تسرّب

السبت 2017/04/01
تخطيط: حسين جمعان

إن شاء الله

انتحلي سيرتي أيتها الريح

ولا تنسي أن تنسبيها لغبار الطلْع!

***

وأنت أيها الليل

تمرّغ في حبالي الصوتية كيفما تشاء

ثم اخرج إلى النجوم صائحًا:

«كيفَ حال النائمات الناعمات!».

***

أما أنتم… يا معشر الفصول

فلكم أن تعيثوا

في عمري المجدوحِ بالخيبات

أرجحةً

حتى يُساقط عليكم

كسلاً شهيا

بالسُمّ… إن شاء الله.

براءة

يا للبراءة!

ما زال الصغير يمرح في عينيك الشاسعتين

(وقد أنشأتَ له، خصيصاً، روضة أطفال)

هنا ترقص أرجوحة

على أنغام ضحكات صباحية

وهناك

تحجل مزلقة حتى حدود الشمس.

وبين هذه وتلك

مباراة الاختباء..

وبين أقدام اللاعبين

علب لبن فارغة

وغلاف حلوى مكرمش

تتوسدّه

صورةُ بقرة.

وعيد النهار

أمضيت الليلَ بطوله

أدفعُ النهار بكلتا يدي!

غفوتُ قليلاً

سقطت

وحين أفَقتْ

لم أجد الشمس

قلتُ ربّما قهرتُ النهار

وربما مشى فوقي

أو قفز

ثم دسّ الشمس داخل شق في جدار مهمل

وتوعدني

بغدٍ مشرق.

الثالثة والثلاثون

الثالثة والثلاثون: سِنُّ أهل الجنة

هذا ما تَلَقَنّاهُ، أنتَ وأنا

في حصص الدين المبكرة.

***

أنت تعجز عن طردِ اليافعيْنِ اللذينِ يَتَراشقان بالنكات

في فناء ذاكرتك الخلفي

***

أما أنا

فعاجز أبداً عن فضِّ الاشتباك

الذي وقعَ بين ضحكتيهما القاسيَتين.

تسرّب

أيها الغَدُ البعيد،

أيّها الغد الذي يُشرعُ ذراعيه

مُرَحّبًا بالآخرين

أنا قادمٌ رغمًا عنك!

***

لن آتيك طائرًا

ولا زاحفا

***

عبر مسامات جلدك الرقيق

نقطةً

نقطة

سأتسرب

***

تماما

كما تتسرب هذه الحروف الخبيثة

إلى أحلام يسرا وكوابيسها المبكرة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.