انت تتبددين في الإيماءة
الأقمار
لن أربحَ إلّا أسرار قلبكِ
ولن يهتدي إليكِ إلّا من جربَ خسرانكِ،
وكلما حاولتُ أن أُغطيَ ساقيكِ بالظلال
سقطتْ ظلالي كوشاح ناعم، أنتِ عارية ٌومسمَّرةٌ على خشبة.
لديكِ لحظاتٌ مقطوعة، مقطوعةٌ بمقص،
كأنها إطارٌ وأنتِ في وسطه،
أصابعُ يديكِ متوهجةٌ،
وأظافرُكِ نظيفةٌ ومصبوغةٌ بلونٍ كُحْليٍّ غامقٍ
وأمامكِ الزمن ينزف، ووجهه ضامر،
والأحداث معلقةٌ بذيل ثوبكِ، كأضابير قديمة، مصادفة دفعْتُكِ بكتفي، ونحن على رصيف الضوء مسافران،
المساءُ القصير اختفي، والمطرُ سقط كله في بئرٍ بعيدةٍ، يائسا
فالمدن لاتغرق كما كانت في أصول الكتب.
وقفنا نتصفح الوجوه لننتقي وجها واحدا لرفقة الطريق .
قلتِ لي، أيُّ قمرٍ على ذراعكَ؟
قلتُ لكِ، قمرُ العائد، لأني بحارٌ
وأنتِ؟
قلتِ لي، قَمَرُ الله لأني منذورةٌ، لكل عابر سبيل،
قلتُ لكِ: أدخليني في لحظاتكِ المنفصلة، لنجلسَ ونغيرَ أقمارَنا،
عندما وقفتُ خلفكِ في الباص الأحمر،
كان جمرُنا الساخن يطبع على ذراعكِ قمرَ الإغواء
وكنتُ الفتى الذي أسندَ حَنْكَهُ على كتفكِ وعندما نزلنا، قبّلتُ يدَكِ،
وفي غرفة النوم، كان يخدمنا شجنٌ غريب،
ويسألُنا،
أيُّ قمرٍ أطبع؟
وبصوت واحد قلنا: قمرُ المرأةِ والرجل،
عندما خَلقَ الله المرأةَ كانت وحيدةً في حوض السباحة
ولا من يد تمسكها من مكان لذتها وترفعها من بطنها على الماء
وعندما سحبتْ ورقة اللعب، ظهرتْ لها صورة شاب
فطلبتْ من الله رجلا، ثم نفخ في فمها،
ثم ولدتْ اَدمَ ثم صار ابنَها
ثم صار حبيبَها، ثم صارت طريدتَه،
ثم صار صيادَها.
cross roads cafe
24-6-2015
الحنينُ إليكِ ينضب ويمتلئ
في إحدى المرات،
كنتُ أُنظِفُ قلادتَكِ من (ماضي الأيام )
فاستبدلتُ خيطَ السحر بندائي على فمكِ،
لنلتئمَ أنا ولُعابكِ،
وكان حنيني لا يقوى أن ينظرَ إلى عينيكِ
فقط يضع ريشتَه عن بعد في اتجاهكِ، فتحملُكِ العاصفة.
كنت تتخفين في كلمة طويلة،
وتنقلين فجرَكِ ليلا بين البراكين غاضبةً وساخرة،
وأنا في اَخر سطركِ واقف
ومعي ماءٌ باردٌ وهواءٌ، لتعبكِ وعتبكِ وجفافكِ،
ألصقُ فضتي على لسانكِ لتمصَّ سمومَ الأيام،
وأضمّدُ جروحَكِ المفتوحة، بالانشغال بكِ،
لماذا لا يظهرُ وجهُكِ لي إلّا أجزاء باهتة في الضباب؟
من أنتِ؟
قتلني الوجدُ.
أُريدُ أن أسمعَ الرواية كاملةً من الشيطان،
أُريدُ أن أسمعَ من الذين تمَّ منعهم من الكلام،
لا حنين في كلمات الأنبياء،
سوى الرمل الذي غطّى وجوهنا،
والسلاسل النارية التي حاصرتنا،
كلما غابت الشمس،
انتظرتُ أن يضعَ الربُّ حنيني إليكِ بين الفصول،
ويكون فصلنَا الذي ينضب ويمتلئ
ماذا أفعلُ بكِ؟
دوَّرتُكِ دوراناً بشهوة الكاميرا،
كي أَصِلَ يوميا إلى زواياكِ الست
في الزاوية الأولى
غطرسةُ فَمِكِ، وذُلي
وفي السادسةِ، انكسارُكِ وموتُكِ وفوزي
وبين غطرسَتِكِ وفوزي
نتواصل بحنينٍ ينضب ويمتلئ.
cross roads cafe
20-6-2015
سأغادر خفيفا بلا حكمة
الصدقُ قليلٌ،
ومبالغاتُ اللغة كثيرةٌ،
إذن كيف ستصدقيني؟
وفائي لكِ أكثر لغزاً من جلد السماء الذي لا نراه،
لن أتبرعَ بانتظاركِ المرير لأحد،
فأنا هنا ماكثٌ تحت مظلته،
آكُلُ ضجري كلما نبتَ وَرَقُهُ، وأنتظرُكِ،
وبعودٍ أُقلّبُ أحشاء الحكمة.
الحكمةُ كل صباح على طاولتي .
وكنت أسأل ما هذه المنفوخةُ كعجينٍ بائت؟
هل هذه هي الحكمة؟
هذه الصاخبةُ المقيمةُ في أصواتنا منذ الاَلاف،
وما زالت عاجزةً عن أن تفضَّ شِجاراً بين اثنين،
لو لديّ مزاجُ المدوّنين القدامى،
لتتبّعتُ القدمَ الحافية، وفسّرتُ لكم كيف كانت تعرق وتتمنى،
فيصبح عرقُها وأمنيتُها أثرين، لهما مفتاح،
لفسّرتُ لكم كيف تتليَّنُ الصخور بضربة عصا ملطخة بالأوجاع،
فيستقر الهيام الطري كسيقان لبلاب رخوة
على حافة أنصال الصخور،
وتكون العصا وجها نتوجه إليه.
نحن مثبّتون من ياقاتنا بمسمار،
وأيدينا فعلت كل هذا العنف الذي أرتعد منه الله
نحن اسمُكِ على ورقة البريد
كل هذه الرقة في الآيس كريم،
نحن شريط كاسيت، يجأر،
نحن التصديق المبكر لأصوات الكهوف والبراري،
نحن أجساد، تعرق في الليل، وتتمنى بصمت.
أسألُكِ أيتها الحكمة المتجمعة والملتفة كالثعبان فوق طاولتي
من أيّ أثرٍ أتيتِ إلينا،
أتيتِ بلا شروط،
وأقمتِ في أصواتنا، وأصبحنا كلنا حكماء
حكمتنا تزداد ومعرفتنا تتناقص
كلنا مجرمون،
ننتزع القلب الساخن من الأضلاع ونأكله،
سأتركُكِ هنا أيتُّها الحكمة، لقد أطفأتُ الأضواءَ، وأنزلتُ الستائر،
وأغلقتُ الباب،
لم يعد لديَ سوى وفائي معي،
سأغادر خفيفا بلا حكمة.
cross roads cafe
11-6-2015
أيقونةٌ زرقاء في كنيسة مهجورة
يَدُكِ ليستْ ساخنةً وليستْ باردةً،
دائما منذ الأزل يدُكِ دافئةٌ،
تُعيدُ عَصَبَ العين الفالت إلى مكانه،
وكلما نَسيتِ جفَّ لساني،
وكلما سقط ندمُ نسيانكِ عليه، ارتوى
العاطلون، وأنا منهم. نتبادل نومَكِ في منتصف الليل،
لهم انصرافُكِ عنهم بلا رحمة، ولي استقبالُكِ لذّةَ حلمي
طيبةٌ لدرجة أغيّرُ نزولَ محراركِ، وأرمي رمزَكِ
وسط لعبة مجانين- (في تجميع أمثلة النكاح- لإثبات مسالك العلّة)*
ولا تغضبين مني، وتتركين خطيئتي تحت المطر حتى تبلى وتختفي.
يدُكِ الدافئةُ تمسكُ الخديعةَ الغائرة
وتزيلُها كلطخة سوداء على الباب
ضعي قدميكِ في حوضي الفائر
ودعي بخاري يصعد عليكِ، يصعد وينزل
كما كنتُ من قبل في أحشائكِ رغبةً مبهمةً،
تمتصُكِ،
وبقيتُ أمتصُكِ، من عنبكِ الأسود
أمتصُكِ من فمكِ
ومن عين الماء في سرتكِ، وكلما امتلأتُ، ملأني الندم،
أقف معاقبا سلالتي كلها، أتربصُ ليلَكِ ، منتظرا نهاركِ، كي أطلبَ الغفران،
براءتي تُخطئ يوميا، ولا ذنب يثبت على زجاجها الصقيل،
محصّنٌ دائما بثقتكِ، حتى لو انغمست فيكِ الى النهاية
كان جلدي القديم يسقط،
ومخازن طاعتي مملوءة ، بتقبيل يدكِ،
أيتها الواضحة أمامي
الخائفة من النسيان
الملتصقة بروحي،
كأيقونة زرقاء في كنيسة مهجورة.
* مسالك العلة-مجموعة وسائل جدلية خاصة برجال الدين يصلون من خلالها إلى تحديد السبب الذي أدى إلى تحريم أو تحليل أمر ما، والغريب أن كل الأمثلة المدرجة في مسالك العلة عن النكاح، طبعا هي وسائل مضحكة أشبه بلعبة مجانين.
في 1-6-2015
cross roads cafe
أول مرة
*عندما تعيش في ظِلال الحب،
يتوهجُ جَدلُ الالَهةِ قربكَ،
فتكتملُ صورتُكَ وألوانُك كلها وتبزغ
مثل فضة لامعة تكسر الفخار وتخرج
عندما تعيش في ظلال الحب،
ستجدُ نفسَكَ تعيشُ في عقلٍ اَخر،
يفكر ويتكلم كما لو أن هذا العالم منخفضٌ،
لدرجة أنكَ تستطيع أن تعبرَه وتدخُلَ فيه.
كما لو أنك ترى نفسكَ،
مثلما رأى روبنسون كروسو
أثر قدميه على الرمل
أول مرة.
*يشير روبرت بيرسك في روايته استجواب القيم، إلى عام 1918، عندما دخلت أول سيارة مكشوفة إلى مدينة نيويورك جلس فيها الرئيس وودرو ويلسن ورفع قبعته الحريرية في مشهد مهيب، كان المجتمع ينتقل من الزمن الفكتوري زمن النبالة والفضيلة، إلى الزمن التكنولوجي، كل شيء ولد من جديد التمرد على التزمت، الطائرات، مسابقات ملكات الجمال، الراديو، المسابح المختلطة، الحب العلني، السينما، الفن الحديث، التحول من حالة إلى حالة إما ينتج تشوها اجتماعيا جديدا أو تطورا جديدا،
تماما كمن يتحول للعيش في ظلال الحب،
إما يرتقي به إلى عمل مفيد أو يحوّله إلى وقت ضائع.
Apo Greek life cafe
في 27-5-2015
أعبدُكِ
كان ميّتا
فارغا كساقية
عاريا في البراري*، لم يسمع الرنّةَ الواطئةَ في صوتكِ،
ولا قدرة لديه كي يحدسَ التناسبَ في زاوية العين والفم،
سوى جسدِه الهائم على وجهه،
كلما نشفَ غطته رغوةُ جسدكِ،
وانفردتْ أصابعُكِ، بتأديب عطشه،
يدُهُ مفتوحةٌ كعين الكاميرا تلتقطُ هفّةَ ثوبكِ
فيزدادُ يقينُ الميِّتِ بكِ
كل هذه الجواهر
الملطخة بحنّاء قدميكِ،
انعقدتْ تميمةً تشدّ ذراع المريض
كل هذه الاستغاثة التي تزحف على بطنها ولم تصلْ
انعكاسٌ لفجركِ الأزرق،
أيتها العاقلة،
كلما انشقَّ نهارُكِ على جبيني،
جلستُ أُصفّق بجناحي
وأعبدكِ.
*في ملحمة كلكامش، كان ادم (أنكيدو) فاقد الذاكرة يعيش في البراري مع الحيوانات
وعندما سمع صوت حواء (إرواء) العاقلة تناديه عادت له ذاكرته، ونقلته إلى الحياة البشرية ثم تمرد عليها وحبسها بقوانين وعادات وأفكار.
27-5-2015
لا بد من أثرٍ بيننا
أعتَقد أنه عرفَكِ من عضَّةٍ خفيفة على كتفكِ،
وعرفتهِ،
عندما كنتما تلعبان تحت شجرة سرو
كانت يدُهُ تمسح إبطيكِ، فيموت
وتنفخين في فمه
فيستيقظ،
ويسألكِ،
من أنتِ؟
وتنظرين في وجهه،
كوجهٍ أدمن النظرَ إلى المراَة،
من أنتَ؟
من سنكون،
لولا هذا الأثرُ على كتفكِ
لولا هذه الرائحةُ الدائمةُ في يدي،
ما نراه ليس دائما هو الحقيقة
الحقيقة ليست دائما تتطابق مع ما نراه
لابد من أثر
بيننا.
شارع Yale
20-5-2015
مثل نجمة العشاء ليّنة وعارمة
العالم قطارات،
مندفعة بأقصى سرعة، من غير جداول ضبط
الدخان والحطام والدماء متناثرة في كل مكان،
وأنا مكسور الذاكرة، تقودني فكرةُ قدميكِ،
قدماكِ تشعّان من بعيد بسِوارين،
تغطيان عري العالم،
أنتِ المخلِّص،
الذي يشفي الذاكرة
أنتِ الوعد
المنسي على خشب الباب،
أقفُ على أكتاف الأمواج مهتزاً،
كبناية ضربها زلزال،
منتظراً أن أرى قبل أن يحلَّ الكسوف،
كيف تبزغين مثل نجمة العشاء
ليّنة وعارمة.
شارع Yale
في 18-5-205
اضحكي
البكاء مثل الأيام لا ينتهي
شذرة صغيرة من ضحكتكِ كانت معي
كيف أعيدها لتكتملَ الضحكة
كيف أُقنع حاجزا متصدعا
أن لا يرمي أقفالَ قلبهِ وسط الأمواج ويعجز،
كيف ُأقنع كل هذا التلاطم، أنه عاجزٌ ولن يصل .
حياتُنا تُهدر بسرعة .
ربما لم تكن الصناعةُ مُحْكَمةً، ربما.
أنا أيضا عاجزٌ أن أنسّق عاطفتين
كي تبدوا في طول واحد
أحاول أن أقوّي ضحكتكِ، اضحكي،
فالبكاء مثل الأيام لا ينتهي .
شارع yale
في 17-5-2015
أنتظرُ رائحتكِ
سأُعلِّقُ رائحتي بطرف منديلٍ وأنتظر
رائحتكِ متى تنهض؟
الحقيقة الوحيدة أنتِ،
لذلك أنا وظلي منذ أربعين عاما
نتذوق ربيع الروائح المارة أمامنا
لم يبق عطر إلا وشممناه
لم تبق قهوة إلا وشرحنا طعمها للغرباء
لم تبق عتبة إلا وربطنا زندها بعين زرقاء كي تراكِ،
وانتِ في ظلام القمم،
وأنتِ في الزاوية التي انحرف منها العالم عن محورهِ،
أحاول أنا وظلي منذ أربعين سنةً، أن نعيد ابتسامتكِ إلى مراَتي
ليست من يدٍ تشفي هذا الولع المريض بكِ
كاد قلبكِ يختض،
عيناكِ مغمضتان،
كنتِ معلقةً بقوس بيضاء،
وكنتِ على وشك السقوط على السجادة القديمة
وكنتُ أنا وظلي واقفين نتناوب منذ أربعين عاما لنمسكَ
يدكِ كي تمسك حافة الطاولة
كي تنزلي ببطء على الكرسي
ليس الحب فقط أن تكوني فيَّ
الحب أن تكوني قربي
وتنظري إليَّ
وتكون عينكِ حارسة
وأن لا تحبسي رائحتكِ في أرنبة أذنكِ
أنا علقتُ رائحتي بطرف منديل
وأنتظر
رائحتكِ متى تنهض؟
في 16-5-2015
cross roads cafe
ليس هناك فراغ
ليس هناك فراغ بين الأحمر والأبيض
هناك لون غير مرئي
هناك نبرة التهام كثيفة بين حرف وحرف
هناك قلق مكتمل
عندما تزفرين هواء رئتيكِ،
هناك أنتِ وحدكِ في الإطار،
وحين أضع إصبعي على شفتيكِ
يظهر أمامي كل شيء مرئيا
الأحمر والوردي والأبيض،
ليس هناك فراغ بين الأحمر والأبيض.
في 13-5-2015
cross roads cafe
تعالي نتكلم بلا كلمات
الكلمات تتلصص على بعضها
متعالية لا تتبادل التغذية ولا الأغطية
مثل ورق الكمّثرى مقطوع اللسان
عاجز
أن يمتص قطرات الشكوى
المتجمعة في الليل على الكمثرى
لذلك يذوي المعنى ويسقط بمجرد أن نضعه في كلمات
كما تذوي الرغبة بمجرد أن نقولها
الكلمات منكمشة وجافة
هناك الفاعل بيده عصا غليظة وتحت قدميه مفعوله
كهذا التمثال
هناك سلطة غاشمة في كل جملة
في كل جملة هناك كلمة جارحة
وهناك كلمةٌ مجروحة ينهشها فعلٌ كأنه ثقبٌ يبتلع الزمن
وهناك كلمةٌ زائدة تحت شمس الظهيرة بلا مأوى
سأخاطبكِ بالنعاس، ستردين عليَّ بألوانكِ، لا لن أجبرَكِ
لكن سأربط يديكِ بالمسرات، وأجلد غفلتكِ بما يصلكِ من نغم منخفض،
ثم تأمرينني بعينين مغمضتين
فننشغل طول اليوم، بتبادل الأغاني، ننشغل بالدمع المتقطع،
مختنقين بالدخان المتيبس
كأنه دمُ البارحة على الرصيف
بهزة الرأس التي تؤكد الموت،
بالتوقف لحظات لمعرفة طعم القُبل أثناء الخوف،
بالندم الذي يقطعنا نصفين
بالحنين المتطاير الذي يجمعنا بقبضة كف
أنهكنا مرض التكرار،
افرشي خرزكِ على المنديل،
سأعرف اللون الذي يمسح سرّتكِ بالقطن وسأعرف الزاوية المهشمة في حديد قلبكِ
كل هذا الكبرياء في زاوية الفم
ينحني لرعد العين الخفي، ويرقّ كلعابكِ أثناء الإغماء
أنتِ في هذه الإيماءة، تتبددين كرشة ماء على عطشي
تعالي نتكلم بلا كلمات.
في 11-5-2015
نحن العدّائين
لا أحد منا يسجل حلمه كاملاً
ربما نتذكر فقرة مشوشة،
أو أجزاء مركّبة، من أحلام قديمة ميتة،
أو أحلاماً مكبلة الأيدي ممنوعةً تحت سقفنا المظلم
حاراتنا، أزقتها ضيقة وملتوية، تشبه خنادق القتال،
الزقاق الضيق علامة المدن الخائفة
خائفون، ومشوشون،
كل منا يحاول أن يتسلق الجبل
أشكالنا وأشكال من سبقونا مطبوعة على حافات الحجر
مع ثيابهم وصورهم وقهقهاتهم وبكائهم
نحن العدّائين
منذ أن قال الرب كونوا
كنا، وفي ذات اللحظة بدأنا في الجري الجري المستمر بلا توقف نحو الجبل،
أين وصلتُ أنا
أين وصلتِ أنتِ
أين وصل الآخرون ؟
مازلنا نعدو نحو الجبل وسنترك أشكالَنا مطبوعةً هناك على الحجر
مع صورنا وقهقهاتنا وبكائنا
لكن، وفي هذا السباق المرعب
نحتفل في أعياد الميلاد ونتبادل باقات الورد، ونرمي ابتساماتنا على بعضنا
ونطيّر كلمات إطراء نديّة،
ما أجمل الحياة ونحن نهتز فوق حبل الهاوية.
cross roads cafe
5-5-2015
نحن كفان ملتصقتان كتوأم
في كفكِ ثلاثة خطوط تشبه خطوط ورقة التين*
خط الرأس
وهو خط الذهب يستدير على الإبهام ويأمره أن ينتصب
خط الحياة
وهو خط الفضة الممدد على الفراش بحلمتين تمريتين
خط القلب
وهو خط الخزف الذي يتصلب ثم يتشرب بالوصال حتى ينكسر
ثم تتجمع شظاياه، وتلتحم
ثم يرتخي ويلين مثل طفل يئن وهو يمص إصبعه
قلادتُكِ تنتهي بزرقة واسمكِ (رام)
مرتّلٌ وملتصقٌ ومدموجٌ وسط. ( أب راهي م)
وعنقكِ طويل
وابتسامتُكِ ترسل رائحةَ الشغف،
وأنا كلما عثرتُ على مزموركِ، أفشل،
لا أعرف من أين أحركه ليصدح
ونحن كفان ملتصقتان كتوأم
ومعكِ دائما أفقد كلمة السر كي-أُنهض المشاعر بلا استئذان-
أصْفُرُ مندفعا على خطوط كفكِ، أعوي كقطار،
تتزايد خطوطنا ويتزايد عواؤنا ونبقى نتكاثر وننشقّ عن بعضنا
مثل ورود تبرق برؤوسها وتشقّ طبقة الأسفلت
هذه كفكِ الناعمة مغطاة بحرير الوعد، هذه عيني الخاسرة تترقبكِ،
فكيف أرفع تراب السنين عن يدكِ
وأفتحها وأضع رغبتي فيها وكيف ستنامين الليلة
أقترح لا تنامي
فأنا ملزم أن أقرأَ كفكِ كل ليلة
هذه القصيدة لم تنتهِ
لأني بعد لم أفتح كتابكِ وأضع ريشتي فيه،
نحن في ظلام الرغبة
ولا قمر بيننا على السرير
يضيئ أغوار كفينا الملتصقتين كتوأم.
في cross roads cafe
28-4-2015
افتحي وضميني
الاسم هو ذات المسمّى (لذلك عندما أقول شتاء نهتز من البرد)
لذلك تركنا حنيننا تحت الوسادة يعبث بنا،
لذلك تعرف القُبلُ أعشاشها في تبادل الكلمات
الاسم هو غير المسمّى (لذلك أفسُّركِ مئات المرات كي أقتربَ منكِ)
لذلك صوتي واهن
وأنا مثل طفل
يدرك ذاته ببطء، أتعثر أمام تجربة يدكِ حين تلوّح،
تشكني ابتسامتُكِ كرأس صنارة حاد
ولا أعرف عندما يرتجف قلبي أمام صمتِكِ.
لذلك أُفسّرُكِ مئات المرات كي أعدِّلَ نبضَكِ إلى جهتي
ولم نعد نرى أنا وأنتِ
من فوق الشارع المرتفع إلاّ سياج مقبرة
وخفير حراسة ممزق الثياب غارقا بالدم
وبكاء المدن قرب أبوابها الخشبية المحترقة
ليست هناك حقيقة سواكِ
كل هذه العقائد المجنحة الصاعدة والهابطة في حواشي الكتب،
كل هذه الأنوار المتطايرة، من ورق التين والزيتون
كل هذا الذهب الذي يجري مع الخمر واللبن
كل هذا الإله الذكر الغاضب الذي يقطع الرؤوس
ليطعم وثائقه بوجبات الصراخ
كل هذه النبوة الباكية، الجالسة على ركبتيها أمامكِ وعلى أسنانها الدم
كل هذا الدخان الذي امتص الحقول
كل هذا، من أجل أن تُسَفّه الحقيقة،
ليست هناك حقيقةٌ سواكِ،
إياكِ أن تستسلمي،
ولكن
كيف
أجتاز كل هذا السواد لأتمددَ على ظهركِ وتحمليني،
فمي بالكاد يصل الى فمكِ،
وأنا خلفكِ أغذيكِ بالصاعقة
أفتحي، فربنا ليس حجرا في مكعب
ربنا فيزيائي بنظارتين، كل لحظة يقدم أعجوبته لنا،
كل لحظة يعلمنا، أن كل هذا الجلال على عنقكِ، لن يكون إلا بلمسة يد
وكلما ذوى فمي أحيته حيلُكِ البريئة،
في نصف قبلة لم تكتمل
هي ذاتها التي نراها على خط الأفق تربط فم الأرض بالسماء
تربط فم السماء بفم البحر
أنتِ لي
افتحي وضميني.
في cross roads cafe
26-4-2015
قبلة طويلة طويلة حتى الموت
الكلمةُ صَلْبةٌ
صَلْبة لدرجة لا يكسرها معّول،
وأنا أصرخُ في داخلها، كمن يصرخ في الأحلام لا صوت ولا صدى
أنظرُ إليكِ من قوس قزح بعيد،
قوس قزح بعيد ينظرُ إليكِ وأنا في داخله أعمى،
التقطُ الضجيج من المارة،
من سماء إلى سماء منذ أن سقطتُ من رحْمِكِ،
كمن دفعني بقدمه الى رَحْم البيت، ثم امتلأتُ بأصوات، وكلمات، وأفكار،
وأنا أتبعكِ وأعيد عليكِ، الخيالات، والافكار نفسها كأنني ألة تسجيل،
لكن
من يفكُّ وثاقي
غيركِ
رائحةُ شَعْرِكِ وحدها توقف اضطرابي،
وتدفعني الى لجتكِ
سابحا في هذا الوهج، مندفعا فيكِ إلى القاع،
إلى سماء الحنين، حيث كلمات أخرى،
تلين مثل الطين وتنفرش، وفيها
نقطّرُ شهوتينا
نقطّرهما في شفرة لا يعرفها إله قريش،
نخّزن نظرتنا السرية في كلمات جديدة
كل كلمة تصلُ إليكِ، هي كلمة هاربة من عادة الوهم
تتغلغل فيكِ وتسكنُ في سلطانكِ، سلطانكِ، وأنا نتبادل
كلمةً غريبةً مثل طائر غريب، أتى من كوكب أخر،
فأفسد النبوة، حين أخبرها أن يديها ملطخة بالدم،
أفسد أرشيفنا، حين أخبرنا أن الفكرةَ تفكرُ فينا،
وهذه الوثائق كُتبت رغما عنا، نحن لا شيء، لا شيء
تعالي نهرب من هذا المرتفع،
تعالي نضبط من جديد نِسَبَ الكلمات،
تعالي نرفع كأسينا تحت الشمس
ونطل من شُرفةٍ أخرى
تعالي، نلتحم في قبلة طويلة طويلة حتى الموت
في 17-4-2015
شارع Yale