قصيدة الشاعر
تجيء
هناك حيث مات أوفيد وسط الفراشات على ضفّة نهر أوكسان
في منتصف الطريق بين بلغاريا ودلتا الدّانوب
*
تجيء
مع قارات ثلاث تتقارب في منتصف الليل
مع النجمة البابلية
وليلك ألمانيا تحت أمطار الغابة السوداء
لتتلو مع بول فاليري قصيدة المقبرة البحرية
في قرانات نجم الدبران
أو في ليل مدينة سيت
وتستعيد مع مارية ريلكة وجوه النوتية النوبيين على النيل
*
تجيء
مع لورنس العرب
مع نياقه البيضاء
بنات المطر الأول على أبواب سوريا
لتحس بقلق العناصر في هسيس نخيل الواحات
*
تجيء مع الليل ذي النجمات الثلاث
مع جون جاك روسو في عربته السويسرية
تحفّه صيحات الطرغلات ومخاوف باريس
وسط غابات الألب.
*
تجيء
بقوّة الأزمنة الجيولوجية
مع اينشتاين
مع الفيلة التي تجوب مقاهي رومة تحت مطر الخريف
مع غموض نبع فوكليس
وأصداء ساحات سان بطرسبورغ الحجرية
مع بيتراركا الذي كان ينشد قصائده في أديرة البروفانس الرومانيّة
*
تجيء
مع فيتجنشتاين اذ عاش وسط الجزر البريطانية
وحيدا
بحثا عن حدّ الكلمة
حيث تمّحي الحدود بين الميتافيزيقا و الكلام
في تلك الخمسينيات المضطربةّ
ذاكرة الماء
أيّتها المياه التي تسيل عبر الأزمنة
يا ذاكرة العالم الشفافة
يا مياه هيراقليطس التي أضاءت اللوغوس
وأنت يا أنهار سفر الجامعة التي ما تزال تمضي إلى البحر
ويا مياه نافورة الخيام بعصافيرها اللاّمرئية
يا مياه بلبرئيسو المظلمة
ويا مياه الدانوب التي شهدت ذات مساء موت أوفيد قرب جسر أوكسان
يا مياه دجلة الذي اكتشفه آدم ذات صباح
يا مياه إليوت
ويا بحار عوليس السّبعة
يا مياه السويد المظلمة
يا نوافير الأندلس التي ما تزال تردّد نحيب العذارى العربيات
في ساحة قصر بني سراج
أيتها المياه التي تنتظم ساعة الكون الأبدية
ما يزال رامبرنت يصغي إلى هسيسك في ظلمة أمستردام
وما تزال ساعات متحف الرايكس تدق منذ قرون
عصافير فينيسيا
تحلم كما لو أنّها عصافير فينيسيا
وأبولينير يقف في شرفة في إيطاليا
آه أيها المصباح
كنت تضيء أحلام طفلة
في الحادية عشرة
أنت يا من غناك طاغور
لم تعد لك بلاد تضيء حقولها.
قصيدة
الغـزلان التي أحببتها
ستعبر قوس قــزح.
قصيدة
كنت أحبّك
مثل أمطار على الحدائق.
قصيدة
لا بروق في الفجر تضئ داري
أيّها النسّاجون
السّهم لسمكتي .
قصيدة
تتذكر ديكة البحر الصامتة
فتاة في فلورنسة توضب الأغطية البيضاء
قارب الأربعاء
والنجمة في زجاج النافذة.
قصيدة
اين حصان منتصف الليل
أنوال الخشب
خيط النجمة
رداء الملكة.