شهوات أقلّ
ذئب قديم I
مثلَ ظلٍّ سأكتبُ:
بلّلْ كلامي كما أشتهي أيّها البرقُ
ها شهَواتي تعسعسُ في جسَدي
كقطيعِ ذئابٍ
وتصعدُ في الليلِ بيضاءَ بيضاءَ، تقطُرُ ريحًا
أنا أنتَ يا ذئبُ
أبحثُ عن شهَواتٍ أقلّ رمادًا
وعن مطرٍ غيرِ هذا، جريءٍ ومتّسخٍ
كقطيعِ الذئابِ الّتي تصعدُ الليلَ دومًا
بكاملِ أنيابِها.
مثلَ ظلٍّ سأتبَعُها في نهارٍ كهذا
وفي الليلِ
سوفَ أجوسُ كذئبٍ قديمٍ على بابِها
امرأة بكامل وردها
لو فجأةً ، وأنا أفكّرُ فيكِ أثناءَ الكتابةِ ،
تَدخلُ امرأةٌ بكاملِ وردِها
من بابِ مكتبِيَ الصغيرِ
ولا أحسّ بها لشدّةِ ما سَكرتُ وغبتُ
في هذي القصيدةِ
حيث تَنكتبينَ وحدَكِ هكذا
وأنا أحدّقُ مثلَ وحيٍ فيكِ:
هل حقًّا خلَقتُكِ دون أن أدري؟
وهل حقًّا رغبتُ بكلِّ ما أوتيتُ من مطَرٍ
فكنتِ؟
أكادُ مثلَكِ لا أصدّقُ أنّ هذي أنتِ،
أنّكِ جئتِ من حلُمي،
وأنّكِ لن تكوني في مكانٍ ما سوى هذي القصيدةِ.
لا أصدّقُ أنّني سأراكِ واقفةً أمامي بعدَ ثانيتينِ
تبتسمينَ
كامرأةٍ يكادُ الوردُ ينهَبُ صدرَها.
ذئب قديم II
لم يكن ساكنًا قطّ سطح البحيرةِ
لكنّني قلتُ: ألقي بنفسيَ
لعلّي أرى حلُمًا يتلألأُ في الماءِ
أو
أتعلّمُ فنَّ الغرَقْ.
لم يكن ساكنًا قطّ سطحُ البحيرةِ
حين مررتِ
ولم تنظُري لِترَيْ ظلَّكِ القمريّ على صفحةِ الماءِ
لم تنظُري قطُّ
حتّى كأنّ البحيرةَ كانت سرابًا.
أنتِ ذئبةُ ليلٍ إذن
تتنكّرُ في هيئةِ امرأةٍ
وأنا محضُ ذئبٍ قديمٍ تطقطقُ في النار أضلاعُه
ويشمُّ الترابا.
كوكبُ الورد
دعي كوكبَ الوردِ يعبرُ بيني وبينَكِ
سكرانَ أكثرَ يا أمَّ وردٍ
دعي الليلَ يفتحُ أبوابَه بهدوءٍ
لندخلَ فيهِ عُراةً خفيفينَ
نجهلُ من نحنُ أو أين نحنُ
دعي الريحَ
تخلطُ أحلامَنا وروائحَنا
لنَرى من سيرجعُ منّا إلى ليلِه سالمًا وقويًّا
ومن سوفَ يفضحُهُ ضوؤه أوّلا.
دعي مطَرًا ما خفيًّا يجيءُ لنا وحدَنا
ثمّ يمضي ولا يعرفُ الناسُ كيفَ ابتلَلْنا
وهم ناشفون.
ومن أين جئنا بصَلصالِ أجسادِنا.
امرأة تائهة
سَيرتجفُ البحرُ
كالولَدِ القَرويِّ المُراهقِ
حينَ تَمُرّينَ أنتِ وبيروتُ
كامرأتيْنِ مُعَتّقتيْنِ
تَقولانِ للمَوجِ: ثُرْ،
فيَثورُ
ويَرشُقُ خَصرَيْهِما.
سَيرتجفُ الولَدُ القَرَويُّ أمامَكِ
كالبَحرِ
ثمّ سيَترُكُ أمواجَهُ تَتكسّرُ كلَّ مساءٍ
وأنتِ بكاملِ ضَوْئِكِ
تَمشينَ بينَ ارتعاشاتِهِ
وسَترتَجفينَ إذا رشَقَ الموجُ خَصرَكِ
ليسَ من البَردِ في عزِّ آبَ
وليسَ من الحَرِّ
بل من دُخولِكِ في السُكرِ
كامرأةٍ تائهَة
تخطفُ الآلهة .