دُمية أفنان
القذيفة التي أضاءت السّماء فوق حيّنا، قصفت مدرستي. سقطت مدوّية فوق السطح عندما كنتُ بصدد ترتيب بقايا قذيفة هاون قربُ خزّان الماء الذي قُصف هو الآخر قبل أسبوع تقريبا، وفاضت مياهه مثل الطّوفان، ليغرق حيّنا في كومة ضخمة من القذائف المتفجّرة. قذائف النّظام وقذائف الفصائل المسلّحة والميليشيات والكتائب المتقاتلة. قضّينا كامل الأسبوع المنقضي، نترصّد لحظات الهدوء القليلة التي تتخلّل الغارات أو التي تلي الهجمات العسكريّة، لنقوم بتجميع القطع الحديديّة وبقايا الرّصاص والخراطيش وهياكل القذائف المقصوفة التي جرفتها مياه الخزّان الذي كنّا نشرب منه ونستخدم مياهه في الطهي، والاستحمام في بعض الأحيان.
انقسمنا إلى مجموعتين. الأطفال يقومون بتقريب القطع الحديديّة المختلفة وتخليصها من الأوحال بحذر، ونقوم، نحن الفتيات، بعمليات الفرز والترتيب حسب نوعيّة القطع، ثم نُجمّعها في أكداس منفصلة عن بعضها البعض. رصاص الأسلحة الرّشاشة وخراطيش البنادق والقنابل اليدويّة في كدس منفصل. القذائف نرصّفها فوق بعضها البعض. قطع الحديد المنفصلة والألواح المعدنية المختلفة نضعها في كدس آخر. يستخدم الأطفال قفازات صنعوها من أكياس البلاستيك، أمّا نحن الفتيات فنحمي أيادينا بفساتيننا أو بأكمام قمصاننا عندما نُمسك ما يصلنا من القطع الملوّثة.
عندما ترفع فتاة منّا قطعة حديد بفستانها لتضمّها إلى الكومة التي يجب أن تركنها فيها، تُلقي نظرة محترسة على العمّ مالك أبوفرح الذي يجلس وراء طاولة الحديد ويصوّب نظراته الحادّة إلى ما تحت الفستان. لا يختلس العم مالك نظرات التّحرّش المؤذية، بل يغرسها بوقاحة، يُعرّينا بنظراته المخترقة، مثل دمى لا حول لها ولا قوة.
قالت لي إحدى الفتيات، دون أن ترفع ظهرها عن قطعة الحديد، أبوفرح لم يعد يخفي نظراته الشّرهة منذ أصبح يمنحنا خمسة آلاف ليرة في اليوم، أي ما يعادل دولارا ونصف دولار أميركي. رفعت قذيفة “آر بي جي” بفستانها وأضافت قائلة بتأفّف: تاجر الخردة القذر، الذي يبيع ما نجمعه إلى معامل الحديد، يمنحنا الورقة النقديّة الجديدة من فئة خمسة آلاف ليرة بأصابعه المتّسخة ليوهمنا بأنّه ينقدنا أجرة سخيّة. ابن الكلب يشترط علينا ألاّ نلبس غير الفساتين ليسمح لنا بالعمل عنده، ويمنعنا من استعمال الأكياس البلاستيكية لنحمي أيادينا. يأمر الأطفال بالانتشار بعيدا والانهماك في تقليب الأتربة والطين بحثا عن الحديد، ثم يجلس إلى طاولته أمامنا نحن، مرّة يهرش بطنه المنتفخة ومرّة يداعب شعر صدره أو يمطّط شواربه الكثّة بأصابعه، ونظراته لا تكفّ عن تعريتنا، وهي تمضغ لحم أفخاذنا مثل جمل هرم يلوك النباتات المالحة.
دويّ صوت انفجار القذيفة فوق سطح مدرستي، لم يمنع الفتاة من مواصلة حديثها، كأنّ شيئا لم يحدث. أنا نفسي انتابني شعور غريب، رغم أنّ الفزع جعلني أتسمّر في مكاني مثل قطعة حديد، إذ بدوت كمن يستمع إلى نورس صاخب، يعلو صوته تكسّر أمواج البحر على الصخور الصلدة. ظللتُ فزعة لكنّني في نفس الوقت كنت أصغي بانتباه شديد إلى كل كلمة تقولها “فتاة الآر بي جي”. هكذا أسميتها بعد أن أطلقت عليّ أنا اسم “فتاة الهاون”.
قبل قصف خزّان الماء، كان العم مالك أبوفرح يختلي بنا وحدنا لساعات طويلة بعد أن يُرسل الأطفال إلى الأحياء المجاورة لتجميع كل ما تلتقطه أياديهم من حديد، ولا يعودون إلّا عندما تمتلئ عرباتهم بالخردة، والويل لمن يتجرّأ على العودة دون ذلك، فجميع الأطفال يعرفون أن العم مالك لا يتسامح أبدا ولا يتراجعُ عن عقابه الوحيد، الحرمان من أجرة اليوم. يقول لهم “مادام الاقتتال مستمرا والحرب مفتوحة على كل الجبهات، فإنّ باب الرّزق يظلّ مفتوحا، فلا تحرموا أنفسكم من الرّزق. استمرّوا في عملكم”. يقول لهم ذلك في الصّباح، عندما يجرّ الأطفال العربات من المستودع ويسحبونها باتّجاه طاولة أبوفرح، وهو الذي يقوم بنفسه بتحديد وجهة كل عربة وإعطائها شارة الانطلاق نحو تلك المنطقة أو ذاك الحي.
كل المناطق والأحياء القريبة من حيّنا تحت نفوذ العم مالك، ملك الخردوات الحربيّة، وكان المستودع الكبير في حيّنا نحن، لذلك تأتينا جميع الفتيات من مختلف الأماكن الأخرى صباحا، في الوقت الذي يغادرنا فيه أترابنا الأطفال نحو الأحياء الأخرى، وفي المساء، تغادرنا الفتيات عندما يبدأ الأطفال بالتوافد تباعا يجرّون العربات الثقيلة.
كانت “فتاة الآر بي جي” تسرد عليّ هذه التّفاصيل وتقدّمها لي مغلّفة بالمعلومات كأنّها تريد تلقيني قواعد العمل عند العم مالك كما تناديه. لم أشأ أن أقول لها إذا كان بهذه القسوة فلماذا تنادونه العم مالك أبوفرح؟ سألتها في بلاهة مصطنعة، والفزع ينهشني على سطح مدرستي المتهدّم، هل الجميع ينادونه العم مالك وهل لديه ابنة اسمها فرح؟ ابتسمت “فتاة الآر بي جي” ساخرة وأجابتني، الأطفال لا ينادونه كذلك. بل هم لا يتحدّثون معه مطلقا. يُومئون برؤوسهم عندما يوزّعهم مع العربات وعندما يؤوبون بها محمّلة بالحديد. حتى عندما يُحرم طفل من أجرة يومه لا يحتجّ ولا يتكلّم. يعرف أن مجرّد نطق كلمة واحدة مع العم مالك سيكلّفه الطرد النّهائي. إن الأطفال هنا مثل القطع الحربيّة التي تحوّلت إلى خردة.
سكتت قليلا ثم سألتني قائلة: يا “فتاة الهاون” أليست تلك مدرستك التي سقطت فوق سطحها قذيفة الآن؟ أجبتها. نعم. نعم. إنّها مدرستي. لقد نسيت كم مرّة سقطت عليها قذيفة. لا عليك، يا “فتاة الآر بي جي”، قولي لي هل أنتنّ الفتيات من تنادينه العم مالك. سألتها وأنا أولّي وجهي عن الدّخان المتصاعد من سطح مدرستي.
نعم، نحن من نناديه العم مالك أبوفرح، لكنّ ليس جميع الفتيات من يفعلن ذلك. لم أفهم ما تعنيه “فتاة الآر بي جي”، التي افترّ فمها عن ابتسامة تخفي الكثير من اللؤم. سألتها مجدّدا بذات البلاهة المصطنعة، ماذا تقصدين بأن جميع الفتيات لا يفعلن ذلك. لم تجبني هذه المّرة. قالت لي انتظري دورك، عندما تحصلين على دميتك ستنادينه العم مالك أبوفرح وستعرفين لماذا نناديه هكذا. اصبري على فرحك. قالت لي ذلك وانشغلت برفع القذيفة وهي تشمّر فستانها وتتّجه صوب كدس القذائف وابتسامتها تزداد لؤما.
أنا لستُ “فتاة الهاون”. أنا اسمي أفنان، وعمري ثلاث عشرة سنة. انقطعت عن الدراسة بعد أن تعرّضت مدرستي إلى قصف عنيف بالقذائف والصّواريخ. والدي قُتل في غارة ليليّة عندما كان عائدا من صلاة الفجر. قالت لي والدتي إنّ من قتلوه كانوا يترصّدونه أمام المسجد بعد أن اشتبهوا في موالاته لنظام الحكم. أعيش مع والدتي قرب خزّان الماء الذي انفجر منذ أسبوع. يوم انفجر الخزّان وافقت والدتي على أن أعمل عند مالك في جمع الخردوات ومخلّفات الحرب. لا أعرف أحدا في هذا الحي الذي انتقلنا إليه حديثا، ومدرستي المقصوفة، لم تتسنّ لي مزاولة الدراسة فيها. دخلتها مرّة واحدة. في الصّباح عندما رافقتُ أمي لإتمام إجراءات نقلتي والتّسجيل، وفي مساء نفس اليوم قُصفت المدرسة وانهار سقفها وتحوّلت ساحة اللعب فيها إلى حفرة عميقة.
لم تجد أمي مبرّرا لتمنعني من الالتحاق بالعمل مع الفتيات في مستودع مالك. حياتنا أصبحت معلّقة بخيط رفيع خاصة بعد مقتل والدي وانفجار خزان الماء وقصف مدرستي. أمي لا تريد اللجوء إلى الخارج وترفض المساعدات الإنسانية وتمقت حركات التّعاطف. نعيش في غرفة متنقّلة، كرافان. خفّف علينا الكرافان الكثير من المتاعب بسبب النّزوح كل مرّة من مكان إلى مكان والهرب من ويلات الحرب. كل ما يحتاجه الكرافان سيارة يكتريها والدي لتنقلنا من مكان إلى آخر. لقد أصبحت الصفيحة المعدنية مخرّمة بالتجويفات التي أحدثتها الخراطيش والرّصاص وبخطوط الصديد، ليجعلا واجهة الكرافان مثل لوحة سرياليّة لا تطلب تفسيرا أو تأويلا فنيّا.
الآن، بعد أن قتلوا أبي، ستأخذ أمي مكانه في هذه المهمة، وتأخذ مكانه أيضا في حمايتي من الاختطاف أو القتل أو التجنيد. أمي أصبحت تحلم بدلا عنّي بمستقبل أفضل لي بعيدا عن القذائف والانفجارات. تنام وتصحو وهي تفكّر في مستقبلي بعيدا عن ثقوب الكرافان. تهتمّ بي أمي. تروي لي قصص التّحدّي والشجاعة، وتبدّد مخاوفي، كأنّها صبيّة تدخل مع دميتها في عالم سحري. أمّا أنا فلم أعد أحلم بأيّ شيء سوى أن أساعدها بما يمكن أن أكسبه من عملي في مستودع مالك. لا أريد أن أفكّر في أنّني انتصرت على أمّي عندما وافقت مستسلمة لإلحاحي بالسّماح لي بالعمل عند مالك يوم انفجر خزان الماء. أريد أن أفكّر فقط كيف أحافظ على استمراري في العمل عند مالك الذي كنت أشاهده محاطا بالفتيات الصغيرات مثلي، من الثقوب المحفورة في واجهة الكرافان.
تستخدم أمّي، لسدّ ثقوب الرصاص على واجهة الكارافان، القماش والصوف والخيوط التي تنتزعها خلسة من “دمى داعش” بألوانها الكاكي التي يوزّعها رجال “جُند الإسلام” على الأهالي مجانا ويضعونها أمام أبواب المنازل والمدارس في اللّيل. يضعونها بنفس الطّريقة، دمية مقاتل وأربع عرائس منقّبة أمام كل باب. عندما يجدها الأطفال في الصّباح، يتبادلونها بين أياديهم، ويضمّونها إلى صدورهم الصغيرة في مرح بريء. هذه عروسة منقّبة سوداء دون عينين، وهذا مقاتل صغير في بزّته كاكية اللون. ويجد الأطفال متعتهم في اللعب بهذه الدّمى وهذه العرائس، التي يصنعون منها حروبا من القماش الأسود والكاكي، فيها المقاتلون والأسيرات، وعندما لا يجدون ما يجسّدون به صور القتلى، يجعلون كراريسهم وكتبهم قتلى وجرحى يلوّنونهم بالأقلام الحمراء.
أدفع سبّابتي مثل قلم لأنزع قطعة القماش والصّوف، الذي تسد بها أمي الثّقوب، وأُلصق صدري على صفيحة الكرافان التي تخزُ نهديّ اللذين بدآ يأخذان شكل حبّتيّ تين، ثم أرسل بصري نحو مستودع مالك وأكوام الحديد المرصوفة في انتظام. أشاهد البنات يرفعن فساتينهن ولا أفهم لماذا يفعلن ذلك، وأشاهد صاحب المستودع جالسا خلف طاولة الحديد يراقب عمل البنات دون أن أتثبّت من طبيعة نظراته، وأشاهد الأطفال يختفون من الحيّ في الصّباح ويعودون في المساء يجرّون عربات مملوءة بقطع الحديد…
أشاهد كل شيء تقريبا من ثقب الكرافان، لكنّني لم أشاهد الدمية التي قالت عنها “فتاة الآر بي جي” منذ قليل. لم أشاهد أيّ دمية. وإلى الآن لم أحصل على دميتي، فالعم مالك لم ينادني بعدُ. هذا يومي الثّالث الذي أعمل فيه. لم ينادني مالك باسمي. مرة واحدة في اليوم الثاني قال لي من بعيد، ارفعي جيّدا فستانك يا فتاة لتتمكني من حمل قذيفة الهاون. لم أجبه. شمّرت فستاني إلى حدود ركبتيّ وحملت القذيفة في صمت. لم أفكّر في شيء سوى المثابرة في العمل وأن أتفادى أيّ عقاب قد يسلّطه عليّ مالك. لكنّ الدمية أصبحت أكثر ما أفكّر فيه.
في انتظار أن أحظى بشرف مناداة مالك الخردة بالعم مالك أبوفرح، أطلقت على الدمية المنتظرة اسم “مونييكا كيتابينا” لتدفع عنّي وساوس الانتظار والقلق وتبدّد مخاوفي، تماما مثلما تفعل “دمى القلق” الصغيرة في أسطورة حضارة المايا، التي يصنعها الآباء والأمهات في مرتفعات غواتيمالا، على عدد أيام الأسبوع، لتبدّد، كل ليلة دمية، مخاوف أبنائهم وقلقهم الليلي وتطرد الكوابيس عنهم أثناء النّوم. يقول الغواتيماليّون لأطفالهم وهم يخلدون إلى النّوم محتضنين دميتهم “اعتنوا ببطن الدمية عدة مرات حتى لا تؤلمها أحزانكم، وفي الصباح، ستختفي كل مخاوفكم!”، أمّا أنا فقلت لنفسي بين هذه القذائف وأكوام الرّصاص والخراطيش والحديد الصّدئ “فكّري بدمية العم مالك عدة مرات حتى لا تؤلمها وساوسك، وعندما يناديك، ستختفي كل مخاوفك”. متى يناديني ويعطيني الدمية؟ متى أناديه العم مالك أبوفرح؟
تركت أوصال دمى داعش محشوة في ثقوب الكرافان، واحتضنت في خيالي دمية “مونييكا كيتابينا” منتظرة صوت العم مالك ليناديني بين اللحظة والأخرى. لم أفكّر كثيرا عندما أشمّر فستاني إلى الأعلى. أعلى من ركبتيّ الهشّتين. أعلى من فخذيّ الطريّين. أعلى، أعلى. أشمّر إلى الأعلى بحماس وتفان لألفت نظر العم مالك. أشمّر الفستان لأجعل العرق ينزل منّي، عرق العمل، مثلما ينزل العرق من جبين عامل مثاليّ. أكاد أبول عرقا من أجل أن يفتح العم مالك فمه ويناديني. لم أعد أفكّر كثيرا في الدّولارين، أي في ورقة الخمسة آلاف ليرة البائسة. موعدها المسائي معلوم، لكن الدّمية لا أعلم موعدها.
جميع الأطفال يمنحهم آباؤهم وأمّهاتهم حرية اختيار الدّمى التي يفضّلونها ويرغبون في اقتنائها، يختارون أشكالها وألوانها وملامحها وأحجامها التي يحبّونها أو التي يتخيّلونها، لا يشمّرون فساتينهم أو يعتصرون لحمهم ليتعرّق، كل ما يفعلونه أنّهم يكرّرون حيلتهم الوحيدة، التوسّل والبكاء، ليحسموا القرار لفائدتهم، ولا ينتظرون كثيرا حتى يطبع آباؤهم وأمهاتهم القبل الحارة على وجوههم وهم يدفعون ثمن دميتهم. أمّا أنا فالخيار الوحيد المتاح لي، بعد أن ابتعدت عنّي “فتاة الآر بي جي” وصمتت نهائيا، هو أن أنتظر العم مالك أبوفرح ليطبع قبلته ويريني دميته.
هل سيُقبّلني العم مالك، داخل مستودع الخردة، مثلما كان يقبّلني أبي قبل أن يقتلوه أمام المسجد، وهل سيطلب مني العم مالك أن أغمض عينيّ قبل أن يريني دميته مثلما يفعل أبي أيضا كلّما جلب لي هديّة؟ أم هل سيجعلني العم مالك أبكي وأتوسّل له ليمنحني دميته مثل الأطفال في المتاجر ومغازات الألعاب؟ وكيف سيكون شكل دمية العم مالك؟ أهي طويلة أم قصيرة؟ هل هي ناعمة وطريّة الملمس أم صلبة ومؤذية؟ وهل لها شعر مجعّد وقصير أم هي صلعاء ورأسها مفرطح، وربّما يكون لزجا مثل يرقة نديّة؟ هل سيتركني ألعب بدميته بمفردي أم سيعلّمني كيف ألعب بها؟ هل سيعطيني العم مالك أبوفرح دمية ملفوفة في غلاف هديّة ملوّن، أم سيخرجها لي عارية من جيب سرواله المثقوب مثل ساحر ماهر؟ قد أتجمّد في مكاني وأتسمّر دَهِشَة أمام هذا السّاحر الماهر. ولن يستطيع فمي كبح شهقة مكتومة، سرعان ما تغتصبُ ملامح الفرح من وجهي، وتجعلني أصرخ مرتجفة أمام تلك الحركة البهلوانيّة، وتعتريني دهشة مثل الأطفال الصّغار عندما يشاهدون شيئا ما لأوّل مرّة. أنا أفنان التي لم يعد القصف المستمرّ يُدهشها، ربّما سأندهش عندما يناديني العم مالك أبوفرح ويدخلني مستودعه ليُريني دميته.