في المصنعِ الثَّقيل
هَزِيمَةٌ
النُّبَاحُ يُرَوِّضُ
أَقْدَامَك
وَيَمْلَأُ أَكْتَافَك
بِالوَسَائِدِ الوَثِيرَة
النُّبَاحُ
يُلَوِّنُ أَطْرَافَك
بِالأَغَانِي
وَالفَضَلاَتِ الأَنِيقَة
النُّبَاحُ يَرْبِطُك
بِحَبْلٍ قَصِيرٍ إِلَى القَافِلَة.
مَتَاهَةٌ
تَفَادَ أَنْ تَبْتَسِمْ
أَنْ تَتَوَرَّط
فِي مَتَاهَةِ الآخَرِ
فِي حَاجَاتِهِ السَّرِيعَة
وَإِلْحَاحِهِ الطَّوِيلِ
…!
تَفَادَ
أَنْ تَسْقُطَ فِي
نُبَاحِهِ الجَمِيل.
مُرَبَّعٌ
بِلاَ سَقْفٍ
لَنْ تَعْرِفَ حُدُود المَعَارِك
جَبَهَاتها
أَوْ شَهَوَاتِها المُتَقَاطِعَة!
بِلاَ سَقْفٍ
لَنْ تَجِدَ مُرَبَّعًا
فِي المَصْنَعِ الثَّقِيل.
بِلاَ سَقْفٍ
لَنْ تَكُونَ مُفِيدًا
أَوْ صَالِحًا لِلاسْتِهْلاَك.
تَقَارُبٌ
النَّارُ قَرِيبَةٌ
أَنَا وَالعَدَمُ
قَرِيبَانِ أَيْضاً
ضَعِي العَالَمَ
جَانِبًا
وَإذَا قَرَّرْتِ أَنْ تَدْفَعِي الكَوْنَ
إِلَى الهَاوِيَة
سَأَدْفَعُهُ مَعَكِ.
انْسِحَابٌ
الطُّرُقَاتُ
التِي غَادَرْتها
تَوَقَّفَتْ عَنِ الحَيَاة
حَتْمًا.
…
تَوَقّفْ!
لاَ تَكُنْ قَاسِيًا
دَع العَدَمَ
نَائِمًا
فِي الطُّرُقَاتِ المُقْبِلَة.
سُقُوطٌ
هَا أَنَا أَكْتُبُ
لِأُطَارِدَ مَعَكُمْ
كُرَةَ الغَبَاءِ المُتَدَحْرِجَة
…
هَا أَنَا أَسْقُطُ
أُدِيرُ ظَهْرِي
لِلَّذِينَ
لَمْ يَجِدُوا جَدْوَى
فِي نَفْخِ
بَالُونَةِ العَالَمِ
المَثْقُوبَة.
نَظَرِيَّةٌ
أَحَدُهُمْ
أَطْلَقَ القَطِيعَ بِوَجْهِك
وَرَدَمَ الحُفْرَةَ
وَالنَّافِذَة.
أَحَدُهُمْ
عَطَّلَ النِّهَايَةَ
وَبَعْثَرَ خَرَائِطَ
القَفْزَةِ الأَخِيرَة.
أَحَدُهُمْ
يَخْبِطُ مِيَاهَك
يُحَرِّكُ أَصَابِعَك
يَلْمَسُ أَعْضَاءَكِ الغَامِضَة
وَيَخْنُقَك.
أَحَدُهُمْ؟
أَنْت = أَحَدهُم.
دَلِيلٌ
أَخِيرًا
هُنَاكَ دَلِيلٌ
عَلَى وُجُودِ حَيَاةٍ
عَلَى هَذَا الكَوْكَبِ.
مَوْتُك مُقنعٌ!
وَالرَّصَاصَةُ
التِي اخْتَرَقَتْ رَأْسِي
كَهَدَفٍ نِهَائِيٍّ
مُقنعَةٌ أَيْضًا!
أَلاَ يَكْفِي ذَلِكَ دَلِيلاً
عَلَى وُجُودِ
حَيَاةٍ عَلَى هَذَا الكَوْكَب؟
سُقُوطٌ
لَمْ تَعُدْ وَحِيدًا
كَيْ تَذْهَبَ
أَوْ تَعُود
اِسْتَدْرَجَكَ الآخَرُون
إِلَى المَصْنَعِ الثَّقِيلِ
لَمْ تَعُد قَاسِيًا
كَيْ تَقْفِزَ
بِاتِّجَاهٍ وَحِيد.
اِنْكِسَارٌ
غَادَرَكَ
المُرَبَّعُ الأَوَّلُ
ذُو الحَافَات الصُّلْبَة
اللاَّمِعَة
وَالعَالِيَة أيْضًا،
اِنْسَكَبَتْ
مِيَاهُك الأُولَى.
أَصْبَحْتَ جَافًّا وَقَاسِيًا
وَسَتَكْسِرُ
وَتَنْكَسِرُ أيْضًا.
سُؤَالٌ
هَلْ نَجَوْت حَقًّا
مِنْ تَحَطُّم الطَّائِرَة؟
وَانْفِجَارِهَا؟
هَلْ نَجَوْتَ حَقًّا
مِنْ ارْتِطَامِهَا
عَلَى الأَرْضِ الثَّقِيلَة
المَصْنُوعَة بِيَقِينٍ فَجٍّ
لاَ مَكَانَ فِيهِ
لِلشَكِّ وَاللَّعِب
واللَّهْوِ وَالعَبَثِ؟
هُنَا
لاَ قَاعَ
كَيْ تَبْدَأَ
أَوْ تَذْهَب
أَوْ تَقُولَ إِنِّي هُنَا.
قَفْزَتُكَ الأُولَى
لاَ تَزَالُ
تَبْحَثُ
عَنْ قَاعٍ أَكِيدٍ.
غَرِيزَةٌ
حِينَ يُطَارِدُك وَطَنٌ
هَارِبٌ
مِنْ لَعْنَةِ التَّارِيخِ
ضَعْ رَأْسَكَ
بَيْنَ فَكَّيْهِ
ذَلِكَ أَهْوَنُ الخِيَارَات.
الخَلاَصُ
لَيْسَ مُتاَحًا
في قَانُونِ الغَرِيزَةِ الصَّارِم.
إفلات
أَدِرْ ظَهْرَكَ
مَرَّةً أُخْرَى،
وَأُخْرَى
لاَ أَحَدَ هُنَاك.
أَدِرْ ظَهْرَكَ
مَرَّةً أُخْرَى
وَأُخْرَى
حَتَّى تُفْلِتَ مِنْكَ.
وَقَاحَةٌ
الذِينَ رَحَلُوا
غَادَرُوا أَسْئِلَتَنَا
إِلْحَاحَنَا
وَنُبَاحَنَا
وَحُضُورَنَا الثَّقِيلَ.
الذِينَ رَحَلُوا
لَمْ
وَلَنْ يَصِلُوا!
تَعْلِيمَاتٌ
حِينَ تَسْقُطُ
فِي لُعْبَةٍ مُحْكَمَةٍ
دُونَ خَطَأ
أَوْ قَصْدٍ
فِي فَكِّ وَطَنٍ مُفْتَرِسٍ
سَقَطَ
عُنْوَةً
فِي فَكِّ التَّارِيخِ
خَلِّصْ نَفْسَكَ أَوَّلاً
اِنْزَعْ قَلْبَكَ
ضَعْهُ فِي مَكَانٍ دَافِئٍ
وَالْبَسْ قُفَّازَاتٍ مُحْكَمَة
لِتَخْنُقَ أَوْهَامَهُ القَاتِلَة.