رسالة إلى الماء الدافئ

الثلاثاء 2016/03/01
تخطيط: حسين جمعان

مَاذَا‭ ‬جَنَيْتُ‭ ‬مِنْ‭ ‬مُرَاقَبَة‭ ‬الغَيْم؟

لا‭ ‬شَيْء

سِوَى‭ ‬الصَّمتِ،

مَا‭ ‬مِنْ‭ ‬شَيْءٍ،‭ ‬فِي‭ ‬التَّمَاثِيلِ‭ ‬المُبْهَمَة،

سِوَى‭ ‬الأَحْجَارِ‭ ‬القَاسِيَة،

تَقَعُ‭ ‬عَلَى‭ ‬رَأْسِي،‭ ‬بَعْدَ‭ ‬أَنْ‭ ‬تُفَتِّتُهَا‭ ‬الطُّيُور،

التِي‭ ‬تَهْرَعُ‭ ‬مِنْ‭ ‬عَيْنِي‭ ‬إِلَى‭ ‬الأَعْلَى،

وَإِلَى‭ ‬غَيْمٍ‭ ‬مُهْتَزٍّ‭ ‬مِنَ‭ ‬رِيحِ‭ ‬الظَّهِيرَة‭..‬

عَلَيْنَا‭ ‬فَقَطْ،‭ ‬أَنْ‭ ‬نُحِبَّ،

بِذَلِكَ‭ ‬الشَّكْلِ‭ ‬المَذْهُولِ‭ ‬مِنْ‭ ‬نَفْسِه،

أَنْ‭ ‬نَبْكِي‭ ‬بَعْدَ‭ ‬الحُبِّ‭ ‬وَالرَّغْبَة،

دُونَ‭ ‬إِرَادَةٍ،‭ ‬لِنَصْحُو‭ ‬مِنْ‭ ‬إِغْمَاءَةٍ‭ ‬كَهَذِه‭.‬

نَقُولُ‭ ‬فِي‭ ‬الصَّبَاحِ،‭ ‬أَشْيَاءَ‭ ‬مُحِقَّة،

إِلَى‭ ‬تِلْكَ‭ ‬الدَّرَجَةِ‭ ‬المُؤَدِّيَة،

إِلَى‭ ‬إِزَاحَةِ‭ ‬الشَّمْسِ‭ ‬بَعِيداً

عَن‭ ‬السَّرِير

هَذَا‭ ‬الشَّارِعُ،‭ ‬كَمَا‭ ‬لَوْ‭ ‬أنَّهُ‭ ‬شَارِعُ‭ ‬بَيْتِنَا،‭ ‬هُنَاك،

أَتَذَكَّرُ،‭ ‬يَوْمَ‭ ‬تَسَلَّقْتُ‭ ‬فَوْقَ

شَجَرَةِ‭ ‬التُّوتِ‭ ‬الشَّامِيِّ؟

كُنْتُ‭ ‬لاَ‭ ‬أَهْبِطُ،‭ ‬إِلاَّ‭ ‬وَالدَّلْوُ‭ ‬فَائِضٌ،

وَيَدَيَّ‭ ‬وَثِيَابِي‭ ‬بِلَوْنِ‭ ‬قَلْبِي‭..‬

وَحُزْنِي‭ ‬هُوَ‭ ‬الشَكُّ،

بِأَنَّ‭ ‬رَصَاصَةً‭ ‬سَتَخْتَرِقُ‭ ‬ظَهْرِي،

حِينَمَا‭ ‬سَأَعُودُ‭ ‬إِلَى‭ ‬المَشْيِ‭ ‬عَلَى‭ ‬الأَرْضِ‭.‬

أَيَّتُهَا‭ ‬الرِقَّةُ‭ ‬ارْجِعِي‭..‬

بَيْنَ‭ ‬ضُلُوعِي‭ ‬هَشَاشَةٌ‭ ‬بَائِسَةٌ،

كُلَّمَا‭ ‬نَظَرْتُ‭ ‬إِلَى‭ ‬نَفْسِي‭ ‬الغَاضِبَة‭..‬

الكَلِمَاتُ‭ ‬مُخْتَبِئَةٌ‭ ‬خَائِفَةٌ،

فِي‭ ‬الجَسَدِ‭ ‬الشَّاحِبِ،

وَرُوحِي‭ ‬تُكَلِّلُ‭ ‬تَعَاسَتَهَا،

إِذْ‭ ‬أَنَّ‭ ‬الغَيْمَ‭ ‬مُحْتَجِبٌ،‭ ‬أَيْضاً،

فَبِمَا‭ ‬سَتَتَبَلَّلُ‭ ‬بَهْجْتِي‭ ‬الأَرْضِيَةُ،

بَعْدَ‭ ‬هَذَا‭ ‬الغِيَاب؟‭!‬

قَرِيبَةٌ،‭ ‬قَرِيبَةٌ‭ ‬مِنَ‭ ‬الرِّيحِ،

هَا‭ ‬أَنَا‭ ‬أَطِيرُ

بِلَا‭ ‬وِجْهَةٍ،

تَحَطَّمَ‭ ‬وَجْهِي‭ ‬الثَّلْجِيُّ،

ومِنْ‭ ‬تَحْتِهِ،

أَنَا‭ ‬كَمَا‭ ‬أَنَا،‭ ‬أَعُودُ‭ ‬إِلَى‭ ‬الرَّبِيعِ،

خَالِصَةٌ،‭ ‬صَافِيَةٌ،‭ ‬مَحَبَّةٌ،‭ ‬أَسِيرَةٌ،‭ ‬رَائِقَةٌ،‭ ‬خَفِيفَةٌ،

خَجُولَةٌ‭.. ‬خَجُولَةٌ،

قَلْبِي‭ ‬مَطْعُونٌ‭ ‬بِالعُشْبِ‭ ‬النَّدِيِّ،

خَائِبَةٌ،‭ ‬عَنِيدَةٌ،‭ ‬رَعْنَاءُ،‭ ‬سَرِيعَةُ‭ ‬العَطَبِ،

لَكِنِّي‭ ‬أُحِبُّ،

وَهُنَاكَ‭ ‬مِنْ‭ ‬يُحِبُّنِي

بِرِفْقٍ‭ ‬وَحِكْمَةٍ‭..‬

أَيُّهَا‭ ‬الزَّهْرُ‭ ‬الوَرْدِيُّ‭ ‬المَغْرُورُ،

أَنَا‭ ‬لَسْتُ‭ ‬خَائِفَةً،‭ ‬بَعْدَ‭ ‬الآنِ،

أَيُّهَا‭ ‬الزَّهْرُ،‭ ‬أَنَا‭ ‬لَسْتُ‭ ‬خَائِبَةً،

لِتَقْضِم‭ ‬السَّنَاجِبُ‭ ‬وَجْهِي،

وَليُوَبِّخْنِي‭ ‬البَطُّ‭ ‬مَجْهُولُ‭ ‬الأَصْلِ،

أَنَا‭ ‬أُحِبُّ‭ ‬رَجُلاً‭ ‬وَاحِداً،

أَنَا‭ ‬امْرَأَةٌ‭ ‬وَاحِدَةٌ،

لاَ‭ ‬أَكْثَرَ‭ ‬وَلاَ‭ ‬أَقَلّ،

وَسَأَمُوتُ‭ ‬يَوْماً،

لَكِنْ‭ ‬لَيْسَ‭ ‬قَبْلَ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَكْتُبَ‭ ‬رِسَالَةً‭ ‬طَوِيلَةً

إِلَى‭ ‬المَاءِ‭ ‬الدَّافِئِ‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.