خصوبة الكلاب العقيمة
السماء تتقافز
السماء تتقافز على موانع القضبان، التي أحلم بمشابهة ضخامتها، وهي تعمل استعراضاً، تجعل الجبالَ تترنّح على مشفريها، وهي ترتّل الآياتِ بلا تصدّعٍ من خشية الذكورية، التي لم تزلْ تحارب ثيمتها مترامية الجمال العشتاريِّ.
هو يمشي بالراعي ويرميه في جحيم الحب الرماديِّ، حيث أنا أسيرُ مذهولاً وسط بويضاتٍ ترفع برقعها وتأكل المنيَ في قناة البيض الموبوءةِ بأرجل السلاحف.
السرابُ يحمل عيون الجِمال ويضعها في واحة الصحراء، التي ترحلُ أينما حلّت الشرانقُ المادّةُ رحمها نحو رأس النخيل.
السرابُ يضحك على تلك الرؤوس المترنّحة بكأسِ إله المتاهة، التي لم يدخلْها الصحوُ يوماً، في حين أنَّ المدينة تختل خلف العقل حينما تهبُّ العاصفةُ الترابيّةُ نحوها، مربّيةً لحية الحقيقة وتهربُ أطباقها ومجاريها ومدارسها الى أبعد نقطةٍ في الوجودِ الراكض خلفي وأنا أنحت على ذلك الجدار بأزميل الدموع النازلة من بركة الخمر المعلّقة في عجلات الدماغ.
تكالبتِ الانقساماتُ علينا، بعد أن تعثّرنا جميعاً ومتنا متناثرينَ، إلا حيمناً واحداً كانَ قد أقحمَ رأسَهُ ليصنعَ (نانا) الجديدَ الذي هرب من نهرِ الجحيم ليغرزَ مجدافَه في صندوق الأكاذيبَ ليكوّنَ مخلوقاً يسكر على مشيمة الطائفيّة المغذّية سُرّة الأحلام، فيمشي في الرحمِ عفريتاً يقتاتُ على رقّة (ننليل) المتشوّهة كمسخٍ دعستهُ قاطرةٌ مفخخةٌ لا تعرف معنى الجمال رمتها عليها ساحرةٌ عجوزٌ تنتظر موتها بشراهةٍ أفريقيّةٍ فطرحتهُ وحيداً في صحراء الفرح لتتعالجَ في مدينة طِبِّ اللاهوتِ الفارغ من الطِبِّ حيث تموت جميع النساء بما فيها القابلاتُ ويعيشُ القمرُ وحيداً على الجرفِ مع أخوات القحبة (ميدوزا).
سِفْرُ النهايات البدئيّة
خنزيرٌ يسحبُ الثقبَ الدوديَّ بقرنِهِ ويرسلُ حوافرَهُ لتلعبَ دعبلاً بالمجرّاتِ فتتهشَّم جبالُ نواةِ الأرضِ وتصطكّ من قَلْيهِ الشمسَ بقلبِهِ على سريرِ البرزخِ حيثُ هابيلُ يصوّرهُ بمكنسةٍ كهربائيّةٍ هربَ الفحمُ فيها إلى قناةٍ لا تدغدغُها نطفٌ تتسلّقُ فسائلَ بروستاتِ الخريفِ وترمي نفسَها من أعلى آبارِ الموتِ الفارغةِ كقناني المدينةِ السابحةِ في بساتين المرشَّحينَ على الفوزِ بالخراب.
أفقٌ يبحثُ عن شوكة شيطانِ الصلاةِ وهو يشمّرُ عن مؤخّراتِ المتعبّدينَ بينَ طيَّاتِ كتابِ القتلِ المقدَّسِ على رقصاتِ السامبا وهي تندحسُ في مئذنةِ السَّلَفِ المبرودِ بكوسراتِ الظاهرةِ القُصيْميَّةِ فيحملُ الرملُ سيوفَ اللهِ المسلولةِ على رقابِ الملاهي التي لا تعرفُ غيرَ الألمِ الحاملِ جراحه على كَتِفِ النسيانِ وهو يقفزُ فوقَ المفخَّخاتِ التي ترقصُ التانكَو معَ (البالاتِ) في مسرحِ صيحةِ النظريّةِ التي خانها التطبيقُ مع الفراغ حينما كانتِ الأفلاكُ تهزُّ ردفَها أمامَ الشمسِ وهي تسكرُ معَ المجموعةِ في بارِ التَّبانةِ فيهربُ نادلُ الصخورِ سابحاً في مركبةِ السّندسِ باحثاً عن الباقلّاءِ خلفَ حائطِ عدنَ فوجدَ السامورايَ يسكرونَ مع الحورِ العينِ الهارباتِ من لحى الصالحين الموقّفةِ قضبانُهم على تلفِ الماضي المفضوض.
رحمٌ في الجحيم
القبورُ تفتحُ أزرارَ قميصِها ليدخلَ بها الباحثونَ عن الحرّية المسلوبةِ في كأسٍ لا يكاسرهُ التقديسُ في عقلٍ نخرَهُ الموتُ ودخلَ إلى ملعبِ الأحلامِ ليباري الحبَّ بسمومِهِ ويتغلّب عليها بفارقِ الإرهابِ فتكونَ الأرضُ مسطّحةً وتحوم حولَ زحل
السائرِ بنومِهِ إلى الأبد.
كنتُ كلّما آخذُ قِطعةً منكِ بينَ الدمارِ والضّلالِ وأشواكُ النيرانِ تفلّي جسدي وتجري في الشرايين بحثاً عن نبضٍ يتسابقُ مع العقاربِ العملاقةِ هناكَ كنتِ تبتعدينَ وترتفعينَ أكثرَ حتى لمْ تعُدْ يدايَ تلوحُ رائحتكِ فالدّماءُ وحدَها كانتْ تمدُّ أعضاءَها وتسلّمُ عليكِ وسطَ طوفان من اليحموم والعذابات التي تطفح فيها زقوماتٌ تترنّحُ من شربِ أحلامي ومزمزةِ أمخاخِ الأطفالِ التي ذابتْ جرّاء الغضبِ الآكلِ أفئدةِ السلاح والضفائر فبقيتِ تلوّحينَ لي من سفينتِكِ التي تعلو وتعلو في سماءٍ سوداءَ وتبتعدُ لمساتُ مؤخّرةِ ضحكتِكِ وأنا بينَ أكوام بقايا قطعِكِ الزائدةِ عن حاجة طعامي جالساً أمدُّ شهيّتي نحوكِ أيّتها الزرقاءُ، فتتموضعُ روحي وسطَ ذاتِكِ المتقرفصةِ وسطَ حيطان قفزتْ من أساساتِها المتعلّقةِ بكلابِ دجلةَ وهو يجري هنا بالعكسِ فتسبحُ تلكَ الحيطانُ بصحراءِ الرسالة بحثاً عن وسيلةِ النقلِ المخبوءةِ بصدرِكِ الذي يفرّقهُ ما يسمّى (موسى) بعصاً تمتدُّ من أعلى جذورِ السرابِ إلى أسفل سُرّتِكِ المطبوعةِ على ظهرِ (بعل) الذي يبحثُ عن صلعةِ (عشتار) السكرانةِ في مراقدِ الملاهي القارئة فنجان القراد السماوي.
عبوةٌ ملتصقةٌ بالفردوس
الأنهارُ يابسةٌ والرمالُ رماديّةٌ والرصاصُ في كلِّ مكانٍ: في الرؤوسِ المطبوعةِ على جدران هذا العالم، في سماواتِهِ اللامتناهيةِ، في أرجلِ الأرائكِ التي لبستِ الحقيقةَ المطلقةَ وكفَّرتِ المقاعدَ، في الحريرِ الذي مزّقَ الصوفَ الذي لم يعرفْ جسدَهُ أحدٌ، في العسلِ الذي يكسرُ الخمرَ، في أباريقَ تركعُ حينَ تصبّها الغلمان فهي تفتحُ شهيّةَ التوحيدِ لأجلِ صلاةٍ لا تميّزُ الكعبةَ التي طالما بحثتْ عن العرشِ الذي احترقتْ أرجلُهُ وهربتِ الملائكةُ التي تحفو به لتلبسه لباس التقديس الأحمر، وأنا أبحثُ بينَ الركامِ علّني أمسكُهُ فأشمُّهُ وأفصلُهُ على جسدي الذي تمزّقَ وسافرتْ أوردتُهُ بعيداً عن أعصابِهِ التي تنظرُ إلى عضلاتِهِ وهي تزحفُ نحوَ قصرٍ سرابيٍّ يضحكُ على قنبلةٍ تمسّدُ شعرَ ابنتِها على رصيفِ نهايةِ العالم.
انفجارٌ آخر
حتّى جاءَ نورُ قنبلةٍ نوويّةٍ ينبئُ ظلامُها بطوفانَ جديدٍ يحرقُ حتّى الملائكة التي كانتْ تهربُ في كلِّ مكان بعضُها لا يستطيعُ الطيرانَ لأنَّ الحريقَ سكرَ بأجنحتِها ومزمزَ عِظامَها، بعضُها حاولَ النزول إلى الأرضِ فوجدَها مشغولةً عنهُ بالقيامِ والقعودِ في حضنِ زحلَ، ذلكَ الذي استقعدَ المجرّةَ كلَّها بعدَ يومِ البعثِ، كانتْ صاحبتنا مرتخيةً وبقايا بناياتها تتمايل وجوفها امتلأ ضجيجاً وصخوراً ومساميرَ وقبورُها فارغةً تنزُّ ديدانَا وعقاربَ وصراصيرَ، تلكَ الأجداثُ التي طالما كانتْ قد شبكت أيديها معلنةً رفضَها للتوحيدِ الذي وضعَ فيها الأشلاءَ والحميرَ والنباحَ ليدنّسوا الترابَ الهاربَ من طينِ الخلقِ الذي لا يعرفُ غيرَ أنْ يعصيَ فيساندهُ إبليسُ في سبرِ أغوارِ (الذات/المتلقّي) ضدَّ (النص/الموضوع) رغماً عن أنفِ (هوسرل)، فما كانتْ سوى قِدرٍ يعطسُ في جيبِ الفرن المتدحرجِ على رازونةِ السقف في مطبخ القيامة والملائكةُ تطفئ النيرانَ الخمسة من بؤس عيون المطلّقات بمتعةٍ يحلّلها عقلُ المذهبِ المشحون ببطارية قناني غاز السَّلَفِ المعجون بمرجعيّة حصان الهواء حيث الهريسة تلعبُ بــ(جمباراتِ) طائفيّة الذئابِ وهي تبرّد جلودَها بالعقول الراكنة بـ(كَراجات) يوم البعث حين يتعهّدُ إسرافيلُ بأخذَ نقود (الكونستانس) من رحيقِ القراءةِ ليعطيها إلى وباء النيزكِ الأظلم.