قصيدة تونس
I
كنتُ وراءَ بابكَ
لا أطرق
ولا أترك..
أدخل صمتك،
نقصانَكَ وقتا للحبّ وللحزن
شرودَك الهاربَ إلى أصواتِ شبّاك أزرق،
الهابطَ على كرسيٍّ حديديّ في المقهى
في ساعاتِ السبتِ
ألتقط شظايا لامعة من هذا
أنثرها نحو حياتي الذاهبةِ في سيارةٍ سوداءَ على سُككِ الوهمِ والزيتون.
كنتَ هناك وكنتُ أكثرَ من أيّ وقت
في تونسِ النهارِ المشمس
II
كنتُ وراء بابكَ أكثر من أيّ وقت
كنا في تونس
وكانت تونسُ دوننا
خلف البحرِ، كنتَ تصُفُّ الكلمات
كي تكون حياةً أخرى
وموتاً آخر
ثم تنهض إلهاً متعبا محتاجا إلى القهوةِ والنبيذ
تترك كائناتِ بيتك ناقصة
وتسقط بين نصوصِ أزقةٍ باردة، دون صوت
جسدكَ الكلمةُ السمراء، يتألم
ألمسهُ
أضعه فوق سريرٍ صغير
أرضِعُه سفراً آخرَ
وأعود.
III
في تونسِ الأربعاء
في ساعةِ الظهيرة الدافئة
كنتَ حياةَ شاشةٍ صغيرةٍ فوق طاولةٍ على رصيفٍ في شارع “الحرية”
كنتَ شمسَها وغيابي هناك
وكنتُ أرتقي ريحَ الطريقِ
أحلامَ الأرض
الروائحَ
والألوان
وأبلغُكَ أكثر.
نهايات أبريل 2016 تونس