كتب تحت المجهر

الأربعاء 2020/04/01

فلسطيني جدا

يعرض الروائي والكاتب المسرحي الفلسطيني نواف أبوالهيجا في سيرته الذاتية “فلسطيني جدا: الضحية في سيرة ذاتية”، الصادرة عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” في بيروت، جوانب متعددة من حياته، فينتقل من ذكرى إلى ذكرى، ومن زمن إلى آخر، ومن مكان إلى آخر داخل الوطن وخارجه.

هي حياة حافلة بالعمل والعلم والمشاركة مع رفاقه في الدرب والهدف والعمل على تحرير الأرض المغتصبة، وهكذا من حيفا في فلسطين إلى بغداد والبصرة ثم سوريا مروراً بالكويت وبيروت والأردن والقاهرة والجزائر وليبيا والمغرب وبلدان أخرى غربية يروي المؤلف تجربة حية عاشها ليبقى كتابه وثيقة للتاريخ بلغة المؤرخ والروائي، يضعها بين أيدي القرّاء بما فيها من أفراح وأتراح يجري استحضارها بالذكريات أحيانا، وبالزمن الحاضر أحيانا أخرى ليشاركوه عيشها بما هي عليه من أحداث مقدّرة على المستوى الشخصي والعام في آن معا.

في “كلمات لا بد منها” يفتتح أبوالهيجا سيرته بالقول “إن ما كتبته ليس نصف الحقيقة ولا ربعها ولا كلها. الحقيقة تبقى منقوصة ما دام القلم يرتعش من ذكر جزيء منها حتى ولو كان لا يُرى إلا تحت مجهر حديث صغير فلا يكتبه”.

جبل الرمل

كتب

بمشاهد إنسانية مؤثرة، وتفاصيل دقيقة معبرة تدوّن المصورة الفوتوغرافية الفلسطينية رندا شعث، في سيرتها التي تحمل عنوان “جبل الرمل”، الصادرة حديثا عن “دار كرمة للنشر والتوزيع” في القاهرة، حياة الاغتراب الفلسطيني الأليم في بيروت وغزة والجزائر والقاهرة، والتي يكتشف القارئ بعد قراءتها أنها قصة الاغتراب العربي على نحو عام.

كتاب رندا شعث الفريد هذا سيرة حياة عاطفية مؤثرة عن العائلة والزواج والعمل أثناء حقبة مضطربة في العالم العربي، مليئة بشخصيات لا تُنسى، وحكايات دافئة وصريحة، وذكريات تلمس كل قارئ، مطعّمة بصور جميلة التقطتها عين حساسة ومبدعة.

تقول رندا شعث في تقديمها للكتاب “كتابتي وصوري، بل حياتي كلها، كانت لها علاقة وثيقة بمحاولتي اليائسة أن أكون داخل المكان تماما. أظن أنها عقدة الإنسان المهدَّد دائما بالطرد من البلد، من المكان، وحتى من قلوب الناس”. ويصف الروائي صنع الله إبراهيم هذه الكتابة بأنها “كتابة عذبة ورحلة مثيرة في الجغرافيا والتاريخ لوطن كله من خليجه إلى محيطه تعيس للغاية”. ويقول الروائي محمود الورداني إنها “سيرة ذاتية مصورة مفعمة بالحنين وآلام الفقدان المتواصل”.

وسيلة بورقيبة

يسعى المؤرخ التونسي نورالدين الدّقي في كتابه “وسيلة بورقيبة: اليد الخفيّة”، الصادر حديثا باللغة الفرنسية عن “دار الجنوب للنشر” في تونس، إلى إماطة اللثام عن خفايا شخصية نسائية كان لها تأثير في تاريخ تونس، وكانت محل جدل وصخب في العهد البورقيبي، وإن غاب من ملامحها الكثير وبقي البعض من تفاصيلها مجهولا.

يحاول الكتاب الإجابة على سؤال “من هي وسيلة بورقيبة، ولماذا تركت بصمتها في تاريخ تونس المعاصر؟”. كما يسعى إلى استكشاف الكون المغلق لامرأة غير عادية صاغت مصيرها السياسي من خلال مثابرتها ومهاراتها الشخصية وحدّة ذكائها، انطلاقا من ولادتها في حضن عائلة بن عمار البورجوازية وصولا إلى قصر بورقيبة.

وعلى امتداد 17 فصلا، مرفقا بمحاور فرعية، اقتفى المؤلف أثر وسيلة بورقيبة في الطفولة والصبا وفي قصر الرئيس، ويتطرق إلى شخصيتها الناشطة والفاعلة في حراك المجتمع المدني، وتوّغل في معطيات تاريخية ووقائع حقيقية لسبر أغوار حياة امرأة لم تكن ككل النساء. كيف لا وهي زوجة الزعيم الحبيب بورقيبة ومستشارته الرئيسية طيلة 40 سنة من حكم تونس بعد الاستقلال. وأرفق المؤلف كتابه بمجموعة من الشهادات الحيّة لشخصيات عرفت وسيلة بورقيبة عن قرب أو عن بعد.

الخاطرات

كتب

يتناول كتاب “الخاطرات: سيرة ذاتية فلسفية”، للدكتور سعيد توفيق، أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والأمين الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، سيرة الرواد من المفكرين وأساتذة الفلسفة في مصر، منذ أحمد لطفى السيد ومنصور فهمي إلى عثمان أمين وزكريا إبراهيم وزكي نجيب محمود وفؤاد زكريا، وغيرهم ممن سعوا إلى الخروج بالفلسفة من قاعة الدرس إلى الميدان الثقافي الأرحب، حيث صارت الفلسفة على أيديهم زادا ثقافيا ضروريا لا يتفتح من دونه عقل، ولا ينضج وعي ولا يثرى خيال، وعلى نحو ما نفذوا ببصائرهم إلى قضايا العصر ومشكلات الواقع.

يهدف الكتاب، الصادر عن “دار بتانة” في القاهرة، إلى جعل الفلسفة تنزل من برجها العاجي لكي تتحرى دفء الأمكنة، وتمتحن فرادة الأشياء، وتتقرّى أسارير الوجوه، لتزيح النقاب عن مظاهر القبح في السحن والعلاقات، وتتغيّا مواطن الجمال، ثم تعرّج على ما يشغلنا، ويقض علينا مضاجعنا من هموم وجودية ووجدانية كبرى، مثل “الأخلاق” و”الحب” و”الحياة” و”الموت”. كما ينشغل الكتاب بتأمل معاني المواقف والأحداث والشخصيات التي وقعت في خبرة المؤلف، والتي ينفذ من خلالها إلى تأمل خبرات الفن والحياة والوجود ذاته.

محمود درويش يتذكر في أوراقي

يستعيد الشاعر والكاتب اللبناني شربل داغر، في كتابه “محمود درويش يتذكر في أوراقي”، الصادر عن “مؤسسة العويس” في دبي، ما عرفه عن الشاعر محمود درويش من خلال لقاءات جمعتهما، ومعرفة قرّبتهما ومقابلات أجراها، ومن ثم محاولة جمع كل هذا في ثلاثة أبواب، خصص الباب الثالث للمقابلات وملحق للصور.

يحاول داغر في الكتاب أن يعرّج على مواضيع عديدة في وقت واحد، وكأنما يسعى إلى التقاط مقاطع من حياة درويش، متتبعاً إياه من بيروت إلى برلين وباريس ومدن عديدة جمعتهما، وقصص كثيرة تستحق أن تروى، بعضها نعرف شيئاً منها، وبعضها الآخر نقرأه أول مرة.

نقرأ في الكتاب عن طفولة محمود درويش في قريته “البروة” التي هدمت واختفت، كما قرى عربية أخرى في فلسطين، ومن ثم هجرة العائلة إلى لبنان وعودتها سريعا إلى فلسطين، خشية أن تخسر كل شيء، وعن علاقة الشاعر الوثيقة بجده الذي كان يرافقه في صغره، وعن خوفه الأحمر من ركوب الطائرة، رغم سفراته الكثيرة واضطراره للترحال، وعن موقفه القاسي جدا تجاه الشعراء الجدد، شعراء قصيدة النثر، وكيف أن هذا الموقف لان وتبدل بمرور الوقت. كما نقرأ أن درويش كتب النثر، لكنه لم يكتب قصيدة النثر.

وفي صفحات أخرى نقرأ عن موسيقى شعر درويش وأوزانه التي اعتمدها، وعن عشقه للمتنبي، الذي كان ديوانه لا يفارقه في حله وترحاله، وعن أثر شعر هذا العباسي الكبير في أشعاره. وكذلك عن موقفه من اتفاقية أوسلو. ويخصص داغر فصلاً يسميه “العاشق الدائم والزوج المستحيل”، يتحدث فيه عن علاقات الشاعر بالنساء، وهو الموضوع الذي لم يقاربه درويش صراحة، لكنه كان باستمرار موضع نمائم المثقفين.

فِتَن كاتب عربي في باريس

كتب

يمثّل كتاب “فِتَن كاتب عربي في باريس”، للناقد والروائي والمترجم المغربي أحمد المديني، الصادر عن “منشورات المتوسط” في ميلانو بإيطاليا سيرة ذاتية في قالب يوميات، منها ما يتسلسل زمنيا، ومنها ما يتباعد، فيما أغلبها يأتي في سياق مثل سكة حديد يمر عليها قطار الحياة بعرباته، داخل كل عربة مسافرون، يقرأون ويحلمون ويحكون.

تُعد الإقامة في باريس، حسب هذا الكتاب، عنوانا كبيرا تنضوي بداخله عناوين متفردة لأعلام ومعالم وأزمنة مرصودة، محكية وموصوفة من بؤرة ذات الكاتب، فهي جزء من سيرة المديني، التي يدخلنا إليها بلا أقنعة، وإنما بأضعاف هويات، في قلبها هوية باريسية، فباريس هنا، التي تقلّب فيها عمالقة الأدب والفن، هي باريس الكاتب التي يعيش فيها وجغرافيته وناسه ورؤيته وإحساسه بها، وإلا كيف يمكن أن توصف مدينة بأنها تختصر العالم؟

إن الكتابة فيها تمثل ضربا من التحدي والإعجاز في وجه كل حامل قلم، إذ عليه، وهو يرسم العالمي الخارجي، أن يعي بأن قيمة الكاتب أو الكتابة تكمن في التجربة والرؤية الفردية، ولا تتأتى إلا من ذات.

ويُلاحظ أن المديني لا يلتزم التزاما تقليديا بالنسق التسلسلي للسيرة، بل يتنقل من موقف إلى آخر، مراعيا أن يكون الانتقال من مشهد أوتوبيوغرافي إلى آخر، أو من مذكرة إلى أخرى بسلاسة وتشويق.

خلود المحبة

يضع الناقد المصري سمير غريب كتابه “خلود المحبة”، الصادر عن “الهيئة المصرية العامة للكتاب”، في إطار السيرة الذاتية، أو “نثار من السيرة”، وبتعبيره تشكّل “نتفا من سيرة ذاتية، ومدخلا وثائقيّا بما فيه من معلومات وصور فوتوغرافية وصور لخطابات شخصية تنشر لأول مرة”.

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، يحمل كل قسم عنوانا مستقلا، ويتفرع إلى وحدات سردية منفصلة أو لوحات مستقلة، بما في ذلك العناوين، فلا رابط بين هذه الوحدات سوى الموت الذي يوحّد الجميع ويجعلهم يقعون في دائرة الاستعادة، والراوي الذي يقوم بالاستعادة، إضافة إلى قيمة الوفاء التي تسري وتوحّد بين جميع الوحدات.

كما تتنوّع النصوص ما بين تخليد للبشر، والأماكن كشرم الشيخ وتشيلي ونقادة والمكسيك وباريس ومنفلوط، وتجمع الأماكن بين المحلية والعالمية، وهو ما يشير إلى تساوي القيمة لديه في أهميتها، فلا فرق بين نقادة التي تقبع في جنوب مصر، وباريس في حضارتها وتراثها.

ولا يقف المؤلف بما يسرده عند شخصياته فقط، وإنما يوثق ما يكتبه بمعلومات وصور فوتوغرافية وصور لخطابات شخصية، مما يجعل صورته تأتي أولا من خلال الآخرين، وكأنه يستقي ملامحه من مرآة الآخرين، سواء أكانوا شخصيات أم أماكن، ارتبط بهم أو بها. أما الجزء الخاص بسيرته الشخصية، أو تكوينه فيأتي في نهاية الجزء الثالث المعنون بـ”تجوال”، ويقصر الحديث فيه عن حياته عبر ثلاث وحدات من مجمل سبع عشرة وحدة.

من بين الصخور

كتب

تبدو السيرة الذاتية للكاتب المقدسي جميل السلحوت “من بين الصخور: مرحلة عشتها”، الصادرة عن “مكتبة كلّ شيء” في حيفا، وكأنها سيرة حفرت الصخر لتطلق الزهور، وتفجّر ينابيع متنوعة منها العذب ومنها العلقم، منها أحداث قاسية ومنها أحداث مشرقة ومشرفة. إنها سيرة ذاتية متشعبة، لها روافد، كل رافد ينبع من مكان مختلف، لكنها تلتقي في نهر واحد يكشف عن مرحلة حسّاسة من تاريخ القضية الفلسطينية التي عاشها، عبر زوايا تطرح أوّل مرّة، يتحدث فيها عمّا عاناه طلبة التّوجيهي المقدسيون في حرب يونيو 1967، بمصداقية عالية تتبع أحداثا وشخصيات وأماكن على نحو جذاب ومثير.

في هذه السيرة بوح عن مشاعر جيّاشة عبّر من خلالها عن الألم والحسرة والحزن الشديد على فقدان الوطن، مشاعر تنطوي على روح ثائرة ينبض بها قلم الكاتب، ففي كلّ مرحلة من مراحل حياته ثمة عبرة ودرس.

ونجد في هذه السيرة، أيضا، تصويرا لمعاناة العمال إلى جانب معاناة طلبة المدارس، وفتح لملفات التعيينات وكيف كانت تتمّ، أخرجها الملفات من الأدراج المغلقة.

خزانة الأسرار

يقدم الكاتب والشاعر الجزائري فيصل الأحمر في كتابه “خزانة الأسرار”، الصادر عن “دار الماهر” في الجزائر أوراقا كثيرة من طفولته، هذه المرحلة التي غالبا ما توجّه صوبها أصابع الاتهام في حياة كل كاتب. يتساءل الأحمر “ما الذي يحدث لنا في السنوات المبكرة فيؤهل الواحد منا للكتابة أكثر مما يؤهل غيره؟ ويجيب على تساؤله بأن ثمة حربا يخوضها باستمرار بسبب فقدانه شبه التام لذكريات طفولته الأولى، ولا يجد لهذا الأمر تفسيرا نهائيا، ما خلّف في نفسه عقدة تدوين كبيرة. لذا يبدو أحيانًا في حرب ضد إمكانيات المحو الكبيرة التي تتربص بالذاكرة.

يتضمن الكتاب نصوصا موزعة على خمسة فصول هي “سفر التكوين”، “سفر الخروج إلى الحب والكتابة”، “من أفواه المجانين”، “مزامير”، و”أيام الله”.

وتراوح السرد بين الذاتي والاجتماعي، والوصفي والتأملي، في محاولة لإثارة فضول القارئ، من خلال إثارة قضايا قد يسكت عنها المجتمع، أو يغلّفها الفرد، عادة، بغلاف من السرية المفرطة. وراعى أسلوب الكاتب اللغة الأدبية وإضفاء جوّ من الشاعرية على النصوص، مع الحرص على خلق أبعاد لغوية دلالية تتجاوز السرد والوصف العادي، ومال في بعض المواطن إلى الرمزية.

مذكرات كاريوكا

كتب

يتناول الكاتب والباحث المصري محمد توفيق في كتابه “مذكرات كاريوكا” ما كتبه الروائي والكاتب المصري الراحل صالح مرسي، عن حياة الراقصة تحية كاريوكا منذ ميلادها وحتى قبل ثورة يوليو 1952 بأسلوب سردي أدبي وليس تقريريا. ويضم الكتاب، الصادر عن دار “نهضة مصر” في القاهرة، تفاصيل حياة كاريوكا الشخصية والمشهد العام في مصر.

كما يوثّق الكتاب الجانب الاجتماعي الاَخر الخاص بكاريوكا، والمرتبط بمراحل أخرى في حياتها بعد شهرتها، وبتفاصيل كثيرة عن سجنها، وعلاقتها برؤساء مصر محمد نجيب وجمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات وحسني مبارك. كذلك يتضمن الكتاب قصة أزواج كاريوكا الـ17، وقصة حبها للكاتب أحمد رجب التي يتم الكشف عن تفاصيلها أول مرة، وغيرها من الحكايات المدهشة.

ويجمع الكتاب في الجزء الأول بين كتابات صالح مرسي عن نشأة كاريوكا وطفولتها وما لا يعرفه الكثيرون عنها قبل شهرتها، أما الجزء الثاني فيوثّق الجانب الاجتماعي الاَخر الخاص بها، والمرتبط بمراحل أخرى في حياتها بعد شهرتها، وبتفاصيل كثيرة مرتبطة بسجنها، وعلاقتها بالرؤساء الأربعة.

ويروي صاحب الكتاب في المقدمة قصة بحثه عن المذكرات، ثم يرصد سيرة كاريوكا في ما بعد ثورة يوليو، لاسيما علاقتها بالرؤساء الأربعة، وفترة السجن التي مرت بها. ويوضح أنه حاول الوقوف باحثا عن كاريوكا التي وصلت إلينا، وكاريوكا ما بين الحقيقة والأسطورة.

يذكر في هذا السياق مقال مهم كتبه الراحل إدوارد سعيد في كتابه “تأملات حول المنفى”، الذي نشر أول مرة في مجلة “الكاتبة” التي كانت تصدر في لندن منتصف التسعينات.

حليم سيرة وأغنيات مجهولة

يحمل كتاب “حليم سيرة وأغنيات مجهولة”، للناقد الفني المصري أحمد السماحي جوانب مجهولة وأغنيات غير معروفة للمطرب عبد الحليم حافظ، ويستعرض الكتاب، الصادر عن “دار بتانة” في القاهرة، السنوات الأربع المخفية في بداية مشوار العندليب الفني، في ذكرى بمناسبة ذكرى ميلاده الـ90 التي مرت في الـ21 من يونيو من العام الماضي. يتناول الكتاب مرحلة البدايات المجهولة في حياة العندليب، وتوثيق 100 أغنية مجهولة يُكشف عنها الستار، كما يستعرض قصة حياة العندليب بكل صعوباتها.

وتحكي الراقصة ميمي فؤاد في الكتاب أول مرة عن علاقتها به، وتقدم أغنياته للدول العربية، وللنادي الأهلي، والثنائيات الغنائية التي قدمها مع كوكب صادق ويسر توفيق وعصمت عبدالعليم وحسيبة رشدي، وغيرهن من المطربات، وسر حجب ثورة يوليو 1952 لـ 20 أغنية عاطفية له، وسر خلافه مع شقيقه المطرب إسماعيل شبانة، والأغنية التي غناها الثاني وقام العندليب بإعادة غنائها بعد خمس سنوات من ظهورها.

ويهدف الكتاب إلى البحث في الفترة التي لم يتناولها الإعلام، سواء لعدم وجود مادة صحافية عنها أو لرغبة عبدالحليم حافظ نفسه في إسقاطها من تاريخه الفني، ولم يتطرق إليها في لقاءاته التلفزيونية والصحافية متعمدا، بحسب تأكيدات عدد من كبار النقاد. ويستشهد مؤلف الكاتب بعدد غير قليل من أقارب العندليب ممن هم على قيد الحياة في قريته “الحلوات” بمحافظة الشرقية، التي تقع شمال شرق القاهرة، وينتمي إليها الكاتب أيضا، وكذلك بحواراتهم المسجلة في التسجيلات القديمة للإذاعة المصرية، وبحوارات الفنان الراحل لوسائل الإعلام المختلفة.

رفيق اللحام

كتب

يوثق الناقد والتشكيلي الأردني غازي أنعيم، في كتابه “رفيق اللحام رائد الفن الأردني المعاصر”، الصادر عن “دار هبه ناشرون وموزّعون” في عمّان ضمن سلسلة “مكتبة الفنون التشكيلية”، سيرة الفنان الأردني الفلسطيني (المولود في دمشق سنة 1931)، وتجربته الممتدة قرابة سبعة عقود.

ويشير أنعيم في كتابه إلى أن اللحام خاض تجربة اللون والأبعاد من خلال الرسم والحفر والنحت والتصميم والخط العربي؛ وأنه يُعد، أيضا، أحد الرّواد الذين طبعوا تاريخ الفن التشكيلي الأردني حيث عكست تجربته الفنية مراحل مختلفة من البحث العميق والدؤوب والجهد المتواصل في تاريخ الفن وتقنياته .

 أرفق المؤلف نماذج عديدة من الأعمال الفنية لرفيق اللحام تمثّل جميع مراحل مشواره الفني، إلى جانب شهادات لعدد من النقاد والفنانين والكتّاب حول تجربته الفنية مثل جبرا إبراهيم جبرا، شاكر حسن آل سعيد، رازق علوان، سعد الكعبي، وأحمد الكواملة .

استطاع أنعيم أن يلمّ بجوانب مهمة من تاريخ الفنان اللحام، حيث يحتوي الكتاب على مقدمة توضح مناخاته وأبوابه، وقراءة في سيرته الذاتية، وطبيعة الوسائط التي استخدمها في حياته الفنية كالغرافيك بأنواعه والرسم والخط العربي والتصميم والعمارة، ومدى تأثير تلك المهارات والمعارف على طبيعة عمله الفني.

شجون الحكايا

يتضمن كتاب “شجون الحكايا: علاقتي بإسماعيل فهد إسماعيل” لمحمد جواد عبدالحليم، الصادر عن “دار صوفيا” في الكويت، سيرة مكثفة لحياة الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، منذ بداية الثمانينات حتى رحيله، مسلطا الضوء على حياته المهنية في التعليم، ونشاطه في تأسيس شركة الضفاف، وتأثيره الكبير في الحركة الأدبية والفنية والمسرحية في الكويت عبر “ملتقى الثلاثاء” الذي أسسه هناك عام 1996، وامتدادا إلى التجمع الثقافي الذي كان يعقده مع مجموعة كبيرة من الكتاب الكويتيين والعرب في شقته الصغيرة، ونشاطه في البصرة في منتصف ستينات القرن العشرين مع مجموعة متميزة من أدباء البصرة، الذين برزت أسماؤهم في السبعينات مثل عبدالكريم كاصد، مصطفى عبدالله، محمد طالب محمد، عبدالجليل المياح، جاسم العايف، يوسف السالم، جميل الشبيبي وغيرهم.

ويبين المؤلف أن الروائي إسماعيل تمكّن من أن يكون قطبا في هذه التجمعات بسبب مرونته وثقافته الواسعة، وقدرته على الاستماع للرأي الآخر، من دون ضجيج أو تعصب أيديولوجي أو مذهبي. يقول المؤلف إن كتابه هذا بمنزلة “نشيج الذكريات، ومداد قلم الصحبة التي امتدت بلا حدود مع الفهد إسماعيل في الحكايات على مدى زمن العمر الخليجي الذي أشعب قلب تاريخ أخوّة العلاقة، يخطو فيها الروائي إسماعيل بكل ثقة المسطور من إبداعه، وقد حملته معه وأودعته في عنبر الأمانة والحفاظ على الحقيقة”.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.