصفحة الأولى، بشكلها السردّي الجديد، وأحداثها التي لا تهدأ حتى النهاية، والمشحونة بخيال يجعل القارئ لا يميّز بين ما هو واقعي مستمد من التاريخ وبين ما هو من مخيلة الكاتب. يتداخل في الرواية ذات النفس السينمائي، الزمان بالمكان، وتبدو الشخصيات والأحداث والأشياء كأنها موجودة وغير موجودة.

تبدأ أحداث الرواية في أكتوبر 1898، حيث يقوم إمبراطور ألمانيا فيلهلم الثاني برحلة إلى الشرق، ويلتقي في إسطنبول السلطان عبدالحميد الثاني، فيخطّطان لإنشاء سكّة حديد برلين-بغداد بهدف منافسة التجارة الإنكليزية، وقطع طريق الهند البرّي.

ولمواكبة هذا المشروع يجب قبل كلّ شيء إدخال التجّار الألمان إلى ولاية الموصل، والعمل على تأسيس صناعة نسيجية تتفوّق على تلك الإنكليزية، فتتولى هذه المهمة آينور هانز، وليدة الأب الألماني والأم التركية، التي تعمل مرشدة سياحية في وكالة توماس كوك للسفر، لكنّ هذه المرأة المسكونة بالأحلام، والمسيَّرة بالحبّ، تذهب إلى أبعد من ذلك، متحدّية جبروت ثلاث دول عظمى هي إنكلترا وفرنسا وروسيا القيصرية.

أغنية هادئة

تكشف الكاتبة المغربية ليلى سليماني في روايتها “أغنية هادئة”، التي صدرت ترجمتها إلى العربية حديثا عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء، أثر التناقضات الاجتماعية على الطبقة التي جبلت على خدمة طبقة أخرى، وألا يخدمها أحد. وقد استلهمت سليماني الرواية من جريمة قتل وقعت في نيويورك عام 2012.

تحكي الرواية قصة آل ماسي، الزوجة مريم وزوجها بول لهما ولد وبنت، وبسبب انشغالهما في العمل تتحكم الخادمة “لويز″ في كل شؤون المنزل، وهي بطلة القصة الحقيقية. آل ماسي أسرة برجوازية، تعيش في باريس وتقضي العطلات في اليونان. الأم محامية والأب يعمل في الإنتاج الموسيقيّ، وهما دائما الانشغال عن الطفلين.

تروي سليماني، بنعومة قاسية ولغة طفولية تشبه الحلوى، عن الحياة الخشنة التي تعيشها الخادمة الهزيلة، التي نُذِرَت للوحدة والفقر وحياة الهامش، تأكل بقايا الطعام والأكل الحامض، وإذا تسنى لها أن تنام مطمئنة، فلا تحلم إلا بالمسؤوليات التي عليها أن تنجزها في الصباح. لقد جمحت لويز ثورتها وعذاباتها الداخلية والديون المتراكمة عليها، كي تستطيع غناء الأغنية الرقيقة التي تهدهد بها الأطفال، لكن بسبب استنزافها بالكامل نفد مخزون الحب واللعب لديها، فتحولت من شخص باسم شديد اللطافة إلى شخص حاد وعدواني، أنهكها الطبخ والبؤس وخدمة الجميع، حتى أصابها الجدب العاطفي وقادها إلى الجنون.

رحلة جلجامش الأخيرة

كتاب

تسرد رواية “رحلة جلجامش الأخيرة” للكاتب الفلسطيني علاء أبوعامر، الصادرة مؤخرا عن مكتبة كل شيء في حيفا، رحلة الفدائي الفلسطيني الأخيرة، التي تتشابه وتتقاطع مع رحلة جلجامش الأسطورية، بآمالها ومخاوفها، والأمل في الخلود. الرواية ذات طابع فلسفي، تتحدث عن المرض والموت والخلود، بين الحياة الواقعية والأسطورة، ونقرأ فيها النكبات التي عاشها اللاجئ الفلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان، وانتهاء بخيبته الأخيرة حين عاد إلى فلسطين بعد اتفاق أوسلو.

 تتميز الرواية بكونها مكتوبة بلغة فلسفية، وبحكاية متداخلة ومترابطة يقدمها سرد يتأرجح بين الماضي والحاضر في الجملة السردية الواحدة، وتركيب روائي له أساليبه المتعددة، من تعدد الرواة، وإقحام القارئ بسؤالاته، وأنسنة الأشياء والمذكرات والمخاوف، وكذلك الاشتغال على النص من الناحية التاريخية والأسماء والأمكنة.

حدث ذات صيف في القاهرة

تجري أحداث رواية “حدث ذات صيف في القاهرة”، للكاتبة المصرية ياسمين الرشيدي، الصادرة حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع، في ثلاثة فصول صيفية، أحدها في منتصف الثمانينات والثاني في أواخر التسعينات، والثالث في صيف العام 2014، وذلك من منظور فتاة من مواليد نهاية سبعينات القرن الماضي.

تروي الرشيدي، باستخدام تقنية اللقطات السينمائية ونبرة هامسة ولغة سردية رشيقة قصة مختبة في ذاكرة البطلة مذ كانت طفلة لم تتم الرابعة من عمرها بعد، كاشفة عن الأحداث والشخصيات التي كانت جزءا من نشأتها وتكوينها الثقافي والاجتماعي، فتثير الكثير من المشاعر الإنسانية المتراوحة بين الحنين والغضب تارة، والسلام والحرب تارة أخرى، والهزيمة والانتصار، والقوة والضعف تارة ثالثة. وتظهر بين ثنايا الرواية صفحات مختلفة من تاريخ مصر، حيث الحكايات والمشاهد المتلاحقة، التي تناولت فترة حكم الرئيس جمال عبدالناصر، واغتيال الرئيس محمد أنور السادات، وحكم الرئيس مبارك، ومعاناة البلد من إرهاب الجماعات الإسلامية، والدور السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.

حفلة أوهام مفتوحة

كتاب

تدور أحداث رواية “حفلة أوهام مفتوحة”، للكاتب والشاعر الكردي السوري هوشنك أوسي، الصادرة حديثا عن دار سؤال اللبنانية، حول حادثة اختفاء كاتب وشاعر بلجيكي معروف يدعى يان دو سخيبّر في ظروف غامضة، ولم يترك خلفه سوى رسالة واحدة ذكر فيها أنه سيعدم كل ما كتبه من روايات ودواوين شعر وكل ما رسمه من لوحات، حرقا في حديقة منزله الكائن بمدينة أوستند البلجيكيّة على بحر الشمال، لكنه لم ينفّذ ذلك القرار، لسبب مجهول، ثم اختفى. ولم يعثر البوليس البلجيكي على أي أثر له. ولأنه شخصية عامة شغلت حادثة اختفائه الرأي العام والصحافة والإعلام في بلجيكا. وبعد أن فشل المحقق إيريك فان مارتن في استخدام كل أساليب التحقيق الجنائي في عملية البحث والتحرّي، تأتيه فكرة اللجوء إلى قراءة روايات الكاتب المفقود، وهي ثلاث: روايتان مطبوعتان وثالثة مخطوطة، ثم قرأ دواوينه الشعرية، وعرض بعض قصائده على ناقد أدبي بلجيكي، وبعض لوحاته الأخيرة على ناقد تشكيلي، ثم استمع لآرائهم النقديّة–التحليليّة، كل ذلك بهدف محاولة توظيف الأدب والفنّ في التحقيق الجنائي، والتقاط ولو خيط يوصل إلى سبب اختفاء هذا الكاتب، ومعرفة إلى أين ذهب؟ ومن ثم يبدأ تسلسل عرض الروايات الثلاث. وتنتهي الرواية بنهاية مفتوحة، إذ لا يكتشف المحقق سبب اختفاء الكاتب، ويقدّم استقالته من العمل، ويبقى التحقيق في هذه القضية مفتوحا ومستمرّا.

من يخاف مدينة النحاس

بعد أكثر من 50 عاما قضاها الشاعر العراقي فوزي كريم في كتابة الشعر والنقد الأدبي والموسيقي والتشكيلي، ها هو يطرق باب الرواية مُقدما لنا روايته الأولى “من يخاف مدينة النحاس″ وهو في سنته الثالثة والسبعين. تحكي الرواية، الصادرة مؤخرا عن منشورات المتوسط في إيطاليا، عن هوس مطاردة الذكريات المتعلقة بالكتب، هوس مدينة قرأت عنها ولم تفارق مخيلتك، وأنجبت في داخلك الآلاف من التصورات الغريبة عنها. بطل الرواية شاب مأسور لسحر الكتاب، بطل الرواية، خاصة الكتاب القديم. وفي إحدى المرات يقع في كتاب “مروج الذهب” للمسعودي على خبر “مدينة النحاس″ في ناحية من نواحي المغرب العربي، فيؤخذ بحكايتها الأسطورية. وفي بحثه عن هذا الخبر في نسخة محققة، موثوقة من كتاب المروج، يقاد إلى ملاحقة الكتاب، حتى في مخطوطاته في “المكتبة الوطنية” في باريس، لكنه في أكثر من مرة يجده وقد عبثت به يد جانية، فلا يُقرأ. هوية إنسانية لا تنتسب لتاريخ بعينه، إلا ما ينطوي عليه هذا التاريخ من سطوة للعقيدة الواحدة على مقدرات الإنسان الأعزل. الإنسان الأعزل هذا يجد مخرجا سحريا في الماضي، عبر الكتاب الذي ينتسب لهذا الماضي. الحاضر كتيبة مسلحة لمحق الكائن، والمستقبل بعد للزمان إيهامي. خبر “مدينة النحاس″ يرد على البطل في كتاب “مروج الذهب” عرضا، وإذا به هوة فاغرة تبتلع البطل المحاصر، تلاحقه منذ ذلك اليوم، داخل حلته وفي منفاه. المأزق تاريخي وميتافيزيقي في آن.

الإمام الغجري

كتاب

يسرد الكاتب السوداني عماد البليك في روايته الثامنة “الإمام الغجري”، الصادرة مؤخرا عن دار أطلس للنشر في القاهرة، قصة متخيلة لواحد من أئمة البلاد يجمع بين العمل السياسي والزعامة الدينية، وقد اختفى عن الحياة الاجتماعية والعامة عندما بلغ سن الـ32 من عمره، في حادثة شكلت لغزا لنصف قرن من الزمان، إلى أن كشف عنها صحافي في ملف مثير للجدل، وانتهت قصة الصحافي بمقتله، حيث أصبح هذا الملف مصدرا للصراع بين العديد من الجهات في البلاد.

وتتجلى من خلال ملف الصحافي القتيل حقائق خطيرة تتعلق بنسب الإمام وعائلته وسلوك «سفيان النصري» ومعتقده ونشاطه السياسي والتجاري وحتى حياته الخاصة غير تلك الظاهرة للناس، كما يظهر شخصية متنازعة الأهواء والأفكار بما في ذلك الطابع البوذي في فكره، بلمحة سودانية صوفية.

تكشف الرواية عن فكرة المخلص الذي ينتظره الكثيرون، في حين أنه اختار حياة أخرى تخصه بعيدا عن كل التوقعات، وتشير إلى التشظي الذي يكمن في الذات الإنسانية بشكل عام بغض النظر عن موقع الشخص ونفوذه. وتطرح العديد من الأسئلة الصعبة المتعلقة بالواقع السياسي والاجتماعي، وتشكك في أصالة اللوحة التاريخية التي رسمها البعض لنفسه وبعائلته، وتخلخل المسامير التي دُقّت لتثبيتها في عقول البسطاء.

بعد الحياة بخطوة

يكتب الأردني يحيى القيسي في روايته الجديدة “بعد الحياة بخطوة”، الصادرة حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عوالم صوفية روحانية تثير لدى القارئ رغبة في تأمل العالم من حوله والمغزى من الحياة.

وبجرأة شديدة تعالج الرواية حقيقة الموت التي تؤرق البشر جميعا، ويظهر فيها بطلها وقد طرح المؤلف أمامه خيارات أخرى بعد الموت، مقترحا عليه مواصلة حياته بشكل آخر في عالم مختلف بكل تفاصيله.

توجه الرواية رسالة مباشرة للقارئ مفادها أن “الموت ليس نهاية كما هو متداول”، بل “هناك بعد الحياة خطوة”، وهي بداية لحياة جديدة موازية للحياة الأرضية السابقة، وحافلة بالعمل من أجل الترقي لما هو أفضل لعوالم أخرى قادمة، بينما تنتظر أرض أخرى تسمى “الحضيض” أولئك الذين فشلوا على الأرض بسبب أخلاقهم وجرائمهم وطاقاتهم السلبية، وهي حياة قاسية، لا تليق حتى بالحيوانات.

تبدأ رحلة بطل الرواية بعد دخوله في غيبوبة نحو شهر من الزمان، إذ يُترك جسده المادي على سرير المستشفى، ويغادر بوعيه الحاد، أو جسده الأثيري، إلى عوالم جديدة ضمن معراج ذاتي يقوده إلى مقابلة من سبقه في الرحيل أو في الموت، وهناك تُعرض حياته السابقة أمامه كاملة ليعرف أين أصاب وأين أخطأ في رحلته الأرضية، ويصف بالتفصيل الحياة “الفردوسية” التي يعيشها من يستحقها هناك من الأرواح الراقية، وكيفية مواصلتهم أعمالهم الأرضية السابقة بصورة أخرى مختلفة عن المقاربة المعهودة في المرويات التراثية أو الدينية.

طريق الحوت

كتاب

تتناول رواية الكاتب اليمني مروان الغفوري “طريق الحوت”، الصادرة حديثا عن دار أزمنة في عمّان، قصة البعثة الدنماركية التي قام بها العالم الشهير نيبور، مع أربعة علماء أوروبيين، إلى اليمن بين عامي (1761 – 1767) بأوامر من الملك فردريك الخامس، والتي كتب عنها توركيل هانسن في كتابه “من كوبنهاغن إلى صنعاء”.

كان للرحلة، التي جهزها ملك الدنمارك فردريك الخامس هدفان: أولهما علمي، والآخر محاولة تفسير نصوص العهد القديم، وهدف الرحلة عند الغفوري ذو بعد ديني وأسطوري وميتافيزيقي، بل إن الرواية كلها تدور في أجواء أسطورية، يتداخل فيها الواقع والخيال.

تفتتح الرواية مدخلها بجملة من سفر الخروج “وقال الرب لموسى مد يديك إلى السماء فمد يديه، وكان هناك ظلام دامس غطى أرض مصر لثلاثة أيام” لتشير بوضوح إلى أحد أهداف البعثة، وهي الوقوف على أسرار الشرق، مهبط النبوات والكتب المقدسة. وتُعد الأساطير في هذه الرواية حجر الزاوية، حيث لا تكتفي باشتمال الأساطير الدينية، بل تعدتها إلى أساطير قديمة تفسر عذوبة النبيذ الإسكندنافية، “نبيذ الحكمة والشعر”.

عام الفزوع 1864

استوحى الباحث والروائي التونسي حسنين بن عمو أحدث رواياته “عام الفزوع 1864″، الصادرة مؤخرا عن دار نقوش عربية، من حقبة تاريخية تناولتها الكثير من الدراسات، وتناقلها الرواة جيلا بعد جيل، لكنه أعاد بناءها على نحو تخييلي تمتزج فيه جمالية السرد الروائي بشغف الغوص في التاريخ، مقتفيا رحلة الإنسان بين الأمل والخيبة بحثا عن التحرر من الاستبداد. وقد أعاد بن عمو إحياء شخصيات تاريخية واقعية، وخلق شخصيات خيالية ليحبك بأسلوب بديع أحداث الرواية، ويجعل القارئ ينغمس فيها بشغف لملاحقة تفاصيل دقيقة للوضع الاجتماعي والاقتصادي والعلاقات التي تربط المجتمع التونسي في القرن التاسع عشر.

تسرد الرواية أحداث هذا العام الفارق في تاريخ تونس، الذي شهد “ثورة العربان” ضد الباي، نتيجة التعسف الجبائي الذي فرضه على أهالي المملكة، ثم قمع هذه الثورة، وما تلا ذلك من نتائج كارثية كان لها تأثير في ما بعد على احتلال تونس من قبل الفرنسيين. ويرصد الكاتب بدقّة كبيرة جميع المراحل التي مهّدت لحصول الثورة، وأسباب إجهاضها وتفريق شمل الثوار، قبل أن يستعرض فنون التشفّي والانتقام التي سلّطها الباي على الثوار المستسلمين الذين طلبوا منه الأمان. ولم يفت الكاتب أن يعرّج على الدور الذي لعبه القناصل الأجانب خلال هذه الفترة عبر التدخّل المباشر في شؤون البلاد والتأثير على الصادق باي وحكومته.

أرجوحة بلاء

كتاب

تكشف رواية “أرجوحة بلاء”، للكاتب الفلسطيني سعيد الشيخ، الصادرة مؤخرا عن منشورات ألوان عربية في السويد، عن عالم مليء بالقسوة والحرمان والفقد والتشتت والضياع. وتصلح أي قرية أو مدينة في الجغرافيا العربية لأن تكون مسرحا لأحداثها خلال الأعوام الممتدة من الخمسينات إلى السبعينات من القرن الماضي.

إنها سردية فجائعية لا تنزاح عن خيط عريض من بلاء يلف حياة زوجين شابين (حميد وريما)، أحبا بعضهما وهما في دروب القرية منذ طفولتهما الناضجة، ليصطدما بالمجتمع البطريركي الذي يأخذ زمام النظام الخالي من أي منطق، إضافة إلى خلافات الأهل ومسلسل الثأر الذي يربطهما، لكنهما في النهاية يتزوجان بعد أن يشرفا على الموت، من دون موافقة الأهل الذين يجدون أنفسهم في حلّ من تطبيق العادات والتقاليد المتبعة في طقوس الزواج، ويتم نفيهما إلى المدينة ومقاطعتهما، وسط إعلاء خطاب الفضيلة، لكن على أرض الواقع ما من فضيلة يمكن تلمسها، حيث الفساد يستشري، والويل لمن يخرج عن طاعة أولياء الأمر.

وبعد عدة سنوات تصدم الزوجين فاجعة أخرى هي عدم الإنجاب، دون أن يكون هناك سبب واضح. وهنا تتطور أحداث الرواية بالمزيد من مسلسل الخسارات، لتفرض السوداوية نفسها على مجريات الأحداث الآخذة منحى من الضربات في حياة الزوجين، حتى يقوم السؤال بصوت عال مرة، ومرة أخرى داخل النفس “لماذا نحن وحدنا في هذا البلاء؟”.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.