شلال ضائع
يا بحر
ماؤكَ المالحُ
يهشِّم أعماقي،
ضجيجُ الضلوع يصارع رأسي
ويحفر خندقًا
صوتُ أقدام الخوف
يرميني بصخرةٍ..
لأنك تهدر الباقي من سيلِ الدم.
أموت بيدين مكبلتين.
الرجل والبحر
أيها الحزين في أقاصي الأرض،
يا ربان البحر الغاضب، إذ تفتح موجةٌ فمها وتبتلع الصغار،
وعاشقَه، لما تطفو صورتي
والموجُ يلاعبُ قدميَّ؛
حافيتين
ومضيئتين،
تحلم بموجٍ يزحزحُ ثوبي
ويكشف أوَّل الألغاز -كتفي-
لكن الرياح هادئة.
لا تخف،
لن أترك يدكَ
ليختطفها الذعر.
أيها الكهل المتكوم على نفسه
منتظرًا دفء الصغيرة،
ليذوب ويسكر.
الوجه والصورة
وضَعُوا على صدرك صخرةَ الرعب
فملت عليّ..
لم ترَني عندما سال من عيني دمٌ،
والآن
دمي شلالٌ ضائع في جسدي.
***
فمي مطبق
والعنكبوتٌ يملأ المسافةِ بيني وبينك
ومن الجسد إلى الجسد يمتد جرحُ الأرض.
أنا الكسير،
صرتُ أعتكف نفسي،
في دوامة الموت.
استندْ إلى نفسكَ فقد ذابَ كتفي
وكساني خوف.
يا أنت..
يا صاحب الذاكرة الضعيفة
واليد الراجفة
والعيون التي رُسم تحتها كهف سواد.
يا شقيق ضوئي في الظلام
ومسحة الأب الحنون على كتف ابنته
حين يلتهمها الحزن.
يا ضحكتي العالية
وخفوت صوتي عند ذكرك
غيرة وخجلا،
يا همسة تصير خدرًا.
يا تنهيدة صدري،
وأرقي الليلي.
يا لون البنّ في قهوتي
ودموع أمي عند اللقاء.
يا أخي البعيد،
يا روح القصائد التي أحبُّ
والإيقاع الذي يمايزها عن النثر.
يا هواء الصيف الذي
يلطّف الحر والألم عن الكادحين.
يا ضربة قلبي
وبحة صوتي
وسكَّر جسدي الذي
طالما تمنّى نفحة من شذاك..
لأنتشي لحظة التأكد من وجودك
لئلا تكون ظلًا رسمته المخيلة؛
مخيلتي والمسافة.