زهرة الإسفلت
فتَفتَّحي
يا زهرةَ الإسفلت
ها بعضُ النساء ينَمْن جُلَّ نهارهن
وذا المُسمى
ما يزالُ هو النساء،
أنا ابتدرتُ - نكايةً في الضدِ –
مرثيةً لجيلٍ مقبلٍ
من مرضعاتِ الوهنِ،
يا امرأةً بدت كالمقبلِ المأمولِ
لا صخراً فقدتِ
ولا حكيمَ، لك الكلامُ
وكلُ ما اتفق الرواةُ عليه
من حبقِ السلام.
وتفتحي
فالموتُ أقربُ
من صباحِ النورِ
أو
تُصْبح على خيرٍ،
وأسرعُ
من لُهاثِ قُبلتِنا الأخيرةِ
في ممرِ البابِ،
أطربُ
من لقاءٍ عابرٍ
عند الإشارةِ،
أشتهي
أن التقي الموتَ المناورَ
كيْ يَفرَّ إلى الأمام.
يا زهرةَ الإسفلت
فلتتفتحي
وأنا السماءُ،
أنا هناءُ يومٍ قادمٍ،
هزي إليك بجذع ذي الأنا
– لا ينوهُ شاعرٌ بالموتِ –
إلا
والحياةُ هنا/هناكَ
فمُدي،
زهرةَ الإسفلت،
إصبعنا
إلى عين الإمام.
يا زهرةَ الإسفلت
هل ذا خيزرانٌ آخرٌ في القلب؟
هل مرتْ حكايتنا على درب الفطامِ؟
أم انتمينا للذين نُحبُ؟
هل جاوزتِ
أغنيةَ النحيلِ الأسمر الكحلي؟
يا امرأةَ العذابِ الحُلْوِ،
هذا البيدرُ الممتد،
بَيْدرُنا،
وحقلُ الآخرين
هو الختام.
وأنا أحبُّكِ مرتين،
لا شيء أكبرُ من بنات محبتي،
وأحبك الأيامَ
– كاملةً –
أحبك ذا المساءَ
وذي النهارات الطليقةَ
ذا الصباحَ
أحبك مرةً
في القلب يا أمي
وأكثرَ في مراقي القلبِ
أبعدَ من شجونٍ
لا ترينها
يا سماءً
أفقُها شفقٌ وأغنيةٌ....
ونام.
والبيتُ أبعدُ،
زهرةَ الإسفلت،
البيت أبعدُ
والمسافةُ بيننا والناس سهمانِ،
التقينا كي نرد الأولَ
– انطلق اتجاه حبيبتي الأولى –
كأن الآخرين يروننا ماضٍ!!
أنا،
يا زهرةَ الإسفلت
ماضٍ،
في طريقي
والطريقُ إليك ماضٍ
في الطريق،
تفتحي
يا زهرة الإسفلت،
فلتتفتحي
فاليوم قد أكملتُ دينَك
إنني
والحبَ،
منتقصٌ وتام.
ولنا
يا زهرةَ الإسفلت
– لي لكِ للذين نحبهم –
ضوءُ النهارِ،
لنا انكسارُه في خطايانا،
لنا
أن نشتهي ما نشتهي
يا زهرةَ الإسفلت
إني أشتهي
أن التقيك كأمِّنا الأولى،
بلا تفاحةٍ
و لا شجرٍ حرام.
وأنا أغار من القميص عليك يا
حبوبتي
وأغارُ من نظراتك الحيرى لهيكل صاحبي
وأغارُ من تلفازك الأمي،
من صنبور مطبخك الأنيقِ
ومن تلك التي تأخذك مني
آخرَ الأسبوع،
هل تعفينني
من أن أغار من البلاطِ،
وأنت تغازلينه
مرةً في الصبح
أخرى في المساء،
وأحمل غيرةً أخرى،
كجرحٍ في المشيمة،
من طريقٍ
تنتهي بصفائنا هذا
إلى قلب الظلام.
هم،
يا زهرةَ الإسفلت،
باعوا بيتَهم،
لا بيت لي لأبيعه،
مُدِّي يديك إلى الذي
لا بيتَ له
– غير الوله –
يا زهرةَ الإسفلت
آخرُ عهده بالحب
أنْ
سكبت حبيبتُه خطيئتَه
على رملٍ
فمصَّ الرملُ
جزءاً من خطيئتِه
ولم يكُ للخطيئةِ
أن تُضام.
أنا أصفرُ الصحراء
يا حبوبتي،
أنا أخضرُ الغابات،
لا موتٌ هناك
ولا حياة هنا،
أنا أولُ الغادين
من كهف الخيال
وآخرُ البشر
الذين يروعون الناسَ
– في أفراحهم – أنَّ السلاطينَ انتهوا
سلطانُ ذي الدنيا
كلامٌ في الغرام.
الرياض 19-12-2011
ولكنه وطني
ولكنه وطني
وهي أغنيةٌ
من تراب الكلام.
لا البناتُ الجميلات
يُلهبْننا
بسياط الغرام
ولا النابهونَ
من الشعراء
يهزون أحزاننا بالذي
لا مفر.
كَفَرٌ أو وتر.
لا مفر.
دولةٌ في القمر.
لا مفر.
دولتان!
على سطح شعبٍ فصيحٍ
يلوكُ الكلامَ أساطينُه
وهو يغلقُ هذي
بطينة حزبٍ
وتلك
ببعض عجين السفر.
لا مفر.
من كلام كسيحٍ
يعالج أشلاءنا
من غثاء الحقيبةِ
أو نهنهات المديحِ
ويتركُنا في العراءِ
لنلقطَ أثمارَنا
كالبدايةِ
نجمعَ من هذه الأرض
حَبَّ الحياةِ
وحُبَّ الأمل
والعمل،
على أن يحاورَ
قابيلُ هابيلَه
ويطاوعَ فيدي أزاميلَه
وينصرف الربُ
يطوي أشاغيلَه
لنرسمَ في هذه الأرضِ
بعضَ الصور
عن حبيبٍ بعيدٍ
يؤوبُ
وعن مستقرْ
للذين يدورون في فلكٍ
من نقودٍ
وللصائمين عن الفعل
والقول إلا
ليستغفروا اللهَ
أو يحمدوه
وهذي إذا
جاء صبحٌ جديدٌ
وكانوا
على قيدِ هذي الحياة.
الرياض 24-4-2010