شهوات‭ ‬أقلّ

الثلاثاء 2015/08/18
الفنان: عبدالباسط الخاتم

ذئب‭ ‬قديم‭ ‬I

مثلَ‭ ‬ظلٍّ‭ ‬سأكتبُ‭: ‬

بلّلْ‭ ‬كلامي‭ ‬كما‭ ‬أشتهي‭ ‬أيّها‭ ‬البرقُ

ها‭ ‬شهَواتي‭ ‬تعسعسُ‭ ‬في‭ ‬جسَدي

كقطيعِ‭ ‬ذئابٍ

وتصعدُ‭ ‬في‭ ‬الليلِ‭ ‬بيضاءَ‭ ‬بيضاءَ،‭ ‬تقطُرُ‭ ‬ريحًا

أنا‭ ‬أنتَ‭ ‬يا‭ ‬ذئبُ

أبحثُ‭ ‬عن‭ ‬شهَواتٍ‭ ‬أقلّ‭ ‬رمادًا

وعن‭ ‬مطرٍ‭ ‬غيرِ‭ ‬هذا،‭ ‬جريءٍ‭ ‬ومتّسخٍ‭ ‬

كقطيعِ‭ ‬الذئابِ‭ ‬الّتي‭ ‬تصعدُ‭ ‬الليلَ‭ ‬دومًا

بكاملِ‭ ‬أنيابِها‭.‬

مثلَ‭ ‬ظلٍّ‭ ‬سأتبَعُها‭ ‬في‭ ‬نهارٍ‭ ‬كهذا

وفي‭ ‬الليلِ

سوفَ‭ ‬أجوسُ‭ ‬كذئبٍ‭ ‬قديمٍ‭ ‬على‭ ‬بابِها

امرأة‭ ‬بكامل‭ ‬وردها

لو‭ ‬فجأةً‭ ‬،‭ ‬وأنا‭ ‬أفكّرُ‭ ‬فيكِ‭ ‬أثناءَ‭ ‬الكتابةِ‭ ‬،‭ ‬

تَدخلُ‭ ‬امرأةٌ‭ ‬بكاملِ‭ ‬وردِها‭ ‬

من‭ ‬بابِ‭ ‬مكتبِيَ‭ ‬الصغيرِ‭ ‬

ولا‭ ‬أحسّ‭ ‬بها‭ ‬لشدّةِ‭ ‬ما‭ ‬سَكرتُ‭ ‬وغبتُ‭ ‬

‭ ‬في‭ ‬هذي‭ ‬القصيدةِ‭ ‬

حيث‭ ‬تَنكتبينَ‭ ‬وحدَكِ‭ ‬هكذا‭ ‬

وأنا‭ ‬أحدّقُ‭ ‬مثلَ‭ ‬وحيٍ‭ ‬فيكِ‭: ‬

‭ ‬هل‭ ‬حقًّا‭ ‬خلَقتُكِ‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أدري؟‭ ‬

وهل‭ ‬حقًّا‭ ‬رغبتُ‭ ‬بكلِّ‭ ‬ما‭ ‬أوتيتُ‭ ‬من‭ ‬مطَرٍ‭ ‬

فكنتِ؟‭ ‬

أكادُ‭ ‬مثلَكِ‭ ‬لا‭ ‬أصدّقُ‭ ‬أنّ‭ ‬هذي‭ ‬أنتِ،‭ ‬

أنّكِ‭ ‬جئتِ‭ ‬من‭ ‬حلُمي،‭ ‬

وأنّكِ‭ ‬لن‭ ‬تكوني‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬ما‭ ‬سوى‭ ‬هذي‭ ‬القصيدةِ‭. ‬

لا‭ ‬أصدّقُ‭ ‬أنّني‭ ‬سأراكِ‭ ‬واقفةً‭ ‬أمامي‭ ‬بعدَ‭ ‬ثانيتينِ‭ ‬

تبتسمينَ‭ ‬

كامرأةٍ‭ ‬يكادُ‭ ‬الوردُ‭ ‬ينهَبُ‭ ‬صدرَها‭.‬

ذئب‭ ‬قديم ‭ ‬II

لم‭ ‬يكن‭ ‬ساكنًا‭ ‬قطّ‭ ‬سطح‭ ‬البحيرةِ

لكنّني‭ ‬قلتُ‭: ‬ألقي‭ ‬بنفسيَ

لعلّي‭ ‬أرى‭ ‬حلُمًا‭ ‬يتلألأُ‭ ‬في‭ ‬الماءِ

أو

أتعلّمُ‭ ‬فنَّ‭ ‬الغرَقْ‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬ساكنًا‭ ‬قطّ‭ ‬سطحُ‭ ‬البحيرةِ

حين‭ ‬مررتِ‭ ‬

ولم‭ ‬تنظُري‭ ‬لِترَيْ‭ ‬ظلَّكِ‭ ‬القمريّ‭ ‬على‭ ‬صفحةِ‭ ‬الماءِ

لم‭ ‬تنظُري‭ ‬قطُّ

حتّى‭ ‬كأنّ‭ ‬البحيرةَ‭ ‬كانت‭ ‬سرابًا‭.‬

أنتِ‭ ‬ذئبةُ‭ ‬ليلٍ‭ ‬إذن

تتنكّرُ‭ ‬في‭ ‬هيئةِ‭ ‬امرأةٍ

وأنا‭ ‬محضُ‭ ‬ذئبٍ‭ ‬قديمٍ‭ ‬تطقطقُ‭ ‬في‭ ‬النار‭ ‬أضلاعُه

ويشمُّ‭ ‬الترابا‭.‬

كوكبُ‭ ‬الورد

دعي‭ ‬كوكبَ‭ ‬الوردِ‭ ‬يعبرُ‭ ‬بيني‭ ‬وبينَكِ

سكرانَ‭ ‬أكثرَ‭ ‬يا‭ ‬أمَّ‭ ‬وردٍ

دعي‭ ‬الليلَ‭ ‬يفتحُ‭ ‬أبوابَه‭ ‬بهدوءٍ‭ ‬

‭‬لندخلَ‭ ‬فيهِ‭ ‬عُراةً‭ ‬خفيفينَ

‭‬نجهلُ‭ ‬من‭ ‬نحنُ‭ ‬أو‭ ‬أين‭ ‬نحنُ

دعي‭ ‬الريحَ‭ ‬

تخلطُ‭ ‬أحلامَنا‭ ‬وروائحَنا

لنَرى‭ ‬من‭ ‬سيرجعُ‭ ‬منّا‭ ‬إلى‭ ‬ليلِه‭ ‬سالمًا‭ ‬وقويًّا

ومن‭ ‬سوفَ‭ ‬يفضحُهُ‭ ‬ضوؤه‭ ‬أوّلا‭.‬

دعي‭ ‬مطَرًا‭ ‬ما‭ ‬خفيًّا‭ ‬يجيءُ‭ ‬لنا‭ ‬وحدَنا

ثمّ‭ ‬يمضي‭ ‬ولا‭ ‬يعرفُ‭ ‬الناسُ‭ ‬كيفَ‭ ‬ابتلَلْنا

وهم‭ ‬ناشفون‭.‬

ومن‭ ‬أين‭ ‬جئنا‭ ‬بصَلصالِ‭ ‬أجسادِنا‭.‬

امرأة‭ ‬تائهة

سَيرتجفُ‭ ‬البحرُ‭ ‬

كالولَدِ‭ ‬القَرويِّ‭ ‬المُراهقِ

حينَ‭ ‬تَمُرّينَ‭ ‬أنتِ‭ ‬وبيروتُ

كامرأتيْنِ‭ ‬مُعَتّقتيْنِ

تَقولانِ‭ ‬للمَوجِ‭: ‬ثُرْ،

‭‬فيَثورُ

ويَرشُقُ‭ ‬خَصرَيْهِما‭.‬

سَيرتجفُ‭ ‬الولَدُ‭ ‬القَرَويُّ‭ ‬أمامَكِ

كالبَحرِ

ثمّ‭ ‬سيَترُكُ‭ ‬أمواجَهُ‭ ‬تَتكسّرُ‭ ‬كلَّ‭ ‬مساءٍ

وأنتِ‭ ‬بكاملِ‭ ‬ضَوْئِكِ

تَمشينَ‭ ‬بينَ‭ ‬ارتعاشاتِهِ

وسَترتَجفينَ‭ ‬إذا‭ ‬رشَقَ‭ ‬الموجُ‭ ‬خَصرَكِ

ليسَ‭ ‬من‭ ‬البَردِ‭ ‬في‭ ‬عزِّ‭ ‬آبَ

وليسَ‭ ‬من‭ ‬الحَرِّ

بل‭ ‬من‭ ‬دُخولِكِ‭ ‬في‭ ‬السُكرِ

كامرأةٍ‭ ‬تائهَة‭ ‬

تخطفُ‭ ‬الآلهة‭ .

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.