ثقافة الحوار لا ثقافة المونولوج
مع هذا الملف تستأنف "الجديد" عرفاً نقديا درجت عليه الصحافة الأدبية في القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد وغيرها، خلال القرن الماضي، تحت عناوين من قبيل "قرأت في العدد الماضي"، "نقد العدد الماضي"، "ردود"، وما شابه. وكانت المجلات الأدبية تحتفي بالنصوص الإبداعية عبر تكليف ناقد أدبي بقراءتها وتقديم إشارات وملاحظات حول قيمتها الإبداعية. وقد حفلت المجلات الأدبية عموما بالنقود والسجالات التي طالت المنشور على صفحاتها، ومرات تعدته إلى مناقشة القضايا ومساجلة الأفكار، وربما تحولت مرات إلى معارك نقدية بين شخصيات فكرية وإبداعية، كمعارك طه حسين والعقاد، وسلمى الخضراء الجيوسي ويوسف الخال، وغيرهم ممن حفلت بمساجلاتهم الحياة الأدبية العربية في القرن العشرين، وصنعوا جانبا من التاريخ الأدبي والفكري والوعي المعاصر.
وإذ نفسح هنا لهذه الردود والنقود، إنما ندعو الكتاب والنقاد العرب إلى استئناف هذه الممارسة النقدية الخلاقة، آخذين على أنفسنا العهد أن لا نكون رقباء على الأفكار، ولكن أمناء على الموضوعية والمستوى الراقي في السجال.
قلم التحرير