قصائد الحرب

الخميس 2017/08/31
تخطيط: حسين جمعان

من كآبة فبراير

صنعتُ ورقَ بيافرا شفافاً

ألفّ به هذه الترويكا.

**

المكان: طرابلس

التاريخ: 23 مايو 2017

الموضوع: لم يعد أحدٌ يسمع صوت البحر.

**

إنها الحرب تتعرّى

لن تروا دعايةً أرخصَ

لفنّ الموت.

**

تتفاقم الحربُ

بينما يتدلّى الشعبُ متخَماً

من النشيد الوطني.

**

دخان بكثافة حجر أسود يغطي المدينة البيضاء

عيون كحّل السُخام رموشها تحدق في لا شيء

وجنود قدماء يقارنون بين حربين.

**

مساء البارحة

مرّت رصاصة طائشة

ولم تصل بعد.

**

لم يعد هذا الطفل ينام..

كلما أغمض عينيه

تنهار به الأرض.

**

الصرخة الأولى كانت مثل شهقةٍ

ثم خيّم الصمتُ…

من يوقف الآن عويل الأرواح؟

**

لم يحدث شيءٌ

لقد متنا فقط

كما نفعل دائماً.

**

استعادت المدينة عافيتها…

غير أن أصواتاً مألوفةً ونداءات

تضجّ كلّ ليلةٍ من حطام مقهى الكورنيش.

**

بخبرته في الرقص

أراد أن يتفادى لغماً لا يُرى،

سَبَحَ في ضوء أبيض وشموس كثيرة.

**

اختبأتُ من الرصاصِ

خلفَ شجرة نخيل،

اختبأ ظلّي خلف الشجرة المجاورة.

**

بعد كل هؤلاء الآلهة الدمويين

يتهيّأ شعبُ الزومبي

للخروج من تحت الأنقاض.

**

ابتكر الميليشياوي محفظةً

يحشرها في جيبه الخلفي

تَسَعُ مدينةً بأسرها.

**

بعدَ أن مات

تذكّر الميليشياوي

أنه لم يكن حيّاً أبداً.

**

قال الكهلُ بائع البوخا لجيرانه الموتى

كان بإمكانكم أن تختبئوا

في برميل.

**

الطفلُ الذي يبحث عن أمه

تَبِعَ قطةً

قادته إلى معسكر الجرذان .

**

قال الجنديُّ وهو يبحث عن رأسه

لا أكسجين.. ويداي مبتورتان

لا يبدو الفوسفوريُّ مجدياً بعدُ.

**

عاد إلى البيت

لكن الحرب كانت تفاجئه

كلّما التفتَ.

**

ترتعشُ أطراف الولد الصناعية

كلما اقترب

من المدرسة.

**

صرت أحلم أنني بلا رأس

أمشي هكذا دون أن أعرف ما هو الوقت أو أين أنا

هل يجب أن أستيقظ الآن أم عليّ أن أمشي وأمشي.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.